سَّلاَمِ الأَنْبِيَاءِ الكَذَبة
إعداد
د. القس
سامي منير اسكندر
أ) لدي الأَنْبِيَاءِ :
ولكنّ هذا المثل الأعلى سرعان ما يفسد. فيحاول الملوك أن يحققوا السَّلاَمِ،
لا كثمر للبرّ الإلهي، بل على أساس أحلاف سياسية تخلو من الإيمان. إنه لسلوك خدّاع
تسنده كلمة ذات مظهر نبويّ صادرة عن بعض رجال، لا يعنون بسماع كلام الله، قدر
مبالاتهم بمن: «5هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ عَلَى الأَنْبِيَاءِ الَّذِينَ
يُضِلُّونَ شَعْبِي الَّذِينَ يَنْهَشُونَ بِأَسْنَانِهِمْ وَيُنَادُونَ:
سَلاَمٌ! وَالَّذِي لاَ
يَجْعَلُ فِي أَفْوَاهِهِمْ شَيْئاً يَفْتَحُونَ عَلَيْهِ حَرْباً:»(سِفْرُ مِيخَا3: 5).
«11رُؤَسَاؤُهَا يَقْضُونَ بِالرَّشْوَةِ وَكَهَنَتُهَا يُعَلِّمُونَ
بِالأُجْرَةِ وَأَنْبِيَاؤُهَا
يَعْرِفُونَ بِالْفِضَّةِ وَهُمْ يَتَوَكَّلُونَ عَلَى الرَّبِّ قَائِلِينَ:
«أَلَيْسَ الرَّبُّ
فِي وَسَطِنَا؟ لاَ يَأْتِي عَلَيْنَا شَرٌّ!»(سِفْرُ مِيخَا3: 11).
«15اَلشَّيْخُ
وَالْمُعْتَبَرُ هُوَ الرَّأْسُ وَالنَّبِيُّ الَّذِي يُعَلِّمُ بِالْكَذِبِ هُوَ الذَّنَبُ.
16وَصَارَ مُرْشِدُو هَذَا الشَّعْبِ مُضِلِّينَ وَمُرْشَدُوهُ
مُبْتَلَعِينَ»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ9: 15و16).
«14فَقَالَ الرَّبُّ لِي: «بِالْكَذِبِ يَتَنَبَّأُ الأَنْبِيَاءُ بِاسْمِي.
لَمْ أُرْسِلْهُمْ
وَلاَ أَمَرْتُهُمْ وَلاَ كَلَّمْتُهُمْ. بِرُؤْيَا كَاذِبَةٍ وَعِرَافَةٍ وَبَاطِلٍ
وَمَكْرِ قُلُوبِهِمْ هُمْ يَتَنَبَّأُونَ لَكُمْ». 15لِذَلِكَ هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ عَنِ
الأَنْبِيَاءِ الَّذِينَ يَتَنَبَّأُونَ بِاسْمِي وَأَنَا لَمْ أُرْسِلْهُمْ وَهُمْ يَقُولُونَ:
«لاَ يَكُونُ سَيْفٌ
وَلاَ جُوعٌ فِي هَذِهِ الأَرْضِ»: «لِلسَّيْفِ وَالْجُوعِ يَفْنَى أُولَئِكَ الأَنْبِيَاءُ»(سِفْرُ إِرْمِيَا14:
14و15).
«9فِي الأَنْبِيَاءِ انْسَحَقَ قَلْبِي فِي وَسَطِي.
ارْتَخَتْ كُلُّ عِظَامِي. صِرْتُ كَإِنْسَانٍ سَكْرَانَ وَمِثْلَ رَجُلٍ
غَلَبَتْهُ الْخَمْرُ مِنْ أَجْلِ الرَّبِّ وَمِنْ أَجْلِ كَلاَمِ قُدْسِهِ. 10لأَنَّ الأَرْضَ امْتَلَأَتْ مِنَ الْفَاسِقِينَ.
