الْبِكْرُ والبَكُورِيَّةِ
إعداد
د. القس
سامي منير اسكندر
الكلمة
تعني أساساً الابن الأكبر «14هَؤُلاَءِ رُؤَسَاءُ بُيُوتِ آبَائِهِمْ: بَنُو رَأُوبَيْنَ بِكْرِ إِسْرَائِيلَ: حَنُوكُ
وَفَلُّو وَحَصْرُونُ وَكَرْمِي. هَذِهِ عَشَائِرُ رَأُوبَيْنَ»(سِفْرُ اَلْخُرُوجُ6: 14)، «5فَيَمُوتُ
كُلُّ بِكْرٍ فِي أَرْضِ مِصْرَ مِنْ بِكْرِ فِرْعَوْنَ الْجَالِسِ عَلَى
كُرْسِيِّهِ إِلَى بِكْرِ الْجَارِيَةِ الَّتِي خَلْفَ الرَّحَى وَكُلُّ بِكْرِ
بَهِيمَةٍ»(سِفْرُ
اَلْخُرُوجُ11: 5)، وفي حالة تعدد الزوجات كان الْبِكْرُ
هو أول من يولد للرجل سواء من زوجة أو جارية. وكان الْبِكْرُ يستمتع ببعض
الامتيازات أكثر من سائر إخوته، فكان من نصيبه بركة ابيه «1وَحَدَثَ لَمَّا شَاخَ إِسْحَاقُ وَكَلَّتْ
عَيْنَاهُ عَنِ النَّظَرِ أَنَّهُ دَعَا عِيسُوَ ابْنَهُ الأَكْبَرَ وَقَالَ لَهُ:
«يَا ابْنِي». فَقَالَ لَهُ: «هَئَنَذَا». 2فَقَالَ:
«إِنَّنِي قَدْ شِخْتُ وَلَسْتُ أَعْرِفُ يَوْمَ وَفَاتِي. 3فَالْآنَ خُذْ عُدَّتَكَ: جُعْبَتَكَ وَقَوْسَكَ
وَاخْرُجْ إِلَى الْبَرِّيَّةِ وَتَصَيَّدْ لِي صَيْداً 4وَاصْنَعْ لِي أَطْعِمَةً كَمَا أُحِبُّ
وَأْتِنِي بِهَا لِآكُلَ حَتَّى تُبَارِكَكَ نَفْسِي قَبْلَ أَنْ أَمُوتَ...35فَقَالَ: «قَدْ جَاءَ أَخُوكَ بِمَكْرٍ وَأَخَذَ
بَرَكَتَكَ». 36فَقَالَ: «أَلاَ إِنَّ
اسْمَهُ دُعِيَ يَعْقُوبَ فَقَدْ تَعَقَّبَنِي الْآنَ مَرَّتَيْنِ! أَخَذَ
بَكُورِيَّتِي وَهُوَذَا الْآنَ قَدْ أَخَذَ بَرَكَتِي». ثُمَّ قَالَ: «أَمَا
أَبْقَيْتَ لِي بَرَكَةً؟» 37فَقَالَ
إِسْحَاقُ لِعِيسُو: «إِنِّي قَدْ جَعَلْتُهُ سَيِّداً لَكَ وَدَفَعْتُ إِلَيْهِ
جَمِيعَ إِخْوَتِهِ عَبِيداً وَعَضَدْتُهُ بِحِنْطَةٍ وَخَمْرٍ. فَمَاذَا أَصْنَعُ
إِلَيْكَ يَا ابْنِي؟»(سِفْرُ
التَّكْوِينِ27: 1-4، 35-37)، وله مكانة مفضلة «33فَجَلَسُوا
قُدَّامَهُ: الْبِكْرُ بِحَسَبِ بَكُورِيَّتِهِ وَالصَّغِيرُ بِحَسَبِ صِغَرِهِ.
