الْعَبْدُ
في زمن نَامُوسِ مُوسَى وَالأَنْبِيَاءِ
إعداد
د. القس
سامي منير اسكندر
أولاً: لفظة عبد هي لفظة ملتبسة
فالعبريّة، شأنها شأن سائر اللغات
السامية، لا تمتلك لفظة خاصة تقابل مفهوم الْعَبْدُ. فلفظة «ع ب د» (خادم، في العربيّة هناك علاقة
بالعرق الأسود) التي تعني الخادم، قد تعني أيضًا علاقة تبعيّة،
علاقة
الملك الخاضع لسيّده الملك الأعظم «19وَلَمَّا رَأَى جَمِيعُ الْمُلُوكِ، عَبِيدُ هَدَدَ
عَزَرَ أَنَّهُمُ انْكَسَرُوا أَمَامَ إِسْرَائِيلَ صَالَحُوا إِسْرَائِيلَ
وَاسْتُعْبِدُوا لَهُمْ، وَخَافَ أَرَامُ أَنْ يُنْجِدُوا بَنِي عَمُّونَ بَعْدُ»(سِفْرُ صَمُوئِيلَ الثَّانِي10: 19)، «7وَأَرْسَلَ آحَازُ رُسُلاً إِلَى تَغْلَثَ فَلاَسِرَ
مَلِكِ أَشُّورَ قَائِلاً: «أَنَا عَبْدُكَ وَابْنُكَ. اصْعَدْ وَخَلِّصْنِي مِنْ
يَدِ مَلِكِ أَرَامَ وَمِنْ يَدِ مَلِكِ إِسْرَائِيلَ الْقَائِمَيْنِ عَلَيَّ»(سِفْرُ اَلْمُلُوكِ الثَّانِي16: 7)، «32فَشَدُّوا مُسُوحاً عَلَى أَحْقَائِهِمْ وَحِبَالاً
عَلَى رُؤُوسِهِمْ وَأَتُوا إِلَى مَلِكِ إِسْرَائِيلَ وَقَالُوا: «يَقُولُ
عَبْدُكَ بَنْهَدَدُ: لِتَحْيَ نَفْسِي». فَقَالَ: «أَهُوَ حَيٌّ بَعْدُ؟ هُوَ
أَخِي»(سِفْرُ اَلْمُلُوكِ الأَوَّلُ20: 32)،
علاقة
الوزير بالملك «20فَحَدَثَ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يَوْمِ مِيلاَدِ فِرْعَوْنَ أَنَّهُ
صَنَعَ وَلِيمَةً لِجَمِيعِ عَبِيدِهِ وَرَفَعَ رَأْسَ رَئِيسِ السُّقَاةِ
وَرَأْسَ رَئِيسِ الْخَبَّازِينَ بَيْنَ عَبِيدِهِ»(سِفْرُ التَّكْوِينِ40: 20)، «10فِرْعَوْنُ سَخَطَ عَلَى عَبْدَيْهِ فَجَعَلَنِي فِي
حَبْسِ بَيْتِ رَئِيسِ الشُّرَطِ أَنَا وَرَئِيسَ الْخَبَّازِينَ. 37فَحَسُنَ الْكَلاَمُ فِي عَيْنَيْ فِرْعَوْنَ
وَفِي عُيُونِ جَمِيعِ عَبِيدِهِ. 38فَقَالَ
فِرْعَوْنُ لِعَبِيدِهِ: «هَلْ نَجِدُ مِثْلَ هَذَا رَجُلاً فِيهِ رُوحُ اللهِ؟»(سِفْرُ التَّكْوِينِ41: 10و37-38)، «7فَصَعِدَ يُوسُفُ لِيَدْفِنَ أَبَاهُ وَصَعِدَ مَعَهُ
جَمِيعُ عَبِيدِ فِرْعَوْنَ شُيُوخُ بَيْتِهِ وَجَمِيعُ شُيُوخِ أَرْضِ مِصْرَ»(سِفْرُ التَّكْوِينِ50: 7)، «14وَيَأْخُذُ حُقُولَكُمْ وَكُرُومَكُمْ وَزَيْتُونَكُمْ
