• اخر الاخبار

    أسطورة سقوط الشيطان - قصص وأساطير اليهود -يحاور المهندس سامي متري د. القس سامي منير إسكندر


    أسطورة سقوط الشيطان 

     قصص وأساطير اليهود 


     21 يونيو 2019 

    يحوار 

    المهندس سامي متري 

    د. القس سامي منير إسكندر








    مقالة 

    حقيقة سقوط الشيطان
    إعداد
    القس سامي منير اسكندر

    إن لطبيعة الملائكة خصائص صفات خلقها الله عليها لكي تحيا بها. فقد خلقها الله عاقلة حرة.... بها العقل تستطيع أن تفكر، وبهذه الحرية تستطيع أن تفعل ما تريده. وكما أن للبشر ناموس لطبيعتهم هكذا أيضا للملائكة ناموس لطبيعتهم... وإن كان الله قد خلق الملائكة بقدرات تفوق قدرات الإنسان فان ناموسهم أيضا يفوق ناموس الإنسان، لذلك فان سقوطهم يكون أخطر من سقوط الإنسان... لأن جسم الإنسان مادي يعوقه عن الانطلاق والتحرك الكثير، أما أجساد الملائكة فهي غير مادية وتستطيع أن تتحرك بسرعة فائقة....
    وهكذا أيضا أعطيت الملائكة معرفة وحكمة أكثر من البشر لذلك فهم يعرفون الله، أكثر من البشر لأنهم واقفين أمام عرشه الإلهي... يسبحون الله، ليلا ونهارا، ويسجدون أمام عرشه المقدس إلى أبد الآبدين.

