يُوحَنَّا الأستاذ
والتلميذ
إعداد
د. القس سامي منير اسكندر
وهو الصيغة
اليونانية لاسم يوحانان أو يهوحانان فى العبرية. ومعناه..حنان.
← اللغة
الإنجليزية: John the Apostle –
اللغة العبرية:
יוחנן בן זבדי
- اللغة
اليونانية: Ἰωάννης –
اللغة القبطية: Iwannhc (
الاختصار: Iwa) –
اللغة الآرامية:
Yoħanna –
اللغة السريانية: ܝܘܚܢܢ
ܫܠܝܚܐ.
أولاً: الأستاذ، يُوحَنَّا المعمدان
وهو يُوحَنَّا بن زَكَرِيَّا الكاهن، وقد ظهر ليمهد
الطريق أمام الرَّبِّ
يَسُوعَ الْمَسِيحِ، كما تبنأ عن ذلك النَّبِيِّ إِشَعْيَاءَ «3صَوْتُ صَارِخٍ فِي الْبَرِّيَّةِ: أَعِدُّوا
طَرِيقَ الرَّبِّ. قَوِّمُوا فِي الْقَفْرِ سَبِيلاً لإِلَهِنَا»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ40: 3)، «3فَإِنَّ هَذَا هُوَ الَّذِي قِيلَ عَنْهُ
بِإِشَعْيَاءَ النَّبِيِّ القَائِل: صَوْتُ صَارِخٍ فِي الْبَرِّيَّةِ: أَعِدُّوا
طَرِيقَ الرَّبِّ. اصْنَعُوا سُبُلَهُ مُسْتَقِيمَةً»(إِنْجِيلُ
مَتَّى3: 3)، وكذلك تنبأ عنه النَّبِيِّ مَلاَخِي «1هَئَنَذَا أُرْسِلُ مَلاَكِي فَيُهَيِّئُ
الطَّرِيقَ أَمَامِي. وَيَأْتِي بَغْتَةً إِلَى هَيْكَلِهِ السَّيِّدُ الَّذِي
تَطْلُبُونَهُ وَمَلاَكُ الْعَهْدِ الَّذِي تُسَرُّونَ بِهِ. هُوَذَا يَأْتِي
قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ»(سِفْرُ مَلاَخِي3: 1).
Ø وكان يُوحَنَّا المعمدان من العائلة
الكهنوتية،
«5كَانَ فِي
أَيَّامِ هِيرُودُسَ مَلِكِ الْيَهُودِيَّةِ كَاهِنٌ اسْمُهُ زَكَرِيَّا مِنْ فِرْقَةِ أَبِيَّا،
وَامْرَأَتُهُ مِنْ
بَنَاتِ هَارُونَ وَاسْمُهَا أَلِيصَابَاتُ»(إِنْجِيلُ
لُوقَا1: 5). «6وَكَانَا
كِلاَهُمَا بَارَّيْنِ أَمَامَ اللهِ،سَالِكَيْنِ فِي جَمِيعِ وَصَايَا الرَّبِّ
وَأَحْكَامِهِ بِلاَ لَوْمٍ. 7وَلَمْ
يَكُنْ لَهُمَا وَلَدٌ، إِذْ كَانَتْ أَلِيصَابَاتُ عَاقِراً. وَكَانَا كِلاَهُمَا
مُتَقَدِّمَيْنِ فِي أَيَّامِهِمَا. 8فَبَيْنَمَا
هُوَ يَكْهَنُ فِي نَوْبَةِ فِرْقَتِهِ أَمَامَ اللهِ، 9حَسَبَ عَادَةِ الْكَهَنُوتِ، أَصَابَتْهُ
