شبهة زنا لُوطٌ ببناته
إعداد
د. القس سامي منير اسكندر
Ø لُوطٌ زنى (زنا) ببناته
كيف
يضاجع لُوطٌ ابنتيه؟ وهل يُعقل أنه لم يوجد رجال ليتزوجوا من ابنتي لُوطٌ (تك 19:
31 - 36)؟ وهل مرَّر لُوطٌ الحادثة بسهولة ولم يمت كمدًا؟ ألم يتساءل كيف حبلت
ابنتاه بدون زواج؟( د. مصطفى محمود - التوراة ص 14، وليوتاكسل -
التوراة كتاب مقدَّس أم جمع من الأساطير ص 102 - 104).
«30وَصَعِدَ
لُوطٌ مِنْ صُوغَرَ وَسَكَنَ فِي الْجَبَلِ وَابْنَتَاهُ مَعَهُ لأَنَّهُ خَافَ
أَنْ يَسْكُنَ فِي صُوغَرَ. فَسَكَنَ فِي الْمَغَارَةِ هُوَ وَابْنَتَاهُ. 31وَقَالَتِ الْبِكْرُ لِلصَّغِيرَةِ: «أَبُونَا
قَدْ شَاخَ وَلَيْسَ
فِي الأَرْضِ رَجُلٌ لِيَدْخُلَ عَلَيْنَا كَعَادَةِ كُلِّ الأَرْضِ. 32هَلُمَّ نَسْقِي أَبَانَا خَمْراً وَنَضْطَجِعُ
مَعَهُ فَنُحْيِي مِنْ أَبِينَا نَسْلاً». 33فَسَقَتَا
أَبَاهُمَا خَمْراً فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ وَدَخَلَتِ الْبِكْرُ وَاضْطَجَعَتْ
مَعَ أَبِيهَا وَلَمْ يَعْلَمْ بِاضْطِجَاعِهَا وَلاَ بِقِيَامِهَا. 34وَحَدَثَ فِي الْغَدِ أَنَّ الْبِكْرَ قَالَتْ
لِلصَّغِيرَةِ: «إِنِّي قَدِ اضْطَجَعْتُ الْبَارِحَةَ مَعَ أَبِي. نَسْقِيهِ
خَمْراً اللَّيْلَةَ أَيْضاً فَادْخُلِي اضْطَجِعِي مَعَهُ فَنُحْيِيَ مِنْ
أَبِينَا نَسْلاً». 35فَسَقَتَا
أَبَاهُمَا خَمْراً فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ أَيْضاً وَقَامَتِ الصَّغِيرَةُ
وَاضْطَجَعَتْ مَعَهُ وَلَمْ
يَعْلَمْ بِاضْطِجَاعِهَا وَلاَ بِقِيَامِهَا 36فَحَبِلَتِ ابْنَتَا لُوطٌ مِنْ أَبِيهِمَا»(سِفْرُ
التَّكْوِينِ19: 30-36).
ويقول الأستاذ
محمد قاسم محمد: ومن الأمثلة على
التضليل في الأحداث القول بأن لُوطٌ زنى بابنتيه لأنه لا يوجد رجال في الأرض.
بينما نجد في مواضع أخرى أن مدينة صوغر بل والجبل الذي أدعوا أن لُوطٌا قد اختبأ
به هو مكان مسكون بقبائل الرفائيين، كما أن هناك مدنًا كثيرة مجاورة بها أناس
يسكنونها، خاصة وأنها خصبة كما قال نَامُوسِ
مُوسَى وَالأَنْبِيَاءِ وَالْمَزَامِيرِ: «10فَرَفَعَ
لُوطٌ عَيْنَيْهِ وَرَأَى كُلَّ دَائِرَةِ الأُرْدُنِّ أَنَّ جَمِيعَهَا سَقْيٌ
قَبْلَمَا أَخْرَبَ الرَّبُّ سَدُومَ وَعَمُورَةَ كَجَنَّةِ الرَّبِّ كَأَرْضِ
مِصْرَ. حِينَمَا تَجِيءُ إِلَى صُوغَرَ»(سِفْرُ
التَّكْوِينِ13:
10)}"( التناقض
في تواريخ وأحداث التوراة ص 120).
ويقول أحمد ديدات:
أن نسبة هذه الوقائع إلى سيدنا لُوطٌ عليه السلام يتناقض مع المعنى البديهي
للنبوءة دون شك، ولا يُجدي بأي حالة الاعتذار والتبرير بأن سيدنا لُوطٌ عليه
السلام "وَلَمْ يَعْلَمْ بِاضْطِجَاعِهَا وَلاَ
بِقِيَامِهَا" فهو غير معقول
بطبيعة الحال. إنهم إذ يحاولون تبرئة سيدنا لُوطٌ من المسئولية الأخلاقية عما حدث
وألصقوه به..دفعوه بتهمة السكر الشديد من جراء كثرة تعاطي الخمر. ماذا تكون
النتيجة لو لاحظ شرطي بدولة مسيحية رجلًا مخمورًا بالشارع أو مخمورًا يقود سيارة؟
ألا يشكل ذلك جريمة يعاقب عليها القانون؟ هل يليق بنبي (من
أدعي أنه نبي) أن يشرب الخمر ويسكر حتى يفقد الوعي هكذا.