لأَنَّهُ مِنْ أَجْلِ اللَّعْنِ نَاحَتِ الأَرْضُ. جَفَّتْ مَرَاعِي الْبَرِّيَّةِ
وَصَارَ سَعْيُهُمْ لِلشَّرِّ وَجَبَرُوتُهُمْ لِلْبَاطِلِ. 11لأَنَّ الأَنْبِيَاءَ وَالْكَهَنَةَ تَنَجَّسُوا جَمِيعاً
بَلْ فِي بَيْتِي وَجَدْتُ شَرَّهُمْ يَقُولُ الرَّبُّ. 12لِذَلِكَ يَكُونُ طَرِيقُهُمْ لَهُمْ
كَمَزَالِقَ فِي ظَلاَمٍ دَامِسٍ فَيُطْرَدُونَ وَيَسْقُطُونَ فِيهَا لأَنِّي
أَجْلِبُ عَلَيْهِمْ شَرّاً سَنَةَ عِقَابِهِمْ يَقُولُ الرَّبُّ. 13وَقَدْ رَأَيْتُ فِي أَنْبِيَاءِ السَّامِرَةِ حَمَاقَةً.
تَنَبَّأُوا
بِالْبَعْلِ وَأَضَلُّوا شَعْبِي إِسْرَائِيلَ. 14وَفِي أَنْبِيَاءِ أُورُشَلِيمَ رَأَيْتُ مَا يُقْشَعَرُّ
مِنْهُ. يَفْسِقُونَ وَيَسْلُكُونَ بِالْكَذِبِ وَيُشَدِّدُونَ أَيَادِيَ فَاعِلِي
الشَّرِّ حَتَّى لاَ يَرْجِعُوا الْوَاحِدُ عَنْ شَرِّهِ. صَارُوا لِي
كُلُّهُمْ كَسَدُومَ وَسُكَّانُهَا كَعَمُورَةَ. 15لِذَلِكَ
هَكَذَا قَالَ رَبُّ
الْجُنُودِ عَنِ الأَنْبِيَاءِ: هَئَنَذَا أُطْعِمُهُمْ أَفْسَنْتِيناً وَأَسْقِيهِمْ مَاءَ
الْعَلْقَمِ لأَنَّهُ مِنْ عِنْدِ أَنْبِيَاءِ أُورُشَلِيمَ خَرَجَ نِفَاقٌ فِي
كُلِّ الأَرْضِ. 16هَكَذَا
قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ: لاَ تَسْمَعُوا لِكَلاَمِ الأَنْبِيَاءِ الَّذِينَ يَتَنَبَّأُونَ لَكُمْ
فَإِنَّهُمْ يَجْعَلُونَكُمْ بَاطِلاً. يَتَكَلَّمُونَ بِرُؤْيَا قَلْبِهِمْ لاَ عَنْ فَمِ الرَّبِّ.
17قَائِلِينَ قَوْلاً لِمُحْتَقِرِيَّ:
«قَالَ الرَّبُّ:
يَكُونُ لَكُمْ سَلاَمٌ!» وَيَقُولُونَ لِكُلِّ مَنْ يَسِيرُ فِي
عِنَادِ قَلْبِهِ: «لاَ
يَأْتِي عَلَيْكُمْ شَرٌّ»(سِفْرُ إِرْمِيَا23:
9-17).
«27الَّذِينَ يُفَكِّرُونَ أَنْ يُنَسُّوا شَعْبِي اسْمِي بِأَحْلاَمِهِمِ الَّتِي
يَقُصُّونَهَا الرَّجُلُ عَلَى صَاحِبِهِ كَمَا نَسِيَ آبَاؤُهُمُ اسْمِي لأَجْلِ
الْبَعْلِ»(سِفْرُ إِرْمِيَا23: 27).
«32هَئَنَذَا عَلَى الَّذِينَ يَتَنَبَّأُونَ بِأَحْلاَمٍ كَاذِبَةٍ
يَقُولُ الرَّبُّ الَّذِينَ يَقُصُّونَهَا وَيُضِلُّونَ شَعْبِي بِأَكَاذِيبِهِمْ
وَمُفَاخَرَاتِهِمْ وَأَنَا لَمْ أُرْسِلْهُمْ وَلاَ أَمَرْتُهُمْ.
فَلَمْ يُفِيدُوا هَذَا الشَّعْبَ فَائِدَةً يَقُولُ الرَّبُّ»(سِفْرُ إِرْمِيَا23:
32).