أَجْوَدَهَا وَيُعْطِيهَا لِعَبِيدِهِ. 15وَيُعَشِّرُ
زُرُوعَكُمْ وَكُرُومَكُمْ وَيُعْطِي لِخِصْيَانِهِ وَعَبِيدِهِ»(سِفْرُ صَمُوئِيلَ الأَوَّلُ8: 14-15)، «12وَأَمَرَ الْمَلِكُ حِلْقِيَّا الْكَاهِنَ وَأَخِيقَامَ
بْنَ شَافَانَ وَعَكْبُورَ بْنَ مِيخَا وَشَافَانَ الْكَاتِبَ وَعَسَايَا عَبْدَ
الْمَلِكِ:»(سِفْرُ اَلْمُلُوكِ الثَّانِي22: 12)،
علاقة
المرتزقة بالنسبة إلى سيّدهم «12وَخَرَجَ أَبْنَيْرُ بْنُ نَيْرٍ وَعَبِيدُ إِيشْبُوشَثَ
بْنِ شَاوُلَ مِنْ مَحَنَايِمَ إِلَى جِبْعُونَ. 13وَخَرَجَ
يُوآبُ بْنُ صَرُويَةَ وَعَبِيدُ دَاوُدَ، فَالْتَقُوا جَمِيعاً عَلَى بِرْكَةِ
جِبْعُونَ. وَجَلَسُوا هَؤُلاَءِ عَلَى الْبِرْكَةِ مِنْ هُنَا وَهَؤُلاَءِ عَلَى
الْبِرْكَةِ مِنْ هُنَاكَ. 14فَقَالَ
أَبْنَيْرُ لِيُوآبَ: «لِيَقُمِ الْغِلْمَانُ وَيَتَكَافَحُوا أَمَامَنَا».
فَقَالَ يُوآبُ: «لِيَقُومُوا». 15فَقَامُوا
وَعَبَرُوا بِالْعَدَدِ، اثْنَا عَشَرَ لأَجْلِ بِنْيَامِينَ وَإِيشْبُوشَثَ بْنِ
شَاوُلَ، وَاثْنَا عَشَرَ مِنْ عَبِيدِ دَاوُدَ...30وَرَجَعَ
يُوآبُ مِنْ وَرَاءِ أَبْنَيْرَ وَجَمَعَ كُلَّ الشَّعْبِ. وَفُقِدَ مِنْ عَبِيدِ
دَاوُدَ تِسْعَةَ عَشَرَ رَجُلاً وَعَسَائِيلُ. 31وَضَرَبَ
عَبِيدُ دَاوُدَ مِنْ بِنْيَامِينَ وَمِنْ رِجَالِ أَبْنَيْرَ، فَمَاتَ ثَلاَثُ
مِئَةٍ وَسِتُّونَ رَجُلاً»(سِفْرُ صَمُوئِيلَ الثَّانِي2: 12-15و30-31)، «22وَإِذَا بِعَبِيدِ دَاوُدَ وَيُوآبُ قَدْ جَاءُوا مِنَ
الْغَزْوِ وَأَتُوا بِغَنِيمَةٍ كَثِيرَةٍ مَعَهُمْ، وَلَمْ يَكُنْ أَبْنَيْرُ
مَعَ دَاوُدَ فِي حَبْرُونَ، لأَنَّهُ كَانَ قَدْ أَرْسَلَهُ فَذَهَبَ بِسَلاَمٍ»(سِفْرُ صَمُوئِيلَ الثَّانِي3: 22)،
علاقة
الخادم بالنسبة إلى سيّده «17فَخُذِ المِخْرَزَ وَاجْعَلهُ فِي أُذُنِهِ وَفِي
البَابِ فَيَكُونَ لكَ عَبْداً مُؤَبَّداً. وَهَكَذَا تَفْعَلُ لأَمَتِكَ أَيْضاً»(سِفْرُ اَلَتَّثْنِيَة15: 17)، «10فَتَشْتَغِلُ لَهُ فِي الأَرْضِ أَنْتَ وَبَنُوكَ
وَعَبِيدُكَ، وَتَسْتَغِلُّ لِيَكُونَ لاِبْنِ سَيِّدِكَ خُبْزٌ لِيَأْكُلَ.
وَمَفِيبُوشَثُ ابْنُ سَيِّدِكَ يَأْكُلُ دَائِماً خُبْزاً عَلَى مَائِدَتِي».
