يَسُوعَ هو إله العَهْدِ يَهْوَهْ
د. القس سامي منير اسكندر
من
أسماء الله
رقم 16
يَسُوعَ هو إله العَهْدِ يَهْوَهْ
إعداد
د. القس سامي منير اسكندر
في
شهر رمضان
من
أسماء الله رقم 16
1 / 6 / 2018
«1هَذِهِ
كَلِمَاتُ العَهْدِ الذِي أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى أَنْ يَقْطَعَهُ مَعَ بَنِي
إِسْرَائِيل فِي أَرْضِ مُوآبَ فَضْلاً عَنِ العَهْدِ الذِي قَطَعَهُ مَعَهُمْ فِي
حُورِيبَ. (تجديد العَهْدِ) 2وَدَعَا
مُوسَى جَمِيعَ إِسْرَائِيل وَقَال لهُمْ: «أَنْتُمْ شَاهَدْتُمْ مَا فَعَل
الرَّبُّ أَمَامَ أَعْيُنِكُمْ فِي أَرْضِ مِصْرَ بِفِرْعَوْنَ وَبِجَمِيعِ
عَبِيدِهِ وَبِكُلِّ أَرْضِهِ 3التَّجَارِبَ
العَظِيمَةَ التِي أَبْصَرَتْهَا عَيْنَاكَ وَتِلكَ الآيَاتِ وَالعَجَائِبَ
العَظِيمَةَ. 4وَلكِنْ لمْ يُعْطِكُمُ
الرَّبُّ قَلباً لِتَفْهَمُوا وَأَعْيُناً لِتُبْصِرُوا وَآذَاناً لِتَسْمَعُوا
إِلى هَذَا اليَوْمِ. 5فَقَدْ سِرْتُ
بِكُمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً فِي البَرِّيَّةِ لمْ تَبْل ثِيَابُكُمْ عَليْكُمْ
وَنَعْلُكَ لمْ تَبْل عَلى رِجْلِكَ. 6لمْ
تَأْكُلُوا خُبْزاً وَلمْ تَشْرَبُوا خَمْراً وَلا مُسْكِراً لِتَعْلمُوا أَنِّي
أَنَا الرَّبُّ إِلهُكُمْ. 7وَلمَّا
جِئْتُمْ إِلى هَذَا المَكَانِ خَرَجَ سِيحُونُ مَلِكُ حَشْبُونَ وَعُوجُ مَلِكُ
بَاشَانَ لِلِقَائِنَا لِلحَرْبِ فَكَسَّرْنَاهُمَا 8وَأَخَذْنَا
أَرْضَهُمَا وَأَعْطَيْنَاهَا نَصِيباً لِرَأُوبَيْنَ وَجَادَ وَنِصْفِ سِبْطِ
مَنَسَّى. 9فَاحْفَظُوا كَلِمَاتِ
هَذَا العَهْدِ وَاعْمَلُوا بِهَا لِتَفْلِحُوا فِي كُلِّ مَا تَفْعَلُونَ. «10أَنْتُمْ وَاقِفُونَ اليَوْمَ جَمِيعُكُمْ
أَمَامَ الرَّبِّ إِلهِكُمْ رُؤَسَاؤُكُمْ أَسْبَاطُكُمْ شُيُوخُكُمْ
وَعُرَفَاؤُكُمْ وَكُلُّ رِجَالِ إِسْرَائِيل 11وَأَطْفَالُكُمْ
وَنِسَاؤُكُمْ وَغَرِيبُكُمُ الذِي فِي وَسَطِ مَحَلتِكُمْ مِمَّنْ يَحْتَطِبُ
حَطَبَكُمْ إِلى مَنْ يَسْتَقِي مَاءَكُمْ 12لِتَدْخُل
فِي عَهْدِ الرَّبِّ إِلهِكَ وَقَسَمِهِ الذِي يَقْطَعُهُ الرَّبُّ إِلهُكَ مَعَكَ
اليَوْمَ 13لِيُقِيمَكَ اليَوْمَ
لِنَفْسِهِ شَعْباً وَهُوَ يَكُونُ لكَ إِلهاً كَمَا قَال لكَ وَكَمَا حَلفَ
لآِبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ. 14وَليْسَ
مَعَكُمْ وَحْدَكُمْ أَقْطَعُ أَنَا هَذَا العَهْدَ وَهَذَا القَسَمَ 15بَل مَعَ الذِي هُوَ هُنَا مَعَنَا وَاقِفاً
اليَوْمَ أَمَامَ الرَّبِّ إِلهِنَا وَمَعَ الذِي ليْسَ هُنَا مَعَنَا اليَوْمَ»(سِفْرُ اَلَتَّثْنِيَة29: 1-15).
Ø تذكير بالعَهْدِ
في كل سفر
التثنية، بل في كل الكتاب المقدس، ليس أمر يشغل ذهن رجال الله مثل التمتع بالعَهْدِ
مع الله، هذا الذي قدمه الله لإبراهيم ولنسله من بعده. وانشغل به موسى النبي
وجماعة الأنبياء عبر العصور حتى جاء الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ وختمه بدمه الثمين.
