يُوحَنَّا الأستاذ
والتلميذ
إعداد
د. القس سامي منير اسكندر
ثانياً: التلميذ يُوحَنَّا الرسول
John the Apostle
وهو ابن زَبْدِي
وأحد التلاميذ الاثنى عشر، وكان أبوه صياداً للسمك فى بحر الجليل «19ثُمَّ اجْتَازَ مِنْ هُنَاكَ قَلِيلاً فَرَأَى
يَعْقُوبَ بْنَ زَبْدِي وَيُوحَنَّا أَخَاهُ وَهُمَا فِي السَّفِينَةِ يُصْلِحَانِ
الشِّبَاكَ. 20فَدَعَاهُمَا
لِلْوَقْتِ. فَتَرَكَا أَبَاهُمَا زَبْدِي فِي السَّفِينَةِ مَعَ الأَجْرَى
وَذَهَبَا وَرَاءَهُ»(إِنْجِيلُ مَرْقُسَ1: 19و20)،
«10وَكَذَلِكَ أَيْضاً يَعْقُوبُ
وَيُوحَنَّا ابْنَا زَبْدِي اللَّذَانِ كَانَا شَرِيكَيْ سِمْعَانَ. فَقَالَ
يَسُوعُ لِسِمْعَانَ: «لاَ تَخَفْ! مِنَ الآنَ تَكُونُ تَصْطَادُ النَّاسَ!»(إِنْجِيلُ لُوقَا5: 10). وكانت أمه سَالُومَةُ «56وَبَيْنَهُنَّ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ، وَمَرْيَمُ
أُمُّ يَعْقُوبَ وَيُوسِي، وَأُمُّ ابْنَيْ زَبْدِي»(إِنْجِيلُ مَتَّى27: 56)، «40وَكَانَتْ أَيْضاً نِسَاءٌ يَنْظُرْنَ مِنْ بَعِيدٍ،
بَيْنَهُنَّ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ، وَمَرْيَمُ أُمُّ يَعْقُوبَ الصَّغِيرِ
وَيُوسِي، وَسَالُومَةُ،»(إِنْجِيلُ مَرْقُسَ15: 40).
ولا نعلم شيئا عن خلفية أبيه زَبْدِي الدينية أو عن
علاقته بأحداث الانجيل، أما سَالُومَةُ أمه فقد كانت إحدى النساء اللواتى تبعن
الرَّبِّ يَسُوعَ
الْمَسِيحِ حتى إلى الجلجثة.
Ø حياته الأول:
الأرجح أن يُوحَنَّا كان أصغر من أخيه يعقوب «21ثُمَّ اجْتَازَ مِنْ هُنَاكَ فَرَأَى أَخَوَيْنِ
آخَرَيْنِ: يَعْقُوبَ بْنَ زَبْدِي وَيُوحَنَّا أَخَاهُ فِي السَّفِينَةِ مَعَ
زَبْدِي أَبِيهِمَا يُصْلِحَانِ شِبَاكَهُمَا، فَدَعَاهُمَا»(إِنْجِيلُ مَتَّى4: 21). ويبدو أن يُوحَنَّا كان من
عائلة ميسورة الحال. وذلك لأن زَبْدِي أباه كان لديه أجرى «20فَدَعَاهُمَا لِلْوَقْتِ. فَتَرَكَا أَبَاهُمَا
زَبْدِي فِي السَّفِينَةِ مَعَ الأَجْرَى وَذَهَبَا وَرَاءَهُ»(إِنْجِيلُ مَرْقُسَ1: 20)، كما أن أمه سَالُومَةُ
كانت إحدى النساء اللواتى كن يخدمن الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ من أموالهم «3وَيُوَنَّا امْرَأَةُ خُوزِي وَكِيلِ هِيرُودُسَ،
وَسُوسَنَّةُ، وَأُخَرُ كَثِيرَاتٌ كُنَّ يَخْدِمْنَهُ مِنْ أَمْوَالِهِنَّ»(إِنْجِيلُ لُوقَا8: 3)، وكان ليُوحَنَّا بيت خاص فى أُورُشَلِيمُ
