• اخر الاخبار

    السَّلاَمِ سعادة كاملة د. القس سامي منير اسكندر






    السَّلاَمِ سعادة كاملة


    إعداد 


    د. القس سامي منير اسكندر


    يرغب الإنسان من أعماق قلبه في السَّلاَمِ. ولكنّه غالباً ما يجهل طبيعة الخير الذي يصوّب نحوه كلّ أمانيه. والسبُل التي يسلكها لاقتناء السَّلاَمِ ليست هي دائماً سبُل الله. ولذا، فلا بدّ له من أن يتعلّم من التاريخ المقدّس كيف يمكن السعي إلى السَّلاَمِ الحقيقي، وأن يصغي إلى الله المعلِن عطية هذا السَّلاَمِ في الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ.
    v    السَّلاَمِ، سعادة كاملة
    وحتى نُقدر الحقيقة المتضمنة في هذا اللفظ تقديراً كاملاً، لا بدّ لنا من أن نحسَّ بنكهة التربة السامية التي نشأ فيها والتي لا تزال قائمة في التعبير عن السَّلاَمِ حتى في مفهومه الروحي العميق، كما نجدها في الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ بجملته.
    1)    سلام هو الهناء:
    שָׁלֹם    שָׁלוֹם، shâlôm    shâlôm،
    shaw-lome', shaw-lome'
    إنّ اللفظ العبري «شالوم» يشتقّ من مصدر يدل، تبعاً لمواطن استعماله، على وجود الشيء في وضعه السليم، الكامل «4هُوَ حَكِيمُ الْقَلْبِ وَشَدِيدُ الْقُوَّةِ. مَنْ تَصَلَّبَ عَلَيْهِ فَسَلِمَ؟»(سِفْرُ أَيُّوبَ9: 4)، مثل تشييد منزل «25وَكَانَ سُلَيْمَانُ يُصْعِدُ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ فِي السَّنَةِ مُحْرَقَاتٍ وَذَبَائِحَ سَلاَمَةٍ عَلَى الْمَذْبَحِ الَّذِي بَنَاهُ لِلرَّبِّ، وَكَانَ يُوقِدُ عَلَى الَّذِي أَمَامَ الرَّبِّ. وَأَكْمَلَ الْبَيْتَ»(سِفْرُ اَلْمُلُوكِ الأَوَّلُ9: 25)،
    أو يشير إلى الفعل الذي به تعاد الأشياء إلى وضعها القديم السليم، مثل:
    أ‌)       ترضية داثن «34فَصَاحِبُ الْبِئْرِ يُعَوِّضُ وَيَرُدُّ فِضَّةً لِصَاحِبِهِ وَالْمَيِّتُ يَكُونُ لَهُ»(سِفْرُ اَلْخُرُوجُ21: 34)،
    ب‌)   أو الوفاء بنذر «14اِذْبَحْ لِلَّهِ حَمْداً وَأَوْفِ الْعَلِيَّ نُذُورَكَ»(سِفْرُ اَلْمَزَامِيرُ، مَزْمُور50: 14).
    لذلك، فليس السَّلاَمِ في الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ هو مجرد «الميثاق» الذي يتيح حياة هادئة، ولا «زمن الصلح» مقابل «زمن الحرب» «8لِلْحَرْبِ وَقْتٌ وَلِلصُّلْحِ وَقْتٌ» (سِفْرُ الْجَامِعَةِ3: 8)، «4فَخَرَجَ فَرَسٌ آخَرُ أَحْمَرُ، وَلِلْجَالِسِ عَلَيْهِ أُعْطِيَ أَنْ يَنْزِعَ السَّلاَمَ مِنَ الأَرْضِ، وَأَنْ يَقْتُلَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً، وَأُعْطِيَ سَيْفاً عَظِيماً»(سِفْرُ رُؤْيَا يُوحَنَّا اللاَّهُوتِيِّ6: 4)، وإنما السَّلاَمِ يدل على هناء الحياة اليومية، ووضع الإنسان الذي يعيش في وئام مع الطبيعة، مع نفسه، ومع الله. وبصورة واقعية، هو بركة، وراحة، ومجد، وغنى، وخلاص، وحياة.
