برنامج س و ج
د. القس سامي منير إسكندر
مع المهندس سامي متري
اتضاع الرب يسوع المسيح
لمعرفة المزيد وأي سؤال يرجي المتابعة والأسئلة والاستفسار
أو إبداء الراي من الواتس أب أو الفيبر
للتليفون رقم 00201112385575
31 / 7 / 2018
Ø
تعليم الإِنْجِيل في اتضاع الرَّبِّ
يَسُوعَ الْمَسِيحِ
قال الإِنْجِيل إن الرَّبِّ
يَسُوعَ الْمَسِيحِ وضع نفسه «8وَإِذْ وُجِدَ فِي الْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ، وَضَعَ
نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ»(رِّسَالَةُ
بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى أَهْلِ فِيلِبِّي2: 8)، فقد تقلَّد وظيفة الوساطة
بأتمّ الرضى. ولكي يؤدي واجباتها وُلِد تحت الناموس، وأكمله كل التكميل، واحتمل
أشد العذاب في ذات نفسه، وأشد الأوجاع في جسده، فصُلِب ومات وقُبر، وبقي تحت سلطان
الموت، ولكنه لم يرَ فساداً. ويقوم اتضاع الرَّبِّ
يَسُوعَ الْمَسِيحِ بولادته في حالٍ متواضع، وتحت الناموس وبحمله مشقات هذه
الحياة، وغضب الله ولعنة موت الصليب، وبدفنه ومكثه تحت سلطان الموت إلى حين.
Ø
اتضاع الرَّبِّ يَسُوعَ
الْمَسِيحِ في ولادته
يتضح ذلك من أنه وهو ابن الله الأزلي
وُلد من امرأة. قال الإِنْجِيل
إنه «6الَّذِي إِذْ كَانَ فِي صُورَةِ اللهِ، لَمْ يَحْسِبْ
خُلْسَةً أَنْ يَكُونَ مُعَادِلاً لِلَّهِ. 7لَكِنَّهُ
أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذاً صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِراً فِي شِبْهِ النَّاسِ. 8وَإِذْ وُجِدَ فِي الْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ،
وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ»(رِّسَالَةُ
بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى أَهْلِ فِيلِبِّي2: 7و8)، وكان تحت الناموس «4وَلَكِنْ لَمَّا جَاءَ مِلْءُ الزَّمَانِ، أَرْسَلَ
اللهُ ابْنَهُ مَوْلُوداً مِنِ امْرَأَةٍ، مَوْلُوداً تَحْتَ النَّامُوسِ»(رِّسَالَةُ
بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى أَهْلِ غَلاَطِيَّةَ4: 4). وورد في نَامُوسِ مُوسَى
وَالأَنْبِيَاءِ وَالْمَزَامِيرِ أن عذراء تحبل وتلد ابناً يُدعى اسمه
عمانوئيل الإله القدير. وغاية ما نعلمه من هذا أن في الحبَل يُضَم مبدأ غير مادي
(أي النفس البشرية) إلى خلية جسد بشري لإيجاد الحياة. وعند كمال العمل التكويني
يولد طفل تام. وأما الحبَل بالرَّبِّ يَسُوعَ
الْمَسِيحِ فقد أعلن الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ أن جسده
ونفسه كانا بقوة الروح القدس الفائقة الطبيعة من أول الأمر متحدين بالكلمة اتحاداً
شخصياً، حتى أن المولود من العذراء كان بالحقيقة ابن الله.
Ø
يُعتبر التجسد جزءاً من
اتضاع الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ
لأن تجسد ابن الله واتخاذه طبيعة أدنى
من طبيعته بما لا يُقاس على نوع الاتحاد الشخصي الدائم، هو تنازل فائق الوصف يصح
ذكره بين الأمور التي يقوم بها اتضاعه. وهذا ما ذكره الإِعْلاَنِ
الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ.
Ø
أحوال ولادة الرَّبِّ
يَسُوعَ الْمَسِيحِ اتضاعاً
لأن اتضاع الرَّبِّ
يَسُوعَ الْمَسِيحِ في تجسده حسب تعليم الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ
الْمَكْتُوبُ لا يقتصر على مجرد اتّخاذه الطبيعة البشرية، بل يشمل أيضاً كل ما
يتعلق بحياته على أرضنا. ولما صار عبداً كان مهده مذوداً وصار فقيراً حتى لم يكن
له أين يسند رأسه، وظهر بلا صورة ولا جمال، محتقراً ومخذولاً من الناس، كان ذلك من
التنازل الذي يفوق كل إدراك. وله في العقل والقلب قوة أعظم جداً مما لو ظهر في
صورة ملك أرضي، ثوبه من أرجوان وتاجه من ذهب. فنسجد عند قدمي الجليلي المتَّضع
باحترام ومحبة أكثر جداً مما لو ظهر كسليمان في كل مجده.
قيل في الإِنْجِيل: «8وَإِذْ وُجِدَ فِي الْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ، وَضَعَ
نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ»(رِّسَالَةُ
بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى أَهْلِ فِيلِبِّي2: 8)، وقد أخطأ البعض في تفسير
قول الإِنْجِيل "وضع نفسه" وقالوا
إن الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ أخلى نفسه من
اللاهوت وصار إنساناً فقط مدة بقائه في حال الاتضاع. والصحيح أن رِّسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى أَهْلِ فِيلِبِّي2:
8 تقول إن ابن الله صار في حال الاتضاع مدة حياته على الأرض، أي أن تجسده كان من
باب الاتضاع. على أن لاهوت الرَّبِّ يَسُوعَ
الْمَسِيحِ لم يزل كما هو بدون تغيير في جوهره، لكنه اقترن بطبيعةٍ بشرية
في حال الاتضاع. فيكون الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ
وضع نفسه باعتبار ناسوته، لا لاهوته. فإن لاهوته لم يخسر شيئاً من مجده وقدرته،
لكن شخصه المتجسد اتضع للطاعة والموت.
0 التعليقات:
إرسال تعليق