«27ثُمَّ قَالَ لِلتِّلْمِيذِ:
«هُوَذَا أُمُّكَ». وَمِنْ تِلْكَ السَّاعَةِ أَخَذَهَا التِّلْمِيذُ إِلَى
خَاصَّتِهِ»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا19: 27)، كما أنه
كان معروفاً عند رئيس الكهنة «15وَكَانَ
سِمْعَانُ بُطْرُسُ وَالتِّلْمِيذُ الآخَرُ يَتْبَعَانِ يَسُوعَ، وَكَانَ ذَلِكَ
التِّلْمِيذُ مَعْرُوفاً عِنْدَ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ، فَدَخَلَ مَعَ يَسُوعَ إِلَى
دَارِ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا18:
15). ويبدو أن وقد منع يُوحَنَّا واحداً كان يخرج الشياطين باسم الرَّبِّ يَسُوعَ
الْمَسِيحِ لأنه لم يكن يتبع الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ معهم، فقال له
الرب: لا تمنعوه لأن من ليس علينا فهو معنا «49فَأَجَابَ
يُوحَنَّا وَقَالَ: «يَا مُعَلِّمُ، رَأَيْنَا وَاحِداً يُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ
بِاسْمِكَ فَمَنَعْنَاهُ، لأَنَّهُ لَيْسَ يَتْبَعُ مَعَنَا». 50فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «لاَ تَمْنَعُوهُ، لأَنَّ
مَنْ لَيْسَ عَلَيْنَا فَهُوَ مَعَنَا»(إِنْجِيلُ لُوقَا9:
49و50). وقد طلب يُوحَنَّا وأخوه يعقوب من الرب أن يدعمها يقولان أن تنزل نار من
السماء لتفنى قرية للسامرين لأنهم لم يقبلوا دخول الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ إليهم «54فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ تِلْمِيذَاهُ يَعْقُوبُ
وَيُوحَنَّا،قَالاَ: «يَا رَبُّ، أَتُرِيدُ أَنْ نَقُولَ أَنْ تَنْزِلَ نَارٌ مِنَ
السَّمَاءِ فَتُفْنِيَهُمْ، كَمَا فَعَلَ إِيلِيَّا أَيْضاً؟»(إِنْجِيلُ لُوقَا9: 54)، كما طلب يعقوب ويُوحَنَّا
وأمهما من الرَّبِّ
يَسُوعَ الْمَسِيحِ أن يعطيهما أن يجلس أحدهما فى يمينه، والآخر على
يساره فى ملكوته «20حِينَئِذٍ
تَقَدَّمَتْ إِلَيْهِ أُمُّ ابْنَيْ زَبْدِي مَعَ ابْنَيْهَا، وَسَجَدَتْ
وَطَلَبَتْ مِنْهُ شَيْئاً. 21فَقَالَ
لَهَا: «مَاذَا تُرِيدِينَ؟» قَالَتْ لَهُ: «قُلْ أَنْ يَجْلِسَ ابْنَايَ هَذَانِ
وَاحِدٌ عَنْ يَمِينِكَ وَالآخَرُ عَنِ الْيَسَارِ فِي مَلَكُوتِكَ». 22فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ: «لَسْتُمَا
تَعْلَمَانِ مَا تَطْلُبَانِ. أَتَسْتَطِيعَانِ أَنْ تَشْرَبَا الْكَأْسَ الَّتِي
