إرادة الرب يسوع المسيح
في برنامج س وج
د. القس سامي منير اسكندر
مع م سامي متري
ونظرًا
لأن الحب بين الآب والابن هو حب مقترن بحرية كل أقنوم، فإن حرية الخليقة العاقلة
هي نابعة من حرية الأقانيم الإلهية (لأن الكائن العاقل مخلوق على صورة
الله في الحرية). بمعنى أن الله قد أعطى للخليقة العاقلة حرية الفكر والإرادة،
وذلك لأن هذا هو في واقع العلاقة بين أقانيم الثالوث.
الابن
يبادل الآب المحبة في حرية كاملة، لأن الحب إذا فقد الحرية فقد جوهره ومعناه. فإذا
كان "الله محبة"، فالحب في الله يمارس بحرية تامة منذ الأزل بين
الأقانيم الثلاثة. ولكن وحدانية الجوهر الإلهي وكمال الحب المطلق تعنى أن الأقانيم
وإن كان لهم ثلاث إرادات من حيث العدد، إلا أن لهم إرادة واحدة من حيث النوع.
هذه
الحرية الأقنومية لشخص الابن الوحيد التي شرحنا عنها؛ لم يفقدها حينما تجسد وصار
إنسانًا. فكما إنه تجسد بحريته واختياره، هكذا صام بحريته واختياره. وهو بحسب
الطبيعة الإنسانية كان يشعر بالجوع بالجسد. هو أخلى نفسه باعتباره الابن الوحيد
الجنس الذي قَبِلَ أن يتجسد، وتألم بحرية اختيارية، إذ قال: «15كَمَا أَنَّ الآبَ يَعْرِفُنِي وَأَنَا أَعْرِفُ الآبَ. وَأَنَا أَضَعُ نَفْسِي عَنِ الْخِرَافِ»(إِنْجِيلُ
يُوحَنَّا10: 15). وعن مفارقة نفسه العاقلة لجسده عند
موته على الصليب، وعن عودتها إلى جسده عند قيامته من الأموات بسلطانه الإلهي قال: «17لِهَذَا يُحِبُّنِي الآبُ، لأَنِّي أَضَعُ نَفْسِي لآخُذَهَا أَيْضاً.
18لَيْسَ أَحَدٌ يَأْخُذُهَا مِنِّي، بَلْ أَضَعُهَا أَنَا
مِنْ ذَاتِي. لِي سُلْطَانٌ أَنْ أَضَعَهَا وَلِي سُلْطَانٌ أَنْ
آخُذَهَا أَيْضاً. هَذِهِ الْوَصِيَّةُ قَبِلْتُهَا مِنْ أَبِي»(إِنْجِيلُ
يُوحَنَّا10: 17-18). وقال الإِنْجِيل
عن طاعة الابن المتجسد لأبيه السماوي: «8مَعَ كَوْنِهِ ابْناً تَعَلَّمَ الطَّاعَةَ مِمَّا تَأَلَّمَ
بِهِ»(الرِّسَالَةُ
إِلَى الْعِبْرَانِيِّينَ5: 8). أي أنه لا يمكن أن
يتألم من حيث اللاهوت، أما من جهة الجسد فهو يتألم.
0 التعليقات:
إرسال تعليق