فَبُهِتَ الرِّجَالُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ»(سِفْرُ التَّكْوِينِ43: 33)،
كما كان له نصيب اثنين في الميراث «15إِذَا
كَانَ لِرَجُلٍ امْرَأَتَانِ إِحْدَاهُمَا مَحْبُوبَةٌ وَالأُخْرَى مَكْرُوهَةٌ
فَوَلدَتَالهُ بَنِينَ المَحْبُوبَةُ وَالمَكْرُوهَةُ. فَإِنْ كَانَ الاِبْنُ
البِكْرُ لِلمَكْرُوهَةِ 16فَيَوْمَ
يَقْسِمُ لِبَنِيهِ مَا كَانَ لهُ لا يَحِلُّ لهُ أَنْ يُقَدِّمَ ابْنَ
المَحْبُوبَةِ بِكْراً عَلى ابْنِ المَكْرُوهَةِ البِكْرِ 17بَل يَعْرِفُ ابْنَ المَكْرُوهَةِ بِكْراً
لِيُعْطِيَهُ نَصِيبَ اثْنَيْنِ مِنْ كُلِّ مَا يُوجَدُ عِنْدَهُ لأَنَّهُ هُوَ
أَوَّلُ قُدْرَتِهِ. لهُ حَقُّ البَكُورِيَّةِ»(سِفْرُ اَلَتَّثْنِيَة21: 15-17)،
ولكن كان يمكنه أن يساوم على حقوقه كما فعل عِيسُو «29وَطَبَخَ يَعْقُوبُ طَبِيخاً فَأَتَى عِيسُو
مِنَ الْحَقْلِ وَهُوَ قَدْ أَعْيَا. 30فَقَالَ
عِيسُو لِيَعْقُوبَ: «أَطْعِمْنِي مِنْ هَذَا الأَحْمَرِ لأَنِّي قَدْ أَعْيَيْتُ.
(لِذَلِكَ دُعِيَ اسْمُهُ أَدُومَ). 31فَقَالَ
يَعْقُوبُ: «بِعْنِي الْيَوْمَ بَكُورِيَّتَكَ». 32فَقَالَ
عِيسُو: «هَا أَنَا مَاضٍ إِلَى الْمَوْتِ فَلِمَاذَا لِي بَكُورِيَّةٌ؟» 33فَقَالَ يَعْقُوبُ: «احْلِفْ لِيَ الْيَوْمَ».
فَحَلَفَ لَهُ. فَبَاعَ بَكُورِيَّتَهُ لِيَعْقُوبَ. 34فَأَعْطَى يَعْقُوبُ عِيسُوَ خُبْزاً وَطَبِيخَ عَدَسٍ
فَأَكَلَ وَشَرِبَ وَقَامَ وَمَضَى. فَاحْتَقَرَ عِيسُو الْبَكُورِيَّةَ»(سِفْرُ التَّكْوِينِ25: 29-34)، أو أن يفقدها نتيجة سوء سلوكه كما حدث لراوبين «22وَحَدَثَ إِذْ كَانَ إِسْرَائِيلُ سَاكِناً فِي
تِلْكَ الأَرْضِ أَنَّ رَأُوبَيْنَ ذَهَبَ وَاضْطَجَعَ مَعَ بِلْهَةَ سُرِّيَّةِ
أَبِيهِ. وَسَمِعَ إِسْرَائِيلُ. وَكَانَ بَنُو يَعْقُوبَ اثْنَيْ عَشَرَ:»(سِفْرُ التَّكْوِينِ35: 22)، «3رَأُوبَيْنُ
أَنْتَ بِكْرِي قُوَّتِي وَأَوَّلُ قُدْرَتِي فَضْلُ الرِّفْعَةِ وَفَضْلُ
الْعِزِّ. 4فَائِراً كَالْمَاءِ لاَ تَتَفَضَّلُ لأَنَّكَ صَعِدْتَ
عَلَى مَضْجَعِ أَبِيكَ. حِينَئِذٍ دَنَّسْتَهُ. عَلَى فِرَاشِي صَعِدَ»(سِفْرُ التَّكْوِينِ49: 3و4)، «1وَبَنُو رَأُوبَيْنَ بِكْرِ إِسْرَائِيلَ. لأَنَّهُ هُوَ
الْبِكْرُ وَلأَجْلِ تَدْنِيسِهِ فِرَاشَ أَبِيهِ، أُعْطِيَتْ بَكُورِيَّتُهُ
لِبَنِي يُوسُفَ بْنِ إِسْرَائِيلَ، فَلَمْ يُنْسَبْ بِكْراً»(سِفْرُ أَخْبَارِ الأَيَّامِ الأَوَّلُ5: 1).
