من كتاب
هل يُعْقلُ أن
الْمَسِيحِ هُوَ اللهُ؟!
إعداد
د. القس / سامي. منير اسكندر
باحث ومحاضر في الدين
المقارن
شهُوَد إثبات أن الرَّبِّ
يَسُوعَ الْمَسِيحِ
هُوَ اللهُ
هل يَشْهَدُ النَّبِيَّ مُوسَى أن الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ هُوَ
اللهُ؟
1) أقوال النَّبِيَّ
موسي في التَّوْرَاةَ
أولاً: سِفْرُ
التَّكْوِينِ49: 8-10
«8يَهُوَذَا إِيَّاكَ يَحْمَدُ إِخْوَتُكَ. يَدُكَ
عَلَى قَفَا
أَعْدَائِكَ. يَسْجُدُ لَكَ بَنُو أَبِيكَ. 9يَهُوَذَا
جَرْوُ أَسَدٍ.
مِنْ فَرِيسَةٍ صَعِدْتَ يَا ابْنِي. جَثَا وَرَبَضَ كَأَسَدٍ وَكُلَّبْوَةٍ. مَنْ
يُنْهِضُهُ؟ 10لا يَزُولُ قَضِيبٌ مِنْ يَهُوَذَا
وَمُشْتَرِعٌ مِنْ
بَيْنِ رِجْلَيْهِ حَتَّى يَأْتِيَ شِيلُونُ وَلَهُ يَكُونُ خُضُوعُ
شُعُوبٍ»(سِفْرُ
التَّكْوِينِ49: 8-10).
ü
يتضح لنا:
أ) لأنه ظاهر من
القرينة أن شيلون المقولة في شأنه النبوة يولد من ذرية يهُوَذا وبني إِسْرَائِيلَ (ليس من قبيلة عربية كقريش مثلاً، وشتان بين قريش
وبين بني إِسْرَائِيلَ).
ب) وعدا ذلك فإن
قضيب الملك زال من الأمة اليهُوَدية في سنة 6 م أي بعد ميلاد الرَّبِّ يَسُوعَ
الْمَسِيحِ والآية تقول أنه لا يزول حتى يأتي شيلون الخ، وعليه فالآية المذكورة لا تشير
إِلَى أي نبي يأتي بعد هذا التاريخ.
ج) وقد اتفق مفسرو اليهُوَد أن كُلَّمة شيلون في العبرية تشير إلي شخص «المسيا» الَّذِي جاء من سبط
يهُوَذا. والكُلَّمة - كاسم علم - قد تعني «مانح الراحة»، إلي أن يأتي «شيلون» (مانح الراحة)، وله
ستخضع الشعوب. الَّذِي له الْحَقَّ الشرعي في الحكم (راجع الكتاب المقدس ذا
الشواهد «»(سِفْرُ التَّكْوِينِ49: 10)، ونفس
الكُلَّمة ترجمت في التَّوْرَاةَ سِفْرُ حِزْقِيَال21: 27 «منقلباً منقلباً
منقلباً أجعله. هَذَا أَيْضاً لا
يَكُونُ حَتَّى يَأْتِيَ الَّذِي لَهُ الْحُكْمُ فَأُعْطِيَهُ إِيَّاهُ».
وقد منح ملوك الفرس الْحَقَّ لليهُوَد في أن يكون
لهم حاكمهم، مثل زربابل وعزرا ونحميا. وفي زمن الأسمونيين (المكابيين) - في
العهد اليوناني - كان حكامهم مستقلين أو شبه مستقلين. وفي العهد الروماني، خلع
أوغسطس قيصر هيرودس أرخيلاوس في 6م، وجعل من اليهُوَدية ولاية رومانية، يعين
الامبراطور ولاّتها، وبذلك فقد السنهدرين اليهُوَدي سلطة إصدار الحكم بالموت، ولم
تعد له السلطة العليا في الشؤون الداخلية. ويقول الرَّبُّي "راكمان": "عندما وجد أعضاء السنهدرين
أنَفْسَهُم مجردين من الحكم بالْحَيَاةُ والموت، أصابهم الرعب وغطوا رؤوسهم
بالرماد، ولبسوا المسوح، وصرخوا: "ويل لأن القضيب قد زال من يهُوَذا، والمسيا
لم يأتِ".
