إِنْجِيلُ يُوحَنَّا الإصحَاحُ الأَوَّلُ
18)
وَالنُّورُ يُضِيءُ فِي الظُّلْمَةِ
إعداد
د. القس
/ سامي منير اسكندر
النور الوحيد الباقي للناس نور معرفته، (الالتصاق به) «3وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ
أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي
أَرْسَلْتَهُ»(إِنْجِيلُ
يُوحَنَّا17: 3).
الإنسان المدلل: الذي خُلق في جنة عدن تحت ظلال شجرة الحياة التي كان
مزمعاً أن يأكل منها ويحيا وإلى الأبد، لكن الإنسان حرم نفسه منها بأرادته. مع
أنها غرست له وهو خلق لها. وهو الذي كانت تغطيه سحابة الحياة النيِّرة، فتضيء فكره
وروحه فيري الله ويتحدث إليه،
الله عاد
فتذكر وعده وعهده وحبه الكلمة في ملء الزمان لا كشجرة حياة بل خبز الحياة، فأكل
منها ورجعت إليه روح الله فيه، وعاش للأبد وأنفتحت عيناه وعاين نور الحياة وعرف
الحياة الأبدية.
الاستنارة
بالروح القدس وليس برؤيا العين، لان من خصائص طبيعة الله: «5وَهَذَا هُوَ الْخَبَرُ الَّذِي سَمِعْنَاهُ مِنْهُ
وَنُخْبِرُكُمْ بِهِ: إِنَّ
اللهَ نُورٌ وَلَيْسَ فِيهِ ظُلْمَةٌ الْبَتَّةَ»(رِّسَالَةُ يُوحَنَّا الرَّسُولِ الأُولَى1: 5).
«16الَّذِي وَحْدَهُ لَهُ عَدَمُ الْمَوْتِ، سَاكِناً فِي نُورٍ لاَ يُدْنَى مِنْهُ، الَّذِي لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَقْدِرُ
أَنْ يَرَاهُ، الَّذِي لَهُ الْكَرَامَةُ وَالْقُدْرَةُ الأَبَدِيَّةُ.
آمِينَ»(رِّسَالَةُ
بُولُسَ الرَّسُولِ الأُولَى إِلَى تيموثاوس6: 16).
نوعين
الاول جوهري ذاتي وهو طبيعة الله، الثاني مخلوق الاول مصدر للثاني ، بل ولكل الطاقات
والمجالات والمادة المخلوقة
«17وَحَدَثَ لِي بَعْدَ مَا رَجَعْتُ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَكُنْتُ أُصَلِّي فِي الْهَيْكَلِ أَنِّي
حَصَلْتُ فِي غَيْبَةٍ 18فَرَأَيْتُهُ قَائِلاً
لِي: أَسْرِعْ وَاخْرُجْ عَاجِلاً مِنْ أُورُشَلِيمَ لأَنَّهُمْ لاَ
يَقْبَلُونَ شَهَادَتَكَ عَنِّي»(سِفْرُ
أَعْمَالُ الرُّسُلِ22: 17و18).
«6فَحَدَثَ لِي وَأَنَا ذَاهِبٌ وَمُتَقَرِّبٌ إِلَى دِمَشْقَ أَنَّهُ نَحْوَ
نِصْفِ النَّهَارِ بَغْتَةً أَبْرَقَ حَوْلِي مِنَ السَّمَاءِ نُورٌ عَظِيمٌ. 7فَسَقَطْتُ عَلَى الأَرْضِ وَسَمِعْتُ صَوْتاً
قَائِلاً لِي: شَاوُلُ شَاوُلُ لِمَاذَا تَضْطَهِدُنِي؟»(سِفْرُ أَعْمَالُ الرُّسُلِ22: 6و7).
«13رَأَيْتُ فِي نِصْفِ النَّهَارِ فِي الطَّرِيقِ أَيُّهَا الْمَلِكُ نُوراً
مِنَ السَّمَاءِ أَفْضَلَ مِنْ لَمَعَانِ الشَّمْسِ قَدْ أَبْرَقَ حَوْلِي
وَحَوْلَ الذَّاهِبِينَ مَعِي»(سِفْرُ
أَعْمَالُ الرُّسُلِ26: 13).
أن ظهور
النور الإلهي الطاغي لشأول لم يكن عن استحقاق وللصلاة أو الإيمان أو الحب أو
التصوف هو اقتحام الطبيعية الجسدية من جهة واحد بمقتضي تدبير إلهي.