سَوْفَ أَشْرَبُهَا أَنَا، وَأَنْ تَصْطَبِغَا بِالصِّبْغَةِ الَّتِي أَصْطَبِغُ
بِهَا أَنَا؟» قَالاَ لَهُ: «نَسْتَطِيعُ». 23فَقَالَ
لَهُمَا: «أَمَّا كَأْسِي فَتَشْرَبَانِهَا، وَبِالصِّبْغَةِ الَّتِي أَصْطَبِغُ
بِهَا أَنَا تَصْطَبِغَانِ. وَأَمَّا الْجُلُوسُ عَنْ يَمِينِي وَعَنْ يَسَارِي
فَلَيْسَ لِي أَنْ أُعْطِيَهُ إِلاَّ لِلَّذِينَ أُعِدَّ لَهُمْ مِنْ أَبِي». 24فَلَمَّا سَمِعَ الْعَشَرَةُ اغْتَاظُوا مِنْ
أَجْلِ الأَخَوَيْنِ. 25فَدَعَاهُمْ
يَسُوعُ وَقَالَ: «أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رُؤَسَاءَ الأُمَمِ يَسُودُونَهُمْ،
وَالْعُظَمَاءَ يَتَسَلَّطُونَ عَلَيْهِمْ. 26فَلاَ
يَكُونُ هَكَذَا فِيكُمْ. بَلْ مَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ فِيكُمْ عَظِيماً
فَلْيَكُنْ لَكُمْ خَادِماً، 27وَمَنْ
أَرَادَ أَنْ يَكُونَ فِيكُمْ أَوَّلاً فَلْيَكُنْ لَكُمْ عَبْداً، 28كَمَا أَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ لَمْ يَأْتِ
لِيُخْدَمَ بَلْ لِيَخْدِمَ، وَلِيَبْذِلَ نَفْسَهُ فِدْيَةً عَنْ كَثِيرِينَ»(إِنْجِيلُ مَتَّى20: 20-28)، «35وَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ يَعْقُوبُ وَيُوحَنَّا
ابْنَا زَبْدِي قَائِلَيْنِ: «يَا مُعَلِّمُ، نُرِيدُ أَنْ تَفْعَلَ لَنَا كُلَّ
مَا طَلَبْنَا». 36فَقَالَ لَهُمَا:
«مَاذَا تُرِيدَانِ أَنْ أَفْعَلَ لَكُمَا؟» 37فَقَالاَ
لَهُ: «أَعْطِنَا أَنْ نَجْلِسَ وَاحِدٌ عَنْ يَمِينِكَ وَالآخَرُ عَنْ يَسَارِكَ
فِي مَجْدِكَ». 38فَقَالَ لَهُمَا
يَسُوعُ: «لَسْتُمَا تَعْلَمَانِ مَا تَطْلُبَانِ. أَتَسْتَطِيعَانِ أَنْ تَشْرَبَا
الْكَأْسَ الَّتِي أَشْرَبُهَا أَنَا، وَأَنْ تَصْطَبِغَا بِالصِّبْغَةِ الَّتِي
أَصْطَبِغُ بِهَا أَنَا؟» 39فَقَالاَ
لَهُ: «نَسْتَطِيعُ». فَقَالَ لَهُمَا يَسُوعُ: «أَمَّا الْكَأْسُ الَّتِي
أَشْرَبُهَا أَنَا فَتَشْرَبَانِهَا، وَبَالصِّبْغَةِ الَّتِي أَصْطَبِغُ بِهَا
أَنَا تَصْطَبِغَانِ. 40وَأَمَّا
الْجُلُوسُ عَنْ يَمِينِي وَعَنْ يَسَارِي فَلَيْسَ لِي أَنْ أُعْطِيَهُ إلاَّ
لِلَّذِينَ أُعِدَّ لَهُمْ». 41وَلَمَّا
سَمِعَ الْعَشَرَةُ ابْتَدَأُوا يَغْتَاظُونَ مِنْ أَجْلِ يَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا. 42فَدَعَاهُمْ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ: «أَنْتُمْ