لن يزول قضيب من يهُوَذا «إلي أن يأتي الَّذِي
له حق الحكم» (كما جاءت في بعض الترجمات)، وهذا يعود بنا إلي الرأي القائل بأن
البَرَكَةٍ إشارة إلي المسيا. ويدعم ذلك ما قَالَه حِزْقِيَال النَّبِيَّ: «منقلباً
منقلباً منقلباً أجعله. هَذَا أَيْضاً لا
يَكُونُ حَتَّى يَأْتِيَ الَّذِي لَهُ الْحُكْمُ فَأُعْطِيَهُ إِيَّاهُ»(التَّوْرَاةَ سِفْرُ حِزْقِيَال21: 27). فشيلون
من ألقاب الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، وهُوَ الَّذِي وُلد من سبط يهُوَذا وإياه
أطاعت الشعوب.
د) «وَمُشْتَرِعٌ
مِنْ بَيْنِ رِجْلَيْهِ»
الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ هُوَ
المشرع الْحَقَّيقي الَّذِي لا ينسخ شَرِيعَةَ اللهُ بل يعمقها ويوضحها لأنه هُوَ
كُلَّمة اللهُ. شرع أو اشترع أي سنَّ
الشَرِيعَةَ، والشارع أو المشترع هُوَ واضع الشَرِيعَةَ. ويقول يَعْقُوبُ في بركته
لابنه يهُوَذا: «10لاَ يَزُولُ
قَضِيبٌ مِنْ يَهُوَذَا، وَمُشْتَرِعٌ مِنْ بَيْنِ رِجْلَيْهِ (أي من
نَسْلِه) حَتَّى يَأْتِيَ شِيلُونُ، وَلَهُ يَكُونُ خُضُوعُ
شُعُوبٍ»(التَّوْرَاةَ سِفْرُ التَّكْوِينِ49: 10). وهي نبوة واضحة عن الرَّبِّ يَسُوعَ الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ.
ويقول النَّبِيَّ
موسي في التَّوْرَاةَ: «21لأَنَّهُ
هُنَاكَ قِسْمٌ مِنَ الشَّارِعِ (المشترع) مَحْفُوظاً، فَأَتَى رَأْساً
لِلشَّعْبِ، يَعْمَلُ حَقَّ الرَّبُّ وَأَحْكَامَهُ مَعَ إِسْرَائِيلَ»(التَّوْرَاةَ سِفْرُ اَلَتَّثْنِيَة33: 21).
ويقول النَّبِيَّ إِشَعْيَاءَ: «22فَإِنَّ
الرَّبُّ قَاضِينَا. الرَّبُّ شَارِعُنَا (مشرِّعنا). الرَّبُّ مَلِكُنَا هُوَ
يُخَلِّصُنَا»(التَّوْرَاةَ سِفْرُ إِشَعْيَاءَ33: 22). ويقول اللهُ علي لسان النَّبِيَّ إِشَعْيَاءَ عن الرَّبُّ يَسُوعُ الرَّبِّ
يَسُوعَ الْمَسِيحِ: «4هُوَذَا قَدْ
جَعَلْتُهُ شَارِعاً (مشرِّعا)
لِلشُّعُوبِ، رَئِيساً وَمُوصِياً لِلشُّعُوبِ»(التَّوْرَاةَ
سِفْرُ إِشَعْيَاءَ55: 4). وهُوَ ما نجده أيضا في القول: «2لأَنَّهُ مِنْ
صِهْيَوْنَ تَخْرُجُ الشَرِيعَةَ، وَمِنْ أُورُشَلِيمَ كُلَّمَةُ الرَّبُّ. 3فَيَقْضِي
بَيْنَ الأُمَمِ وَيُنْصِفُ لِشُعُوبٍ كَثِيرِينَ»(التَّوْرَاةَ
سِفْرُ إِشَعْيَاءَ2: 3و4).