«15فَقَالَ إِرْمِيَا النَّبِيُّ لِحَنَنِيَّا النَّبِيِّ:
«اسْمَعْ يَا حَنَنِيَّا. إِنَّ الرَّبَّ لَمْ يُرْسِلْكَ وَأَنْتَ قَدْ جَعَلْتَ
هَذَا الشَّعْبَ يَتَّكِلُ عَلَى الْكَذِبِ. 16لِذَلِكَ هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: هَئَنَذَا طَارِدُكَ
عَنْ وَجْهِ الأَرْضِ. هَذِهِ السَّنَةَ تَمُوتُ لأَنَّكَ تَكَلَّمْتَ بِعِصْيَانٍ
عَلَى الرَّبِّ». 17فَمَاتَ
حَنَنِيَّا النَّبِيُّ فِي تِلْكَ السَّنَةِ فِي الشَّهْرِ السَّابِعِ»(سِفْرُ إِرْمِيَا28:
15-17).
«21هَكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ عَنْ
أَخْآبَ بْنِ قُولاَيَا وَعَنْ صِدْقِيَّا بْنِ مَعْسِيَّا اللَّذَيْنِ
يَتَنَبَّئَانِ لَكُمْ بِاسْمِي بِالْكَذِبِ. هَئَنَذَا أَدْفَعُهُمَا لِيَدِ
نَبُوخَذْنَصَّرَ مَلِكِ بَابِلَ فَيَقْتُلُهُمَا أَمَامَ عُيُونِكُمْ.
22وَتُؤْخَذُ مِنْهُمَا لَعْنَةٌ
لِكُلِّ سَبْيِ يَهُوذَا الَّذِينَ فِي بَابِلَ فَيُقَالُ: يَجْعَلُكَ الرَّبُّ مِثْلَ صِدْقِيَّا
وَمِثْلَ أَخْآبَ اللَّذَيْنِ قَلاَهُمَا مَلِكُ بَابِلَ بِالنَّارِ. 23مِنْ أَجْلِ أَنَّهُمَا عَمِلاَ قَبِيحاً فِي إِسْرَائِيلَ
وَزَنَيَا بِنِسَاءِ أَصْحَابِهِمَا وَتَكَلَّمَا بِاسْمِي كَلاَماً كَاذِباً لَمْ
أُوصِهِمَا بِهِ وَأَنَا الْعَارِفُ وَالشَّاهِدُ يَقُولُ الرَّبُّ»(سِفْرُ إِرْمِيَا29:
21-23).
«10مِنْ أَجْلِ أَنَّهُمْ أَضَلُّوا شَعْبِي قَائِلِينَ:
سَلاَمٌ وَلَيْسَ
سَلاَمٌ، وَوَاحِدٌ
مِنْهُمْ يَبْنِي حَائِطاً وَهَا هُمْ يُمَلِّطُونَهُ بِالطُّفَالِ. 11فَقُلْ لِلَّذِينَ يُمَلِّطُونَهُ بِالطُّفَالِ
إِنَّهُ يَسْقُطُ. يَكُونُ مَطَرٌ جَارِفٌ، وَأَنْتُنَّ يَا حِجَارَةَ الْبَرَدِ
تَسْقُطْنَ، وَرِيحٌ عَاصِفَةٌ تُشَقِّقُهُ. 12وَهُوَذَا
إِذَا سَقَطَ الْحَائِطُ، أَفَلاَ يُقَالُ لَكُمْ: أَيْنَ الطِّينُ الَّذِي
طَيَّنْتُمْ بِهِ؟ 13لِذَلِكَ هَكَذَا
قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: إِنِّي أُشَقِّقُهُ بِرِيحٍ عَاصِفَةٍ فِي غَضَبِي،
وَيَكُونُ مَطَرٌ
جَارِفٌ فِي سَخَطِي وَحِجَارَةُ بَرَدٍ فِي غَيْظِي لإِفْنَائِهِ. 14فَأَهْدِمُ الْحَائِطَ الَّذِي مَلَّطْتُمُوهُ بِالطُّفَالِ،
وَأُلْصِقُهُ بِالأَرْضِ، وَيَنْكَشِفُ أَسَاسُهُ فَيَسْقُطُ، وَتَفْنُونَ
أَنْتُمْ فِي وَسَطِهِ، فَتَعْلَمُونَ
أَنِّي أَنَا الرَّبُّ. 15فَأُتِمُّ
غَضَبِي عَلَى الْحَائِطِ وَعَلَى الَّذِينَ مَلَّطُوهُ بِالطُّفَالِ، وَأَقُولُ
لَكُمْ: لَيْسَ الْحَائِطُ بِمَوْجُودٍ وَلاَ الَّذِينَ مَلَّطُوهُ! 16(أَيْ أَنْبِيَاءُ إِسْرَائِيلَ الَّذِينَ يَتَنَبَّأُونَ
لأُورُشَلِيمَ وَيَرُونَ لَهَا رُؤَى سَلاَمٍ، وَلاَ سَلاَمَ) يَقُولُ
السَّيِّدُ الرَّبّ!»(سِفْرُ حِزْقِيَال13: 10-16).