سقوه خمرًا بخيالهم المريض إلى حد أن غيَّبوه عن الوعي! إنني على ثقة تامة أن سيدنا
لُوطٌ لم يفقد الوعي من جراء شرب الخمر
كما يزعمون..السكر
إلى حد فقدان الوعي غير مسموح بالنسبة للإنسان العادي فهل يليق أن ينسبه
أحد
إلى نبي من أنبياء الله؟!"(ترجمة على الجوهري - عتاد الجهاد ص 30).
1-
من
هول المأساة التي تعرضت لها ابنتي لُوطٌ،
وفقدان الأم والأخوات والأقرباء، ظنت الفتاتان في بساطتهما وبراءاتهما أن الجنس
البشري كله قد هلك، كما حدث من قبل في الطوفان، فأرادتا إيجاد نسل لهما، ولأنهما
لم يلتقيا برجل منذ خروجهم من سدوم وحتى سكنوا في الجبل، ولذلك فعلا ما فعلاه، ليس
على سبيل الشهوة، وإلاَّ كرَّرا هذه الخطية مرارًا وتكرارًا، ولكنهما فعلاها مرة واحدة
بهدف إيجاد نسل، وحفظ اسم أبيهما،
وحفظ
الجنس البشري.
2-
هدف
الكتابة من هذه القصة إظهار بشاعة ما حدث بسبب الخمر،
فعندما سكر نوح تعرى، وعندما سكر لُوطٌ ضاجع ابنتيه دون أن يدري. كما أن لُوطٌ لم
يكن نبيًا، ولو كان نبيًا فأين هي نبوءته أو عمله النبوي..؟! لقد سكر لُوطٌ حتى
غاب عن وعيه، ولولا هذا ما كان فعل هذا الأمر المشين، ولا عجب فالإنسان السكران قد
يرتكب جريمة القتل دون أن يقصد.
3-
يقول الأب بولس الفغالي نقرأ
ثانيًا عن
أهمية النسل في شعب الله..عرفنا حيلة سارة لما
قدَّمت هاجر لزوجها رغم ما حصل من نتائج مؤلمة.
ومثلها
ستفعل ليئة وراحيل ليكون لهما أولاد كثيرين
«1فَلَمَّا رَأَتْ رَاحِيلُ أَنَّهَا لَمْ تَلِدْ
لِيَعْقُوبَ غَارَتْ رَاحِيلُ مِنْ أُخْتِهَا وَقَالَتْ لِيَعْقُوبَ: «هَبْ لِي
بَنِينَ وَإِلَّا فَأَنَا أَمُوتُ»(سِفْرُ التَّكْوِينِ30:
1)، أما ثامار كنَّة يهوذا فستجبر حماها يهوذا على إعطائها نسلًا بعد أن مات ابنه
الذي تزوجته «1وَحَدَثَ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ أَنَّ يَهُوذَا نَزَلَ
مِنْ عِنْدِ إِخْوَتِهِ وَمَالَ إِلَى رَجُلٍ عَدُلَّامِيٍّ اسْمُهُ حِيرَةُ. 2وَنَظَرَ يَهُوذَا هُنَاكَ ابْنَةَ رَجُلٍ
كَنْعَانِيٍّ اسْمُهُ شُوعٌ فَأَخَذَهَا وَدَخَلَ عَلَيْهَا 3فَحَبِلَتْ وَوَلَدَتِ ابْناً وَدَعَا اسْمَهُ
عِيراً. 4ثُمَّ حَبِلَتْ أَيْضاً
وَوَلَدَتِ ابْناً وَدَعَتِ اسْمَهُ أُونَانَ. 5ثُمَّ
عَادَتْ فَوَلَدَتْ أَيْضاً ابْناً وَدَعَتِ اسْمَهُ شِيلَةَ. وَكَانَ فِي كَزِيبَ
حِينَ وَلَدَتْهُ. 6وَأَخَذَ يَهُوذَا
زَوْجَةً لِعِيرٍ بِكْرِهِ اسْمُهَا ثَامَارُ. 7وَكَانَ
عِيرٌ بِكْرُ يَهُوذَا شِرِّيراً فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ فَأَمَاتَهُ الرَّبُّ. 8فَقَالَ يَهُوذَا لِأُونَانَ: «ادْخُلْ عَلَى
امْرَأَةِ أَخِيكَ وَتَزَوَّجْ بِهَا وَأَقِمْ نَسْلاً لأَخِيكَ». 9فَعَلِمَ أُونَانُ أَنَّ النَّسْلَ لاَ يَكُونُ
لَهُ. فَكَانَ إِذْ دَخَلَ عَلَى امْرَأَةِ أَخِيهِ أَنَّهُ أَفْسَدَ عَلَى
الأَرْضِ لِكَيْ لاَ يُعْطِيَ نَسْلاً لأَخِيهِ. 10فَقَبُحَ
فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ مَا فَعَلَهُ فَأَمَاتَهُ أَيْضاً. 11فَقَالَ يَهُوذَا لِثَامَارَ كَنَّتِهِ:
«اقْعُدِي أَرْمَلَةً فِي بَيْتِ أَبِيكِ حَتَّى يَكْبُرَ شِيلَةُ ابْنِي».