    كيف سقط بعض الملائكة؟
    والآن يتبادر إلى ذهننا هذا السؤال الهام... إن كان الله قد أعطى قدرات كثيرة وعظيمة للملائكة فلماذا سقطوا؟! وإن كان الله لم يخلق الشر، فمن أين أتى إليهم؟!
    هذا السؤال الهام ليس هو مجال الآن، ولكن للإجابة عليه باختصار شديد...
    نقول أولا كيف دخلت الخطية إلى العالم... ليس عالم الأرض فقط، بل عالم السماء؟
    Ø     الخطأ والخطية:
    ما هي الخطية؟ وما هو الخطأ ؟
    كبداية للإجابة يجب أن نعرف ما هو الخطأ؟
    الخطأ هو ما حاد عن الصواب، وهو أعم من الخطيئة، فالخطيئة هي الخطأ ضد الله وضد وصاياه.
    وعندما نفهم هذا التعريف البسيط عن الخطأ والخطيئة نلمس طريق سقوط بعض الملائكة.
    فالملائكة كائنات حرة وعاقلة، ولها أن تفكر في الصواب أو في الخطأ، وهي حرة فيما تريد وفيما تفعل، والله أعطاها هذه الحرية بإرادته وأوصاها بالصواب، كما أوصى الإنسان.
    ولكن بعض الملائكة وعلى رأسهم سطانائيل (الشيطان) انحرف بفكره إلى غير الصواب أي إلى الخطأ، بأن أرد أن يساوي نفسه بالخالق. وهذا مستحيل وغير معقول وعين الخطأ نفسه.. فهل نستطيع أن نقول أن الخالق يكون مساويا للمخلوق؟....وإن كان مساويا له فكيف يكون الخالق إذن؟
    فمعروف عن صفات الخالق أنه لا يساويه أحد، ولا يدنو منه أحد.... بل هو وحيد في قدرته ووحيد في عظمته....
    وإذا أخذنا مثلًا في ذلك مع الفارق نجد أن المخلوق لا يستطيع أن يساوي الخالق بأي حال من الأحوال.
    فإذا افترضنا مثلًا أن إنسانًا اخترع آلة ميكانيكية يستطيع أن يديرها كما يشاء عندما يوصلها بالتيار الكهربائي، ويوقفها إن فصل عنها هذا التيار، فهل تستطيع هذه الإله أن تعمل بمفردها بدون هذا التيار؟
    هكذا الإنسان المخلوق لا يستطيع أن يعيش أو يتحرك أو يعمل بدون روح الله التي فيه، فان خرجت الروح يصبح ميتا بل ويصبح كالآلة التي لا تعمل....
    هكذا الملاك مخلوق ولا يستطيع أن يعمل بدون القوة التي منحها له الله عند خلقته وأودعها فيه....
    ولكن الشيطان انحرف عن قدرات طبيعته، وأراد أن يضيف قدرات الله إليه وأراد أن يكون مثل الله، وبالتالي اخطأ وسقط عن رتبته.....
    اعتقد أن مجده ذاتي، وليس مكتسبًا من الله، فدخله المجد الباطل وأراد أن يصير مثل الله. وحزقيال النبي يحدثنا بكل تفصيل ذلك فيقول «12يَا ابْنَ آدَمَ, ارْفَعْ مَرْثَاةً عَلَى مَلِكِ صُورَ وَقُلْ لَهُ: هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: أَنْتَ خَاتِمُ الْكَمَالِ, مَلآنٌ حِكْمَةً وَكَامِلُ الْجَمَالِ. 13كُنْتَ فِي عَدْنٍ جَنَّةِ اللَّهِ. كُلُّ حَجَرٍ كَرِيمٍ سِتَارَتُكَ, عَقِيقٌ أَحْمَرُ وَيَاقُوتٌ أَصْفَرُ وَعَقِيقٌ أَبْيَضُ وَزَبَرْجَدٌ وَجَزْعٌ وَيَشْبٌ وَيَاقُوتٌ أَزْرَقُ وَبَهْرَمَانُ وَزُمُرُّدٌ وَذَهَبٌ. أَنْشَأُوا فِيكَ صَنْعَةَ صِيغَةِ الفُصُوصِ وَتَرْصِيعِهَا يَوْمَ خُلِقْتَ. 14أَنْتَ الْكَرُوبُ الْمُنْبَسِطُ الْمُظَلِّلُ. وَأَقَمْتُكَ. عَلَى جَبَلِ اللَّهِ الْمُقَدَّسِ كُنْتَ. بَيْنَ حِجَارَةِ النَّارِ تَمَشَّيْتَ. 15أَنْتَ كَامِلٌ فِي طُرُقِكَ مِنْ يَوْمَ خُلِقْتَ حَتَّى وُجِدَ فِيكَ إِثْمٌ. 16بِكَثْرَةِ تِجَارَتِكَ مَلأُوا جَوْفَكَ ظُلْماً فَأَخْطَأْتَ. فَأَطْرَحُكَ مِنْ جَبَلِ اللَّهِ وَأُبِيدُكَ أَيُّهَا الْكَرُوبُ الْمُظَلِّلُ مِنْ بَيْنِ حِجَارَةِ النَّارِ. 17قَدِ ارْتَفَعَ قَلْبُكَ لِبَهْجَتِكَ. أَفْسَدْتَ حِكْمَتَكَ لأَجْلِ بَهَائِكَ. سَأَطْرَحُكَ إِلَى الأَرْضِ وَأَجْعَلُكَ أَمَامَ الْمُلُوكِ لِيَنْظُرُوا إِلَيْكَ»(سِفْرُ حِزْقِيَال28: 12-17).
    ويؤكد هذا الكلام إِشَعْيَاءَ النبي فيقول: «12كَيْفَ سَقَطْتِ مِنَ السَّمَاءِ يَا زُهَرَةُ بِنْتَ الصُّبْحِ؟ كَيْفَ قُطِعْتَ إِلَى الأَرْضِ يَا قَاهِرَ الأُمَمِ؟ 13وَأَنْتَ قُلْتَ فِي قَلْبِكَ: أَصْعَدُ إِلَى السَّمَاوَاتِ. أَرْفَعُ كُرْسِيِّي فَوْقَ كَوَاكِبِ اللَّهِ وَأَجْلِسُ عَلَى جَبَلِ الاِجْتِمَاعِ فِي أَقَاصِي الشِّمَالِ. 14أَصْعَدُ فَوْقَ مُرْتَفَعَاتِ السَّحَابِ. أَصِيرُ مِثْلَ الْعَلِيِّ. 15لَكِنَّكَ انْحَدَرْتَ إِلَى الْهَاوِيَةِ إِلَى أَسَافِلِ الْجُبِّ»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ14: 12-15).
