حلقة 32 - ينير كل إنسان - إنجيل يوحنا إنجيل المحبة - د. القس / سامي منير اسكندر.

  

إِنْجِيلُ يُوحَنَّا إِنْجِيلُ المحبة

  

الإصحَاحُ الأَوَّلُ

32) يُنِيرُ كُلَّ إِنْسَانٍ

إعداد 

د. القس / سامي منير اسكندر

  

«⁹كَانَ النُّورُ الْحَقِيقِيُّ الَّذِي يُنِيرُ كُلَّ إِنْسَانٍ آتِياً إِلَى الْعَالَمِ»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا1: 9).

Ø     يُنِيرُ كُلَّ إِنْسَانٍ

إِنْسَانٍ : في الإنجيل 311 في الأناجيل 205 ، في إِنْجِيلُ يُوحَنَّا 44

«⁶كَانَ إِنْسَانٌ مُرْسَلٌ مِنَ اللَّهِ اسْمُهُ يُوحَنَّا»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا1: 6).

«¹كَانَ إِنْسَانٌ مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ اسْمُهُ نِيقُودِيمُوسُ، رَئِيسٌ لِلْيَهُودِ»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا3: 1).

«²⁷أَجَابَ يُوحَنَّا وَقَالَ: «لاَ يَقْدِرُ إِنْسَانٌ أَنْ يَأْخُذَ شَيْئاً إِنْ لَمْ يَكُنْ قَدْ أُعْطِيَ مِنَ السَّمَاءِ»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا3: 27).

السامرية «²⁹هَلُمُّوا انْظُرُوا إِنْسَاناً قَالَ لِي كُلَّ مَا فَعَلْتُ. أَلَعَلَّ هَذَا هُوَ الْمَسِيحُ؟»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا4: 29).

«³⁴وَأَنَا لاَ أَقْبَلُ شَهَادَةً مِنْ إِنْسَانٍ، وَلَكِنِّي أَقُولُ هَذَا لِتَخْلُصُوا أَنْتُمْ»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا5: 34).

«⁴⁰وَلَكِنَّكُمُ الآنَ تَطْلُبُونَ أَنْ تَقْتُلُونِي، وَأَنَا إِنْسَانٌ قَدْ كَلَّمَكُمْ بِالْحَقِّ الَّذِي سَمِعَهُ مِنَ اللَّهِ. هَذَا لَمْ يَعْمَلْهُ إِبْرَاهِيمُ»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا8: 40).

«³⁰أَنَا وَالآبُ وَاحِدٌ». ³¹فَتَنَاوَلَ الْيَهُودُ أَيْضاً حِجَارَةً لِيَرْجُمُوهُ. ³²فَقَالَ يَسُوعُ: «أَعْمَالاً كَثِيرَةً حَسَنَةً أَرَيْتُكُمْ مِنْ عِنْدِ أَبِي. بِسَبَبِ أَيِّ عَمَلٍ مِنْهَا تَرْجُمُونَنِي؟» ³³أَجَابَهُ الْيَهُودُ قَائِليِنَ: «لَسْنَا نَرْجُمُكَ لأَجْلِ عَمَلٍ حَسَنٍ، بَلْ لأَجْلِ تَجْدِيفٍ، فَإِنَّكَ وَأَنْتَ إِنْسَانٌ تَجْعَلُ نَفْسَكَ إِلَهاً»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا10: 30-33).

Ø     هناك بشر ليسوا إِنْسَانٌ

«¹⁰بَلْ يَرَاهُ! الْحُكَمَاءُ يَمُوتُونَ. كَذَلِكَ الْجَاهِلُ وَالْبَلِيدُ يَهْلِكَانِ وَيَتْرُكَانِ ثَرْوَتَهُمَا لآخَرِينَ. ¹¹بَاطِنُهُمْ أَنَّ بُيُوتَهُمْ إِلَى الأَبَدِ مَسَاكِنَهُمْ إِلَى دَوْرٍ فَدَوْرٍ. يُنَادُونَ بِأَسْمَائِهِمْ فِي الأَرَاضِي. ¹²وَالإِنْسَانُ فِي كَرَامَةٍ لاَ يَبِيتُ. يُشْبِهُ الْبَهَائِمَ الَّتِي تُبَادُ... ¹⁸لأَنَّهُ فِي حَيَاتِهِ يُبَارِكُ نَفْسَهُ. وَيَحْمَدُونَكَ إِذَا أَحْسَنْتَ إِلَى نَفْسِكَ. ¹⁹تَدْخُلُ إِلَى جِيلِ آبَائِهِ الَّذِينَ لاَ يُعَايِنُونَ النُّورَ إِلَى الأَبَدِ. ²⁰إِنْسَانٌ فِي كَرَامَةٍ وَلاَ يَفْهَمُ يُشْبِهُ الْبَهَائِمَ الَّتِي تُبَادُ»(سِفْرُ اَلْمَزَامِيرُ، مَزْمُور49: 10-12و18-20).