لأَنَّهُ قَالَ: «لَعَلَّهُ يَمُوتُ هُوَ أَيْضاً كَأَخَوَيْهِ». فَمَضَتْ
ثَامَارُ وَقَعَدَتْ فِي بَيْتِ أَبِيهَا. 12وَلَمَّا
طَالَ الزَّمَانُ مَاتَتِ ابْنَةُ شُوعٍ امْرَأَةُ يَهُوذَا. ثُمَّ تَعَزَّى
يَهُوذَا فَصَعِدَ إِلَى جُزَّازِ غَنَمِهِ إِلَى تِمْنَةَ هُوَ وَحِيرَةُ
صَاحِبُهُ الْعَدُلَّامِيُّ. 13فَأُخْبِرَتْ
ثَامَارُ: «هُوَذَا حَمُوكِ صَاعِدٌ إِلَى تِمْنَةَ لِيَجُزَّ غَنَمَهُ». 14فَخَلَعَتْ عَنْهَا ثِيَابَ تَرَمُّلِهَا
وَتَغَطَّتْ بِبُرْقُعٍ وَتَلَفَّفَتْ وَجَلَسَتْ فِي مَدْخَلِ عَيْنَايِمَ
الَّتِي عَلَى طَرِيقِ تِمْنَةَ لأَنَّهَا رَأَتْ أَنَّ شِيلَةَ قَدْ كَبِرَ وَهِيَ
لَمْ تُعْطَ لَهُ زَوْجَةً. 15فَنَظَرَهَا
يَهُوذَا وَحَسِبَهَا زَانِيَةً لأَنَّهَا كَانَتْ قَدْ غَطَّتْ وَجْهَهَا. 16فَمَالَ إِلَيْهَا عَلَى الطَّرِيقِ وَقَالَ:
«هَاتِي أَدْخُلْ عَلَيْكِ». لأَنَّهُ لَمْ يَعْلَمْ أَنَّهَا كَنَّتُهُ.
فَقَالَتْ: «مَاذَا تُعْطِينِي لِكَيْ تَدْخُلَ عَلَيَّ؟» 17فَقَالَ: «إِنِّي أُرْسِلُ جَدْيَ مِعْزَى مِنَ
الْغَنَمِ». فَقَالَتْ: «هَلْ تُعْطِينِي رَهْناً حَتَّى تُرْسِلَهُ؟» 18فَقَالَ: «مَا الرَّهْنُ الَّذِي أُعْطِيكِ؟»
فَقَالَتْ: «خَاتِمُكَ وَعِصَابَتُكَ وَعَصَاكَ الَّتِي فِي يَدِكَ». فَأَعْطَاهَا
وَدَخَلَ عَلَيْهَا. فَحَبِلَتْ مِنْهُ. 19ثُمَّ
قَامَتْ وَمَضَتْ وَخَلَعَتْ عَنْهَا بُرْقُعَهَا وَلَبِسَتْ ثِيَابَ تَرَمُّلِهَا.
20فَأَرْسَلَ يَهُوذَا جَدْيَ
الْمِعْزَى بِيَدِ صَاحِبِهِ الْعَدُلَّامِيِّ لِيَأْخُذَ الرَّهْنَ مِنْ يَدِ
الْمَرْأَةِ فَلَمْ يَجِدْهَا. 21فَسَأَلَ
أَهْلَ مَكَانِهَا: «أَيْنَ الزَّانِيَةُ الَّتِي كَانَتْ فِي عَيْنَايِمَ عَلَى
الطَّرِيقِ؟» فَقَالُوا: «لَمْ تَكُنْ هَهُنَا زَانِيَةٌ». 22افَرَجَعَ إِلَى يَهُوذَا وَقَالَ: «لَمْ
أَجِدْهَا. وَأَهْلُ الْمَكَانِ أَيْضاً قَالُوا: لَمْ تَكُنْ هَهُنَا زَانِيَةٌ». 23فَقَالَ
يَهُوذَا: «لِتَأْخُذْ لِنَفْسِهَا لِئَلَّا نَصِيرَ إِهَانَةً. إِنِّي قَدْ
أَرْسَلْتُ هَذَا الْجَدْيَ وَأَنْتَ لَمْ تَجِدْهَا». 24وَلَمَّا كَانَ نَحْوُ ثَلاَثَةِ أَشْهُرٍ
أُخْبِرَ يَهُوذَا وَقِيلَ لَهُ: «قَدْ زَنَتْ ثَامَارُ كَنَّتُكَ. وَهَا هِيَ
حُبْلَى أَيْضاً مِنَ الزِّنَا». فَقَالَ يَهُوذَا: «أَخْرِجُوهَا فَتُحْرَقَ». 25أَمَّا هِيَ فَلَمَّا أُخْرِجَتْ أَرْسَلَتْ
إِلَى حَمِيهَا قَائِلَةً: «مِنَ الرَّجُلِ الَّذِي هَذِهِ لَهُ أَنَا حُبْلَى!»