«25فِتْنَةُ
أَنْبِيَائِهَا فِي وَسَطِهَا كَأَسَدٍ مُزَمْجِرٍ يَخْطُفُ الْفَرِيسَةَ. أَكَلُوا نُفُوساً. أَخَذُوا الْكَنْزَ وَالنَّفِيسَ. أَكْثَرُوا
أَرَامِلَهَا فِي وَسَطِهَا. 26كَهَنَتُهَا خَالَفُوا
شَرِيعَتِي وَنَجَّسُوا أَقْدَاسِي. لَمْ يُمَيِّزُوا بَيْنَ الْمُقَدَّسِ وَالْمُحَلَّلِ،
وَلَمْ يَعْلَمُوا
الْفَرْقَ بَيْنَ النَّجِسِ وَالطَّاهِرِ، وَحَجَبُوا عُيُونَهُمْ عَنْ سُبُوتِي
فَتَدَنَّسْتُ فِي وَسَطِهِمْ. 27رُؤَسَاؤُهَا فِي
وَسَطِهَا كَذِئَابٍ خَاطِفَةٍ خَطْفاً لِسَفْكِ الدَّمِ، لإِهْلاَكِ النُّفُوسِ
لاِكْتِسَابِ كَسْبٍ. 28وَأَنْبِيَاؤُهَا قَدْ
طَيَّنُوا لَهُمْ بِالطُّفَالِ، رَائِينَ بَاطِلاً وَعَارِفِينَ لَهُمْ كَذِباً،
قَائِلِينَ: هَكَذَا
قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ وَالرَّبُّ لَمْ يَتَكَلَّمْ! 29شَعْبُ الأَرْضِ ظَلَمُوا ظُلْماً وَغَصَبُوا غَصْباً،
وَاضْطَهَدُوا
الْفَقِيرَ وَالْمِسْكِينَ، وَظَلَمُوا الْغَرِيبَ بِغَيْرِ الْحَقِّ»(سِفْرُ حِزْقِيَال22:
25-29).
«8أَمَّا أَنْتُمْ فَحِدْتُمْ عَنِ الطَّرِيقِ وَأَعْثَرْتُمْ
كَثِيرِينَ بِالشَّرِيعَةِ. أَفْسَدْتُمْ عَهْدَ لاَوِي قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ»(سِفْرُ مَلاَخِي2:
8).
«14اُتْرُكُوهُمْ. هُمْ عُمْيَانٌ قَادَةُ عُمْيَانٍ. وَإِنْ كَانَ أَعْمَى
يَقُودُ أَعْمَى يَسْقُطَانِ كِلاَهُمَا فِي حُفْرَةٍ»(إِنْجِيلُ مَتَّى15:
14).