وأمر
الرب أن يكون له كل بكر من الناس والبهائم، فكانت أبكار البهائم الطاهرة لا تفدى
ولا تستبدل بل تقدم ذبيحة للرب، أما بكر الحيوانات غير الطاهرة ـ مثل الحمار ـ
فكان يفدى بشاة أو يكسر عنقه. وكل بكر إنسان كان يفدي «1وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «2قَدِّسْ لِي كُلَّ بِكْرٍ كُلَّ فَاتِحِ رَحِمٍ
مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنَ النَّاسِ وَمِنَ الْبَهَائِمِ. إِنَّهُ لِي». 3وَقَالَ مُوسَى لِلشَّعْبِ: «اذْكُرُوا هَذَا
الْيَوْمَ الَّذِي فِيهِ خَرَجْتُمْ مِنْ مِصْرَ مِنْ بَيْتِ الْعُبُودِيَّةِ
فَإِنَّهُ بِيَدٍ قَوِيَّةٍ أَخْرَجَكُمُ الرَّبُّ مِنْ هُنَا. وَلاَ يُؤْكَلُ
خَمِيرٌ. 4اَلْيَوْمَ أَنْتُمْ
خَارِجُونَ فِي شَهْرِ أَبِيبَ. 5وَيَكُونُ
مَتَى أَدْخَلَكَ الرَّبُّ أَرْضَ الْكَنْعَانِيِّينَ وَالْحِثِّيِّينَ
وَالأَمُورِيِّينَ وَالْحِوِّيِّينَ وَالْيَبُوسِيِّينَ الَّتِي حَلَفَ لِآبَائِكَ
أَنْ يُعْطِيَكَ أَرْضاً تَفِيضُ لَبَناً وَعَسَلاً أَنَّكَ تَصْنَعُ هَذِهِ
الْخِدْمَةَ فِي هَذَا الشَّهْرِ. 6سَبْعَةَ
أَيَّامٍ تَأْكُلُ فَطِيراً وَفِي الْيَوْمِ السَّابِعِ عِيدٌ لِلرَّبِّ»(سِفْرُ اَلْخُرُوجُ13: 1-6)، حيث أن الرب لم يسمح بتقديم الأبناء ذبيحة كما كان يحدث
عند الوثنيين «10لا يُوجَدْ
فِيكَ مَنْ يُجِيزُ ابْنَهُ أَوِ ابْنَتَهُ فِي النَّارِ وَلا مَنْ يَعْرُفُ
عِرَافَةً وَلا عَائِفٌ وَلا مُتَفَائِلٌ وَلا سَاحِرٌ»(سِفْرُ اَلَتَّثْنِيَة18: 10)،
«31وَبَنُوا مُرْتَفَعَاتِ
تُوفَةَ الَّتِي فِي وَادِي ابْنِ هِنُّومَ لِيُحْرِقُوا بَنِيهِمْ وَبَنَاتِهِمْ
بِالنَّارِ الَّذِي لَمْ آمُرْ بِهِ وَلاَ صَعِدَ عَلَى قَلْبِي»(سِفْرُ إِرْمِيَا7: 31)، «5وَبَنُوا
مُرْتَفَعَاتٍ لِلْبَعْلِ لِيُحْرِقُوا أَوْلاَدَهُمْ بِالنَّارِ مُحْرَقَاتٍ
لِلْبَعْلِ الَّذِي لَمْ أُوصِ وَلاَ تَكَلَّمْتُ بِهِ وَلاَ صَعِدَ عَلَى قَلْبِي»(سِفْرُ إِرْمِيَا19: 5)، فقد قدم ميشع ملك موآب ابنه الْبِكْرُ الذي جلس عوضاً عنه
على العرش، محرقة على السور لإِلهة كموش «27فَأَخَذَ
ابْنَهُ الْبِكْرَ الَّذِي كَانَ مَلَكَ عِوَضاً عَنْهُ وَأَصْعَدَهُ مُحْرَقَةً