وَقَالَتْ: «حَقِّقْ لِمَنِ الْخَاتِمُ وَالْعِصَابَةُ وَالْعَصَا هَذِهِ». 26فَتَحَقَّقَهَا يَهُوذَا وَقَالَ: «هِيَ أَبَرُّ
مِنِّي لأَنِّي لَمْ أُعْطِهَا لِشِيلَةَ ابْنِي». فَلَمْ يَعُدْ يَعْرِفُهَا
أَيْضاً»(سِفْرُ التَّكْوِينِ38:
1-26)، وكذلك ستفعل راعوث «1وَقَالَتْ لَهَا نُعْمِي حَمَاتُهَا: «يَا ابْنَتِي
أَلاَ أَلْتَمِسُ لَكِ رَاحَةً لِيَكُونَ لَكِ خَيْرٌ؟ 2فَالآنَ أَلَيْسَ بُوعَزُ ذَا قَرَابَةٍ لَنَا,
الَّذِي كُنْتِ مَعَ فَتَيَاتِهِ؟ هَا هُوَ يُذَرِّي بَيْدَرَ الشَّعِيرِ
اللَّيْلَةَ. 3فَاغْتَسِلِي
وَتَدَهَّنِي وَالْبَسِي ثِيَابَكِ وَانْزِلِي إِلَى الْبَيْدَرِ, وَلَكِنْ لاَ
تُعْرَفِي عِنْدَ الرَّجُلِ حَتَّى يَفْرَغَ مِنَ الأَكْلِ وَالشُّرْبِ. 4وَمَتَى اضْطَجَعَ فَاعْلَمِي الْمَكَانَ الَّذِي
يَضْطَجِعُ فِيهِ وَادْخُلِي وَاكْشِفِي نَاحِيَةَ رِجْلَيْهِ وَاضْطَجِعِي,
وَهُوَ يُخْبِرُكِ بِمَا تَعْمَلِينَ». 5فَقَالَتْ
لَهَا: «كُلَّ مَا قُلْتِ أَصْنَعُ». 6فَنَزَلَتْ
إِلَى الْبَيْدَرِ وَعَمِلَتْ حَسَبَ كُلِّ مَا أَمَرَتْهَا بِهِ حَمَاتُهَا. 7فَأَكَلَ بُوعَزُ وَشَرِبَ وَطَابَ قَلْبُهُ
وَدَخَلَ لِيَضْطَجِعَ فِي طَرَفِ الْعَرَمَةِ. فَدَخَلَتْ سِرّاً وَكَشَفَتْ
نَاحِيَةَ رِجْلَيْهِ وَاضْطَجَعَتْ. 8وَكَانَ
عِنْدَ انْتِصَافِ اللَّيْلِ أَنَّ الرَّجُلَ اضْطَرَبَ, وَالْتَفَتَ وَإِذَا
بِامْرَأَةٍ مُضْطَجِعَةٍ عِنْدَ رِجْلَيْهِ. 9فَقَالَ:
«مَنْ أَنْتِ؟» فَقَالَتْ: «أَنَا رَاعُوثُ أَمَتُكَ. فَابْسُطْ ذَيْلَ ثَوْبِكَ
عَلَى أَمَتِكَ لأَنَّكَ وَلِيٌّ». 10فَقَالَ:
«إِنَّكِ مُبَارَكَةٌ مِنَ الرَّبِّ يَا ابْنَتِي لأَنَّكِ قَدْ أَحْسَنْتِ
مَعْرُوفَكِ فِي الأَخِيرِ أَكْثَرَ مِنَ الأَوَّلِ, إِذْ لَمْ تَسْعِي وَرَاءَ
الشُّبَّانِ, فُقَرَاءَ كَانُوا أَوْ أَغْنِيَاءَ. 11وَالآنَ
يَا ابْنَتِي لاَ تَخَافِي. كُلُّ مَا تَقُولِينَ أَفْعَلُ لَكِ, لأَنَّ جَمِيعَ
أَبْوَابِ شَعْبِي تَعْلَمُ أَنَّكِ امْرَأَةٌ فَاضِلَةٌ. 12وَالآنَ صَحِيحٌ أَنِّي وَلِيٌّ, وَلَكِنْ
يُوجَدُ وَلِيٌّ أَقْرَبُ مِنِّي. 13بِيتِي
اللَّيْلَةَ, وَيَكُونُ فِي الصَّبَاحِ أَنَّهُ إِنْ قَضَى لَكِ حَقَّ الْوَلِيِّ
فَحَسَناً. لِيَقْضِ. وَإِنْ لَمْ يَشَأْ أَنْ يَقْضِيَ لَكِ حَقَّ الْوَلِيِّ,
فَأَنَا أَقْضِي لَكِ. حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ. اضْطَجِعِي إِلَى الصَّبَاحِ». 14فَاضْطَجَعَتْ عِنْدَ رِجْلَيْهِ إِلَى
الصَّبَاحِ. ثُمَّ قَامَتْ قَبْلَ أَنْ يَقْدِرَ الْوَاحِدُ عَلَى مَعْرِفَةِ
صَاحِبِهِ. وَقَالَ: «لاَ يُعْلَمْ أَنَّ الْمَرْأَةَ جَاءَتْ إِلَى الْبَيْدَرِ».