وهم رغم حالة الخطيئة السائدة، يتجاسرون على إعلان سلام ثابت «13فَقُلْتُ: «آهِ أَيُّهَا السَّيِّدُ الرَّبُّ! هُوَذَا الأَنْبِيَاءِ
يَقُولُونَ لَهُمْ لاَ تَرُونَ سَيْفاً وَلاَ يَكُونُ لَكُمْ جُوعٌ بَلْ سَلاَماً
ثَابِتاً أُعْطِيكُمْ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ»(سِفْرُ إِرْمِيَا14: 13). فحوالى سنة 850، ينتصب ميخا
بن يملة منكراً على هؤلاء الأَنْبِيَاءِ الكَذَبة كلمة السَّلاَمِ
وحقيقتها: «13وَأَمَّا
الرَّسُولُ الَّذِي ذَهَبَ لِيَدْعُوَ مِيخَا فَقَالَ لَهُ: «هُوَذَا كَلاَمُ جَمِيعِ الأَنْبِيَاءِ
بِفَمٍ وَاحِدٍ خَيْرٌ لِلْمَلِكِ، فَلْيَكُنْ كَلاَمُكَ مِثْلَ
كَلاَمِ وَاحِدٍ مِنْهُمْ، وَتَكَلَّمْ بِخَيْرٍ». 14فَقَالَ
مِيخَا: «حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ إِنَّ مَا يَقُولُهُ لِيَ الرَّبُّ بِهِ
أَتَكَلَّمُ». 15وَلَمَّا أَتَى إِلَى
الْمَلِكِ سَأَلَهُ الْمَلِكُ: «يَا مِيخَا، أَنَصْعَدُ إِلَى رَامُوتَ جِلْعَادَ
لِلْقِتَالِ أَمْ نَمْتَنِعُ؟» فَقَالَ لَهُ: «اصْعَدْ وَأَفْلِحْ فَيَدْفَعَهَا
الرَّبُّ لِيَدِ الْمَلِكِ». 16فَقَالَ
لَهُ الْمَلِكُ: «كَمْ مَرَّةٍ اسْتَحْلَفْتُكَ أَنْ لاَ تَقُولَ لِي إِلاَّ
الْحَقَّ بِاسْمِ الرَّبِّ». 17فَقَالَ:
«رَأَيْتُ كُلَّ إِسْرَائِيلَ مُشَتَّتِينَ عَلَى الْجِبَالِ كَخِرَافٍ لاَ
رَاعِيَ لَهَا. فَقَالَ الرَّبُّ: «لَيْسَ لِهَؤُلاَءِ أَصْحَابٌ، فَلْيَرْجِعُوا
كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى بَيْتِهِ بِسَلاَمٍ». 18فَقَالَ
مَلِكُ إِسْرَائِيلَ لِيَهُوشَافَاطَ: «أَمَا قُلْتُ لَكَ إِنَّهُ لاَ يَتَنَبَّأُ
عَلَيَّ خَيْراً بَلْ شَرّاً؟» 19وَقَالَ:
«فَاسْمَعْ إِذاً كَلاَمَ الرَّبِّ: قَدْ رَأَيْتُ الرَّبَّ جَالِساً عَلَى
كُرْسِيِّهِ، وَكُلُّ جُنْدِ السَّمَاءِ وُقُوفٌ لَدَيْهِ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ
يَسَارِهِ. 20فَقَالَ الرَّبُّ: مَنْ
يُغْوِي أَخْآبَ فَيَصْعَدَ وَيَسْقُطَ فِي رَامُوتَ جِلْعَادَ؟ فَقَالَ هَذَا
هَكَذَا وَقَالَ ذَاكَ هَكَذَا. 21ثُمَّ
خَرَجَ الرُّوحُ وَوَقَفَ أَمَامَ الرَّبِّ وَقَالَ: أَنَا أُغْوِيهِ. وَسَأَلَهُ
الرَّبُّ: بِمَاذَا؟ 22فَقَالَ:
أَخْرُجُ وَأَكُونُ رُوحَ كَذِبٍ فِي أَفْوَاهِ جَمِيعِ أَنْبِيَائِهِ. فَقَالَ:
