حلقة رقم 21 - الظلمة ماهي؟ إنجيل يوحنا إنجيل المحبة - د. القس / سامي منير.اسكندر

إِنْجِيلُ يُوحَنَّا الإصحَاحُ الأَوَّلُ

21) الظُّلْمَةِ ما هي!!!

إعداد 

د. القس / سامي منير اسكندر

    

Ø ما هي الظُّلْمَةِ؟!!!

إن كان طبيعة الله هو النُّورُ، فالظُّلْمَةِ = هي غياب النُّورُ بحسب معرفة الإِنْسَانٍ المادية والقياسية. إذا بالمقياس الروحي فالظُّلْمَةِ = هي غياب الله.

النُّورُ كيان ، شخص، إذا الظُّلْمَةِ غياب الشخص، فهي ليست بكيان مخلوق.

الظُّلْمَةِ هو الإِنْسَانٍ أو الشخص الذي يخلو من طبيعة الله النُّورُ، أو ليس لدي علاقة بالله، سواء كان هذا شيطاناً أو إنساناً.

فهو المقاوم كلمة الله المحيي للإِنْسَانٍ جسدياً وروحياً، وعُرف «⁴⁴أَنْتُمْ مِنْ أَبٍ هُوَ إِبْلِيسُ، وَشَهَوَاتِ أَبِيكُمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَعْمَلُوا. ذَاكَ كَانَ قَتَّالاً لِلنَّاسِ مِنَ الْبَدْءِ، وَلَمْ يَثْبُتْ فِي الْحَقِّ لأَنَّهُ لَيْسَ فِيهِ حَقٌّ. مَتَى تَكَلَّمَ بِالْكَذِبِ فَإِنَّمَا يَتَكَلَّمُ مِمَّا لَهُ، لأَنَّهُ كَذَّابٌ وَأَبُو الْكَذَّابِ»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا8: 44).

إذا الله النُّورُ الْحَقِيقِيُّ، والشيطان الظُّلْمَةِ الْحَقِيقِيُّة.

الظُّلْمَةِ الْحَقِيقِيُّة = هو خلو النُّورُ من الشخص.

النُّورُ الْحَقِيقِيُّ  = أي الله هو المحبة الرحمة السلام الحق.

الظُّلْمَةِ الْحَقِيقِيُّة = أي هي اللا محبة وكل ما يتفرع منها: البغض والكراهية والحقد والحسد والنميمة والذم والقتل.

وهي اللا رحمة وكل ما يتفرع منه: القسوة والنقمة والتعذيب....إلخ.

وهي اللا سلام وكل ما يتفرع منه: القلق، والضيق، الاضطراب، والتشويش، والخوف..........إلخ.

وهي اللا حق وكل ما يتفرع منه: الغش، والتزوير والتحريف، والكذب، والنسخ، وتغير العهود.................إلخ.

وهي اللا أمانة وكل ما يتفرع منها: الخيانة والاختلاس والسرقة و الرشوة والسلب لكل حقوق الآخرين.............إلخ.

وهذه هي أعمال الظلمة التي تتخذ وجودها ونشاطها من غياب النُّورُ

«⁵وَهَذَا هُوَ الْخَبَرُ الَّذِي سَمِعْنَاهُ مِنْهُ وَنُخْبِرُكُمْ بِهِ: إِنَّ اللهَ نُورٌ وَلَيْسَ فِيهِ ظُلْمَةٌ الْبَتَّةَ»(رِّسَالَةُ يُوحَنَّا الرَّسُولِ الأُولَى1: 5).

«¹⁹وَأَعْمَالُ الْجَسَدِ ظَاهِرَةٌ: الَّتِي هِيَ زِنىً عَهَارَةٌ نَجَاسَةٌ دَعَارَةٌ ²⁰عِبَادَةُ الأَوْثَانِ سِحْرٌ عَدَاوَةٌ خِصَامٌ غَيْرَةٌ سَخَطٌ تَحَزُّبٌ شِقَاقٌ بِدْعَةٌ ²¹حَسَدٌ قَتْلٌ سُكْرٌ بَطَرٌ، وَأَمْثَالُ هَذِهِ الَّتِي أَسْبِقُ فَأَقُولُ لَكُمْ عَنْهَا كَمَا سَبَقْتُ فَقُلْتُ أَيْضاً: إِنَّ الَّذِينَ يَفْعَلُونَ مِثْلَ هَذِهِ لاَ يَرِثُونَ مَلَكُوتَ اللهِ. ²²وَأَمَّا ثَمَرُ الرُّوحِ فَهُوَ: مَحَبَّةٌ فَرَحٌ سَلاَمٌ، طُولُ أَنَاةٍ لُطْفٌ صَلاَحٌ، إِيمَانٌ ²³وَدَاعَةٌ تَعَفُّفٌ. ضِدَّ أَمْثَالِ هَذِهِ لَيْسَ نَامُوسٌ»(رِّسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى أَهْلِ غَلاَطِيَّةَ5: 19-23).

الكلمة فيها حياة أبدية وهي نور الناس، فهي مصدر لكل الإيجابيات، حضور نور الله وصفاته داخل النفس الإنسانية، فإن خلت من ذلك تعتبر هي الظلمة،

الحضور الإلهي بالنور داخل النفس يدل على آمرين:

من جهة الخالق تعهد لصورته في النفس البشرية.

من جهة المخلوق محاولة الوصول لمحاكة الاصل كقول الرب: «⁴³سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: تُحِبُّ قَرِيبَكَ وَتُبْغِضُ عَدُوَّكَ. ⁴⁴وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ، وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ، ⁴⁵لِكَيْ تَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ، فَإِنَّهُ يُشْرِقُ شَمْسَهُ عَلَى الأَشْرَارِ وَالصَّالِحِينَ، وَيُمْطِرُ عَلَى الأَبْرَارِ وَالظَّالِمِينَ. ⁴⁶لأَنَّهُ إِنْ أَحْبَبْتُمُ الَّذِينَ يُحِبُّونَكُمْ، فَأَيُّ أَجْرٍ لَكُمْ؟ أَلَيْسَ الْعَشَّارُونَ أَيْضاً يَفْعَلُونَ ذَلِكَ؟ ⁴⁷وَإِنْ سَلَّمْتُمْ عَلَى إِخْوَتِكُمْ فَقَطْ فَأَيَّ فَضْلٍ تَصْنَعُونَ؟ أَلَيْسَ الْعَشَّارُونَ أَيْضاً يَفْعَلُونَ هَكَذَا؟ ⁴⁸فَكُونُوا أَنْتُمْ كَامِلِينَ كَمَا أَنَّ أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ هُوَ كَامِلٌ»(إِنْجِيلُ مَتَّى5: 43-48).  

4:47 ص