    2)    سلام هو سعادة:
    بأن يكون «صحيح الجسد»، أو أن «أكون في سلام». هذان تعبيران. متوازيان «3لَيْسَتْ فِي جَسَدِي صِحَّةٌ مِنْ جِهَةِ غَضَبِكَ. لَيْسَتْ فِي عِظَامِي سَلاَمَةٌ مِنْ جِهَةِ خَطِيَّتِي»(سِفْرُ اَلْمَزَامِيرُ، مَزْمُور38: 3).
    ويكون الاستفهام عن الصحة وعن الحال للإنسان بالسؤال: «هل هو سالم»«32فَقَالَ الْمَلِكُ لِكُوشِي: «أَسَلاَمٌ لِلْفَتَى أَبْشَالُومَ؟» فَقَالَ كُوشِي: «لِيَكُنْ كَالْفَتَى أَعْدَاءُ سَيِّدِي الْمَلِكِ وَجَمِيعُ الَّذِينَ قَامُوا عَلَيْكَ لِلشَّرِّ»(سِفْرُ صَمُوئِيلَ الثَّانِي18: 32)، «27فَسَأَلَ عَنْ سَلاَمَتِهِمْ وَقَالَ: «أَسَالِمٌ أَبُوكُمُ الشَّيْخُ الَّذِي قُلْتُمْ عَنْهُ؟ أَحَيٌّ هُوَ بَعْدُ؟»(سِفْرُ التَّكْوِينِ43: 27).
    ويقول الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ عن إِبْرَاهِيمُ الذي «8وَأَسْلَمَ إِبْرَاهِيمُ رُوحَهُ وَمَاتَ بِشَيْبَةٍ صَالِحَةٍ شَيْخاً وَشَبْعَانَ أَيَّاماً وَانْضَمَّ إِلَى قَوْمِهِ»(سِفْرُ التَّكْوِينِ25: 8)، إنه قد ذهب بسلام إلى آبائه «15وَأَمَّا أَنْتَ فَتَمْضِي إِلَى آبَائِكَ بِسَلاَمٍ وَتُدْفَنُ بِشَيْبَةٍ صَالِحَةٍ»(سِفْرُ التَّكْوِينِ15: 15)، «29الآنَ تُطْلِقُ عَبْدَكَ يَا سَيِّدُ حَسَبَ قَوْلِكَ بِسَلاَمٍ،»(إِنْجِيلُ لُوقَا2: 29).
    وبتعبير أوسع، السَّلاَمِ هو الأمان. ليس على جدعون أن يخاف الموت أمام الرؤية السماوية «23فَقَالَ لَهُ الرَّبُّ: «السَّلاَمُ لَكَ. لاَ تَخَفْ. لاَ تَمُوتُ»(سِفْرُ اَلْقُضَاة6: 23)، «19وَقَالَ: «لاَ تَخَفْ أَيُّهَا الرَّجُلُ الْمَحْبُوبُ. سَلاَمٌ لَكَ. تَشَدَّدْ. تَقَوَّ». وَلَمَّا كَلَّمَنِي تَقَوَّيْتُ وَقُلْتُ: «لِيَتَكَلَّمْ سَيِّدِي لأَنَّكَ قَوَّيْتَنِي»(سِفْرُ دَانِيآل10: 19)،
    وليس على إسرائيل أن يخشى الأعداء، بفضل :
    أ‌)   يشوع الظافر «44فَأَرَاحَهُمُ الرَّبُّ حَوَالَيْهِمْ حَسَبَ كُلِّ مَا أَقْسَمَ لِآبَائِهِمْ, وَلَمْ يَقِفْ قُدَّامَهُمْ رَجُلٌ مِنْ جَمِيعِ أَعْدَائِهِمْ, بَلْ دَفَعَ الرَّبُّ جَمِيعَ أَعْدَائِهِمْ بِأَيْدِيهِمْ»(سِفْرُ يَشُوع21: 44)، «1وَكَانَ غِبَّ أَيَّامٍ كَثِيرَةٍ, بَعْدَمَا أَرَاحَ الرَّبُّ إِسْرَائِيلَ مِنْ أَعْدَائِهِمْ حَوَالَيْهِمْ, أَنَّ يَشُوعَ شَاخَ. تَقَدَّمَ فِي الأَيَّامِ»(سِفْرُ يَشُوع23: 1)،