إِنَّكَ تُغْوِيهِ وَتَقْتَدِرُ. فَاخْرُجْ وَافْعَلْ هَكَذَا. 23وَالآنَ هُوَذَا قَدْ جَعَلَ الرَّبُّ رُوحَ
كَذِبٍ فِي أَفْوَاهِ جَمِيعِ أَنْبِيَائِكَ هَؤُلاَءِ، وَالرَّبُّ تَكَلَّمَ
عَلَيْكَ بِشَرٍّ». 24فَتَقَدَّمَ
صِدْقِيَّا بْنُ كَنْعَنَةَ وَضَرَبَ مِيخَا عَلَى الْفَكِّ وَقَالَ: «مِنْ أَيْنَ
عَبَرَ رُوحُ الرَّبِّ مِنِّي لِيُكَلِّمَكَ؟» 25فَقَالَ
مِيخَا: «إِنَّكَ سَتَرَى فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ الَّذِي تَدْخُلُ فِيهِ مِنْ
مِخْدَعٍ إِلَى مِخْدَعٍ لِتَخْتَبِئَ». 26فَقَالَ
مَلِكُ إِسْرَائِيلَ: «خُذْ مِيخَا وَرُدَّهُ إِلَى آمُونَ رَئِيسِ الْمَدِينَةِ
وَإِلَى يُوآشَ ابْنِ الْمَلِكِ، 27وَقُلْ
هَكَذَا قَالَ الْمَلِكُ: ضَعُوا هَذَا فِي السِّجْنِ، وَأَطْعِمُوهُ خُبْزَ
الضِّيقِ وَمَاءَ الضِّيقِ حَتَّى آتِيَ بِسَلاَمٍ». 28فَقَالَ مِيخَا: «إِنْ رَجَعْتَ بِسَلاَمٍ فَلَمْ يَتَكَلَّمِ
الرَّبُّ بِي». وَقَالَ: «اسْمَعُوا أَيُّهَا الشَّعْبُ أَجْمَعُونَ»(سِفْرُ اَلْمُلُوكِ الأَوَّلُ22: 13-28).
ويصبح الصراع حامياً بمناسبة حصار أورشليم «9فِي الأَنْبِيَاءِ انْسَحَقَ قَلْبِي فِي وَسَطِي.
ارْتَخَتْ كُلُّ عِظَامِي. صِرْتُ كَإِنْسَانٍ سَكْرَانَ وَمِثْلَ رَجُلٍ
غَلَبَتْهُ الْخَمْرُ مِنْ أَجْلِ الرَّبِّ وَمِنْ أَجْلِ كَلاَمِ قُدْسِهِ. 10لأَنَّ الأَرْضَ امْتَلَأَتْ مِنَ
الْفَاسِقِينَ. لأَنَّهُ مِنْ أَجْلِ اللَّعْنِ نَاحَتِ الأَرْضُ. جَفَّتْ
مَرَاعِي الْبَرِّيَّةِ وَصَارَ سَعْيُهُمْ لِلشَّرِّ وَجَبَرُوتُهُمْ
لِلْبَاطِلِ. 11لأَنَّ الأَنْبِيَاءِ
وَالْكَهَنَةَ تَنَجَّسُوا جَمِيعاً بَلْ فِي بَيْتِي وَجَدْتُ شَرَّهُمْ يَقُولُ
الرَّبُّ. 12لِذَلِكَ يَكُونُ
طَرِيقُهُمْ لَهُمْ كَمَزَالِقَ فِي ظَلاَمٍ دَامِسٍ فَيُطْرَدُونَ وَيَسْقُطُونَ
فِيهَا لأَنِّي أَجْلِبُ عَلَيْهِمْ شَرّاً سَنَةَ عِقَابِهِمْ يَقُولُ الرَّبُّ. 13وَقَدْ رَأَيْتُ فِي أَنْبِيَاءِ السَّامِرَةِ
حَمَاقَةً. تَنَبَّأُوا بِالْبَعْلِ وَأَضَلُّوا شَعْبِي إِسْرَائِيلَ. 14وَفِي أَنْبِيَاءِ أُورُشَلِيمَ رَأَيْتُ مَا
يُقْشَعَرُّ مِنْهُ. يَفْسِقُونَ وَيَسْلُكُونَ بِالْكَذِبِ وَيُشَدِّدُونَ
أَيَادِيَ فَاعِلِي الشَّرِّ حَتَّى لاَ يَرْجِعُوا الْوَاحِدُ عَنْ شَرِّهِ.