عَلَى السُّورِ. فَكَانَ غَيْظٌ عَظِيمٌ عَلَى إِسْرَائِيلَ. فَانْصَرَفُوا عَنْهُ
وَرَجَعُوا إِلَى أَرْضِهِمْ»(سِفْرُ اَلْمُلُوكِ الثَّانِي3:
27)، وللأسف تسربت هذه العادة الوحشية إلى إسرائيل في أيام الارتداد، آحَازُ بْنُ
يُوثَامَ مَلِكِ يَهُوذَا «3بَلْ سَارَ فِي طَرِيقِ مُلُوكِ إِسْرَائِيلَ
حَتَّى إِنَّهُ عَبَّرَ ابْنَهُ فِي النَّارِ حَسَبَ أَرْجَاسِ الأُمَمِ الَّذِينَ
طَرَدَهُمُ الرَّبُّ مِنْ أَمَامِ بَنِي إِسْرَائِيلَ»(سِفْرُ اَلْمُلُوكِ الثَّانِي16: 3)، أَنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ
أَخْطَأُوا إِلَى الرَّبِّ إِلَهِهِمِ «17وَعَبَّرُوا بَنِيهِمْ وَبَنَاتِهِمْ فِي
النَّارِ، وَعَرَفُوا عِرَافَةً وَتَفَاءَلُوا، وَبَاعُوا أَنْفُسَهُمْ لِعَمَلِ
الشَّرِّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ لإِغَاظَتِهِ»(سِفْرُ اَلْمُلُوكِ الثَّانِي17: 17)، مَنَسَّى ابْنَ اثْنَتَيْ
عَشَرَةَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ، فِي
أُورُشَلِيمَ «6وَعَبَّرَ ابْنَهُ فِي النَّارِ، وَعَافَ وَتَفَاءَلَ
وَاسْتَخْدَمَ جَانّاً وَتَوَابِعَ، وَأَكْثَرَ عَمَلَ الشَّرِّ فِي عَيْنَيِ
الرَّبِّ لإِغَاظَتِهِ»(سِفْرُ اَلْمُلُوكِ الثَّانِي21: 6)، «31وَبَنُوا مُرْتَفَعَاتِ تُوفَةَ الَّتِي فِي وَادِي
ابْنِ هِنُّومَ لِيُحْرِقُوا بَنِيهِمْ وَبَنَاتِهِمْ بِالنَّارِ الَّذِي لَمْ
آمُرْ بِهِ وَلاَ صَعِدَ عَلَى قَلْبِي»(سِفْرُ إِرْمِيَا7: 31)، «20أَخَذْتِ بَنِيكِ وَبَنَاتِكِ الَّذِينَ وَلَدْتِهِمْ
لِي وَذَبَحْتِهِمْ لَهَا طَعَاماً. أَهُوَ قَلِيلٌ مِنْ زِنَاكِ»(سِفْرُ حِزْقِيَال16: 20)، «37لأَنَّهُمَا قَدْ زَنَتَا وَفِي أَيْدِيهِمَا دَمٌ،
وَزَنَتَا بِأَصْنَامِهِمَا وَأَيْضاً أَجَازَتَا بَنِيهِمَا الَّذِينَ
وَلَدَتَاهُمْ لِي النَّارَ أَكْلاً لَهَا»(سِفْرُ حِزْقِيَال23: 37)، «7هَلْ يُسَرُّ الرَّبُّ بِأُلُوفِ الْكِبَاشِ بِرَبَوَاتِ
أَنْهَارِ زَيْتٍ؟ هَلْ أُعْطِي بِكْرِي عَنْ مَعْصِيَتِي ثَمَرَةَ جَسَدِي عَنْ
خَطِيَّةِ نَفْسِي؟»(سِفْرُ
مِيخَا6: 7).