    ب‌)   وداود «1وَكَانَ لَمَّا سَكَنَ الْمَلِكُ فِي بَيْتِهِ وَأَرَاحَهُ الرَّبُّ مِنْ كُلِّ الْجِهَاتِ مِنْ جَمِيعِ أَعْدَائِهِ»(سِفْرُ صَمُوئِيلَ الثَّانِي7: 1)،
    ت‌) وسليمان «4وَالآنَ فَقَدْ أَرَاحَنِيَ الرَّبُّ إِلَهِي مِنْ كُلِّ الْجِهَاتِ فَلاَ يُوجَدُ خَصْمٌ وَلاَ حَادِثَةُ شَرٍّ»(سِفْرُ اَلْمُلُوكِ الأَوَّلُ5: 4)، «9هُوَذَا يُولَدُ لَكَ ابْنٌ يَكُونُ صَاحِبَ رَاحَةٍ, وَأُرِيحُهُ مِنْ جَمِيعِ أَعْدَائِهِ حَوَالَيْهِ, لأَنَّ اسْمَهُ يَكُونُ سُلَيْمَانَ. فَأَجْعَلُ سَلاَماً وَسَكِينَةً فِي إِسْرَائِيلَ فِي أَيَّامِهِ»(سِفْرُ أَخْبَارِ الأَيَّامِ الأَوَّلُ22: 9).
    وأخيراً، السَّلاَمِ هو الوئام في حياة أخوية: إنّ عشيري، صديقي، هو «صاحب سلامي» «10أَمَّا أَنْتَ يَا رَبُّ فَارْحَمْنِي وَأَقِمْنِي فَأُجَازِيَهُمْ»(سِفْرُ اَلْمَزَامِيرُ، مَزْمُور41: 10)، «10أَمَّا أَنْتَ يَا عَبْدِي يَعْقُوبَ فَلاَ تَخَفْ يَقُولُ الرَّبُّ وَلاَ تَرْتَعِبْ يَا إِسْرَائِيلُ لأَنِّي هَئَنَذَا أُخَلِّصُكَ مِنْ بَعِيدٍ وَنَسْلَكَ مِنْ أَرْضِ سَبْيِهِ فَيَرْجِعُ يَعْقُوبُ وَيَطْمَئِنُّ وَيَسْتَرِيحُ وَلاَ مُزْعِجَ»(سِفْرُ إِرْمِيَا30: 10).
    والسَّلاَمِ هو ثقة متبادلة، مثبتة غالباً بعهد «12لِذَلِكَ قُل هَئَنَذَا أُعْطِيهِ مِيثَاقِي مِيثَاقَ السَّلامِ»(سِفْرُ اَلْعَدَد25: 12)،
    أو ميثاق حسن الجوار «15فَعَمِلَ يَشُوعُ لَهُمْ صُلْحاً وَقَطَعَ لَهُمْ عَهْداً لاِسْتِحْيَائِهِمْ، وَحَلَفَ لَهُمْ رُؤَسَاءُ الْجَمَاعَةِ»(سِفْرُ يَشُوع9: 15)، «17وَأَمَّا سِيسَرَا فَهَرَبَ عَلَى رِجْلَيْهِ إِلَى خَيْمَةِ يَاعِيلَ امْرَأَةِ حَابِرَ الْقِينِيِّ، لأَنَّهُ كَانَ صُلْحٌ بَيْنَ يَابِينَ مَلِكِ حَاصُورَ وَبَيْتِ حَابِرَ الْقِينِيِّ»(سِفْرُ اَلْقُضَاة4: 17)، «32وَإِلاَّ فَمَا دَامَ ذَلِكَ بَعِيداً، يُرْسِلُ سَفَارَةً وَيَسْأَلُ مَا هُوَ لِلصُّلْحِ»(إِنْجِيلُ لُوقَا14: 32)، «20وَكَانَ هِيرُودُسُ سَاخِطاً عَلَى الصُّورِيِّينَ وَالصَّيْدَاوِيِّينَ فَحَضَرُوا إِلَيْهِ بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَاسْتَعْطَفُوا بَلاَسْتُسَ النَّاظِرَ عَلَى مَضْجَعِ الْمَلِكِ ثُمَّ صَارُوا يَلْتَمِسُونَ الْمُصَالَحَةَ لأَنَّ كُورَتَهُمْ تَقْتَاتُ مِنْ كُورَةِ الْمَلِكِ»(سِفْرُ أَعْمَالُ الرُّسُلِ12: 20).
