إِنْجِيلُ يُوحَنَّا الإصحَاحُ الأَوَّلُ
20) وَالنُّورُ يُضِيءُ فِي الظُّلْمَةِ
إعداد
د. القس / سامي منير اسكندر
5وَالنُّورُ
يُضِيءُ فِي الظُّلْمَةِ، وَالظُّلْمَةُ لَمْ تُدْرِكْهُ.
النُّورُ في
مقابل مع الظُّلْمَةِ، الوجود في مقابلة العدم
النُّورُ
الْحَقِيقِيُّ «9كَانَ النُّورُ
الْحَقِيقِيُّ الَّذِي يُنِيرُ كُلَّ إِنْسَانٍ آتِياً إِلَى الْعَالَمِ»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا1: 9). لأنه طبيعة الله.
أن الْحَيَاةِ
الأَبَدِيَّةِ هي مصدر النُّور، فلما دخلت مع الناس في علاقة شخصية صارت هي مصدر النُّور
للناس.
مبادرة النُّور
من تلقاء ذاته: «5وَالنُّورُ يُضِيءُ فِي الظُّلْمَةِ، وَالظُّلْمَةُ لَمْ
تُدْرِكْهُ»(إِنْجِيلُ
يُوحَنَّا1: 5). فالنُّورُ عمله الاضاء فلم يضع على الناس مهمة
التعرف على النُّور أو الوصول إليه، النُّورُ الإلهي يُضِيءُ من ذاته:
«21وَكَانَ الرَّبُّ يَسِيرُ أَمَامَهُمْ نَهَاراً فِي
عَمُودِ سَحَابٍ لِيَهْدِيَهُمْ فِي الطَّرِيقِ وَلَيْلاً فِي عَمُودِ نَارٍ
لِيُضِيءَ لَهُمْ لِكَيْ يَمْشُوا نَهَاراً وَلَيْلاً»(سِفْرُ اَلْخُرُوجُ13: 21).
«22وَأَمَرَ
الرَّبُّ مُوسَى: «23قُل لِهَارُونَ
وَبَنِيهِ: هَكَذَا تُبَارِكُونَ بَنِي إِسْرَائِيل: 24يُبَارِكُكَ الرَّبُّ وَيَحْرُسُكَ. 25يُضِيءُ الرَّبُّ
بِوَجْهِهِ عَليْكَ وَيَرْحَمُكَ. 26يَرْفَعُ
الرَّبُّ وَجْهَهُ عَليْكَ وَيَمْنَحُكَ سَلاماً. 27فَيَجْعَلُونَ
اسْمِي عَلى بَنِي إِسْرَائِيل وَأَنَا أُبَارِكُهُمْ»(سِفْرُ اَلْعَدَد6: 22-27).
لانك انت
سراجي يا رب و الرب يضيء ظلمتي (2صم 22
: 29)
«19أَنْتَ
بِرَحْمَتِكَ الْكَثِيرَةِ لَمْ تَتْرُكْهُمْ فِي الْبَرِّيَّةِ وَلَمْ يَزُلْ عَنْهُمْ
عَمُودُ السَّحَابِ نَهَاراً لِهِدَايَتِهِمْ فِي الطَّرِيقِ وَلاَ عَمُودُ
النَّارِ لَيْلاً لِيُضِيءَ لَهُمْ فِي الطَّرِيقِ الَّتِي يَسِيرُونَ فِيهَا»(سِفْرُ نَحَمْيَا9: 19).
«11فَقُلْتُ:
«إِنَّمَا الظُّلْمَةُ تَغْشَانِي». فَاللَّيْلُ يُضِيءُ حَوْلِي! 12الظُّلْمَةُ أَيْضاً لاَ تُظْلِمُ لَدَيْكَ
وَاللَّيْلُ مِثْلَ النَّهَارِ يُضِيءُ. كَالظُّلْمَةِ هَكَذَا النُّورُ»(سِفْرُ اَلْمَزَامِيرُ، مَزْمُور139: 11و12).
«14لِذَلِكَ
يَقُولُ: «اسْتَيْقِظْ أَيُّهَا النَّائِمُ وَقُمْ مِنَ الأَمْوَاتِ فَيُضِيءَ
لَكَ الْمَسِيحُ»(رِّسَالَةُ
بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى أَهْلِ أَفَسُسَ5: 14).