وقد
أخذ الرب اللاويين لخدمته عوضاً عن أبكار بني إِسْرَائِيلَ «12وَهَا إِنِّي قَدْ أَخَذْتُ اللاوِيِّينَ مِنْ بَيْنِ
بَنِي إِسْرَائِيل بَدَل كُلِّ بِكْرٍ فَاتِحِ رَحِمٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيل
فَيَكُونُ اللاوِيُّونَ لِي. 13لأَنَّ
لِي كُل بِكْرٍ. يَوْمَ ضَرَبْتُ كُل بِكْرٍ فِي أَرْضِ مِصْرَ قَدَّسْتُ لِي كُل
بِكْرٍ فِي إِسْرَائِيل مِنَ النَّاسِ وَالبَهَائِمِ. لِي يَكُونُونَ. أَنَا
الرَّبُّ»(سِفْرُ
اَلْعَدَد3: 12و13)، «16لأَنَّهُمْ مَوْهُوبُونَ لِي هِبَةً مِنْ بَيْنِ
بَنِي إِسْرَائِيل. بَدَل كُلِّ فَاتِحِ رَحِمٍ بِكْرِ كُلٍّ مِنْ إِسْرَائِيل
قَدِ اتَّخَذْتُهُمْ لِي. 17لأَنَّ لِي
كُل بِكْرٍ فِي بَنِي إِسْرَائِيل مِنَ النَّاسِ وَمِنَ البَهَائِمِ. يَوْمَ
ضَرَبْتُ كُل بِكْرٍ فِي أَرْضِ مِصْرَ قَدَّسْتُهُمْ لِي. 18فَاتَّخَذْتُ اللاوِيِّينَ بَدَل كُلِّ بِكْرٍ
فِي بَنِي إِسْرَائِيل»(سِفْرُ اَلْعَدَد8: 16-18).
وقيل
عن الرَّبِّ
يَسُوعَ الْمَسِيحِ فى الإِنْجِيل إن مريم العذراء ولدت ابنها الْبِكْرُ «7فَوَلَدَتِ ابْنَهَا الْبِكْرَ وَقَمَّطَتْهُ
وَأَضْجَعَتْهُ فِي الْمِذْوَدِ، إِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُمَا مَوْضِعٌ فِي
الْمَنْزِلِ»(إِنْجِيلُ
لُوقَا2: 7). وتستخدم الكلمة أحياناً مجازياً للدلالة
على الأولوية أو السمو، فقال الرب عن إسرائيل: إسرائيل ابني الْبِكْرُ «22فَتَقُولُ لِفِرْعَوْنَ: هَكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ:
إِسْرَائِيلُ ابْنِي الْبِكْرُ»(سِفْرُ اَلْخُرُوجُ4: 22)، «9بِالْبُكَاءِ يَأْتُونَ وَبِالتَّضَرُّعَاتِ
أَقُودُهُمْ. أُسَيِّرُهُمْ إِلَى أَنْهَارِ مَاءٍ فِي طَرِيقٍ مُسْتَقِيمَةٍ لاَ
يَعْثُرُونَ فِيهَا. لأَنِّي صِرْتُ لإِسْرَائِيلَ أَباً وَأَفْرَايِمُ هُوَ
بِكْرِي»(سِفْرُ
إِرْمِيَا31: 9)، فكما أن الابن الْبِكْرُ كانت
له بعض الامتيازات كما سبق القول..هكذا كانت لإسرائيل امتيازات دون سائر الأمم.