الْقُرْعَةُ أَنْ يَدْخُلَ إِلَى هَيْكَلِ الرَّبِّ وَيُبَخِّرَ. 10وَكَانَ كُلُّ جُمْهُورِ الشَّعْبِ يُصَلُّونَ
خَارِجاً وَقْتَ الْبَخُورِ. 11فَظَهَرَ
لَهُ مَلاَكُ الرَّبِّ وَاقِفاً عَنْ يَمِينِ مَذْبَحِ الْبَخُورِ. 12فَلَمَّا رَآهُ زَكَرِيَّا اضْطَرَبَ وَوَقَعَ
عَلَيْهِ خَوْفٌ. 13فَقَالَ لَهُ
الْمَلاَكُ: «لاَ تَخَفْ يَا زَكَرِيَّا،لأَنَّ طِلْبَتَكَ قَدْ سُمِعَتْ،
وَامْرَأَتُكَ أَلِيصَابَاتُ سَتَلِدُ لَكَ ابْناً وَتُسَمِّيهِ يُوحَنَّا»(إِنْجِيلُ لُوقَا1: 6-13). فلم يصدق زَكَرِيَّا أن يكون
له ذلك، فقال له الملاك: ها أنت تكون صامتا ولا تقدر أن تتكلم إلى اليوم الذى يكون
فيه هذا «18فَقَالَ زَكَرِيَّا
لِلْمَلاَكِ: «كَيْفَ أَعْلَمُ هَذَا، لأَنِّي أَنَا شَيْخٌ وَامْرَأَتِي
مُتَقَدِّمَةٌ فِي أَيَّامِهَا؟» 19فَأَجَابَ
الْمَلاَكُ وَقَالَ لَهُ: «أَنَا جِبْرَائِيلُ الْوَاقِفُ قُدَّامَ اللهِ، وَأُرْسِلْتُ
لأُكَلِّمَكَ وَأُبَشِّرَكَ بِهَذَا. 20وَهَا
أَنْتَ تَكُونُ صَامِتاً وَلاَ تَقْدِرُ أَنْ تَتَكَلَّمَ، إِلَى الْيَوْمِ
الَّذِي يَكُونُ فِيهِ هَذَا، لأَنَّكَ لَمْ تُصَدِّقْ كَلاَمِي الَّذِي سَيَتِمُّ
فِي وَقْتِهِ». 21وَكَانَ الشَّعْبُ
مُنْتَظِرِينَ زَكَرِيَّا وَمُتَعّجِّبِينَ مِنْ إِبْطَائِهِ فِي الْهَيْكَلِ. 22فَلَمَّا خَرَجَ لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ
يُكَلِّمَهُمْ، فَفَهِمُوا أَنَّهُ قَدْ رَأَى رُؤْيَا فِي الْهَيْكَلِ. فَكَانَ
يُومِئُ إِلَيْهِمْ وَبَقِيَ صَامِتاً»(إِنْجِيلُ لُوقَا1:
18-22).
Ø بداية خدمته:
فى السنة الخامسة عشرة من سلطنة طيباريوس قيصر (أى فى
نحو 20م.) بدأ يُوحَنَّا يركز بمعمودية
التوبة لمعرفة الخطايا. فتقاطر إليه الناس من أُورُشَلِيمُ وكل اليهودية وجميع
الكورة المحيطة بالأردن، بسبب ما عرفوه عن معجزة مولده وحياة التقشف التى عاشها،
وتوقعات الشعب لاقتراب ظهور شخصية عظيمة تحقيقاً للنبوات «3صَوْتُ صَارِخٍ فِي الْبَرِّيَّةِ: أَعِدُّوا
طَرِيقَ الرَّبِّ. قَوِّمُوا فِي الْقَفْرِ سَبِيلاً لإِلَهِنَا.