«8أَيْضاً
وَصِيَّةً جَدِيدَةً أَكْتُبُ إِلَيْكُمْ، مَا هُوَ حَقٌّ فِيهِ وَفِيكُمْ، أَنَّ
الظُّلْمَةَ قَدْ مَضَتْ، وَالنُّورَ الْحَقِيقِيَّ الآنَ يُضِيءُ»(رِّسَالَةُ يُوحَنَّا الرَّسُولِ الأُولَى2: 8).
هكذا ما
ذكره إِشَعْيَاءَ «26وَيَكُونُ نُورُ الْقَمَرِ كَنُورِ الشَّمْسِ وَنُورُ
الشَّمْسِ يَكُونُ سَبْعَةَ أَضْعَافٍ كَنُورِ سَبْعَةِ أَيَّامٍ فِي يَوْمٍ
يَجْبُرُ الرَّبُّ كَسْرَ شَعْبِهِ وَيَشْفِي رَضَّ ضَرْبِهِ»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ30: 26).
وبُولُسَ
الرَّسُولِ في اختباره «13رَأَيْتُ فِي نِصْفِ النَّهَارِ فِي الطَّرِيقِ أَيُّهَا
الْمَلِكُ نُوراً مِنَ السَّمَاءِ أَفْضَلَ مِنْ لَمَعَانِ الشَّمْسِ قَدْ
أَبْرَقَ حَوْلِي وَحَوْلَ الذَّاهِبِينَ مَعِي»(سِفْرُ أَعْمَالُ الرُّسُلِ26: 13).
تفيد نصرة
الخلق على العدم....على الباطل....معرفة الله على الظلمة. «19وَهَذِهِ هِيَ الدَّيْنُونَةُ: إِنَّ النُّورَ قَدْ
جَاءَ إِلَى الْعَالَمِ، وَأَحَبَّ النَّاسُ الظُّلْمَةَ أَكْثَرَ مِنَ النُّورِ،
لأَنَّ أَعْمَالَهُمْ كَانَتْ شِرِّيرَةً»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا3:
19). بدخول النُّورِ إلى الناس انقسمت الخليقة لإنسان النُّورِ، وإنسان الظُّلْمَةَ،
فإن كان إنسان الظُّلْمَةَ يعبث فساداً وتخريباً، ولكن «5وَالنُّورُ يُضِيءُ فِي الظُّلْمَةِ، وَالظُّلْمَةُ لَمْ
تُدْرِكْهُ»(إِنْجِيلُ
يُوحَنَّا1: 5). أي أن
الغير موجود لن يتغلب على الموجود، فإنسان النُّورِ اكتسبا وجودا أزلياً أبدياً، فالظُّلْمَةَ
تنتهي للعدم ولن يبقي إلا النُّور.
الاضاء هي
نور الاستعلان، بالنسبة للخليقة عامة دون حقبة زمنية أو شعب معين: وإليك الامثال:
فرعون وقت
إبراهيم وأبيمالك، وفرعون وقت يوسف ووقت موسى، ونبوخذ نصر، وكورش. لذلك اشار إليها بُولُسَ الرَّسُولِ: «14لأَنَّهُ الأُمَمُ الَّذِينَ لَيْسَ عِنْدَهُمُ
النَّامُوسُ مَتَى فَعَلُوا بِالطَّبِيعَةِ مَا هُوَ فِي النَّامُوسِ فَهَؤُلاَءِ
إِذْ لَيْسَ لَهُمُ النَّامُوسُ هُمْ نَامُوسٌ لأَنْفُسِهِمِ 15الَّذِينَ يُظْهِرُونَ عَمَلَ النَّامُوسِ
مَكْتُوباً فِي قُلُوبِهِمْ شَاهِداً أَيْضاً ضَمِيرُهُمْ وَأَفْكَارُهُمْ فِيمَا
بَيْنَهَا مُشْتَكِيَةً أَوْ مُحْتَجَّةً»(رِّسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى أَهْلِ رُومِيَةَ2: 14و15).
«19إِذْ
مَعْرِفَةُ اللهِ ظَاهِرَةٌ فِيهِمْ لأَنَّ اللهَ أَظْهَرَهَا لَهُمْ 20لأَنَّ أُمُورُهُ غَيْرُ الْمَنْظُورَةِ تُرَى
مُنْذُ خَلْقِ الْعَالَمِ مُدْرَكَةً بِآلْمَصْنُوعَاتِ، َقُدْرَتَهُ
السَّرْمَدِيَّةُ وَلاَهُوتَهُ، حَتَّى إِنَّهُمْ بِلاَ عُذْرٍ»(رِّسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى أَهْلِ رُومِيَةَ1:
19و20).
0 التعليقات:
إرسال تعليق