وَكَانَ لِصِيبَا خَمْسَةَ عَشَرَ ابْناً وَعِشْرُونَ عَبْداً»(سِفْرُ صَمُوئِيلَ الثَّانِي9: 10).
ونقول الشيء عينه عن لفظة «أَمَةً»،
عَبْدَة (في العبرية أ م هـ). هي الخادمة «17فَخُذِ المِخْرَزَ وَاجْعَلهُ فِي أُذُنِهِ وَفِي
البَابِ فَيَكُونَ لكَ عَبْداً مُؤَبَّداً. وَهَكَذَا تَفْعَلُ لأَمَتِكَ أَيْضاً»(سِفْرُ اَلَتَّثْنِيَة15: 17)،
والزوجة الثانية «17فَصَلَّى إِبْرَاهِيمُ إِلَى اللهِ فَشَفَى اللهُ
أَبِيمَالِكَ وَامْرَأَتَهُ وَجَوَارِيَهُ فَوَلَدْنَ»(سِفْرُ التَّكْوِينِ20: 17)، «7وَإِذَا بَاعَ رَجُلٌ ابْنَتَهُ أَمَةً لاَ تَخْرُجُ
كَمَا يَخْرُجُ الْعَبِيدُ. 8إِنْ
قَبُحَتْ فِي عَيْنَيْ سَيِّدِهَا الَّذِي خَطَبَهَا لِنَفْسِهِ يَدَعُهَا
تُفَكُّ. وَلَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ أَنْ يَبِيعَهَا لِقَوْمٍ أَجَانِبَ لِغَدْرِهِ
بِهَا»(سِفْرُ اَلْخُرُوجُ21: 7-8).
وفي الإطار الديني يدل «ع ب د» على علاقة ارتباط الملك الحاكم
تجاه الملك الالهيّ الذي هو ممثّله ونائبه «1أُحِبُّكَ يَا رَبُّ يَا قُوَّتِي»(سِفْرُ اَلْمَزَامِيرُ، مَزْمُور18: 1)، «1نَأْمَةُ (أنين داخلي خفيف)
مَعْصِيَةِ الشِّرِّيرِ فِي دَاخِلِ قَلْبِي أَنْ لَيْسَ خَوْفُ اللهِ أَمَامَ
عَيْنَيْهِ»(سِفْرُ اَلْمَزَامِيرُ، مَزْمُور36: 1)، «4إِلَى الدَّهْرِ أُثَبِّتُ نَسْلَكَ وَأَبْنِي إِلَى
دَوْرٍ فَدَوْرٍ كُرْسِيَّكَ». سِلاَهْ. 5وَالسَّمَاوَاتُ
تَحْمَدُ عَجَائِبَكَ يَا رَبُّ وَحَقَّكَ أَيْضاً فِي جَمَاعَةِ الْقِدِّيسِينَ. 6لأَنَّهُ مَنْ فِي السَّمَاءِ يُعَادِلُ
الرَّبَّ. مَنْ يُشْبِهُ الرَّبَّ بَيْنَ أَبْنَاءِ اللهِ؟ 7إِلَهٌ مَهُوبٌ جِدّاً فِي مُؤَامَرَةِ
الْقِدِّيسِينَ وَمَخُوفٌ عِنْدَ جَمِيعِ الَّذِينَ حَوْلَهُ. 8يَا رَبُّ إِلَهَ الْجُنُودِ مَنْ مِثْلُكَ
قَوِيٌّ رَبٌّ وَحَقُّكَ مِنْ حَوْلِكَ؟ 9أَنْتَ
مُتَسَلِّطٌ عَلَى كِبْرِيَاءِ الْبَحْرِ. عِنْدَ ارْتِفَاعِ لُجَجِهِ أَنْتَ
تُسَكِّنُهَا. 10أَنْتَ سَحَقْتَ
رَهَبَ مِثْلَ الْقَتِيلِ. بِذِرَاعِ قُوَّتِكَ بَدَّدْتَ أَعْدَاءَكَ. 11لَكَ السَّمَاوَاتُ. لَكَ أَيْضاً الأَرْضُ.