ونقرأ عن المسيا أنه بكر أعلى من ملوك الأرض «27أَنَا أَيْضاً أَجْعَلُهُ بِكْراً أَعْلَى مِنْ مُلُوكِ
الأَرْضِ»(سِفْرُ
اَلْمَزَامِيرُ، مَزْمُور89:
27)، كما أن الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ هو بكر الآب «6وَأَيْضاً مَتَى أَدْخَلَ الْبِكْرَ إِلَى الْعَالَمِ
يَقُولُ: «وَلْتَسْجُدْ لَهُ كُلُّ مَلاَئِكَةِ اللهِ»(الرِّسَالَةُ إِلَى الْعِبْرَانِيِّينَ1: 6)، لأن له السيادة فوق الجميع، فهو الملك الوحيد فوق كل من
ينتمون إليه في الخليقة الجديدة، وعند دخوله إلى العالم كالْبِكْرُ في تجسده، يقول
الله : ولتسجد له كل ملائكة الله «6وَأَيْضاً مَتَى أَدْخَلَ الْبِكْرَ إِلَى
الْعَالَمِ يَقُولُ: «وَلْتَسْجُدْ لَهُ كُلُّ مَلاَئِكَةِ اللهِ»(الرِّسَالَةُ إِلَى
الْعِبْرَانِيِّينَ1: 6).
وهو
بكر كل خليقة «15اَلَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ غَيْرِ الْمَنْظُورِ، بِكْرُ
كُلِّ خَلِيقَةٍ»(رِّسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى أَهْلِ كُولُوسِّي1: 15) ـ وهي العبارة التي أساء أريوس في القرن الرابع فهمها، كما يسيء فهمها
الأن شهود يهوه وكل من ينهج نهجهم، فيزعمون أنه مخلوق وليس الله، ولكن المعنى
الصحيح، هو أن الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ـ وهو الله بالحقيقة ـ له الأولوية والسيادة
فوق كل خليقة، ويدل على ذلك:
أولاً: أنه هو ذاته خالق كل الأشياء «16فَإِنَّهُ فِيهِ خُلِقَ الْكُلُّ: مَا فِي السَّمَاوَاتِ
وَمَا عَلَى الأَرْضِ، مَا يُرَى وَمَا لاَ يُرَى، سَوَاءٌ كَانَ عُرُوشاً امْ
سِيَادَاتٍ امْ رِيَاسَاتٍ امْ سَلاَطِينَ. الْكُلُّ بِهِ وَلَهُ قَدْ خُلِقَ»(رِّسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى أَهْلِ كُولُوسِّي1: 16).
ثانياً: هو قبل كل شيء، فهو كائن منذ الأزل قبل أن توجد كل الخليقة، كما أنه يسود
عليها «17اَلَّذِي
هُوَ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ، وَفِيهِ يَقُومُ الْكُلُّ»(رِّسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى أَهْلِ كُولُوسِّي1: 17).
ثالثاً:
الإِنْجِيل بهذا القول يدحض قول الغنوسيين الذين ادعوا أن الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ مجرد انبثاق مخلوق من الله، وليس من
المعقول أن يضع بين أيديهم حجة لدعواهم.
رابعاً: كان الربيون (علماء اليهود) يقولون عن الله نفسه إنه الْبِكْرُ باعتباره الكائن
الأسمى فهو بكر العالم.