15ثُمَّ قَالَ: «هَاتِي الرِّدَاءَ
الَّذِي عَلَيْكِ وَأَمْسِكِيهِ». فَأَمْسَكَتْهُ, فَاكْتَالَ سِتَّةً مِنَ
الشَّعِيرِ وَوَضَعَهَا عَلَيْهَا. ثُمَّ دَخَلَ الْمَدِينَةَ. 16فَجَاءَتْ إِلَى حَمَاتِهَا فَقَالَتْ: «مَنْ
أَنْتِ يَا ابْنَتِي؟» فَأَخْبَرَتْهَا بِكُلِّ مَا فَعَلَ لَهَا الرَّجُلُ. 17وَقَالَتْ: «هَذِهِ السِّتَّةَ مِنَ الشَّعِيرِ
أَعْطَانِي, لأَنَّهُ قَالَ: لاَ تَجِيئِي فَارِغَةً إِلَى حَمَاتِكِ». 18فَقَالَتِ: «اجْلِسِي يَا ابْنَتِي حَتَّى
تَعْلَمِي كَيْفَ يَقَعُ الأَمْرُ, لأَنَّ الرَّجُلَ لاَ يَهْدَأُ حَتَّى
يُتَمِّمَ الأَمْرَ الْيَوْمَ»(سِفْرُ
رَاعُوث3:
1-18)، ولهذا اهتم الشرع بهذا الأمر فأوجب على الرجل أن يتزوج أرملة أخيه ليجعل
للأخ بها نسلًا «5إِذَا سَكَنَ إِخْوَةٌ مَعاً وَمَاتَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ
وَليْسَ لهُ ابْنٌ فَلا تَصِرِ امْرَأَةُ المَيِّتِ إِلى خَارِجٍ لِرَجُلٍ
أَجْنَبِيٍّ. أَخُو زَوْجِهَا يَدْخُلُ عَليْهَا وَيَتَّخِذُهَا لِنَفْسِهِ
زَوْجَةً وَيَقُومُ لهَا بِوَاجِبِ أَخِي الزَّوْجِ»(سِفْرُ اَلَتَّثْنِيَة25:
5)"(المجموعة
الكتابية - تفسير سفر التكوين ص 258).
4-
مهما
كان المبرر لابنتي لُوطٌ فإنه لا يعفيهما من حقيقة ارتكاب خطية عظيمة لا تليق،
ولا يعفي أباهما من المسئولية رغم أنه ارتكب الخطأ دون أن يدري، وبالحقيقة لم يكن لُوطٌ
يعرف ماذا كان يفعل، ولا كانت خطيته بإرادته، ومع هذا فخطأه عظيم إذ جعله أبًا
لموآب وعمون عدوي إسرائيل"( أورده القمص
تادرس يعقوب - تفسير سفر التكوين ص
201).
5-
إن
كان هذا هو الذي حدث فلماذا الاستغراب؟!
إن الاستغراب الحقيقي هو لو أن الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ استنكر أن
يقص ما حدث.
6-
أما
عن عدم وجود رجال ليتزوجوا من ابنتي لُوطٌ،
فهذا صحيح لأنهما كانا في الجبل الذي ليس فيه أحد، وربما تصوَّرتا أن المدن أيضًا
هلكت. أما عن حبلهما فواضح أن أباهما سيصدق إنه منه، لأنهما في الجبل، حيث لا يوجد
رجل غيره. أما أنه لم يمت كمدًا فهذا افتراض بمقياسنا الحالي، ولكن يبدو أن هذا
الفكر لم يكن لديه، فها هو قد عرض على أهل سدوم أن يفعلا بابنتيه ما يريدون في
سبيل حماية الرجلان (أي الملاكان) اللذين دخلا بيته «6فَخَرَجَ
إِلَيْهِمْ لُوطٌ إِلَى الْبَابِ وَأَغْلَقَ الْبَابَ وَرَاءَهُ 7وَقَالَ: «لاَ تَفْعَلُوا شَرّاً يَا إِخْوَتِي. 8هُوَذَا لِي ابْنَتَانِ لَمْ تَعْرِفَا رَجُلاً. أُخْرِجُهُمَا
إِلَيْكُمْ فَافْعَلُوا بِهِمَا كَمَا يَحْسُنُ فِي عُيُونِكُمْ.
وَأَمَّا هَذَانِ الرَّجُلاَنِ فَلاَ تَفْعَلُوا بِهِمَا شَيْئاً لأَنَّهُمَا قَدْ
دَخَلاَ تَحْتَ ظِلِّ سَقْفِي»(سِفْرُ التَّكْوِينِ19:
6-8).
7-
إن غاية
الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ
من ذكر هذه الحادثة أن ينفرنا من الخطية المشينة ومسبباتها، ولاسيما خطية السُكر..أما
إن كان لُوطٌ مرَّر الحادثة بسهولة أو عنَّف بناته، فهذا ما لم يذكره الإِعْلاَنِ
الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ، فقد اكتفى الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ بأن أوضح
أن لُوطٌ فقد أملاكه في أرض الخطيئة مع بناته وأصهاره، وصارت امرأته عمود ملح،
وفقد ابنتيه اللتين أخطأتا معه -روحيًا- فقد اختار لنفسه، وسعى وراء الزرع والعشب
متغاضيًا عن العيش وسط الأشرار فكان ما كان، وما يزرعه الإنسان إياه يحصد"( من إجابات أسئلة سفر التكوين).