الْمَسْكُونَةُ وَمِلْؤُهَا أَنْتَ أَسَّسْتَهُمَا. 12الشِّمَالُ
وَالْجَنُوبُ أَنْتَ خَلَقْتَهُمَا. تَابُورُ وَحَرْمُونُ بِاسْمِكَ يَهْتِفَانِ. 13لَكَ ذِرَاعُ الْقُدْرَةِ. قَوِيَّةٌ يَدُكَ.
مُرْتَفِعَةٌ يَمِينُكَ. 14الْعَدْلُ
وَالْحَقُّ قَاعِدَةُ كُرْسِيِّكَ. الرَّحْمَةُ وَالأَمَانَةُ تَتَقَدَّمَانِ
أَمَامَ وَجْهِكَ. 15طُوبَى لِلشَّعْبِ
الْعَارِفِينَ الْهُتَافَ. يَا رَبُّ بِنُورِ وَجْهِكَ يَسْلُكُونَ. 16بِاسْمِكَ يَبْتَهِجُونَ الْيَوْمَ كُلَّهُ
وَبِعَدْلِكَ يَرْتَفِعُونَ. 17لأَنَّكَ
أَنْتَ فَخْرُ قُوَّتِهِمْ وَبِرِضَاكَ يَنْتَصِبُ قَرْنُنَا. 18لأَنَّ الرَّبَّ مِجَنُّنَا وَقُدُّوسَ إِسْرَائِيلَ
مَلِكُنَا. 19حِينَئِذٍ كَلَّمْتَ
بِرُؤْيَا تَقِيَّكَ وَقُلْتَ جَعَلْتُ: «عَوْناً عَلَى قَوِيٍّ. رَفَعْتُ
مُخْتَاراً مِنْ بَيْنِ الشَّعْبِ. 20وَجَدْتُ
دَاوُدَ عَبْدِي. بِدُهْنِ قُدْسِي مَسَحْتُهُ. 21الَّذِي
تَثْبُتُ يَدِي مَعَهُ. أَيْضاً ذِرَاعِي تُشَدِّدُهُ»(سِفْرُ اَلْمَزَامِيرُ، مَزْمُور89: 4-21)، «5اِذْهَبْ وَقُلْ لِعَبْدِي دَاوُدَ: هَكَذَا قَالَ
الرَّبُّ: أَأَنْتَ تَبْنِي لِي بَيْتاً لِسُكْنَايَ؟...8وَالآنَ فَهَكَذَا تَقُولُ لِعَبْدِي دَاوُدَ:
هَكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ: أَنَا أَخَذْتُكَ مِنَ الْمَرْبَضِ مِنْ وَرَاءِ
الْغَنَمِ لِتَكُونَ رَئِيساً عَلَى شَعْبِي إِسْرَائِيلَ»(سِفْرُ صَمُوئِيلَ الثَّانِي7: 5و8)، «6فَقَالَ سُلَيْمَانُ: «إِنَّكَ قَدْ فَعَلْتَ مَعَ
عَبْدِكَ دَاوُدَ أَبِي رَحْمَةً عَظِيمَةً حَسْبَمَا سَارَ أَمَامَكَ بِأَمَانَةٍ
وَبِرٍّ وَاسْتِقَامَةِ قَلْبٍ مَعَكَ، فَحَفِظْتَ لَهُ هَذِهِ الرَّحْمَةَ
الْعَظِيمَةَ وَأَعْطَيْتَهُ ابْناً يَجْلِسُ عَلَى كُرْسِيِّهِ كَهَذَا
الْيَوْمِ. 7وَالآنَ أَيُّهَا الرَّبُّ
إِلَهِي، أَنْتَ مَلَّكْتَ عَبْدَكَ مَكَانَ دَاوُدَ أَبِي، وَأَنَا فَتىً صَغِيرٌ
لاَ أَعْلَمُ الْخُرُوجَ وَالدُّخُولَ. 8وَعَبْدُكَ
فِي وَسَطِ شَعْبِكَ الَّذِي اخْتَرْتَهُ شَعْبٌ كَثِيرٌ لاَ يُحْصَى وَلاَ
يُعَدُّ مِنَ الْكَثْرَةِ. 9فَأَعْطِ
عَبْدَكَ قَلْباً فَهِيماً لأَحْكُمَ عَلَى شَعْبِكَ وَأُمَيِّزَ بَيْنَ الْخَيْرِ