«11وَأُعَرِّفُكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ الإِنْجِيلَ الَّذِي بَشَّرْتُ بِهِ،
أَنَّهُ لَيْسَ بِحَسَبِ إِنْسَانٍ. 12لأَنِّي
لَمْ أَقْبَلْهُ مِنْ عِنْدِ إِنْسَانٍ وَلاَ عُلِّمْتُهُ. بَلْ بِإِعْلاَنِ
يَسُوعَ الْمَسِيحِ. 13فَإِنَّكُمْ
سَمِعْتُمْ بِسِيرَتِي قَبْلاً فِي الدِّيَانَةِ الْيَهُودِيَّةِ، أَنِّي كُنْتُ
أَضْطَهِدُ كَنِيسَةَ اللهِ بِإِفْرَاطٍ وَأُتْلِفُهَا. 14وَكُنْتُ أَتَقَدَّمُ فِي الدِّيَانَةِ
الْيَهُودِيَّةِ عَلَى كَثِيرِينَ مِنْ أَتْرَابِي فِي جِنْسِي، إِذْ كُنْتُ
أَوْفَرَ غَيْرَةً فِي تَقْلِيدَاتِ آبَائِي. 15وَلَكِنْ
لَمَّا سَرَّ اللهَ الَّذِي أَفْرَزَنِي مِنْ بَطْنِ أُمِّي، وَدَعَانِي
بِنِعْمَتِهِ 16أَنْ يُعْلِنَ ابْنَهُ
فِيَّ لأُبَشِّرَ بِهِ بَيْنَ الأُمَمِ، لِلْوَقْتِ لَمْ أَسْتَشِرْ لَحْماً
وَدَماً»(رِّسَالَةُ
بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى أَهْلِ غَلاَطِيَّةَ1: 11-16).
لاحظ: أن الحياة الأبدية التي دخل إليهل بولس الرسول ظهرت له
كنور بالنسبة للوعي أو الفهم الروحي وأنشأت
فيه في الحال استنارة فائقة لإدراك سر المسيح وسر الخلاص وسر لاهوت المسيح بكل
أعماقه.
لاحظ أن
هذا النور وهذه الحياة التي دخل فيها بولس الرسول هي بفعل وحضور يسوع المسيح
المتكلم بنفسه من السماء
«3وَفِي ذَهَابِهِ حَدَثَ أَنَّهُ اقْتَرَبَ إِلَى دِمَشْقَ فَبَغْتَةً
أَبْرَقَ حَوْلَهُ نُورٌ مِنَ السَّمَاءِ 4فَسَقَطَ
عَلَى الأَرْضِ وَسَمِعَ صَوْتاً قَائِلاً لَهُ: «شَاوُلُ، شَاوُلُ! لِمَاذَا
تَضْطَهِدُنِي؟» 5فَقَالَ: «مَنْ أَنْتَ يَا
سَيِّدُ؟» فَقَالَ الرَّبُّ: «أَنَا يَسُوعُ الَّذِي أَنْتَ تَضْطَهِدُهُ.
صَعْبٌ عَلَيْكَ أَنْ تَرْفُسَ مَنَاخِسَ». 6فَقَالَ
وَهُوَ مُرْتَعِدٌ وَمُتَحَيِّرٌ: «يَا رَبُّ مَاذَا تُرِيدُ أَنْ أَفْعَلَ؟» فَقَالَ
لَهُ الرَّبُّ: «قُم
وَادْخُلِ الْمَدِينَةَ فَيُقَالَ لَكَ مَاذَا يَنْبَغِي أَنْ تَفْعَلَ»(سِفْرُ أَعْمَالُ الرُّسُلِ9: 3-6).
