من كتاب
هل يُعْقلُ أن
الْمَسِيحِ هُوَ اللهُ؟!
إعداد
د. القس / سامي منير اسكندر
باحث ومحاضر في الدين
المقارن
الفصل السادس
هل الْمَسِيحِ هُوَ اللهُ؟!
2) الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ هُوَ اللهُ!
هذه الشخصية الفريدة الَّتِي شغلت أذهان البَشَرٌ
في كُلَّ زمان ومكان. هي شخصية الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ العجيبة. كانت
موضع اهتمام الآباء والأَنْبِيَاءِ والمرسلين في كُلَّ العصور ومختلف الجنسيات.
فرغم اختلاف جنسياتهم واتجاهاتهم الحضارية ومستوياتهم العلمية وطبقاتهم الاجتماعية،
فقد كتب وتكُلَّم عنه رعاة الغنم والقادة العظام واللاهُوَتيون الكبار. وكان بينهم
الآرامي والكُلَّداني والعبراني والموآبي واليوناني والروماني والعربي. وعندما تجسّد
عَلَى أرضنا. فإن تاريخ ولادته أبطل كُلَّ أساليب التأريخ المعروفة، من حمورابية
وموسوية وكُلَّدانية وفارسية ويونانية ورومانية. لذلك فإننا نرى الممالك والحكومات
والمؤلفين والكتاَّب، إذا أرادوا تحديد زمن ما، أو تسجيله رسمياً، سجله إما قبل ميلاد
الرَّبِّ يَسُوعَ
الْمَسِيحِ (ق.م). أو بعد ميلاد الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ (ب.م). لكي
يكون معروفاً من كُلَّ الطوائف والاتجاهات، في جميع أنحاء الْعَالَمِ، حتى تم فيه
قول فيلسوف الْمَسِيحِية ورَسُولُها الأمين بُولُسُ: «15إِذْ جَرَّدَ الرِّيَاسَاتِ وَالسَّلاطِينَ
أَشْهَرَهُمْ جِهَاراً، ظَافِراً بِهِمْ فِيهِ»(رِّسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى أَهْلِ كُولُوسِّي
2: 15).
والقرآن
بدوره جعل الرَّبِّ
يَسُوعَ الْمَسِيحِ متفرداً عن الأَنْبِيَاءِ والمرسلين جميعاً، إذ
يظهر الرَّبِّ
يَسُوعَ الْمَسِيحِ فيه مؤيداً بالرُّوحِ الْقُدُسِ، ووجيهًا في
الدنيا والآخرة ومن المقربين. وهُوَ المهدي، الَّذِي تشرَئِبُّ له أعناق المسلمين
بكُلَّ مذاهبهم عند ذكر اسمه. وإنه وحده مع اللهُ سبحانه لَه عِلمٌ للساعةِ ﴿وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلَا
تَمْتَرُنَّ بِهَا...وَتَبَارَكَ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ
وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا وَعِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَإِلَيْهِ
تُرْجَعُونَ﴾(سورة
زخرف61و85). (وسنعود
إِلَى هذا الموضوع في آخر فصل من الكتاب).
والرَّبِّ يَسُوعَ
الْمَسِيحِ هُوَ يَهُوَهْ الرَّبُّ الإِلَهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلَّ
شَيْءٍ. فهُوَ شخصية التَّوْرَاةَ وإلهها، وملاك عهدها، وقائد شعبها، ومكُلَّم أنبيائها.
فقد دعي في التَّوْرَاةَ ملاك العهد - أي ملاك التَّوْرَاةَ - راجع سِفْرُ
مَلاَخِي (1:3). ذلك لأنه كان يظهرُ للآباءِ والأَنْبِيَاءِ بصور متعددة للظهُوَر،
فيكُلَّمهم عَلَى أنه هُوَ يَهُوَهْ إيلوهيم إله آبائهم. إله إِبْرَاهِيمُ وإله
اسحق وإله يَعْقُوبُ «»(التَّوْرَاةَ سِفْرُ اَلْخُرُوجُ3: 6).