    فسقط الشيطان وأغوى معه بعض الملائكة من الرتب السمائية المختلفة سقطت معه.
    ومنذ هذه اللحظة سمي المعاند أو المقاوم لله، لأنه لم يرجع عن سقطته ولم يشعر بخطئه ولم يطلب التوبة إلى الله إلى وقتنا هذا.
    ويقول يُوحَنَّا اللاَّهُوتِيِّ: «7وَحَدَثَتْ حَرْبٌ فِي السَّمَاءِ: مِيخَائِيلُ وَمَلاَئِكَتُهُ حَارَبُوا التِّنِّينَ. وَحَارَبَ التِّنِّينُ وَمَلاَئِكَتُهُ 8وَلَمْ يَقْوُوا، فَلَمْ يُوجَدْ مَكَانُهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي السَّمَاءِ. 9فَطُرِحَ التِّنِّينُ الْعَظِيمُ، الْحَيَّةُ الْقَدِيمَةُ الْمَدْعُوُّ إِبْلِيسَ وَالشَّيْطَانَ، الَّذِي يُضِلُّ الْعَالَمَ كُلَّهُ طُرِحَ إِلَى الأَرْضِ، وَطُرِحَتْ مَعَهُ مَلاَئِكَتُهُ»(سِفْرُ رُؤْيَا يُوحَنَّا اللاَّهُوتِيِّ12: 7-9).
    وبعد خلقة آدم تقدم إبليس المُجَرِّب لكي يُسْقِطه، كما سقط هو أيضا بنفس الخطية التي أخطأ بها، وهي خطية عدم الطاعة لله ورغبته في أن يكون كالله «4فَقَالَتِ الْحَيَّةُ لِلْمَرْأَةِ: «لَنْ تَمُوتَا! 5بَلِ اللهُ عَالِمٌ أَنَّهُ يَوْمَ تَأْكُلاَنِ مِنْهُ تَنْفَتِحُ أَعْيُنُكُمَا وَتَكُونَانِ كَاللهِ عَارِفَيْنِ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ»(سِفْرُ التَّكْوِينِ3: 4-5).
    وسقطت المرأة ثم أغوت رجلها فسقط هو أيضا، ثم سقط الجنس البشري نتيجة لذلك ودخلت الخطية إلى العالم إذ أخطأ الجميع كما يقول الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ: «12مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَأَنَّمَا بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ وَهَكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ»(رِّسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى أَهْلِ رُومِيَةَ5: 12).
    لذلك صدق قول الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ عن حرب إبليس «12مِنْ أَجْلِ هَذَا افْرَحِي أَيَّتُهَا السَّمَاوَاتُ وَالسَّاكِنُونَ فِيهَا. وَيْلٌ لِسَاكِنِي الأَرْضِ وَالْبَحْرِ، لأَنَّ إِبْلِيسَ نَزَلَ إِلَيْكُمْ وَبِهِ غَضَبٌ عَظِيمٌ، عَالِماً أَنَّ لَهُ زَمَاناً قَلِيلاً»(سِفْرُ رُؤْيَا يُوحَنَّا اللاَّهُوتِيِّ12: 12).
    والإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ يشهد أن هذا الملاك الساقط قد أغوى الجميع وحاول إسقاطهم بشتى الطرق والأساليب بمقاصده الشريرة وتجاربه المتنوعة اللعينة. حتى أنه جرئ وتقدم لكي يجرب الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ نفسه «1ثُمَّ أُصْعِدَ يَسُوعُ إِلَى الْبَرِّيَّةِ مِنَ الرُّوحِ لِيُجَرَّبَ مِنْ إِبْلِيسَ»(إِنْجِيلُ مَتَّى4: 1)، الذي كشفه وهزمه وكسر شوكته.
    لذلك يقول الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ «4لأَنَّهُ إِنْ كَانَ اللَّهُ لَمْ يُشْفِقْ عَلَى مَلاَئِكَةٍ قَدْ أَخْطَأُوا، بَلْ فِي سَلاَسِلِ الظَّلاَمِ طَرَحَهُمْ فِي جَهَنَّمَ، وَسَلَّمَهُمْ مَحْرُوسِينَ لِلْقَضَاءِ،»(رِّسَالَةُ بُطْرُسَ الرَّسُولِ الثَّانِية2: 4). ويؤيد هذا الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ قائلاً: «6وَالْمَلاَئِكَةُ الَّذِينَ لَمْ يَحْفَظُوا رِيَاسَتَهُمْ، بَلْ تَرَكُوا مَسْكَنَهُمْ حَفِظَهُمْ إِلَى دَيْنُونَةِ الْيَوْمِ الْعَظِيمِ بِقُيُودٍ أَبَدِيَّةٍ تَحْتَ الظَّلاَمِ»(رِّسَالَةُ يَهُوذَا الرَّسُولِ آية 6).
    وقد أفصح رب المجد نفسه عن مصيرهم ومصير كل الأشرار الذين يتبعونهم «41ثُمَّ يَقُولُ أَيْضاً لِلَّذِينَ عَنِ الْيَسَارِ: اذْهَبُوا عَنِّي يَا مَلاَعِينُ إِلَى النَّارِ الأَبَدِيَّةِ الْمُعَدَّةِ لِإِبْلِيسَ وَمَلاَئِكَتِهِ،»(إِنْجِيلُ مَتَّى25: 41).


    • تعليقات بلوجر
    • تعليقات الفيس بوك

    0 التعليقات:

    Item Reviewed: أسطورة سقوط الشيطان - قصص وأساطير اليهود -يحاور المهندس سامي متري د. القس سامي منير إسكندر Rating: 5 Reviewed By: د. القس سامي منير اسكندر
    Scroll to Top