لقد سبق القول أن الحياة نور «⁴فِيهِ كَانَتِ الْحَيَاةُ، وَالْحَيَاةُ كَانَتْ نُورَ النَّاسِ، ⁵وَالنُّورُ يُضِيءُ فِي الظُّلْمَةِ، وَالظُّلْمَةُ لَمْ تُدْرِكْهُ»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا1: 4و5). فالحياة الأبدية هي جوهر النُّور.

فالنُّور له عملا إيجابياً يُنِير وله عملا سلبياً يعمي فإن رفضاً النور ظال في الظلمة (الجاهل، الغباء)، وهذا معني الآية «³⁷وَمَعَ أَنَّهُ كَانَ قَدْ صَنَعَ أَمَامَهُمْ آيَاتٍ هَذَا عَدَدُهَا، لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ، ³⁸لِيَتِمَّ قَوْلُ إِشَعْيَاءَ النَّبِيِّ الذَي قَالَهُ: «يَا رَبُّ، مَنْ صَدَّقَ خَبَرَنَا؟ وَلِمَنِ اسْتُعْلِنَتْ ذِرَاعُ الرَّبِّ؟» ³⁹لِهَذَا لَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يُؤْمِنُوا. لأَنَّ إِشَعْيَاءَ قَالَ أَيْضاً: «⁴⁰قَدْ أَعْمَى عُيُونَهُمْ، وَأَغْلَظَ قُلُوبَهُمْ، لِئَلاَّ يُبْصِرُوا بِعُيُونِهِمْ، وَيَشْعُرُوا بِقُلُوبِهِمْ، وَيَرْجِعُوا فَأَشْفِيَهُمْ»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا12: 37-40).

هذا يشرح قول الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ «³⁵فَسَمِعَ يَسُوعُ أَنَّهُمْ أَخْرَجُوهُ خَارِجاً، فَوَجَدَهُ وَقَالَ لَهُ: «أَتُؤْمِنُ بِابْنِ اللَّهِ؟» ³⁶أَجَابَ ذَاكَ وَقَالَ: «مَنْ هُوَ يَا سَيِّدُ لأُومِنَ بِهِ؟» ³⁷فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «قَدْ رَأَيْتَهُ، وَالَّذِي يَتَكَلَّمُ مَعَكَ هُوَ هُوَ!». ³⁸فَقَالَ: «أُومِنُ يَا سَيِّدُ!». وَسَجَدَ لَهُ. ³⁹فَقَالَ يَسُوعُ: «لِدَيْنُونَةٍ أَتَيْتُ أَنَا إِلَى هَذَا الْعَالَمِ، حَتَّى يُبْصِرَ الَّذِينَ لاَ يُبْصِرُونَ وَيَعْمَى الَّذِينَ يُبْصِرُونَ». ⁴⁰فَسَمِعَ هَذَا الَّذِينَ كَانُوا مَعَهُ مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ، وَقَالُوا لَهُ: «أَلَعَلَّنَا نَحْنُ أَيْضاً عُمْيَانٌ؟» ⁴¹قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «لَوْ كُنْتُمْ عُمْيَاناً لَمَا كَانَتْ لَكُمْ خَطِيَّةٌ. وَلَكِنِ الآنَ تَقُولُونَ إِنَّنَا نُبْصِرُ، فَخَطِيَّتُكُمْ بَاقِيَةٌ»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا9: 35-41).

مما جعل النُّور والْكَلِمَةُ ليس أمامهم إلا طريقاً أخير نحو الإنسان وهو التجسَّد، فالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ (النُّور) «¹²ثُمَّ كَلَّمَهُمْ يَسُوعُ أَيْضاً قَائِلاً: «أَنَا هُوَ نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فَلاَ يَمْشِي فِي الظُّلْمَةِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا8: 12).

دوام الاستنارة لكل البشر كمسئولية النُور ، فالتجسد تنازلا من الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، ورفعة للإنسان الذي يتحد بالنُور فينال الأبدية بدلًا من الزمنية.

4:49 م