4كُلُّ وَطَاءٍ يَرْتَفِعُ وَكُلُّ جَبَلٍ وَأَكَمَةٍ
يَنْخَفِضُ وَيَصِيرُ الْمُعَوَّجُ مُسْتَقِيماً وَالْعَرَاقِيبُ سَهْلاً. 5فَيُعْلَنُ مَجْدُ الرَّبِّ وَيَرَاهُ كُلُّ
بَشَرٍ جَمِيعاً لأَنَّ فَمَ الرَّبِّ تَكَلَّمَ»(سِفْرُ
إِشَعْيَاءَ40: 3-5)، «1هَئَنَذَا
أُرْسِلُ مَلاَكِي فَيُهَيِّئُ الطَّرِيقَ أَمَامِي. وَيَأْتِي بَغْتَةً إِلَى
هَيْكَلِهِ السَّيِّدُ الَّذِي تَطْلُبُونَهُ وَمَلاَكُ الْعَهْدِ الَّذِي
تُسَرُّونَ بِهِ. هُوَذَا يَأْتِي قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ»(سِفْرُ مَلاَخِي3: 1)، «5هَئَنَذَا
أُرْسِلُ إِلَيْكُمْ إِيلِيَّا النَّبِيَّ قَبْلَ مَجِيءِ يَوْمِ الرَّبِّ
الْيَوْمِ الْعَظِيمِ وَالْمَخُوفِ 6فَيَرُدُّ
قَلْبَ الآبَاءِ عَلَى الأَبْنَاءِ وَقَلْبَ الأَبْنَاءِ عَلَى آبَائِهِمْ.
لِئَلاَّ آتِيَ وَأَضْرِبَ الأَرْضَ بِلَعْنٍ»(سِفْرُ
مَلاَخِي4: 5و6)، «3فَإِنَّ
هَذَا هُوَ الَّذِي قِيلَ عَنْهُ بِإِشَعْيَاءَ النَّبِيِّ القَائِل: صَوْتُ
صَارِخٍ فِي الْبَرِّيَّةِ: أَعِدُّوا طَرِيقَ الرَّبِّ. اصْنَعُوا سُبُلَهُ
مُسْتَقِيمَةً»(إِنْجِيلُ مَتَّى3: 3)، «27هَذَا هُوَ الَّذِي كُتِبَ عَنْهُ: هَا أَنَا
أُرْسِلُ أَمَامَ وَجْهِكَ مَلاَكِي الَّذِي يُهَيِّئُ طَرِيقَكَ قُدَّامَكَ!»(إِنْجِيلُ لُوقَا7: 27)، فإننا نقرأ أن يُوحَنَّا لم
يفعل آية واحدة «41فَأَتَى إِلَيْهِ
كَثِيرُونَ وَقَالُوا: «إِنَّ يُوحَنَّا لَمْ يَفْعَلْ آيَةً وَاحِدَةً، وَلَكِنْ
كُلُّ مَا قَالَهُ يُوحَنَّا عَنْ هَذَا كَانَ حَقّاً»(إِنْجِيلُ
يُوحَنَّا10: 41). فنادى يُوحَنَّا لتلك الجموع «2قَائِلاً: «تُوبُوا، لأَنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ
السَّماوَاتِ. 3فَإِنَّ
هَذَا هُوَ الَّذِي قِيلَ عَنْهُ بِإِشَعْيَاءَ النَّبِيِّ القَائِل: صَوْتُ
صَارِخٍ فِي الْبَرِّيَّةِ: أَعِدُّوا طَرِيقَ الرَّبِّ. اصْنَعُوا سُبُلَهُ
مُسْتَقِيمَةً». 4وَيُوحَنَّا هَذَا
كَانَ لِبَاسُهُ مِنْ وَبَرِ الإِْبِلِ، وَعَلَى حَقْوَيْهِ مِنْطَقَةٌ مِنْ
جِلْدٍ. وَكَانَ طَعَامُهُ جَرَاداً وَعَسَلاً بَرِّيّاً. 5حِينَئِذٍ خَرَجَ إِلَيْهِ أُورُشَلِيمُ وَكُلُّ
الْيَهُودِيَّةِ وَجَمِيعُ الْكُورَةِ الْمُحِيطَةِ بِالأُرْدُنِّ»(إِنْجِيلُ مَتَّى3: 2-5).
Ø مقابلته مع الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ:
جاء إليه الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ليعتمد منه، فأبى يُوحَنَّا
أولا، «15فَأَجابَ يَسُوعُ وَقَالَ
لَهُ: «اسْمَحِ
الآنَ، لأَنَّهُ
هَكَذَا يَلِيقُ بِنَا أَنْ نُكَمِّلَ كُلَّ بِرٍّ». حِينَئِذٍ سَمَحَ
لَهُ»(إِنْجِيلُ مَتَّى3: 15). حينئذ عمده، «16فَلَمَّا اعْتَمَدَ يَسُوعُ صَعِدَ لِلْوَقْتِ
مِنَ الْمَاءِ، وَإِذَا
السَّمَاوَاتُ قَدِ انْفَتَحَتْ لَهُ، فَرَأَى رُوحَ اللَّهِ نَازِلاً مِثْلَ حَمَامَةٍ وَآتِياً
عَلَيْهِ، 17وَصَوْتٌ مِنَ السَّمَاوَاتِ قَائِلاً: «هَذَا هُوَ ابْنِي
الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ»(إِنْجِيلُ
مَتَّى3: 16و17).
وشهد يُوحَنَّا قائلاً: «31وَأَنَا
لَمْ أَكُنْ أَعْرِفُهُ. لَكِنْ لِيُظْهَرَ لإِسْرَائِيلَ لِذَلِكَ جِئْتُ
أُعَمِّدُ بِالْمَاءِ». 32وَشَهِدَ
يُوحَنَّا قَائِلاً: «إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ الرُّوحَ نَازِلاً مِثْلَ حَمَامَةٍ
مِنَ السَّمَاءِ فَاسْتَقَرَّ عَلَيْهِ. 33وَأَنَا
لَمْ أَكُنْ أَعْرِفُهُ، لَكِنَّ الَّذِي أَرْسَلَنِي لأُعَمِّدَ بِالْمَاءِ،
ذَاكَ قَالَ لِي: الَّذِي تَرَى الرُّوحَ نَازِلاً وَمُسْتَقِرّاً عَلَيْهِ،
فَهَذَا هُوَ الَّذِي يُعَمِّدُ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ. 34وَأَنَا قَدْ رَأَيْتُ وَشَهِدْتُ أَنَّ هَذَا
هُوَ ابْنُ اللَّهِ»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا1:
31-34).
Ø خدمته التالية:
بمعمودية الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، انتهت خدمة يُوحَنَّا
المعمران الأساسية، فقد جاء الملك الذى أتى يُوحَنَّا ليعد له الطريق. ولكن يُوحَنَّا
وتلاميذه واصلوا خدمتهم فى تعميد من يأتون إليهم، حتى بعد أن بدأ الرَّبِّ يَسُوعَ
الْمَسِيحِ خدمته «23وَلَمَّا
ابْتَدَأَ يَسُوعُ كَانَ لَهُ نَحْوُ ثَلاَثِينَ سَنَةً، وَهُوَ عَلَى مَا كَانَ
يُظَنُّ ابْنَ يُوسُفَ، بْنِ هَالِي،»(إِنْجِيلُ لُوقَا3:
23)، «1أَمَّا يَسُوعُ فَرَجَعَ مِنَ
الأُرْدُنِّ مُمْتَلِئاً مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ، وَكَانَ يُقْتَادُ بِالرُّوحِ