تَعْلَمُونَ أَنَّ الَّذِينَ يُحْسَبُونَ رُؤَسَاءَ الأُمَمِ يَسُودُونَهُمْ،
وَأَنَّ عُظَمَاءَهُمْ يَتَسَلَّطُونَ عَلَيْهِمْ. 43فَلاَ
يَكُونُ هَكَذَا فِيكُمْ. بَلْ مَنْ أَرَادَ أَنْ يَصِيرَ فِيكُمْ عَظِيماً،
يَكُونُ لَكُمْ خَادِماً، 44وَمَنْ
أَرَادَ أَنْ يَصِيرَ فِيكُمْ أَوَّلاً، يَكُونُ لِلْجَمِيعِ عَبْداً»(إِنْجِيلُ مَرْقُسَ10: 35-44). كما كان يُوحَنَّا ويعقوب
وبطرس وأندرواس مع الرَّبِّ
يَسُوعَ الْمَسِيحِ على جبل الزيتون- على انفراد- عندما تكلم عن تدمير
الهيكل، وسألوه متى يكون ذلك؟ «1وَفِيمَا
هُوَ خَارِجٌ مِنَ الْهَيْكَلِ، قَالَ لَهُ وَاحِدٌ مِنْ تَلاَمِيذِهِ: «يَا
مُعَلِّمُ، انْظُرْ! مَا هَذِهِ الْحِجَارَةُ! وَهَذِهِ الأَبْنِيَةُ!» 2فَأَجَابَ يَسُوعُ لَهُ: «أَتَنْظُرُ هَذِهِ
الأَبْنِيَةَ الْعَظِيمَةَ؟ لاَ يُتْرَكُ حَجَرٌ عَلَى حَجَرٍ لاَ يُنْقَضُ». 3وَفِيمَا هُوَ جَالِسٌ عَلَى جَبَلِ
الزَّيْتُونِ، تُجَاهَ الْهَيْكَلِ، سَأَلَهُ بُطْرُسُ وَيَعْقُوبُ وَيُوحَنَّا
وَأَنْدَرَاوُسُ عَلَى انْفِرَادٍ: «4قُلْ
لَنَا مَتَى يَكُونُ هَذَا؟ وَمَا هِيَ الْعَلاَمَةُ عِنْدَمَا يَتِمُّ جَمِيعُ
هَذَا؟»(إِنْجِيلُ مَرْقُسَ13: 1-4). كما أن الرب
أرسل بطرس ويُوحَنَّا ليعدا لفصح له وللتلاميذ «8فَأَرْسَلَ
بُطْرُسَ وَيُوحَنَّا قَائِلاً: «اذْهَبَا وَأَعِدَّا لَنَا الْفِصْحَ لِنَأْكُلَ»(إِنْجِيلُ لُوقَا22: 8). وكان يُوحَنَّا متكئا فى حضن الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ
عندما قال لهم إن واحداً منكم سيسلمنى، فأومأ إليه سمعان بطرس أن يسأل من عسى أن
يكون الذى قال عنه «21لَمَّا قَالَ
يَسُوعُ هَذَا اضْطَرَبَ بِالرُّوحِ، وَشَهِدَ وَقَالَ: «الْحَقَّ الْحَقَّ
أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ وَاحِداً مِنْكُمْ سَيُسَلِّمُنِي!». 22فَكَانَ التّلاَمِيذُ يَنْظُرُونَ بَعْضُهُمْ
إِلَى بَعْضٍ وَهُمْ مُحْتَارُونَ فِي مَنْ قَالَ عَنْهُ. 23وَكَانَ مُتَّكِئاً فِي حِضْنِ يَسُوعَ وَاحِدٌ
مِنْ تَلاَمِيذِهِ، كَانَ يَسُوعُ يُحِبُّهُ. 24فَأَوْمَأَ
إِلَيْهِ سِمْعَانُ بُطْرُسُ أَنْ يَسْأَلَ مَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ الَّذِي قَالَ
عَنْهُ. 25فَاتَّكَأَ ذَاكَ عَلَى
صَدْرِ يَسُوعَ وَقَالَ لَهُ: «يَا سَيِّدُ، مَنْ هُوَ؟»(إِنْجِيلُ
يُوحَنَّا13: 21-25).