    3)    سلام هو تحية:
    كلّ هذه الخيرات المادية والروحية، متضمنة في التحية، في الدعاء بالسَّلاَمِ (بالعربية: السَّلاَمِ عليكم) الذي يلقى، سواء في نَامُوسِ مُوسَى وَالأَنْبِيَاءِ وَالْمَزَامِيرِ أو في الإِنْجِيل، في تعبير يعادل: «نهارك سعيد» و«إلى اللقاء»، سواء في المخاطبة الشفوية «29أَنْ لاَ تَصْنَعَ بِنَا شَرّاً كَمَا لَمْ نَمَسَّكَ وَكَمَا لَمْ نَصْنَعْ بِكَ إِلَّا خَيْراً وَصَرَفْنَاكَ بِسَلاَمٍ. أَنْتَ الْآنَ مُبَارَكُ الرَّبِّ!»(سِفْرُ التَّكْوِينِ26: 29)، «29فَقَالَ الْمَلِكُ: «أَسَلاَمٌ لِلْفَتَى أَبْشَالُومَ؟» فَقَالَ أَخِيمَعَصُ: «قَدْ رَأَيْتُ جُمْهُوراً عَظِيماً عِنْدَ إِرْسَالِ يُوآبَ عَبْدَ الْمَلِكِ وَعَبْدَكَ، وَلَمْ أَعْلَمْ مَاذَا»(سِفْرُ صَمُوئِيلَ الثَّانِي18: 29)، أو في المراسلات «3نِعْمَةٌ لَكُمْ وَسَلاَمٌ مِنَ اللهِ أَبِينَا وَالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ»(رِّسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى فِلِيمُونَ آية 3).
    على أنه، إذ حسن أن يرجو الإنسان السَّلاَمِ، أو أن يسأل عن استعداد الزائر إزاء السَّلاَمِ «18فَذَهَبَ رَاكِبُ الْفَرَسِ لِلِقَائِهِ وَقَالَ: «هَكَذَا يَقُولُ الْمَلِكُ: أَسَلاَمٌ؟» فَقَالَ يَاهُو: «مَا لَكَ وَلِلسَّلاَمِ؟ دُرْ إِلَى وَرَائِي!» فَقَالَ الرَّقِيبُ: «قَدْ وَصَلَ الرَّسُولُ إِلَيْهِمْ وَلَمْ يَرْجِعْ»(سِفْرُ اَلْمُلُوكِ الثَّانِي9: 18)، فذلك لأنّ السَّلاَمِ هو حالة يجب اكتسابها أو الدفاع عنها. إنه نصر على عدوّ ما. يرجو جدعون وآحاب أن يرجعا بسلام. أو أن ينتصرا في الحرب «9فَقَالَ أَيْضاً لأَهْلِ فَنُوئِيلَ: «عِنْدَ رُجُوعِي بِسَلاَمٍ أَهْدِمُ هَذَا الْبُرْجَ»(سِفْرُ اَلْقُضَاة8: 9)، «27وَقُلْ هَكَذَا قَالَ الْمَلِكُ: ضَعُوا هَذَا فِي السِّجْنِ، وَأَطْعِمُوهُ خُبْزَ الضِّيقِ وَمَاءَ الضِّيقِ حَتَّى آتِيَ بِسَلاَمٍ». 28فَقَالَ مِيخَا: «إِنْ رَجَعْتَ بِسَلاَمٍ فَلَمْ يَتَكَلَّمِ الرَّبُّ بِي». وَقَالَ: «اسْمَعُوا أَيُّهَا الشَّعْبُ أَجْمَعُونَ»(سِفْرُ اَلْمُلُوكِ الأَوَّلُ22: 27-28).