فِي الْبَرِّيَّةِ»(إِنْجِيلُ لُوقَا4: 1). وقد
علَّم يُوحَنَّا تلاميذه أن يصدموا «14حِينَئِذٍ
أَتَى إِلَيْهِ تَلاَمِيذُ يُوحَنَّا قَائِلِينَ: «لِمَاذَا نَصُومُ نَحْنُ
وَالْفَرِّيسِيُّونَ كَثِيراً، وَأَمَّا تَلاَمِيذُكَ فَلاَ يَصُومُونَ؟»(إِنْجِيلُ مَتَّى9: 14)، «33وَقَالُوا
لَهُ: «لِمَاذَا يَصُومُ تَلاَمِيذُ يُوحَنَّا كَثِيراً وَيُقَدِّمُونَ طِلْبَاتٍ،
وَكَذَلِكَ تَلاَمِيذُ الْفَرِّيسِيِّينَ أَيْضاً، وَأَمَّا تَلاَمِيذُكَ
فَيَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُونَ؟»(إِنْجِيلُ لُوقَا5:
33)،
وأن يصلوا «1وإذْ كَانَ يُصَلِّي فِي مَوْضِعٍ، لَمَّا فَرَغَ، قَالَ
وَاحِدٌ مِنْ تَلاَمِيذِهِ: «يَا رَبُّ، عَلِّمْنَا أَنْ نُصَلِّيَ كَمَا عَلَّمَ
يُوحَنَّا أَيْضاً تَلاَمِيذَهُ»(إِنْجِيلُ لُوقَا11:
1)، وواصل شهادته للرَّبِّ
يَسُوعَ الْمَسِيحِ قائلاً عنه: هوذا حمل الله الذى يرفع خطيه العالم «29وَفِي الْغَدِ نَظَرَ يُوحَنَّا يَسُوعَ
مُقْبِلاً إِلَيْهِ، فَقَالَ: «هُوَذَا حَمَلُ اللَّهِ الَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ
الْعَالَمِ!...36فَنَظَرَ
إِلَى يَسُوعَ مَاشِياً، فَقَالَ: «هُوَذَا حَمَلُ اللَّهِ!»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا1: 29و36)، حتى إن اثنين من تلاميذه
تركاه، وتبعاً يسوع «35وَفِي الْغَدِ
أَيْضاً كَانَ يُوحَنَّا وَاقِفاً هُوَ وَاثْنَانِ مِنْ تَلاَمِيذِهِ، 36فَنَظَرَ إِلَى يَسُوعَ مَاشِياً، فَقَالَ:
«هُوَذَا حَمَلُ اللَّهِ!». 37فَسَمِعَهُ
التِّلْمِيذَانِ يَتَكَلَّمُ، فَتَبِعَا يَسُوعَ. 38فَالْتَفَتَ
يَسُوعُ وَنَظَرَهُمَا يَتْبَعَانِ، فَقَالَ لَهُمَا: «مَاذَا تَطْلُبَانِ؟»
فَقَالاَ: «رَبِّي، الَّذِي تَفْسِيرُهُ: يَا مُعَلِّمُ، أَيْنَ تَمْكُثُ؟» 39فَقَالَ لَهُمَا: «تَعَالَيَا وَانْظُرَا».
فَأَتَيَا وَنَظَرَا أَيْنَ كَانَ يَمْكُثُ، وَمَكَثَا عِنْدَهُ ذَلِكَ الْيَوْمَ.
وَكَانَ نَحْوَ السَّاعَةِ الْعَاشِرَةِ. 40كَانَ
أَنْدَرَاوُسُ أَخُو سِمْعَانَ بُطْرُسَ وَاحِداً مِنَ الاِثْنَيْنِ اللَّذَيْنِ
سَمِعَا يُوحَنَّا وَتَبِعَاهُ»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا1:
35-40).