وقد أخذ الرب معه بطرس ويعقوب ويُوحَنَّا إلى بستان جَثْسَيْمَانِي،
ورأوه وهو يدهش ويكتب. فقال لهم: نفسى خزينة جداً حتى الموت «32وَجَاءُوا إِلَى ضَيْعَةٍ اسْمُهَا
جَثْسَيْمَانِي، فَقَالَ لِتَلاَمِيذِهِ: «اجْلِسُوا هَهُنَا حَتَّى أُصَلِّيَ». 33ثُمَّ أَخَذَ مَعَهُ بُطْرُسَ وَيَعْقُوبَ
وَيُوحَنَّا، وَابْتَدَأَ يَدْهَشُ وَيَكْتَئِبُ»(إِنْجِيلُ
مَرْقُسَ14: 32و33).
وعندما قبض على الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ وأخذوه إلى
المحاكمة، تبعه يُوحَنَّا وبطرس، ودخل يُوحَنَّا مع الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ إلى
دار رئيس الكهنة. إذ كان يُوحَنَّا معروفاً عنده. واستطاع يُوحَنَّا أن يُدخل بطرس
معه «15وَكَانَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ
وَالتِّلْمِيذُ الآخَرُ يَتْبَعَانِ يَسُوعَ، وَكَانَ ذَلِكَ التِّلْمِيذُ
مَعْرُوفاً عِنْدَ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ، فَدَخَلَ مَعَ يَسُوعَ إِلَى دَارِ
رَئِيسِ الْكَهَنَةِ. 16وَأَمَّا بُطْرُسُ فَكَانَ وَاقِفاً عِنْدَ الْبَابِ
خَارِجاً. فَخَرَجَ التِّلْمِيذُ الآخَرُ الَّذِي كَانَ مَعْرُوفاً عِنْدَ رَئِيسِ
الْكَهَنَةِ، وَكَلَّمَ الْبَوَّابَةَ فَأَدْخَلَ بُطْرُسَ»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا18: 15و16). وكان يُوحَنَّا التلميذ
الوحيد الذى وقف عند الصليب إذ تركه الآخرون وهربوا. وقد عهد الرب إليه بأمه
قائلاً له: هوذا أمك. ومن تلك الساعة أخذها التلميذ إلى خاصته «25وَكَانَتْ وَاقِفَاتٍ عِنْدَ صَلِيبِ يَسُوعَ،
أُمُّهُ، وَأُخْتُ أُمِّهِ مَرْيَمُ زَوْجَةُ كِلُوبَا، وَمَرْيَمُ
الْمَجْدَلِيَّةُ. 26فَلَمَّا رَأَى
يَسُوعُ أُمَّهُ، وَالتِّلْمِيذَ الَّذِي كَانَ يُحِبُّهُ وَاقِفاً، قَالَ
لِأُمِّهِ: «يَا امْرَأَةُ، هُوَذَا ابْنُكِ». 27ثُمَّ
قَالَ لِلتِّلْمِيذِ: «هُوَذَا أُمُّكَ». وَمِنْ تِلْكَ السَّاعَةِ أَخَذَهَا
التِّلْمِيذُ إِلَى خَاصَّتِهِ»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا19:
25-27). ويبدو من المقارنة بين «56وَبَيْنَهُنَّ
مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ، وَمَرْيَمُ أُمُّ يَعْقُوبَ وَيُوسِي، وَأُمُّ ابْنَيْ
زَبْدِي»(إِنْجِيلُ مَتَّى27: 56)، و«40وَكَانَتْ أَيْضاً نِسَاءٌ يَنْظُرْنَ مِنْ
بَعِيدٍ، بَيْنَهُنَّ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ، وَمَرْيَمُ أُمُّ يَعْقُوبَ
الصَّغِيرِ وَيُوسِي، وَسَالُومَةُ،»(إِنْجِيلُ مَرْقُسَ15: 40)،
مع «25وَكَانَتْ وَاقِفَاتٍ عِنْدَ
صَلِيبِ يَسُوعَ، أُمُّهُ، وَأُخْتُ أُمِّهِ مَرْيَمُ زَوْجَةُ كِلُوبَا،
وَمَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا19:
25)، أن سالومه أم ابنى زَبْدِي كانت أخت مريم أم يسوع (أى أن العذراء مريم أم
يسوع كانت خالة يُوحَنَّا، فهى لم تكن غريبة عنه).