مثال آخر
«60فَقَالَ كَثِيرُونَ مِنْ تَلاَمِيذِهِ، إِذْ سَمِعُوا: «إِنَّ هَذَا
الْكلاَمَ صَعْبٌ! مَنْ يَقْدِرُ أَنْ يَسْمَعَهُ؟» 61فَعَلِمَ
يَسُوعُ فِي نَفْسِهِ أَنَّ تَلاَمِيذَهُ يَتَذَمَّرُونَ عَلَى هَذَا، فَقَالَ
لَهُمْ: «أَهَذَا يُعْثِرُكُمْ؟ 62فَإِنْ
رَأَيْتُمُ ابْنَ الإِنْسَانِ صَاعِداً إِلَى حَيْثُ كَانَ أَوَّلاً! 63اَلرُّوحُ هُوَ الَّذِي يُحْيِي. أَمَّا
الْجَسَدُ فلاَ يُفِيدُ شَيْئاً. اَلْكلاَمُ الَّذِي أُكَلِّمُكُمْ بِهِ هُوَ
رُوحٌ وَحَيَاةٌ، 64وَلَكِنْ مِنْكُمْ
قَوْمٌ لاَ يُؤْمِنُونَ». لأَنَّ يَسُوعَ مِنَ الْبَدْءِ عَلِمَ مَنْ هُمُ
الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ، وَمَنْ هُوَ الَّذِي يُسَلِّمُهُ. 65فَقَالَ: « لِهَذَا قُلْتُ لَكُمْ: إِنَّهُ لاَ
يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَأْتِيَ إِلَيَّ إِنْ لَمْ يُعْطَ مِنْ أَبِي». 66مِنْ هَذَا الْوَقْتِ رَجَعَ كَثِيرُونَ مِنْ
تَلاَمِيذِهِ إِلَى الْوَرَاءِ، وَلَمْ يَعُودُوا يَمْشُونَ مَعَهُ. 67فَقَالَ يَسُوعُ لِلاِثْنَيْ عَشَرَ:
«أَلَعَلَّكُمْ أَنْتُمْ أَيْضاً تُرِيدُونَ أَنْ تَمْضُوا؟» 68فَأَجَابَهُ سِمْعَانُ بُطْرُسُ: «يَا رَبُّ،
إِلَى مَنْ نَذْهَبُ؟ كَلاَمُ الْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ عِنْدَكَ، 69وَنَحْنُ قَدْ آمَنَّا وَعَرَفْنَا أَنَّكَ
أَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ الْحَيِّ». 70أَجَابَهُمْ
يَسُوعُ: « أَلَيْسَ أَنِّي أَنَا اخْتَرْتُكُمْ، الاِثْنَيْ عَشَرَ؟ وَوَاحِدٌ
مِنْكُمْ شَيْطَانٌ!» 71قَالَ عَنْ
يَهُوذَا سِمْعَانَ الإِسْخَرْيُوطِيِّ، لأَنَّ هَذَا كَانَ مُزْمِعاً أَنْ
يُسَلِّمَهُ، وَهُوَ وَاحِدٌ مِنَ الاِثْنَيْ عَشَرَ»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا6: 60-71).
«17فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُ: «طُوبَى لَكَ يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا،
إِنَّ لَحْماً وَدَماً لَمْ يُعْلِنْ لَكَ، لَكِنَّ أَبِي الَّذِي فِي
السَّمَاوَاتِ»(إِنْجِيلُ
مَتَّى16: 17).
ان بطرس نال استنارة ذهنية
لفكره وروحه لا عن استحقاق: «12ثُمَّ كَلَّمَهُمْ يَسُوعُ أَيْضاً قَائِلاً: «أَنَا
هُوَ نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فَلاَ يَمْشِي فِي الظُّلْمَةِ بَلْ
يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ»(إِنْجِيلُ
يُوحَنَّا8:
12).
«21مِنْ ذَلِكَ الْوَقْتِ ابْتَدَأَ يَسُوعُ يُظْهِرُ لِتَلاَمِيذِهِ أَنَّهُ
يَنْبَغِي أَنْ يَذْهَبَ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَيَتَأَلَّمَ كَثِيراً مِنَ
الشُّيُوخِ وَرُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةِ، وَيُقْتَلَ، وَفِي الْيَوْمِ
الثَّالِثِ يَقُومَ. 22فَأَخَذَهُ
بُطْرُسُ إِلَيْهِ وَابْتَدَأَ يَنْتَهِرُهُ قَائِلاً: «حَاشَاكَ يَا رَبُّ! لاَ
يَكُونُ لَكَ هَذَا!» 23فَالْتَفَتَ
وَقَالَ لِبُطْرُسَ: «اذْهَبْ عَنِّي يَا شَيْطَانُ! أَنْتَ مَعْثَرَةٌ لِي،
لأَنَّكَ لاَ تَهْتَمُّ بِمَا لِلَّهِ لَكِنْ بِمَا لِلنَّاسِ»(إِنْجِيلُ مَتَّى16: 21-23).
0 التعليقات:
إرسال تعليق