Ø سجنه واستشهاده:
بعد ذلك تقليل، بلغت خدمته غايتها، إذ كان هيروس انتيباس
قد أخذ هيروديا، امرأة أخيه فيلبس، فوبخه يُوحَنَّا لأجل ذلك ولأجل جميع الشرور
التى كان هيرودس يفعلها، مما جعل هيرودس يلقبه فى السجن فى قلعة ماخروس على الساحل
الشرقى للبحر الميت. وأرسل يُوحَنَّا- وهو فى السجن- اثنين من تلاميذه ليسأله: أنت
هو الآتى، أم ننتظر أخر؟ «32فَكُلُّ
مَنْ يَعْتَرِفُ بِي قُدَّامَ النَّاسِ أَعْتَرِفُ أَنَا أَيْضاً بِهِ قُدَّامَ
أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ،»(إِنْجِيلُ مَتَّى10:
32)، «19فَدَعَا يُوحَنَّا اثْنَيْنِ
مِنْ تَلاَمِيذِهِ وَأَرْسَلَ إِلَى يَسُوعَ قَائِلاً: «أَنْتَ هُوَ الآتِي أَمْ
نَنْتَظِرُ آخَرَ؟» 20فَلَمَّا جَاءَ
إِلَيْهِ الرَّجُلاَنِ قَالاَ: «يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانُ قَدْ أَرْسَلَنَا
إِلَيْكَ قَائِلاً: أَنْتَ هُوَ الآتِي أَمْ نَنْتَظِرُ آخَرَ؟» 21وَفِي تِلْكَ السَّاعَةِ شَفَى كَثِيرِينَ مِنْ
أَمْرَاضٍ وَأَدْوَاءٍ وَأَرْوَاحٍ شِرِّيرَةٍ، وَوَهَبَ الْبَصَرَ لِعُمْيَانٍ
كَثِيرِينَ. 22فَأَجَابَ يَسُوعُ
وَقَالَ لَهُمْ: «اذْهَبَا وَأَخْبِرَا يُوحَنَّا بِمَا رَأَيْتُمَا
وَسَمِعْتُمَا: إِنَّ الْعُمْيَ يُبْصِرُونَ، وَالْعُرْجَ يَمْشُونَ، وَالْبُرْصَ
يُطَهَّرُونَ، وَالصُّمَّ يَسْمَعُونَ، وَالْمَوْتَى يَقُومُونَ، وَالْمَسَاكِينَ
يُبَشَّرُونَ. 23وَطُوبَى لِمَنْ لاَ
يَعْثُرُ فِيَّ»(إِنْجِيلُ لُوقَا7: 19-23).
وكان هذا - بلا شك - ليجعل تلميذه يريان الرَّبِّ يَسُوعَ
الْمَسِيحِ ويؤمنا به، فقد الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ نفسه، عن يُوحَنَّا
قائلاً: «11اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَمْ يَقُمْ بَيْنَ
الْمَوْلُودِينَ مِنَ النِّسَاءِ أَعْظَمُ مِنْ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ،
وَلَكِنَّ الأَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ أَعْظَمُ مِنْهُ»(إِنْجِيلُ مَتَّى11: 11)، «28لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ بَيْنَ الْمَوْلُودِينَ مِنَ
النِّسَاءِ لَيْسَ نَبِيٌّ أَعْظَمَ مِنْ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ، وَلَكِنَّ
الأَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ اللهِ أَعْظَمُ مِنْهُ»(إِنْجِيلُ
لُوقَا7: 28).
وقد امتلات من إبليس هيروديا عليه، وعزمت على التخلص
منه، ولكنها لم تقدر لأن هيرودس كان يهاب يُوحَنَّا عالما أنه رجل بار وقديس «19فَحَنِقَتْ هِيرُودِيَّا عَلَيْهِ، وَأَرَادَتْ
أَنْ تَقْتُلَهُ وَلَمْ تَقْدِرْ، 20لأَنَّ
هِيرُودُسَ كَانَ يَهَابُ يُوحَنَّا عَالِماً أَنَّهُ رَجُلٌ بَارٌّ وَقِدِّيسٌ، وَكَانَ
يَحْفَظُهُ. وَإِذْ سَمِعَهُ، فَعَلَ كَثِيراً، وَسَمِعَهُ بِسُرُورٍ»(إِنْجِيلُ مَرْقُسَ6: 19و20)، كما أنه خاف من الشعب «5وَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَقْتُلَهُ خَافَ مِنَ
الشَّعْبِ، لأَنَّهُ كَانَ عِنْدَهُمْ مِثْلَ نَبِيٍّ»(إِنْجِيلُ
مَتَّى14: 5). ولكن جاءت الفرصة أخيراً، «3فَإِنَّ
هِيرُودُسَ كَانَ قَدْ أَمْسَكَ يُوحَنَّا وَأَوْثَقَهُ وَطَرَحَهُ فِي سِجْنٍ
مِنْ أَجْلِ هِيرُودِيَّا امْرَأَةِ فِيلُبُّسَ أَخِيهِ، 4لأَنَّ يُوحَنَّا كَانَ يَقُولُ لَهُ: «لاَ
يَحِلُّ أَنْ تَكُونَ لَكَ». 5وَلَمَّا
أَرَادَ أَنْ يَقْتُلَهُ خَافَ مِنَ الشَّعْبِ، لأَنَّهُ كَانَ عِنْدَهُمْ مِثْلَ
نَبِيٍّ. 6ثُمَّ لَمَّا صَارَ مَوْلِدُ هِيرُودُسَ،
رَقَصَتِ ابْنَةُ
هِيرُودِيَّا فِي الْوَسَطِ فَسَرَّتْ هِيرُودُسَ. 7مِنْ ثَمَّ وَعَدَ بِقَسَمٍ أَنَّهُ مَهْمَا طَلَبَتْ يُعْطِيهَا.