Ø رفقته لبطرس:
رغم من حدث من انكار بطرس للرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، إلا
أن يُوحَنَّا لم يقطع صلته به، بل ظل مرافقاً له، «1وَفِي
أَوَّلِ الأُسْبُوعِ جَاءَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ إِلَى الْقَبْرِ بَاكِراً،
وَالظّلاَمُ بَاقٍ. فَنَظَرَتِ الْحَجَرَ مَرْفُوعاً عَنِ الْقَبْرِ. 2فَرَكَضَتْ وَجَاءَتْ إِلَى سِمْعَانَ بُطْرُسَ
وَإِلَى التِّلْمِيذِ الآخَرِ الَّذِي كَانَ يَسُوعُ يُحِبُّهُ، وَقَالَتْ
لَهُمَا: «أَخَذُوا السَّيِّدَ مِنَ الْقَبْرِ، وَلَسْنَا نَعْلَمُ أَيْنَ
وَضَعُوهُ!». 3فَخَرَجَ بُطْرُسُ
وَالتِّلْمِيذُ الآخَرُ وَأَتَيَا إِلَى الْقَبْرِ. 4وَكَانَ
الاِثْنَانِ يَرْكُضَانِ مَعاً. فَسَبَقَ التِّلْمِيذُ الآخَرُ بُطْرُسَ وَجَاءَ
أَوَّلاً إِلَى الْقَبْرِ، 5وَانْحَنَى
فَنَظَرَ الأَكْفَانَ مَوْضُوعَةً، وَلَكِنَّهُ لَمْ يَدْخُلْ. 6ثُمَّ جَاءَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ يَتْبَعُهُ،
وَدَخَلَ الْقَبْرَ وَنَظَرَ الأَكْفَانَ مَوْضُوعَةً، 7وَالْمِنْدِيلَ الَّذِي كَانَ عَلَى رَأْسِهِ
لَيْسَ مَوْضُوعاً مَعَ الأَكْفَانِ، بَلْ مَلْفُوفاً فِي مَوْضِعٍ وَحْدَهُ. 8فَحِينَئِذٍ دَخَلَ أَيْضاً التِّلْمِيذُ الآخَرُ
الَّذِي جَاءَ أَوَّلاً إِلَى الْقَبْرِ، وَرَأَى فَآمَنَ،»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا20: 1-8). وقد ظلا على الأقل ثمانية
أيام فى أُورُشَلِيمُ «26وَبَعْدَ
ثَمَانِيَةِ أَيَّامٍ كَانَ تَلاَمِيذُهُ أَيْضاً دَاخِلاً وَتُومَا مَعَهُمْ.
فَجَاءَ يَسُوعُ وَالأَبْوَابُ مُغَلَّقَةٌ، وَوَقَفَ فِي الْوَسْطِ وَقَالَ:
«سلاَمٌ لَكُمْ!»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا20: 26)،
عادوا بعدها إلى بحر الجليل، إلى مهنتهما، صيد السمك «1بَعْدَ هَذَا أَظْهَرَ أَيْضاً يَسُوعُ نَفْسَهُ
لِلتَّلاَمِيذِ عَلَى بَحْرِ طَبَرِيَّةَ. ظَهَرَ هَكَذَا:»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا21: 1). وعندما ظهر لهم الرب عند بحر
طبرية، «4وَلَمَّا كَانَ الصُّبْحُ،
وَقَفَ يَسُوعُ عَلَى الشَّاطِئِ. وَلَكِنَّ التَّلاَمِيذَ لَمْ يَكُونُوا
يَعْلَمُونَ أَنَّهُ يَسُوعُ. 5فَقَالَ