وتترجم نفس
الكُلَّمة العبرية وهي «محقق»(من الْحَقَّوق) بمعنى «صولجان»
لأنه رمز الملك والسُلْطَانٍ «18بِئْرٌ حَفَرَهَا رُؤَسَاءُ حَفَرَهَا شُرَفَاءُ
الشَّعْبِ بِصَوْلجَانٍ بِعِصِيِّهِمْ». وَمِنَ البَرِّيَّةِ إِلى مَتَّانَةَ»(انظر التَّوْرَاةَ سِفْرُ اَلْعَدَد21: 18)،
«7لِي جِلْعَادُ وَلِي مَنَسَّى وَأَفْرَايِمُ خُوذَةُ رَأْسِي. يَهُوذَا
صَوْلَجَانِي»(التَّوْرَاةَ سِفْرُ اَلْمَزَامِيرُ،
مَزْمُور60: 7، التَّوْرَاةَ سِفْرُ
اَلْمَزَامِيرُ، مَزْمُور 108: 8)، كما ترجمت «قُضَاةٌ» «14جَاءَ مِنْ أَفْرَايِمَ الَّذِينَ مَقَرُّهُمْ بَيْنَ عَمَالِيقَ,
وَبَعْدَكَ بِنْيَامِينُ مَعَ قَوْمِكَ. مِنْ مَاكِيرَ نَزَلَ قُضَاةٌ,
وَمِنْ زَبُولُونَ مَاسِكُونَ بِقَضِيبِ الْقَائِدِ»(التَّوْرَاةَ سِفْرُ اَلْقُضَاة5: 14).
الرَّبِّ يَسُوعَ الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ
يَشْهَدُ قَائِلاً: «17لا
تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ ﭐلنَّامُوسَ
أَوِ ﭐلأَنْبِيَاءَ. مَا
جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لأُكَمِّلَ. 18فَإِنِّي
الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِلَى أَنْ تَزُولَ ﭐلسَمَاءً
وَﭐلأَرْضُ لا يَزُولُ
حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ ﭐلنَّامُوسِ
حَتَّى يَكُونَ ﭐلْكُلَّ...«21قَدْ
سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ: لا تَقْتُلْ وَمَنْ قَتَلَ يَكُونُ
مُسْتَوْجِبَ ﭐلْحُكْمِ. 22وَأَمَّا
أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَغْضَبُ عَلَى أَخِيهِ بَاطِلاً
يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ ﭐلْحُكْمِ»(إِنْجِيلِ متّى5: 17-18، 21-22).
ويَشْهَدُ الإِنْجِيلِ في رِسَالَةُ
رُومِيَةَ، عن الشعب اليهُوَدي:
«4الَّذِينَ
هُمْ إِسْرَائِيلَيُّونَ وَلَهُمُ التَّبَنِّي وَالْمَجْدِ وَالْعُهُوَدُ
وَالاشْتِرَاعُ وَالْعِبَادَةُ وَالْمَوَاعِيدُ. 5وَلَهُمُ
الآبَاءُ وَمِنْهُمُ الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ حَسَبَ الْجَسَدِ الْكَائِنِ
عَلَى الْكُلَّ إِلَهاً مُبَارَكاً إِلَى الأَبَدِ. آمِينَ»(رِّسَالَةُ
بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى أَهْلِ رُومِيَةَ9: 4و5). كما يَشْهَدُ الرَسُولُ يَعْقُوبُ: «12وَاحِدٌ هُوَ
وَاضِعُ النَّامُوسِ(المشترع)، الْقَادِرُ
أَنْ يُخَلِّصَ وَيُهْلِكَ. فَمَنْ أَنْتَ
يَا مَنْ تَدِينُ غَيْرَكَ؟»(رِّسَالَةُ يَعْقُوبُ
الرَّسُولِ4: 12).
زعم البعض أن هذه الآية تشير إِلَى نبوة نبيُ أخر
وخصوصاً لأن كُلَّمة يهُوَذا في عدد 8 مشتقة في الأصل العبراني من الفعل حمد كما
اشتق اسم أحمد، وهذا
الزعم باطل لأن الأسباب
السابقة لا تنطبق إلا عَلَى الرَّبِّ يَسُوعَ الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ المشترع
الَّذِي هُوَ واضع الناموس ومتممه وهُوَ اللهُ. (واسم
العلم لا يترجم فيهُوَذا يظل يهُوَذا كما هُوَ، لا يترجم إِلَى معنى الاسم في لغة
أخرى كالعربية).
0 التعليقات:
إرسال تعليق