خامساً:
يؤكد
الإِنْجِيل لاهوت الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ في مواضع كثيرة من نفس الرسالة ومن غيرها «19لأَنَّهُ فِيهِ سُرَّ انْ يَحِلَّ كُلُّ الْمِلْءِ،»(رِّسَالَةُ بُولُسَ
الرَّسُولِ إِلَى أَهْلِ كُولُوسِّي1: 19)، «9فَإِنَّهُ فِيهِ يَحِلُّ كُلُّ مِلْءِ
اللاَّهُوتِ جَسَدِيّاً»(رِّسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى أَهْلِ كُولُوسِّي2: 9)، «13مُنْتَظِرِينَ الرَّجَاءَ الْمُبَارَكَ وَظُهُورَ مَجْدِ
اللهِ الْعَظِيمِ وَمُخَلِّصِنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ،»(رِّسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى تِيطُسَ2: 13.. الخ)، ويقول في نفس الأصحاح إن الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ بكر من الأموات «18وَهُوَ
رَأْسُ الْجَسَدِ: الْكَنِيسَةِ. الَّذِي هُوَ الْبَدَاءَةُ، بِكْرٌ مِنَ
الأَمْوَاتِ، لِكَيْ يَكُونَ هُوَ مُتَقَدِّماً فِي كُلِّ شَيْءٍ»(رِّسَالَةُ
بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى أَهْلِ كُولُوسِّي1: 18)، فهو خالق الحياة ورئيسها «15وَرَئِيسُ الْحَيَاةِ قَتَلْتُمُوهُ الَّذِي أَقَامَهُ
اللهُ مِنَ الأَمْوَاتِ وَنَحْنُ شُهُودٌ لِذَلِكَ»(سِفْرُ أَعْمَالُ الرُّسُلِ3: 15)، كما يقول الرب نفسه لعبده يوحنا إنه
هو الْبِكْرُ من الأموات «5وَمِنْ يَسُوعَ الْمَسِيحِ الشَّاهِدِ الأَمِينِ،
الْبِكْرِ مِنَ الأَمْوَاتِ، وَرَئِيسِ مُلُوكِ الأَرْضِ. الَّذِي أَحَبَّنَا،
وَقَدْ غَسَّلَنَا مِنْ خَطَايَانَا بِدَمِهِ،»(سِفْرُ رُؤْيَا يُوحَنَّا اللاَّهُوتِيِّ1: 5)، لقد قام بعض الأموات قبله، ولكنهم ماتوا ثانيه، أما هو
فانه أول من قام بالجسد من القبر لكي لا يسود عليه الموت مرة أخرى «9وَلَمَّا فَتَحَ الْخَتْمَ الْخَامِسَ، رَأَيْتُ
تَحْتَ الْمَذْبَحِ نُفُوسَ الَّذِينَ قُتِلُوا مِنْ أَجْلِ كَلِمَةِ اللهِ وَمِنْ
أَجْلِ الشَّهَادَةِ الَّتِي كَانَتْ عِنْدَهُمْ،»(سِفْرُ رُؤْيَا يُوحَنَّا اللاَّهُوتِيِّ6: 9)، كما أنه بَاكُورَةَ
الرَّاقِدِينَ «20وَلَكِنِ الآنَ قَدْ قَامَ الْمَسِيحُ مِنَ الأَمْوَاتِ
وَصَارَ بَاكُورَةَ الرَّاقِدِينَ»(رِّسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ الأُولَى إِلَى أَهْلِ كُورِنْثُوسَ 15: 20).
ثم لِيَكُونَ هُوَ بِكْراً بَيْنَ إِخْوَةٍ
كَثِيرِينَ «29لأَنَّ الَّذِينَ سَبَقَ فَعَرَفَهُمْ سَبَقَ
فَعَيَّنَهُمْ لِيَكُونُوا مُشَابِهِينَ صُورَةَ ابْنِهِ لِيَكُونَ
هُوَ بِكْراً بَيْنَ إِخْوَةٍ كَثِيرِينَ»(رِّسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى أَهْلِ رُومِيَةَ8: 29)، وذلك عندما تتم مقاصد الله بالنعمة،
ويجمع جميع المختارين إلى الوطن السماوي، فلن يكون هو ربهم فحسب، بل أيضاًالمثال
الكامل لهم كابن الله الكامل الفريد، فقد سبق الله فعينهم ليكونوا مشابهين صورة
ابنه، فالمؤمنون، وهم ينمون في مشابهته يوماً بعد يوم ويمتلكون امتيازات الأبكار
بما في ذلك الملكوت والكهنوت، يمكن أن يقال عنهم : كنيسة أبكار مكتوبين في السموات
«23وَكَنِيسَةِ أَبْكَارٍ
مَكْتُوبِينَ فِي السَّمَاوَاتِ، وَإِلَى اللهِ دَيَّانِ الْجَمِيعِ،
وَإِلَى أَرْوَاحِ أَبْرَارٍ مُكَمَّلِينَ،»(الرِّسَالَةُ إِلَى الْعِبْرَانِيِّينَ12: 23).
0 التعليقات:
إرسال تعليق