«6وَإِذْ
رَمَّدَ مَدِينَتَيْ سَدُومَ وَعَمُورَةَ حَكَمَ عَلَيْهِمَا بِالاِنْقِلاَبِ،
وَاضِعاً عِبْرَةً لِلْعَتِيدِينَ أَنْ يَفْجُرُوا، 7وَأَنْقَذَ
لُوطٌاً الْبَارَّ مَغْلُوباً مِنْ سِيرَةِ الأَرْدِيَاءِ فِي الدَّعَارَةِ. 8إِذْ كَانَ الْبَارُّ بِالنَّظَرِ وَالسَّمْعِ
وَهُوَ سَاكِنٌ بَيْنَهُمْ يُعَذِّبُ يَوْماً فَيَوْماً نَفْسَهُ الْبَارَّةَ
بِالأَفْعَالِ الأَثِيمَةِ. 9يَعْلَمُ
الرَّبُّ أَنْ يُنْقِذَ الأَتْقِيَاءَ مِنَ التَّجْرِبَةِ وَيَحْفَظَ الأَثَمَةَ
إِلَى يَوْمِ الدِّينِ مُعَاقَبِينَ»(رِّسَالَةُ بُطْرُسَ الرَّسُولِ الثَّانِيةُ2: 6-9)،
والسؤال
الآن كيف يقول الإِنْجِيل عن لُوطٌ أنه بار؟ وكيف
يتفق هذا مع ماجاء في سفر التكوين من أن لُوطٌ شرب الخمر وسكر وتعرى وزنى مع
إبنتيه الكبرى والصغرى؟!
خطأ إبنتى لُوطٌ مع أبيهما: يسدل الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ
الْمَكْتُوبُ آخر فصل عن حياة لُوطٌ بحدث مؤلم للغاية، هو ثمرة
طبيعية إجتناها لُوطٌ من الزرع الذى غرسه، فقد اختار سدوم مسكنا له فشربت بنتاه من
أهلها روح الشر. حاول بعض المفسرين تقديم الأعذار لهاتين الإبنتين بحجة أنهما فعلا
ذلك ليس بسبب شهوة لكن بغرض إعمار الأرض!
هذه النظرة
رفضها كثير من الآباء إذ كان يلزمهما ألا يستخدما الطريق البشرى لحل المشكلة مع
تجاهل لعمل الله القادر أن يقيم أولادا من الحجارة.
هاتين
الأبنتين تمثلان صورة مرة لمن يسىء استخدام الناموس (الأب) فيرتبط به جسديا أو
حرفيا لا روحيا لينجب ثمارا ليست فى الرب، كما انجبت هاتان الإبنتان موآب وعمون من
أبيهما كرأسين لأمتين شريرتين، خير لنا أن نبقى بلا ثمر ولا نصير أمهات بطريقة
كهذه!
اما تفسير
رسالة «7وَأَنْقَذَ
لُوطٌاً الْبَارَّ مَغْلُوباً مِنْ سِيرَةِ الأَرْدِيَاءِ فِي الدَّعَارَةِ»(رِّسَالَةُ بُطْرُسَ الرَّسُولِ الثَّانِيةُ2:
7)،
لقد ألقى لُوطٌ
نفسه بنفسه وسط الأردياء، إذ اختار الأرض الخصبة تاركًا لعمه "إبراهيم"
الأرض الجرداء، لهذا استحق أن يخرج فارغ اليدين. لكن لُوطٌ لم يندمج مع الأشرار في
دعارتهم، غير أن نفسه كانت تتعذب يومًا فيومًا مما يراه ويسمعه من أفعالهم
الأثيمة!
لقد أنقذ
الرب لُوطٌا «16وَلَمَّا تَوَانَى أَمْسَكَ الرَّجُلاَنِ بِيَدِهِ
وَبِيَدِ امْرَأَتِهِ وَبِيَدِ ابْنَتَيْهِ لِشَفَقَةِ الرَّبِّ عَلَيْهِ
وَأَخْرَجَاهُ وَوَضَعَاهُ خَارِجَ الْمَدِينَةِ »(سِفْرُ التَّكْوِينِ19: 16)، لعدم
تدنسه بالفساد الذي حوله، إذ كانت نفسه مرة "مغلوبًا من سيرة الأردياء في
الدعارة"، لأنها سيرة ثقيلة على نفس المؤمن.
ونستدل بقوة
أن لُوطٌ كان رجلاً بارا عن ما ورد عنه فى سفر التكوين الإصحَاحُ
التَّاسِعُ عَشَرَ
«1فَجَاءَ الْمَلاَكَانِ إِلَى سَدُومَ مَسَاءً
وَكَانَ لُوطٌ جَالِساً فِي بَابِ سَدُومَ. فَلَمَّا رَآهُمَا لُوطٌ قَامَ
لِاسْتِقْبَالِهِمَا وَسَجَدَ بِوَجْهِهِ إِلَى الأَرْضِ. 2وَقَالَ: «يَا سَيِّدَيَّ مِيلاَ إِلَى بَيْتِ
عَبْدِكُمَا وَبِيتَا وَاغْسِلاَ أَرْجُلَكُمَا ثُمَّ تُبَكِّرَانِ وَتَذْهَبَانِ
