ثالثاً: الآية المفتاحي للإِنْجِيلُ:
إعداد
د. القس سامي منير اسكندر
ثالثاً: الآية المفتاحي للإِنْجِيلُ:
إعداد
القس سامي منير اسكندر
«30وَآيَاتٍ ("الآيَةُ"
هي مُعجِزَةٌ تُبَرهِنُ شَيئاً، أو ما يُمكِنُ أن نُسَمِّيَّهُ "بُرهانٌ
مُعجِزِيٌّ.)
أُخَرَ كَثِيرَةً صَنَعَ يَسُوعُ قُدَّامَ
تَلاَمِيذِهِ لَمْ تُكْتَبْ فِي هَذَا
الْكِتَابِ. 31وَأَمَّا هَذِهِ فَقَدْ
كُتِبَتْ لِتُؤْمِنُوا أَنَّ يَسُوعَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ، وَلِكَيْ
تَكُونَ لَكُمْ إِذَا آمَنْتُمْ حَيَاةٌ بِاسْمِهِ»(إنجيل يوحنا20: 30و31).
Ø
فيما يلي بعض تعليقات آباء الكنيسة عنه:
العلامة أوريجينوس:
يمكننا أن نتجاسر فنقول أن الأناجيل هي بكر
كل الكتب المقدسة، أما بين الأناجيل فإِنْجِيلُ يُوحَنَّا هو البكر. لا
يدرك معناه من لم يتكئ على صدر الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ «23وَكَانَ
مُتَّكِئاً فِي حِضْنِ يَسُوعَ وَاحِدٌ مِنْ تلاَمِيذِهِ كَانَ يَسُوعُ يُحِبُّهُ»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا13: 23)، ويستلم مريم من الرَّبِّ يَسُوعَ
الْمَسِيحِ أمًا له أيضًا «27ثُمَّ قَالَ لِلتِّلْمِيذِ: «هُوَذَا
أُمُّكَ».
وَمِنْ تِلْكَ السَّاعَةِ أَخَذَهَا التِّلْمِيذُ إِلَى خَاصَّتِهِ»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا19: 27)؛
مثل هذا يكون يُوحَنَّا آخر، ويظهر له الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ذاته كما فعل مع يُوحَنَّا،
وقد قال الرَّبِّ
يَسُوعَ الْمَسِيحِ لأمه: «26فَلَمَّا
رَأَى يَسُوعُ أُمَّهُ وَالتِّلْمِيذَ الَّذِي كَانَ يُحِبُّهُ وَاقِفاً قَالَ
لِأُمِّهِ: «يَا
امْرَأَةُ هُوَذَا ابْنُكِ،»(إِنْجِيلُ
يُوحَنَّا19: 26). كأنه يقول: «هوذا الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ الذي ولدتيه». فإنه بالحق كل إنسان
صار كاملاً، لا يحيا هو بل يحيا المسيح فيه (أي في يُوحَنَّا) «7وَلَكِنْ
لَنَا هَذَا الْكَنْزُ فِي أَوَانٍ خَزَفِيَّةٍ، لِيَكُونَ فَضْلُ الْقُوَّةِ
لِلَّهِ لاَ مِنَّا»(رِّسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ الثَّانِيةُ إِلَى أَهْلِ
كُورِنْثُوسَ٤: ٧). وإذ يحيا الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ فيه، يُقال لمريم
عنه: «هوذا ابنك»
الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ.
القديس أغسطينوس:
هؤلاء جميعًا (الإِنْجِيليون مَتَّى ومَرْقُسَ ولُوقَا) ارتفعوا قليلاً عن الأمور
التي على الأرض، أي عن تلك الأمور التي صنعها الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ على الأرض، أما عن
لاهوته فتحدثوا القليل عنه. كانوا أشبه بأناسٍ ساروا معه على الأرض،
وبقي النسر، أي يُوحَنَّا، الكارز بالحقائق السامية، والمتأمل بنظرة ثاقبة نحو
النور الداخلي الأبدي...
مع
هذا فإننا نحن الذين نزحف على الأرض ضعفاء، ونسلك بين البشر بصعوبة، نتجاسر لنتمسك
بهذه الأمور ونتفهمها، حاسبين أنفسنا كما لو كنا قد أدركناها عندما نتأمل فيها، أو
نتحدث عنها.
القديس كيرلس الكبير:
أما يُوحَنَّا المبارك...نراه برغبةٍ ناريةٍ وعقلٍ يرغب في الأمور التي
تعلو العقل الإِنْسَانِي،
تجاسر واقترب لكي يشرح الميلاد الفائق الذي لا يُمكن الإحاطة به، أي
ميلاد اللَّه الكلمة.
فهو يعلم أن «2مَجْدُ اللَّهِ
إِخْفَاءُ الأَمْرِ وَمَجْدُ الْمُلُوكِ فَحْصُ الأَمْرِ»(سِفْرُ الأَمْثَالُ25: 2)، والكرامة التي تليق
باللَّه تفوق فهمنا وإدراكنا، ومن الصعب أن يدرك أحد أو يشرح صفات الطبيعة
الإلهية.
0 التعليقات:
إرسال تعليق