فكان يصارعهم ويدربهم عَلَى حياة الإِيمَانُ والعمل. فيباركهم، ويرسلهم أحياناً في
مهام مختلفة، لكي يقودوا شعبه «22قَامَ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ وَأَخَذَ امْرَأَتَيْهِ
وَجَارِيَتَيْهِ وَأَوْلاَدَهُ الأَحَدَ عَشَرَ وَعَبَرَ مَخَاضَةَ يَبُّوقَ. 23أَخَذَهُمْ وَأَجَازَهُمُ الْوَادِيَ وَأَجَازَ مَا
كَانَ لَهُ. 24فَبَقِيَ يَعْقُوبُ
وَحْدَهُ. وَصَارَعَهُ إِنْسَانٌ حَتَّى طُلُوعِ الْفَجْرِ. 25لَمَّا رَأَى أَنَّهُ لاَ يَقْدِرُ عَلَيْهِ ضَرَبَ
حُقَّ فَخْذِهِ فَانْخَلَعَ حُقُّ فَخْذِ يَعْقُوبَ فِي مُصَارَعَتِهِ مَعَهُ. 26وَقَالَ: «أَطْلِقْنِي لأَنَّهُ قَدْ طَلَعَ الْفَجْرُ». فَقَالَ: «لاَ أُطْلِقُكَ إِنْ
لَمْ تُبَارِكْنِي». 27فَسَأَلَهُ: «مَا اسْمُكَ؟» فَقَالَ: «يَعْقُوبُ». 28فَقَالَ: «لاَ
يُدْعَى اسْمُكَ فِي مَا بَعْدُ يَعْقُوبَ بَلْ إِسْرَائِيلَ لأَنَّكَ جَاهَدْتَ
مَعَ اللهِ وَالنَّاسِ وَقَدِرْتَ». 29وَسَأَلَهُ
يَعْقُوبُ: «أَخْبِرْنِي بِاسْمِكَ». فَقَالَ: «لِمَاذَا تَسْأَلُ عَنِ اسْمِي؟» وَبَارَكَهُ هُنَاكَ»(التَّوْرَاةَ
سِفْرُ التَّكْوِينِ32: 22-29)، «10فَالآنَ هَلُمَّ
فَأُرْسِلُكَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَتُخْرِجُ شَعْبِي بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ مِصْرَ»(والتَّوْرَاةَ
سِفْرُ اَلْخُرُوجُ3: 10)، و«2ثُمَّ قَالَ اللهُ لِمُوسَى: «أَنَا
الرَّبُّ. 3وَأَنَا ظَهَرْتُ لإِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ بِأَنِّي
الْإِلَهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ. وَأَمَّا بِاسْمِي «يَهْوَهْ» فَلَمْ أُعْرَفْ عِنْدَهُمْ. 4وَأَيْضاً
أَقَمْتُ مَعَهُمْ عَهْدِي: أَنْ أُعْطِيَهُمْ أَرْضَ كَنْعَانَ أَرْضَ غُرْبَتِهِمِ الَّتِي
تَغَرَّبُوا فِيهَا. 5وَأَنَا أَيْضاً
قَدْ سَمِعْتُ أَنِينَ بَنِي إِسْرَائِيلَ الَّذِينَ يَسْتَعْبِدُهُمُ
الْمِصْرِيُّونَ وَتَذَكَّرْتُ عَهْدِي. 6لِذَلِكَ قُلْ
لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: أَنَا الرَّبُّ. وَأَنَا أُخْرِجُكُمْ مِنْ تَحْتِ أَثْقَالِ الْمِصْرِيِّينَ
وَأُنْقِذُكُمْ مِنْ عُبُودِيَّتِهِمْ وَأُخَلِّصُكُمْ بِذِرَاعٍ مَمْدُودَةٍ
وَبِأَحْكَامٍ عَظِيمَةٍ 7وَأَتَّخِذُكُمْ لِي شَعْباً وَأَكُونُ لَكُمْ إِلَهاً. فَتَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ إِلَهُكُمُ الَّذِي
يُخْرِجُكُمْ مِنْ تَحْتِ أَثْقَالِ الْمِصْرِيِّينَ»(والتَّوْرَاةَ
سِفْرُ اَلْخُرُوجُ6: 2-7).