عاد موسى
ليذكرهم بمعاملات الله معهم في الخروج وفي البرية (سِفْرُ اَلَتَّثْنِيَة29: 2-9)، حاثًا إيَّاهم على الوفاء بالعَهْدِ
الإلهي كجيلٍ جديدٍ اختاره الرب ليكون ممثلاً لله نفسه على الأرض (سِفْرُ اَلَتَّثْنِيَة29: 10-21). إنه عهد جماعي، فيه يعلن أن
الله يؤكد انتماء الشعب إليه وسط الأمم (سِفْرُ اَلَتَّثْنِيَة29: 22-29).
لم يذكر
طقس تجديد العَهْدِ الذي مارسه الجيل الجديد.
1. تذكير بالعَهْدِ :
تميل طبيعة
الإنسان للنسيان، خاصة فيما يخص بعلاقته مع الله، لهذا يدفعنا الله نحو التجديد العَهْدِ
معه، مذكرًا إيَّانا بمعاملاته معنا في الماضي. الآن قبل انتقال موسى النبي من هذا
العالم ذكَّر الشعب مرة ومرات بما فعله الله معهم ومع آبائهم، منذ كانوا يعانون من
العبودية في مصر حتى بلغوا جبل موآب. لقد سبق فأقام عهدًا مع أبيهم إبراهيم بتجديد
العَهْدِ. إنه لا يقدم عهدًا جديدًا يختلف عما أقيم في سيناء بل يُريد تأكيد
وتثبيت ذلك العَهْدِ نفسه وتجديده.
الله أمين
في عهده الأبدي الذي لا يتغير، لكن الإنسان بقلبه الفاسد ينسى أو يتناسى من أجل
شهوة أو كبرياء أو مكسب مادي، لهذا يحتاج إلى من يذكِّره دومًا لتجديد العَهْدِ مع
الرب مخلصه.
أوضح موسى
النبي أن شروط العَهْدِ ليست من عنده، إنما عليه أن يفك الختوم
ويكشف
عمَّا وضعه الرب نفسه.
«1هَذِهِ كَلِمَاتُ
العَهْدِ الذِي أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى أَنْ يَقْطَعَهُ مَعَ بَنِي
إِسْرَائِيل فِي أَرْضِ مُوآبَ فَضْلاً عَنِ العَهْدِ الذِي قَطَعَهُ مَعَهُمْ فِي
حُورِيبَ»(سِفْرُ
اَلَتَّثْنِيَة29: 1).
مع أن العَهْدِ
يحمل ذات الروح سواء الذي سبق فقطعه في حوريب والذي يقطعه الآن في أرض موآب، إلا
أن الله يقدمه لكل جيل بما يناسب ظروفهم، كمن يقوم بتجديده. يود الله أن يؤكد لكل
جيل كأن العَهْدِ خاص بهم وليس بالعَهْدِ الخاص بالأجيال السابقة. إنه عهد يناسب
الجيل الحاضر.
صور العَهْدِ:
I.
مع
آدم وحواء
II.
مع
نوح
III.
مع
إبراهيم ثم إسحاق
IV.
مع
يعقوب
V.
ثم
مع إسرائيل مرتين في حوريب ثم أرض مواب
VI.
ثم
مع داود وسليمان
VII.
ثم
أخير في الابن الحبيب الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ
أولاً: يبدأ العَهْدِ دائمًا بالإشارة إلى الأحداث العظيمة التي
تمت، والتي تكشف عن معاملات الله مع شعبه:
«2وَدَعَا
مُوسَى جَمِيعَ إِسْرَائِيل وَقَال لهُمْ: «أَنْتُمْ شَاهَدْتُمْ مَا فَعَل الرَّبُّ أَمَامَ
أَعْيُنِكُمْ فِي أَرْضِ مِصْرَ بِفِرْعَوْنَ وَبِجَمِيعِ عَبِيدِهِ
وَبِكُلِّ أَرْضِهِ 3التَّجَارِبَ
العَظِيمَةَ التِي أَبْصَرَتْهَا عَيْنَاكَ وَتِلكَ الآيَاتِ وَالعَجَائِبَ
العَظِيمَةَ»(سِفْرُ
اَلَتَّثْنِيَة29: 2-3).
الخروج من
مصر، والتحرر من عبودية فرعون، وما صحب ذلك من آيات وعجائب تكشف عن خطة الله من
نحو شعبه، وغايته من العَهْدِ الذي يقطعه معهم.
مع أنه
يتحدث مع جيلٍ جديدٍ وُلد في البرية لكنه يتحدث عن الخروج من مصر، قائلاً لهم: «أَنْتُمْ شَاهَدْتُمْ، أَمَامَ أَعْيُنِكُمْ، أَبْصَرَتْهَا عَيْنَاكَ». فما شاهده آباؤهم وتحدثوا عنه
لأبنائهم كخبرة ملموسة يحسب كأن الجيل التالي قد عاين بنفسه الأحداث ورأى صنيع
الرب معهم.