صَارُوا لِي كُلُّهُمْ كَسَدُومَ وَسُكَّانُهَا كَعَمُورَةَ. 15لِذَلِكَ هَكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ عَنِ الأَنْبِيَاءِ:
هَئَنَذَا أُطْعِمُهُمْ أَفْسَنْتِيناً وَأَسْقِيهِمْ مَاءَ الْعَلْقَمِ لأَنَّهُ
مِنْ عِنْدِ أَنْبِيَاءِ أُورُشَلِيمَ خَرَجَ نِفَاقٌ فِي كُلِّ الأَرْضِ. 16هَكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ: لاَ تَسْمَعُوا
لِكَلاَمِ الأَنْبِيَاءِ الَّذِينَ يَتَنَبَّأُونَ لَكُمْ فَإِنَّهُمْ
يَجْعَلُونَكُمْ بَاطِلاً. يَتَكَلَّمُونَ بِرُؤْيَا قَلْبِهِمْ لاَ عَنْ فَمِ
الرَّبِّ. 17قَائِلِينَ قَوْلاً
لِمُحْتَقِرِيَّ: «قَالَ الرَّبُّ: يَكُونُ لَكُمْ سَلاَمٌ!» وَيَقُولُونَ لِكُلِّ
مَنْ يَسِيرُ فِي عِنَادِ قَلْبِهِ: «لاَ يَأْتِي عَلَيْكُمْ شَرٌّ». 18لأَنَّهُ مَنْ وَقَفَ فِي مَجْلِسِ الرَّبِّ
وَرَأَى وَسَمِعَ كَلِمَتَهُ؟ مَنْ أَصْغَى لِكَلِمَتِهِ وَسَمِعَ؟ 19هَا زَوْبَعَةُ الرَّبِّ. غَيْظٌ يَخْرُجُ
وَنَوْءٌ هَائِجٌ. عَلَى رُؤُوسِ الأَشْرَارِ يَثُورُ. 20لاَ يَرْتَدُّ غَضَبُ الرَّبِّ حَتَّى يُجْرِيَ
وَيُقِيمَ مَقَاصِدَ قَلْبِهِ. فِي آخِرِ الأَيَّامِ تَفْهَمُونَ فَهْماً. «21لَمْ أُرْسِلِ الأَنْبِيَاءِ بَلْ هُمْ جَرُوا.
لَمْ أَتَكَلَّمْ مَعَهُمْ بَلْ هُمْ تَنَبَّأُوا. 22وَلَوْ
وَقَفُوا فِي مَجْلِسِي لَأَخْبَرُوا شَعْبِي بِكَلاَمِي وَرَدُّوهُمْ عَنْ
طَرِيقِهِمِ الرَّدِيءِ وَعَنْ شَرِّ أَعْمَالِهِمْ. 23أَلَعَلِّي إِلَهٌ مِنْ قَرِيبٍ يَقُولُ الرَّبُّ وَلَسْتُ
إِلَهاً مِنْ بَعِيدٍ. 24إِذَا
اخْتَبَأَ إِنْسَانٌ فِي أَمَاكِنَ مُسْتَتِرَةٍ أَفَمَا أَرَاهُ أَنَا يَقُولُ
الرَّبُّ؟ أَمَا أَمْلَأُ أَنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ يَقُولُ الرَّبُّ؟ 25قَدْ سَمِعْتُ مَا قَالَهُ الأَنْبِيَاءِ
الَّذِينَ تَنَبَّأُوا بِاسْمِي بِالْكَذِبِ قَائِلِينَ: حَلُمْتُ حَلُمْتُ. 26حَتَّى مَتَى يُوجَدُ فِي قَلْبِ الأَنْبِيَاءِ
الْمُتَنَبِّئِينَ بِالْكَذِبِ؟ بَلْ هُمْ أَنْبِيَاءُ خِدَاعِ قَلْبِهِمِ! 27الَّذِينَ يُفَكِّرُونَ أَنْ يُنَسُّوا شَعْبِي
اسْمِي بِأَحْلاَمِهِمِ الَّتِي يَقُصُّونَهَا الرَّجُلُ عَلَى صَاحِبِهِ كَمَا
نَسِيَ آبَاؤُهُمُ اسْمِي لأَجْلِ الْبَعْلِ. 28اَلنَّبِيُّ