لَهُمْ يَسُوعُ: «يَا غِلْمَانُ أَلَعَلَّ عِنْدَكُمْ إِدَاماً؟». أَجَابُوهُ:
«لاَ!» 6فَقَالَ لَهُمْ: «أَلْقُوا
الشَّبَكَةَ إِلَى جَانِبِ السَّفِينَةِ الأَيْمَنِ فَتَجِدُوا». فَأَلْقَوْا،
وَلَمْ يَعُودُوا يَقْدِرُونَ أَنْ يَجْذِبُوهَا مِنْ كَثْرَةِ السَّمَكِ. 7فَقَالَ ذَلِكَ التِّلْمِيذُ الَّذِي كَانَ
يَسُوعُ يُحِبُّهُ لِبُطْرُسَ: «هُوَ الرَّبُّ!». فَلَمَّا سَمِعَ سِمْعَانُ
بُطْرُسُ أَنَّهُ الرَّبُّ، اتَّزَرَ بِثَوْبِهِ، لأَنَّهُ كَانَ عُرْيَاناً،
وَأَلْقَى نَفْسَهُ فِي الْبَحْرِ»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا21:
4-7). وقد أبدى بطرس اهتمامه بيُوحَنَّا بسؤاله للرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ: وهذا ماله؟
Ø ويُوحَنَّا التلميذ الذي يحبه الرَّبِّ
يَسُوعَ الْمَسِيحِ
«23وَكَانَ مُتَّكِئاً فِي حِضْنِ يَسُوعَ وَاحِدٌ مِنْ تَلاَمِيذِهِ، كَانَ
يَسُوعُ يُحِبُّهُ»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا13: 23)؛ «26فَلَمَّا رَأَى يَسُوعُ أُمَّهُ، وَالتِّلْمِيذَ الَّذِي
كَانَ يُحِبُّهُ وَاقِفاً، قَالَ لِأُمِّهِ: «يَا امْرَأَةُ، هُوَذَا ابْنُكِ»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا19: 26)؛ «2فَرَكَضَتْ وَجَاءَتْ إِلَى سِمْعَانَ بُطْرُسَ وَإِلَى
التِّلْمِيذِ الآخَرِ الَّذِي كَانَ يَسُوعُ يُحِبُّهُ، وَقَالَتْ لَهُمَا:
«أَخَذُوا السَّيِّدَ مِنَ الْقَبْرِ، وَلَسْنَا نَعْلَمُ أَيْنَ وَضَعُوهُ!»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا20: 2)؛ رج «7فَقَالَ ذَلِكَ التِّلْمِيذُ الَّذِي كَانَ يَسُوعُ
يُحِبُّهُ لِبُطْرُسَ: «هُوَ الرَّبُّ!». فَلَمَّا سَمِعَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ
أَنَّهُ الرَّبُّ، اتَّزَرَ بِثَوْبِهِ، لأَنَّهُ كَانَ عُرْيَاناً، وَأَلْقَى
نَفْسَهُ فِي الْبَحْرِ...20فَالْتَفَتَ بُطْرُسُ وَنَظَرَ التِّلْمِيذَ الَّذِي كَانَ يَسُوعُ
يُحِبُّهُ يَتْبَعُهُ، وَهُوَ أَيْضاً الَّذِي اتَّكَأَ عَلَى صَدْرِهِ وَقْتَ
الْعَشَاءِ، وَقَالَ: «يَا سَيِّدُ، مَنْ هُوَ الَّذِي يُسَلِّمُكَ؟»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا21: 7و20).