8فَهِيَ إِذْ كَانَتْ قَدْ تَلَقَّنَتْ مِنْ أُمِّهَا
قَالَتْ: «أَعْطِنِي
هَهُنَا عَلَى طَبَقٍ رَأْسَ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ». 9فَاغْتَمَّ الْمَلِكُ. وَلَكِنْ مِنْ أَجْلِ
الأَقْسَامِ وَالْمُتَّكِئِينَ مَعَهُ أَمَرَ أَنْ يُعْطَى. 10فَأَرْسَلَ وَقَطَعَ رَأْسَ يُوحَنَّا فِي
السِّجْنِ. 11فَأُحْضِرَ رَأْسُهُ
عَلَى طَبَقٍ وَدُفِعَ إِلَى الصَّبِيَّةِ، فَجَاءَتْ بِهِ إِلَى أُمِّهَا. 12فَتَقَدَّمَ
تَلاَمِيذُهُ وَرَفَعُوا الْجَسَدَ وَدَفَنُوهُ. ثُمَّ
أَتَوْا وَأَخْبَرُوا يَسُوعَ»(إِنْجِيلُ مَتَّى14:
3-12)، «17لأَنَّ هِيرُودُسَ نَفْسَهُ
كَانَ قَدْ أَرْسَلَ وَأَمْسَكَ يُوحَنَّا وَأَوْثَقَهُ فِي السِّجْنِ مِنْ أَجْلِ
هِيرُودِيَّا امْرَأَةِ فِيلُبُّسَ أَخِيهِ، إِذْ كَانَ قَدْ تَزَوَّجَ بِهَا. 18لأَنَّ يُوحَنَّا كَانَ يَقُولُ لِهِيرُودُسَ:
«لاَ يَحِلُّ أَنْ تَكُونَ لَكَ امْرَأَةُ أَخِيكَ» 19فَحَنِقَتْ
هِيرُودِيَّا عَلَيْهِ، وَأَرَادَتْ أَنْ تَقْتُلَهُ وَلَمْ تَقْدِرْ، 20لأَنَّ هِيرُودُسَ كَانَ يَهَابُ يُوحَنَّا
عَالِماً أَنَّهُ رَجُلٌ بَارٌّ وَقِدِّيسٌ، وَكَانَ يَحْفَظُهُ. وَإِذْ سَمِعَهُ،
فَعَلَ كَثِيراً، وَسَمِعَهُ بِسُرُورٍ. 21وَإِذْ
كَانَ يَوْمٌ مُوافِقٌ، لَمَّا صَنَعَ هِيرُودُسُ فِي مَوْلِدِهِ عَشَاءً
لِعُظَمَائِهِ وَقُوَّادِ الأُلُوفِ وَوُجُوهِ الْجَلِيلِ، 22دَخَلَتِ ابْنَةُ هِيرُودِيَّا وَرَقَصَتْ،
فَسَرَّتْ هِيرُودُسَ وَالْمُتَّكِئِينَ مَعَهُ. فَقَالَ الْمَلِكُ لِلصَّبِيَّةِ:
«مَهْمَا أَرَدْتِ اطْلُبِي مِنِّي فَأُعْطِيَكِ». 23وَأَقْسَمَ
لَهَا أَنْ «مَهْمَا طَلَبْتِ مِنِّي لأُعْطِيَنَّكِ حَتَّى نِصْفَ مَمْلَكَتِي». 24فَخَرَجَتْ وَقَالَتْ لأُمِّهَا: «مَاذَا
أَطْلُبُ؟» فَقَالَتْ: «رَأْسَ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ». 25فَدَخَلَتْ لِلْوَقْتِ بِسُرْعَةٍ إِلَى
الْمَلِكِ وَطَلَبَتْ قَائِلَةً: «أُرِيدُ أَنْ تُعْطِيَنِي حَالاً رَأْسَ
يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ عَلَى طَبَقٍ». 26فَحَزِنَ
الْمَلِكُ جِدّاً. وَلأَجْلِ الأَقْسَامِ وَالْمُتَّكِئِينَ لَمْ يُرِدْ أَنْ
يَرُدَّهَا. 27فَلِلْوَقْتِ أَرْسَلَ
الْمَلِكُ سَيَّافاً وَأَمَرَ أَنْ يُؤْتَى بِرَأْسِهِ. 28فَمَضَى وَقَطَعَ رَأْسَهُ فِي السِّجْنِ.