الَّذِي مَعَهُ حُلْمٌ فَلْيَقُصَّ حُلْماً وَالَّذِي مَعَهُ كَلِمَتِي فَلْيَتَكَلَّمْ
بِكَلِمَتِي بِالْحَقِّ. مَا لِلتِّبْنِ مَعَ الْحِنْطَةِ يَقُولُ الرَّبُّ؟ 29أَلَيْسَتْ هَكَذَا كَلِمَتِي كَنَارٍ يَقُولُ
الرَّبُّ وَكَمِطْرَقَةٍ تُحَطِّمُ الصَّخْرَ؟ 30لِذَلِكَ
هَئَنَذَا عَلَى الأَنْبِيَاءِ يَقُولُ الرَّبُّ الَّذِينَ يَسْرِقُونَ كَلِمَتِي
بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ. 31هَئَنَذَا
عَلَى الأَنْبِيَاءِ يَقُولُ الرَّبُّ الَّذِينَ يَأْخُذُونَ لِسَانَهُمْ
وَيَقُولُونَ: قَالَ. 32هَئَنَذَا
عَلَى الَّذِينَ يَتَنَبَّأُونَ بِأَحْلاَمٍ كَاذِبَةٍ يَقُولُ الرَّبُّ الَّذِينَ
يَقُصُّونَهَا وَيُضِلُّونَ شَعْبِي بِأَكَاذِيبِهِمْ وَمُفَاخَرَاتِهِمْ وَأَنَا
لَمْ أُرْسِلْهُمْ وَلاَ أَمَرْتُهُمْ. فَلَمْ يُفِيدُوا هَذَا الشَّعْبَ
فَائِدَةً يَقُولُ الرَّبُّ». 33وَإِذَا
سَأَلَكَ هَذَا الشَّعْبُ أَوْ نَبِيٌّ أَوْ كَاهِنٌ: «مَا وَحْيُ الرَّبِّ؟»
فَقُلْ لَهُمْ: «أَيُّ وَحْيٍ؟ إِنِّي أَرْفُضُكُمْ هُوَ قَوْلُ الرَّبِّ. 34فَالنَّبِيُّ أَوِ الْكَاهِنُ أَوِ الشَّعْبُ
الَّذِي يَقُولُ: وَحْيُ الرَّبِّ أُعَاقِبُ ذَلِكَ الرَّجُلَ وَبَيْتَهُ. 35هَكَذَا تَقُولُونَ الرَّجُلُ لِصَاحِبِهِ
وَالرَّجُلُ لأَخِيهِ: بِمَاذَا أَجَابَ الرَّبُّ وَمَاذَا تَكَلَّمَ بِهِ
الرَّبُّ؟ 36أَمَّا وَحْيُ الرَّبِّ
فَلاَ تَذْكُرُوهُ بَعْدُ لأَنَّ كَلِمَةَ كُلِّ إِنْسَانٍ تَكُونُ وَحْيَهُ إِذْ
قَدْ حَرَّفْتُمْ كَلاَمَ الإِلَهِ الْحَيِّ رَبِّ الْجُنُودِ إِلَهِنَا. 37هَكَذَا تَقُولُ لِلنَّبِيِّ: بِمَاذَا أَجَابَكَ
الرَّبُّ وَمَاذَا تَكَلَّمَ بِهِ الرَّبُّ؟ 38وَإِذَا
كُنْتُمْ تَقُولُونَ: وَحْيُ الرَّبِّ فَلِذَلِكَ هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: مِنْ
أَجْلِ قَوْلِكُمْ هَذِهِ الْكَلِمَةَ: وَحْيُ الرَّبِّ وَقَدْ أَرْسَلْتُ
إِلَيْكُمْ قَائِلاً لاَ تَقُولُوا: وَحْيُ الرَّبِّ 39لِذَلِكَ هَئَنَذَا أَنْسَاكُمْ نِسْيَاناً وَأَرْفُضُكُمْ
مِنْ أَمَامِ وَجْهِي أَنْتُمْ وَالْمَدِينَةَ الَّتِي أَعْطَيْتُكُمْ
وَآبَاءَكُمْ إِيَّاهَا. 40وَأَجْعَلُ
عَلَيْكُمْ عَاراً أَبَدِيّاً وَخِزْياً أَبَدِيّاً لاَ يُنْسَى»(سِفْرُ إِرْمِيَا23: 9-40).