إن
هدف التَّوْرَاةَ والإِنْجِيلِ، وأعظم
موضوع فيهما هُوَ إعلان الفداء، وشخص الفادي العظيم وعمله. ولابد أن يكون الفادي
إلهاً وإِنْسَانَاً ليشترك في طبيعة الَّذِين أتى ليفديهم، ويكون له سُلْطَانٍ
فائق ليغلب الْخَطِيَّةِ، وجلالٌ إلهي ليعطي شأناً رفيعاً لطاعته وآلامه
الكفارية. ولذلك يبرز الفادي المقدَّم لنا في كتاب اللهُ من أول سِفْرُ
التَّكْوِينِ لنهاية سِفْرُ رُؤْيَا يُوحَنَّا اللاَّهُوَتِيِّ، ليكون مركز
عبادتنا وموضوع محبتنا وإِيمَانُنا، إلهاً وإِنْسَانَاً معاً. ولما كانت علاقة هذا
الموضوع بالكتاب كُلَّه كعلاقة نفس الإِنْسَانَ بجسده، وبدونه يكون الكتاب مجموعة
أخبار تاريخية ووصايا أخلاقية، لا تأثير لها يؤول للخلاص، كان تقديم البراهين للْمَسِيحِيين
عَلَى لاهُوَت الرَّبِّ
يَسُوعَ الْمَسِيحِ كتقديم البراهين عَلَى أن الشمس مصدر الحرارة
والنور للعالم. ولكن بما أن البعض أنكروا الْحَقَّ الواضح، آثرنا ذكر بعض الشهادات
عَلَى هذا التعليم الجوهري في الكتاب المقدس، لنرشد الراغبين في مَعْرِفَةً
الْحَقَّ.
سؤال: هل هناك شهُوَد إثبات أن الرَّبِّ
يَسُوعَ الْمَسِيحِ هُوَ اللهُ بكافة أوصافه وأمجاده وأعماله وأسمائه؟
طبقاً لأقوال اللهُ في التَّوْرَاةَ: «6عَلَى فَمِ
شَاهِدَيْنِ أَوْ ثَلاثَةِ شُهُوَدٍ»(سِفْرُ اَلَتَّثْنِيَة17:
6).
«…15عَلَى فَمِ
شَاهِدَيْنِ أَوْ عَلَى فَمِ ثَلاثَةِ شُهُوَدٍ يَقُومُ الأَمْرُ»(سِفْرُ اَلَتَّثْنِيَة19:
15).
وفي الإِنْجِيلِ: «16تَقُومَ كُلَّ
كُلَّمَةٍ عَلَى فَمِ شَاهِدَيْنِ أو ثَلاثَةِ»(إِنْجِيلِ مَتَّى18:
16).
و«13عَلَى فَمِ
شَاهِدَيْنِ وثَلاثَةِ تَقُومَ كُلَّ كُلَّمَةٍ»(رِّسَالَةُ
بُولُسَ الرَّسُولِ الثَّانِيةُ إِلَى أَهْلِ كُورِنْثُوسَ13: 1).
وقَالَ الرَّبِّ يَسُوعَ
الْمَسِيحِ لليهُوَد: «17وَأيْضاً
فِي نَامُوسِكُمْ مَكْتُوبٌ: أَنَّ شَهَادَةِ رَجُلَيْنِ حَقٌّ»(إِنْجِيلِ يُوحَنَّا8: 17).
وإليك يا
قارئ العزيز بعض من شهُوَد الإثبات.
شهُوَد إثبات أن الرَّبِّ
يَسُوعَ الْمَسِيحِ هُوَ
اللهُ
هل يَشْهَدُ النَّبِيَّ مُوسَى أن الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ هُوَ
اللهُ؟
0 التعليقات:
إرسال تعليق