• اخر الاخبار

    الثبات في الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ د. القس سامي منير اسكندر من أسماء الله رقم 24









    الثبات في الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ


    إعداد


    د.القس سامي منير اسكندر


    في شهر رمضان


    من أسماء الله رقم 24

    9 / 6 / 2018


    «1أَنَا الْكَرْمَةُ الْحَقِيقِيَّةُ وَأَبِي الْكَرَّامُ. 2كُلُّ غُصْنٍ فِيَّ لاَ يَأْتِي بِثَمَرٍ يَنْزِعُهُ، وَكُلُّ مَا يَأْتِي بِثَمَرٍ يُنَقِّيهِ لِيَأْتِيَ بِثَمَرٍ أَكْثَرَ. 3أَنْتُمُ الآنَ أَنْقِيَاءُ لِسَبَبِ الْكَلاَمِ الَّذِي كَلَّمْتُكُمْ بِهِ.  4اُثْبُتُوا فِيَّ وَأَنَا فِيكُمْ. كَمَا أَنَّ الْغُصْنَ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَأْتِيَ بِثَمَرٍ مِنْ ذَاتِهِ إِنْ لَمْ يَثْبُتْ فِي الْكَرْمَةِ، كَذَلِكَ أَنْتُمْ أَيْضاً إِنْ لَمْ تَثْبُتُوا فِيَّ. 5أَنَا الْكَرْمَةُ وَأَنْتُمُ الأَغْصَانُ. الَّذِي يَثْبُتُ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ هَذَا يَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِيرٍ، لأَنَّكُمْ بِدُونِي لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَفْعَلُوا شَيْئاً. 6إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يَثْبُتُ فِيَّ يُطْرَحُ خَارِجاً كَالْغُصْنِ، فَيَجِفُّ وَيَجْمَعُونَهُ وَيَطْرَحُونَهُ فِي النَّارِ، فَيَحْتَرِقُ»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا15: 1-6).
     عدد 1 – 3.
    1)      الاتحاد الحي الذي بين الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ والتلاميذ:
    التلاميذ في الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، والرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ فيهم، كالأغصان في الكرمة والكرمة في الأغصان:
    «أَنَا الْكَرْمَةُ الْحَقِيقِيَّةُ». هذا هو الإعلان السابع في إِنْجِيلُ يُوحَنَّا، وبه تختتم سباعية التصريحات المجيدة التي أفضى بها الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ إلى تلاميذه عن ذاته: «أَنَا الْكَرْمَةُ الْحَقِيقِيَّةُ». لقد تباينت أراء المفسرين في تعيين الكرمة الغير الحقيقية التي اتخذ منها الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ مناسبة خارجية لقوله: «أَنَا الْكَرْمَةُ الْحَقِيقِيَّةُ». فجمهور المفسرين الذين يعتقدون بأن الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ لم ينتقل من العلية بعد قوله: «قوموا ننطلق من هاهنا»، يظنون أن الفادي، حين قال «أَنَا الْكَرْمَةُ الْحَقِيقِيَّةُ»، كان ناظراً إلى كرمة طبيعية كانت أغصانها وثمارها متدلية على جوانب العلية. أو أن الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ استعار هذا المجاز من نتاج الكرمة الذي استعمل في العشاء الأخير. ويعتقد هنجستنبرغ أن الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ قصد أن يقابل بين نفسه وكنيسته، وبين إسرائيل التي ظنة إنها الكرمة في نَامُوسِ مُوسَى وَالأَنْبِيَاءِ وَالْمَزَامِيرِ «1لأُنْشِدَنَّ عَنْ حَبِيبِي نَشِيدَ مُحِبِّي لِكَرْمِهِ. كَانَ لِحَبِيبِي كَرْمٌ عَلَى أَكَمَةٍ خَصِبَةٍ»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ5: 1)، و«8كَرْمَةً مِنْ مِصْرَ نَقَلْتَ. طَرَدْتَ أُمَماً وَغَرَسْتَهَا. 9هَيَّأْتَ قُدَّامَهَا فَأَصَّلَتْ أُصُولَهَا فَمَلَأَتِ الأَرْضَ»(سِفْرُ اَلْمَزَامِيرُ، مَزْمُور80: 8و9). ونميل نحن إلى الاعتقاد بأن الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ كان يشير ضمناً إلى كرمة جنة عدن، الغرس الأول. إن قوله: «الكرمة الحقيقية» معناه الكرمة الروحية، الحاملة في ذاتها نموذج الكمال.
     وقد اختار الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ الْكَرْمَةُ (1) – دون غيرها من الأشجار – لأنها تضل سواها في تأدية المعنى الذي أراده. فالْكَرْمَةُ غنية بعصارتها، سخية بثمارها التي هي خير غذاء، وبهجة، وعزاء. وفي الكرمة لا تجد حداً فاصلاً بين جذعها وأغصانها. ولا قيمة لأغصان الكرمة إلا في ثمارها. بخلاف أغصان سائر الأشجار.
     الكلمة: «الْكَرْمَةُ» تعني الجذع والأغصان معاً. مثل كلمة «الجسد» في «12لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الْجَسَدَ هُوَ وَاحِدٌ وَلَهُ أَعْضَاءٌ كَثِيرَةٌ وَكُلُّ أَعْضَاءِ الْجَسَدِ الْوَاحِدِ إِذَا كَانَتْ كَثِيرَةً هِيَ جَسَدٌ وَاحِدٌ كَذَلِكَ الْمَسِيحُ أَيْضاً»(رِّسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ الأُولَى إِلَى أَهْلِ كُورِنْثُوسَ12: 12)، حيث تعني الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ والكنيسة معاً. ووجه الشبه الرئيسي بين الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ والكرمة هو النظام الحيوي الذي به تصير حياة الجذع، حياة للأغصان أيضاً.
     و«أَبِي الْكَرَّامُ» – أشار الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ بهذه العبارة إلى أن الله الآب قد أرسله إلى العالم، وجعله في تدبير الفداء مصدر حياة للعالمين، وبه أسس الكنيسة التي هو ملكها، ومالكها، وحارسها، ومتعهدها بأعمال العناية، وبروح قدسه. وقد شبه الله بالكرام في «8كَرْمَةً مِنْ مِصْرَ نَقَلْتَ. طَرَدْتَ أُمَماً وَغَرَسْتَهَا. 9هَيَّأْتَ قُدَّامَهَا فَأَصَّلَتْ أُصُولَهَا فَمَلَأَتِ الأَرْضَ»(سِفْرُ اَلْمَزَامِيرُ، مَزْمُور80: 8و9). و«33اِسْمَعُوا مَثَلاً آخَرَ: كَانَ إِنْسَانٌ رَبُّ بَيْتٍ غَرَسَ كَرْماً، وَأَحَاطَهُ بِسِيَاجٍ، وَحَفَرَ فِيهِ مَعْصَرَةً، وَبَنَى بُرْجاً، وَسَلَّمَهُ إِلَى كَرَّامِينَ وَسَافَرَ»(إِنْجِيلُ مَتَّى21: 33)، و«1وَابْتَدَأَ يَقُولُ لَهُمْ بِأَمْثَالٍ: «إِنْسَانٌ غَرَسَ كَرْماً وَأَحَاطَهُ بِسِيَاجٍ، وَحَفَرَ حَوْضَ مَعْصَرَةٍ، وَبَنَى بُرْجاً، وَسَلَّمَهُ إِلَى كَرَّامِينَ وَسَافَرَ»(إِنْجِيلُ مَرْقُسَ12: 1)، و«9وَابْتَدَأَ يَقُولُ لِلشَّعْبِ هَذَا الْمَثَلَ: «إِنْسَانٌ غَرَسَ كَرْماً وَسَلَّمَهُ إِلَى كَرَّامِينَ وَسَافَرَ زَمَاناً طَوِيلاً»(إِنْجِيلُ لُوقَا20: 9). 
























    • تعليقات بلوجر
    • تعليقات الفيس بوك

    0 التعليقات:

    Item Reviewed: الثبات في الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ د. القس سامي منير اسكندر من أسماء الله رقم 24 Rating: 5 Reviewed By: د. القس سامي منير اسكندر
    Scroll to Top