    وكذلك يلقى السَّلاَمِ لنجاح حملة استطلاعيّة «5فَقَالُوا لَهُ:«اسْأَلْ إِذَنْ مِنَ الله لِنَعْلَمَ: هَلْ يَنْجَحُ طَرِيقُنَا الَّذِي نَحْنُ سَائِرُونَ فِيهِ؟» 6فَقَالَ لَهُمُ الْكَاهِنُ:«اذْهَبُوا بِسَلاَمٍ. أَمَامَ الرَّبِّ طَرِيقُكُمُ الَّذِي تَسِيرُونَ فِيهِ »(سِفْرُ اَلْقُضَاة18: 5-6)،
    أو للتغلب على العقم «17فَقَالَ لَهَا عَالِي: «اذْهَبِي بِسَلاَمٍ، وَإِلَهُ إِسْرَائِيلَ يُعْطِيكِ سُؤْلَكِ الَّذِي سَأَلْتِهِ مِنْ لَدُنْهُ»(سِفْرُ صَمُوئِيلَ الأَوَّلُ1: 17)،
    أو للتمنّي بالشفاء «14وَيَشْفُونَ كَسْرَ بِنْتِ شَعْبِي عَلَى عَثَمٍ قَائِلِينَ: سَلاَمٌ سَلاَمٌ وَلاَ سَلاَمَ»(سِفْرُ إِرْمِيَا6: 14، أو سِفْرُ إِرْمِيَا8: 11)، «18رَأَيْتُ طُرُقَهُ وَسَأَشْفِيهِ وَأَقُودُهُ وَأَرُدُّ تَعْزِيَاتٍ لَهُ وَلِنَائِحِيهِ 19خَالِقاً ثَمَرَ الشَّفَتَيْنِ. «سَلاَمٌ سَلاَمٌ لِلْبَعِيدِ وَلِلْقَرِيبِ» قَالَ الرَّبُّ «وَسَأَشْفِيهِ»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ57: 18-19).
    وأخيراً، تقدّم «ذبائح سلام» للتعبير عن الشركة بين الله والإنسان «1وَإِنْ كَانَ قُرْبَانُهُ ذَبِيحَةَ سَلاَمَةٍ فَإِنْ قَرَّبَ مِنَ الْبَقَرِ ذَكَراً أَوْ أُنْثَى فَصَحِيحاً يُقَرِّبُهُ أَمَامَ الرَّبِّ»(سِفْرُ اَللاَّوِيِّينَ3: 1).
    4)    سلام هو البِرّ: (بمعني الطاعة)
    إنّ السَّلاَمِ هو أخيراً الخير بالتعارض مع ما هو شرّ «20اَلْغِشُّ فِي قَلْبِ الَّذِينَ يُفَكِّرُونَ فِي الشَّرِّ أَمَّا الْمُشِيرُونَ بِالسَّلاَمِ فَلَهُمْ فَرَحٌ»(سِفْرُ الأَمْثَالُ12: 20)، «3لاَ تَجْذِبْنِي مَعَ الأَشْرَارِ وَمَعَ فَعَلَةِ الإِثْمِ الْمُخَاطِبِينَ أَصْحَابَهُمْ بِالسَّلاَمِ وَالشَّرُّ فِي قُلُوبِهِمْ»(سِفْرُ اَلْمَزَامِيرُ، مَزْمُور28: 3)، «14حِدْ عَنِ الشَّرِّ وَاصْنَعِ الْخَيْرَ. اطْلُبِ السَّلاَمَةَ وَاسْعَ وَرَاءَهَا»(سِفْرُ اَلْمَزَامِيرُ، مَزْمُور34: 14). «22لاَ سَلاَمَ قَالَ الرَّبُّ لِلأَشْرَارِ»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ48: 22)، وبالعكس، «37لاَحِظِ الْكَامِلَ وَانْظُرِ الْمُسْتَقِيمَ فَإِنَّ الْعَقِبَ لإِنْسَانِ السَّلاَمَةِ»(سِفْرُ اَلْمَزَامِيرُ، مَزْمُور37: 37). وأيضاً «11أَمَّا الْوُدَعَاءُ فَيَرِثُونَ الأَرْضَ وَيَتَلَذَّذُونَ فِي كَثْرَةِ السَّلاَمَةِ»(سِفْرُ اَلْمَزَامِيرُ، مَزْمُور37: 11)، «2فَإِنَّهَا تَزِيدُكَ طُولَ أَيَّامٍ وَسِنِي حَيَاةٍ وَسَلاَمَةً»(سِفْرُ الأَمْثَالُ3: 2).