«23وَكَانَ مُتَّكِئاً فِي حِضْنِ يَسُوعَ وَاحِدٌ مِنْ تَلاَمِيذِهِ، كَانَ
يَسُوعُ يُحِبُّهُ»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا13: 23)؛ «26فَلَمَّا رَأَى يَسُوعُ أُمَّهُ، وَالتِّلْمِيذَ الَّذِي
كَانَ يُحِبُّهُ وَاقِفاً، قَالَ لِأُمِّهِ: «يَا امْرَأَةُ، هُوَذَا ابْنُكِ»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا19: 26)؛ «4وَكَانَ الاِثْنَانِ يَرْكُضَانِ مَعاً. فَسَبَقَ
التِّلْمِيذُ الآخَرُ بُطْرُسَ وَجَاءَ أَوَّلاً إِلَى الْقَبْرِ، 5وَانْحَنَى فَنَظَرَ الأَكْفَانَ مَوْضُوعَةً،
وَلَكِنَّهُ لَمْ يَدْخُلْ. 6ثُمَّ
جَاءَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ يَتْبَعُهُ، وَدَخَلَ الْقَبْرَ وَنَظَرَ الأَكْفَانَ
مَوْضُوعَةً، 7وَالْمِنْدِيلَ الَّذِي
كَانَ عَلَى رَأْسِهِ لَيْسَ مَوْضُوعاً مَعَ الأَكْفَانِ، بَلْ مَلْفُوفاً فِي
مَوْضِعٍ وَحْدَهُ»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا20: 4-7)؛ «7فَقَالَ ذَلِكَ التِّلْمِيذُ الَّذِي كَانَ يَسُوعُ
يُحِبُّهُ لِبُطْرُسَ: «هُوَ الرَّبُّ!». فَلَمَّا سَمِعَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ
أَنَّهُ الرَّبُّ، اتَّزَرَ بِثَوْبِهِ، لأَنَّهُ كَانَ عُرْيَاناً، وَأَلْقَى
نَفْسَهُ فِي الْبَحْرِ...21فَلَمَّا رَأَى بُطْرُسُ هَذَا، قَالَ لِيَسُوعَ: «يَا رَبُّ، وَهَذَا مَا
لَهُ؟» 22قَالَ
لَهُ يَسُوعُ: «إِنْ كُنْتُ أَشَاءُ أَنَّهُ يَبْقَى حَتَّى أَجِيءَ، فَمَاذَا
لَكَ؟ اتْبَعْنِي أَنْتَ!». 23فَذَاعَ هَذَا الْقَوْلُ بَيْنَ الإِخْوَةِ: إِنَّ
ذَلِكَ التِّلْمِيذَ لاَ يَمُوتُ. وَلَكِنْ لَمْ يَقُلْ لَهُ يَسُوعُ إِنَّهُ لاَ
يَمُوتُ، بَلْ: «إِنْ كُنْتُ أَشَاءُ أَنَّهُ يَبْقَى حَتَّى أَجِيءَ، فَمَاذَا
لَكَ؟»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا21: 7و21-23). كان يُوحَنَّا أكثر
التلاميذ أمانة، وقد تبع الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ حتى الصليب. وبسبب هذه الأمانة
سلّم إليه الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ أمّه «26فَلَمَّا رَأَى يَسُوعُ أُمَّهُ، وَالتِّلْمِيذَ الَّذِي
كَانَ يُحِبُّهُ وَاقِفاً، قَالَ لِأُمِّهِ: «يَا امْرَأَةُ، هُوَذَا ابْنُكِ. 27ثُمَّ قَالَ لِلتِّلْمِيذِ: «هُوَذَا أُمُّكَ». وَمِنْ
تِلْكَ السَّاعَةِ أَخَذَهَا التِّلْمِيذُ إِلَى خَاصَّتِهِ»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا19: 26-27).
ولقبهما الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ «بُوَانَرْجِسَ» أَيِ «ابْنَيِ الرَّعْدِ» أو الغضب «17وَيَعْقُوبَ بْنَ زَبْدِي وَيُوحَنَّا أَخَا يَعْقُوبَ،
وَجَعَلَ لَهُمَا اسْمَ بُوَانَرْجِسَ أَيِ ابْنَيِ الرَّعْدِ»(إِنْجِيلُ مَرْقُسَ3: 17).
ولهجة كتاباته (كان حينئذ شيخا) لا تسمح بأن
نقول أن محبته للرَّبِّ يَسُوعَ
الْمَسِيحِ كانت عاطفية. فإذا كان في العشاء الأخير مستلقيا على صدر الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، فهذا يعني أنه يحتلّ مكان
الصدارة على المائدة «23وَكَانَ مُتَّكِئاً فِي حِضْنِ يَسُوعَ وَاحِدٌ مِنْ تَلاَمِيذِهِ، كَانَ
يَسُوعُ يُحِبُّهُ»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا13: 23).
0 التعليقات:
إرسال تعليق