ثانيًا: تشهد الأحداث الماضية عن معاملات الله، وتكشف عن
عهده، لكن المشكلة في الإنسان الذي لا يطلب فهمًا وحكمة، الأمر الذي يحزن قلب موسى
من جهتهم.
«4وَلكِنْ لمْ يُعْطِكُمُ
الرَّبُّ قَلباً لِتَفْهَمُوا وَأَعْيُناً لِتُبْصِرُوا وَآذَاناً لِتَسْمَعُوا إِلى
هَذَا اليَوْمِ»(سِفْرُ
اَلَتَّثْنِيَة29: 4).
الله يود
أن يعطي قلبًا للفهم، وكما يقول الحكيم: «12اَلأُذُنُ السَّامِعَةُ وَالْعَيْنُ الْبَاصِرَةُ
الرَّبُّ صَنَعَهُمَا كِلْتَيْهِمَا»(سِفْرُ الأَمْثَالُ20: 12)، لكن لا يقدمه لمن يقاوم.
كثيرون لهم
أعين ترى وفي نفس الوقت لا ترى، لأنهم لا يريدون الحق، بل يطلبون ما هو لشهواتهم.
لقد جاء الرَّبِّ
يَسُوعَ الْمَسِيحِ إلى خاصته، وخاصته رأته لكنها لم تره بعيني
الإيمان، لهذا لم تقبله. وكما يقول الإِنْجِيل: «لو عرفوا رب المجد لما صلبوه».
وهب الله
الإنسان قلبًا يحمل بصيرة داخلية وآذان روحية، فيستطيع المؤمن أن يرى ويسمع. لكن
إذ يرفض الطاعة لله يصير كمن لم يُوهب قلبًا للفهم ولا أعينًا للبصر ولا آذان
للسمع. ومع كل ممارسة للطاعة بروح الحب ترتفع النفس كما على درجة من سلم السماء،
يقودها نور الروح القدس الذي يطهر أعماقها فتصير قادرة على الرؤيا والاستماع للصوت
الإلهي. بهذا يكون تجديد العَهْدِ مع الله ليس مجرد تقديم وعود لله بالتجاوب مع
حبه، وإنما بالتجاوب العملي مع روح الله، وقبول النعمة الإلهية في الحياة العملية،
فتصعد النفس يومًا فيومًا كما إلى السماء عينها.
ثالثًا: عمل
الله دائم ومستمر(الرعاية المتكاملة)، لم يقف عند خروجهم من
مصر، ولا عند هلاك فرعون وجنوده، لكنه عال الشعب أربعين سنة في البرية، حيث لم
يعوزهم شيء. إذ يشير إلى معاملات الله المملوءة حنوًا نحو شعبه في وسط البرية لا
يتكلم موسى النبي، بل يقدم الله نفسه لينطق بها.
«5فَقَدْ سِرْتُ بِكُمْ
أَرْبَعِينَ سَنَةً فِي البَرِّيَّةِ لمْ تَبْل
ثِيَابُكُمْ عَليْكُمْ وَنَعْلُكَ لمْ تَبْل
عَلى رِجْلِكَ. 6لمْ تَأْكُلُوا خُبْزاً
وَلمْ تَشْرَبُوا خَمْراً وَلا مُسْكِراً لِتَعْلمُوا أَنِّي أَنَا الرَّبُّ إِلهُكُمْ»(سِفْرُ اَلَتَّثْنِيَة29: 5-6).
قام بدور الراعي الصالح،
حيث سار بهم، واهتم بثيابهم وأحذيتهم وطعامهم وشرابهم. يقدم لهم ليس فقط ما هو
ضروري؛ وإنما حتى الخمر الذي يرمز للفرح.
رابعًا: حياة النصرة الدائم على الأعداء.
«7وَلمَّا جِئْتُمْ إِلى
هَذَا المَكَانِ خَرَجَ سِيحُونُ مَلِكُ
حَشْبُونَ وَعُوجُ مَلِكُ بَاشَانَ لِلِقَائِنَا لِلحَرْبِ فَكَسَّرْنَاهُمَا
8وَأَخَذْنَا أَرْضَهُمَا وَأَعْطَيْنَاهَا نَصِيباً
لِرَأُوبَيْنَ وَجَادَ وَنِصْفِ سِبْطِ مَنَسَّى»(سِفْرُ اَلَتَّثْنِيَة29: 7-8).
مع النصرة
أعطاهم أيضًا فيض غنى، إذ سلمهم أرض الأعداء نصيبًا لهم. يدعوهم موسى النبي إلى حفظ العَهْدِ، وتحقيقه عمليًا
لكي ينالوا نجاحًا في كل شيء.
«9فَاحْفَظُوا
كَلِمَاتِ هَذَا العَهْدِ وَاعْمَلُوا بِهَا لِتَفْلِحُوا فِي كُلِّ مَا
تَفْعَلُونَ»(سِفْرُ
اَلَتَّثْنِيَة29: 9).
0 التعليقات:
إرسال تعليق