وَأَتَى بِرَأْسِهِ عَلَى طَبَقٍ وَأَعْطَاهُ لِلصَّبِيَّةِ، وَالصَّبِيَّةُ
أَعْطَتْهُ لأُمِّهَا. 29وَلَمَّا
سَمِعَ تَلاَمِيذُهُ، جَاءُوا وَرَفَعُوا جُثَّتَهُ وَوَضَعُوهَا فِي قَبْرٍ»(إِنْجِيلُ مَرْقُسَ6: 17-29).
Ø شخصيته:
كان يُوحَنَّا المعمدان يتصف
بالجرأة، فهو إيليا العائدة والموعود به وكانت حياته تتميز بنكران الذات والتواضع
والشجاعة المقدسة. وكان شديد التقشف، حتى قالوا عنه: إن به شيطان «18لأَنَّهُ جَاءَ يُوحَنَّا لاَ يَأْكُلُ وَلاَ يَشْرَبُ،
فَيَقُولُونَ: فِيهِ شَيْطَانٌ»(إِنْجِيلُ مَتَّى11:
18).
وفى تواضعه، استنكر كل ما
أرادوا أن يخلعوه عليه من كرامة، وأعلن أنه مجرد صوت صارخ، يدعو الناس ليستعدوا
لاستقبال الآتى بعده، «7وَكَانَ يَكْرِزُ قَائِلاً:
«يَأْتِي بَعْدِي مَنْ هُوَ أَقْوَى مِنِّي، الَّذِي لَسْتُ أَهْلاً أَنْ أَنْحَنِيَ وَأَحُلَّ سُيُورَ
حِذَائِهِ»(إِنْجِيلُ مَرْقُسَ1: 6)، «16أجَابَ يُوحَنَّا لِلْجَمِيعِ قَائِلاً: «أَنَا
أُعَمِّدُكُمْ بِمَاءٍ، وَلَكِنْ يَأْتِي مَنْ هُوَ أَقْوَى مِنِّي، الَّذِي
لَسْتُ أَهْلاً أَنْ أَحُلَّ سُيُورَ حِذَائِهِ. هُوَ سَيُعَمِّدُكُمْ بِالرُّوحِ
الْقُدُسِ وَنَارٍ»(إِنْجِيلُ لُوقَا3: 16).
وعندما جاء الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، شجع يُوحَنَّا
تلاميذه على الارتباط به، ضارباً مثلاً قوياً فى نكران الذات، إذ قال: ينبغى أن
ذلك يزيد وأنى أنا أنقص «30يَنْبَغِي
أَنَّ ذَلِكَ يَزِيدُ وَأَنِّي أَنَا أَنْقُصُ»(إِنْجِيلُ
يُوحَنَّا3: 30): وفى سبيل قول الحق دون مواربة، عرض نفسه للسجن ثم القتل.
0 التعليقات:
إرسال تعليق