فِي طَرِيقِكُمَا». فَقَالاَ: «لاَ بَلْ فِي السَّاحَةِ نَبِيتُ». 3فَأَلَحَّ عَلَيْهِمَا جِدّاً فَمَالاَ إِلَيْهِ
وَدَخَلاَ بَيْتَهُ فَصَنَعَ لَهُمَا ضِيَافَةً وَخَبَزَ فَطِيراً فَأَكَلاَ. 4وَقَبْلَمَا اضْطَجَعَا أَحَاطَ بِالْبَيْتِ
رِجَالُ الْمَدِينَةِ رِجَالُ سَدُومَ مِنَ الْحَدَثِ إِلَى الشَّيْخِ كُلُّ
الشَّعْبِ مِنْ أَقْصَاهَا. 5فَنَادُوا
لُوطٌاً وَقَالُوا لَهُ: «أَيْنَ الرَّجُلاَنِ اللَّذَانِ دَخَلاَ إِلَيْكَ
اللَّيْلَةَ؟ أَخْرِجْهُمَا إِلَيْنَا لِنَعْرِفَهُمَا». 6فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ لُوطٌ إِلَى الْبَابِ
وَأَغْلَقَ الْبَابَ وَرَاءَهُ 7وَقَالَ:
«لاَ تَفْعَلُوا شَرّاً يَا إِخْوَتِي. 8هُوَذَا
لِي ابْنَتَانِ لَمْ تَعْرِفَا رَجُلاً. أُخْرِجُهُمَا إِلَيْكُمْ فَافْعَلُوا
بِهِمَا كَمَا يَحْسُنُ فِي عُيُونِكُمْ. وَأَمَّا هَذَانِ الرَّجُلاَنِ فَلاَ
تَفْعَلُوا بِهِمَا شَيْئاً لأَنَّهُمَا قَدْ دَخَلاَ تَحْتَ ظِلِّ سَقْفِي». 9فَقَالُوا: «ابْعُدْ إِلَى هُنَاكَ». ثُمَّ
قَالُوا: «جَاءَ هَذَا الإِنْسَانُ لِيَتَغَرَّبَ وَهُوَ يَحْكُمُ حُكْماً. الْآنَ
نَفْعَلُ بِكَ شَرّاً أَكْثَرَ مِنْهُمَا». فَأَلَحُّوا عَلَى لُوطٌ جِدّاً
وَتَقَدَّمُوا لِيُكَسِّرُوا الْبَابَ 10فَمَدَّ
الرَّجُلاَنِ أَيْدِيَهُمَا وَأَدْخَلاَ لُوطٌاً إِلَيْهِمَا إِلَى الْبَيْتِ
وَأَغْلَقَا الْبَابَ. 11وَأَمَّا
الرِّجَالُ الَّذِينَ عَلَى بَابِ الْبَيْتِ فَضَرَبَاهُمْ بِالْعَمَى مِنَ
الصَّغِيرِ إِلَى الْكَبِيرِ فَعَجِزُوا عَنْ أَنْ يَجِدُوا الْبَابَ. 12وَقَالَ الرَّجُلاَنِ لِلُوطٌ: «مَنْ لَكَ
أَيْضاً هَهُنَا؟ أَصْهَارَكَ وَبَنِيكَ وَبَنَاتِكَ وَكُلَّ مَنْ لَكَ فِي
الْمَدِينَةِ أَخْرِجْ مِنَ الْمَكَانِ 13لأَنَّنَا
مُهْلِكَانِ هَذَا الْمَكَانَ إِذْ قَدْ عَظُمَ صُرَاخُهُمْ أَمَامَ الرَّبِّ
فَأَرْسَلَنَا الرَّبُّ لِنُهْلِكَهُ». 14فَخَرَجَ لُوطٌ وَكَلَّمَ أَصْهَارَهُ الْآخِذِينَ بَنَاتِهِ
وَقَالَ: «قُومُوا اخْرُجُوا مِنْ هَذَا الْمَكَانِ لأَنَّ الرَّبَّ مُهْلِكٌ
الْمَدِينَةَ». فَكَانَ كَمَازِحٍ فِي أَعْيُنِ أَصْهَارِهِ. 15وَلَمَّا طَلَعَ الْفَجْرُ كَانَ الْمَلاَكَانِ
يُعَجِّلاَنِ لُوطٌاً قَائِلَيْنِ: «قُمْ خُذِ امْرَأَتَكَ وَابْنَتَيْكَ
الْمَوْجُودَتَيْنِ لِئَلَّا تَهْلَِكَ بِإِثْمِ الْمَدِينَةِ». 16وَلَمَّا تَوَانَى أَمْسَكَ الرَّجُلاَنِ
بِيَدِهِ وَبِيَدِ امْرَأَتِهِ وَبِيَدِ ابْنَتَيْهِ لِشَفَقَةِ الرَّبِّ عَلَيْهِ
وَأَخْرَجَاهُ وَوَضَعَاهُ خَارِجَ الْمَدِينَةِ. 17وَكَانَ
لَمَّا أَخْرَجَاهُمْ إِلَى خَارِجٍ أَنَّهُ قَالَ: «اهْرُبْ لِحَيَاتِكَ. لاَ
تَنْظُرْ إِلَى وَرَائِكَ وَلاَ تَقِفْ فِي كُلِّ الدَّائِرَةِ. اهْرُبْ إِلَى
الْجَبَلِ لِئَلَّا تَهْلَِكَ». 18فَقَالَ لَهُمَا لُوطٌ: «لاَ يَا سَيِّدُ. 19هُوَذَا
عَبْدُكَ قَدْ وَجَدَ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْكَ وَعَظَّمْتَ لُطْفَكَ الَّذِي
صَنَعْتَ إِلَيَّ بِاسْتِبْقَاءِ نَفْسِي وَأَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ
أَهْرُبَ إِلَى الْجَبَلِ لَعَلَّ الشَّرَّ يُدْرِكُنِي فَأَمُوتَ. 20هُوَذَا الْمَدِينَةُ هَذِهِ قَرِيبَةٌ
لِلْهَرَبِ إِلَيْهَا وَهِيَ صَغِيرَةٌ. أَهْرُبُ إِلَى هُنَاكَ. (أَلَيْسَتْ هِيَ
صَغِيرَةً؟) فَتَحْيَا نَفْسِي». 21فَقَالَ لَهُ: «إِنِّي قَدْ رَفَعْتُ وَجْهَكَ فِي هَذَا
الأَمْرِ أَيْضاً أَنْ لاَ أَقْلِبَ الْمَدِينَةَ الَّتِي تَكَلَّمْتَ عَنْهَا. 22أَسْرِعِ
اهْرُبْ إِلَى هُنَاكَ لأَنِّي لاَ أَسْتَطِيعُ أَنْ أَفْعَلَ شَيْئاً حَتَّى
تَجِيءَ إِلَى هُنَاكَ». لِذَلِكَ دُعِيَ اسْمُ الْمَدِينَةِ «صُوغَرَ». 23وَإِذْ أَشْرَقَتِ الشَّمْسُ عَلَى الأَرْضِ
دَخَلَ لُوطٌ إِلَى صُوغَرَ 24فَأَمْطَرَ
الرَّبُّ عَلَى سَدُومَ وَعَمُورَةَ كِبْرِيتاً وَنَاراً مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ
مِنَ السَّمَاءِ. 25وَقَلَبَ تِلْكَ
الْمُدُنَ وَكُلَّ الدَّائِرَةِ وَجَمِيعَ سُكَّانِ الْمُدُنِ وَنَبَاتَِ
الأَرْضِ. 26وَنَظَرَتِ امْرَأَتُهُ
مِنْ وَرَائِهِ فَصَارَتْ عَمُودَ مِلْحٍ! 27وَبَكَّرَ
إِبْرَاهِيمُ فِي الْغَدِ إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي وَقَفَ فِيهِ أَمَامَ الرَّبِّ
28وَتَطَلَّعَ نَحْوَ سَدُومَ
وَعَمُورَةَ وَنَحْوَ كُلِّ أَرْضِ الدَّائِرَةِ وَنَظَرَ وَإِذَا دُخَانُ
الأَرْضِ يَصْعَدُ كَدُخَانِ الأَتُونِ. 29وَحَدَثَ
لَمَّا أَخْرَبَ اللهُ مُدُنَ الدَّائِرَةِ أَنَّ اللهَ ذَكَرَ إِبْرَاهِيمَ
وَأَرْسَلَ لُوطٌاً مِنْ وَسَطِ الِانْقِلاَبِ. حِينَ قَلَبَ الْمُدُنَ الَّتِي
سَكَنَ فِيهَا لُوطٌ.
30وَصَعِدَ لُوطٌ
مِنْ صُوغَرَ وَسَكَنَ فِي الْجَبَلِ وَابْنَتَاهُ مَعَهُ لأَنَّهُ خَافَ أَنْ
يَسْكُنَ فِي صُوغَرَ. فَسَكَنَ فِي الْمَغَارَةِ هُوَ وَابْنَتَاهُ. 31وَقَالَتِ الْبِكْرُ لِلصَّغِيرَةِ: «أَبُونَا
قَدْ شَاخَ وَلَيْسَ فِي الأَرْضِ رَجُلٌ لِيَدْخُلَ عَلَيْنَا كَعَادَةِ كُلِّ
الأَرْضِ. 32هَلُمَّ نَسْقِي أَبَانَا
خَمْراً وَنَضْطَجِعُ مَعَهُ فَنُحْيِي مِنْ أَبِينَا نَسْلاً». 33فَسَقَتَا أَبَاهُمَا خَمْراً فِي تِلْكَ
اللَّيْلَةِ وَدَخَلَتِ الْبِكْرُ وَاضْطَجَعَتْ مَعَ أَبِيهَا وَلَمْ يَعْلَمْ بِاضْطِجَاعِهَا وَلاَ بِقِيَامِهَا.
34وَحَدَثَ فِي
الْغَدِ أَنَّ الْبِكْرَ قَالَتْ لِلصَّغِيرَةِ: «إِنِّي قَدِ اضْطَجَعْتُ
الْبَارِحَةَ مَعَ أَبِي. نَسْقِيهِ خَمْراً اللَّيْلَةَ أَيْضاً فَادْخُلِي
اضْطَجِعِي مَعَهُ فَنُحْيِيَ مِنْ أَبِينَا نَسْلاً». 35فَسَقَتَا أَبَاهُمَا خَمْراً فِي تِلْكَ
اللَّيْلَةِ أَيْضاً وَقَامَتِ الصَّغِيرَةُ وَاضْطَجَعَتْ
مَعَهُ وَلَمْ يَعْلَمْ بِاضْطِجَاعِهَا وَلاَ بِقِيَامِهَا
36فَحَبِلَتِ
ابْنَتَا لُوطٌ مِنْ أَبِيهِمَا. 37فَوَلَدَتِ
الْبِكْرُ ابْناً وَدَعَتِ اسْمَهُ «مُوآبَ» وَهُوَ أَبُو الْمُوآبِيِّينَ إِلَى
الْيَوْمِ. 38وَالصَّغِيرَةُ أَيْضاً
وَلَدَتِ ابْناً وَدَعَتِ اسْمَهُ «بِنْ عَمِّي» وَهُوَ أَبُو بَنِي عَمُّونَ
إِلَى الْيَوْمِ»(سِفْرُ التَّكْوِينِ19: 1-38).
0 التعليقات:
إرسال تعليق