    إن السَّلاَمِ هو مجموعة الخيرات التي يمنحها الله للرجل البارّ. وهذه الخيرات تقوم في امتلاك أرض خصبة، والأكل حتى الشّبع، والسكنى في الأمان، والنوم بدون إزعاج، والانتصار على الأعداء والحصول على ذرية وفيرة العدد، فيتمّ كلّ ذلك في آخر الأمر بفضل وجود الله معنا «1لاَ تَصْنَعُوا لَكُمْ أَوْثَاناً وَلاَ تُقِيمُوا لَكُمْ تِمْثَالاً مَنْحُوتاً أَوْ نَصَباً وَلاَ تَجْعَلُوا فِي أَرْضِكُمْ حَجَراً مُصَّوَراً لِتَسْجُدُوا لَهُ. لأَنِّي أَنَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ. 2سُبُوتِي تَحْفَظُونَ وَمَقْدِسِي تَهَابُونَ. أَنَا الرَّبُّ. «3إِذَا سَلَكْتُمْ فِي فَرَائِضِي وَحَفِظْتُمْ وَصَايَايَ وَعَمِلْتُمْ بِهَا 4أُعْطِي مَطَرَكُمْ فِي حِينِهِ وَتُعْطِي الأَرْضُ غَلَّتَهَا وَتُعْطِي أَشْجَارُ الْحَقْلِ أَثْمَارَهَا 5وَيَلْحَقُ دِرَاسُكُمْ بِالْقِطَافِ وَيَلْحَقُ الْقِطَافُ بِالزَّرْعِ فَتَأْكُلُونَ خُبْزَكُمْ لِلشَّبَعِ وَتَسْكُنُونَ فِي أَرْضِكُمْ آمِنِينَ. 6وَأَجْعَلُ سَلاَماً فِي الأَرْضِ فَتَنَامُونَ وَلَيْسَ مَنْ يُزْعِجُكُمْ. وَأُبِيدُ الْوُحُوشَ الرَّدِيئَةَ مِنَ الأَرْضِ وَلاَ يَعْبُرُ سَيْفٌ فِي أَرْضِكُمْ. 7وَتَطْرُدُونَ أَعْدَاءَكُمْ فَيَسْقُطُونَ أَمَامَكُمْ بِالسَّيْفِ. 8يَطْرُدُ خَمْسَةٌ مِنْكُمْ مِئَةً وَمِئَةٌ مِنْكُمْ يَطْرُدُونَ رَبْوَةً وَيَسْقُطُ أَعْدَاؤُكُمْ أَمَامَكُمْ بِالسَّيْفِ. 9وَأَلْتَفِتُ إِلَيْكُمْ وَأُثْمِرُكُمْ وَأُكَثِّرُكُمْ وَأَفِي مِيثَاقِي مَعَكُمْ 10فَتَأْكُلُونَ الْعَتِيقَ الْمُعَتَّقَ وَتُخْرِجُونَ الْعَتِيقَ مِنْ وَجْهِ الْجَدِيدِ. 11وَأَجْعَلُ مَسْكَنِي فِي وَسَطِكُمْ وَلاَ تَرْذُلُكُمْ نَفْسِي. 12وَأَسِيرُ بَيْنَكُمْ وَأَكُونُ لَكُمْ إِلَهاً وَأَنْتُمْ تَكُونُونَ لِي شَعْباً. 13أَنَا الرَّبُّ إِلَهُكُمُ الَّذِي أَخْرَجَكُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ مِنْ كَوْنِكُمْ لَهُمْ عَبِيداً وَقَطَّعَ قُيُودَ نِيرِكُمْ وَسَيَّرَكُمْ قِيَاماً»(سِفْرُ اَللاَّوِيِّينَ26: 1-13). فالسَّلاَمِ، بعيداً عن أن يكون عدم الحرب فحسب، هو بالأحرى كمال السعادة.

    • تعليقات بلوجر
    • تعليقات الفيس بوك
    Item Reviewed: السَّلاَمِ سعادة كاملة د. القس سامي منير اسكندر Rating: 5 Reviewed By: د. القس سامي منير اسكندر
    Scroll to Top