وَالشَّرِّ، لأَنَّهُ مَنْ يَقْدُرُ أَنْ يَحْكُمَ عَلَى شَعْبِكَ الْعَظِيمِ
هَذَا؟»(سِفْرُ اَلْمُلُوكِ الأَوَّلُ3: 6-9)،
على
علاقة المؤمنين بإلههم «22الرَّبُّ فَادِي نُفُوسِ عَبِيدِهِ وَكُلُّ مَنِ
اتَّكَلَ عَلَيْهِ لاَ يُعَاقَبُ»(سِفْرُ اَلْمَزَامِيرُ، مَزْمُور34: 22)، «36وَنَسْلُ عَبِيدِهِ يَمْلِكُونَهَا وَمُحِبُّو اسْمِهِ
يَسْكُنُونَ فِيهَا»(سِفْرُ اَلْمَزَامِيرُ، مَزْمُور69: 36)،
على
علاقة الانبياء (بالله) «7فَتَضْرِبُ بَيْتَ أَخْآبَ سَيِّدِكَ. وَأَنْتَقِمُ
لِدِمَاءِ عَبِيدِيَ الأَنْبِيَاءِ وَدِمَاءِ جَمِيعِ عَبِيدِ الرَّبِّ مِنْ يَدِ
إِيزَابَلَ»(سِفْرُ اَلْمُلُوكِ الثَّانِي9: 7)، «10فَاعْلَمُوا الآنَ أَنَّهُ لاَ يَسْقُطُ مِنْ كَلاَمِ
الرَّبِّ إِلَى الأَرْضِ الَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ الرَّبُّ عَلَى بَيْتِ أَخْآبَ،
وَقَدْ فَعَلَ الرَّبُّ مَا تَكَلَّمَ بِهِ عَنْ يَدِ عَبْدِهِ إِيلِيَّا» (سِفْرُ اَلْمُلُوكِ الثَّانِي10: 10)، «25فَمِنَ الْيَوْمِ الَّذِي خَرَجَ فِيهِ آبَاؤُكُمْ مِنْ
أَرْضِ مِصْرَ إِلَى هَذَا الْيَوْمِ أَرْسَلْتُ إِلَيْكُمْ كُلَّ عَبِيدِي
الأَنْبِيَاءِ مُبَكِّراً كُلَّ يَوْمٍ وَمُرْسِلاً»(سِفْرُ إِرْمِيَا7: 25)، الذين هم خدّام الله.
وللمؤنث «ا م هـ» (الأَمَةً) المفهوم الديني عينه:
الاحترام الواجب لشخص من الأشخاص: أنا عبدك، أنا في خدمتك، طوع أمرك «19أَمَرَ أَيْضاً الثَّانِيَ وَالثَّالِثَ وَجَمِيعَ
السَّائِرِينَ وَرَاءَ الْقُطْعَانِ: «بِمِثْلِ هَذَا الْكَلاَمِ تُكَلِّمُونَ
عِيسُوَ حِينَمَا تَجِدُونَهُ»(سِفْرُ التَّكْوِينِ32: 19)، «5ثُمَّ رَفَعَ عَيْنَيْهِ وَأَبْصَرَ النِّسَاءَ وَالأَوْلاَدَ وَقَالَ:
«مَا هَؤُلاَءِ مِنْكَ؟» فَقَالَ: «الأَوْلاَدُ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ بِهِمْ
عَلَى عَبْدِكَ»(سِفْرُ التَّكْوِينِ33: 5)، «16لاَ تَحْسِبْ أَمَتَكَ ابْنَةَ بَلِيَّعَالَ. لأَنِّي
مِنْ كَثْرَةِ كُرْبَتِي وَغَيْظِي قَدْ تَكَلَّمْتُ إِلَى الآنَ»(سِفْرُ صَمُوئِيلَ الأَوَّلُ1: 16)، «23وَلَمَّا رَأَتْ أَبِيجَايِلُ دَاوُدَ أَسْرَعَتْ
وَنَزَلَتْ عَنِ الْحِمَارِ, وَسَقَطَتْ أَمَامَ دَاوُدَ عَلَى وَجْهِهَا
وَسَجَدَتْ إِلَى الأَرْضِ, 24وَسَقَطَتْ عَلَى رِجْلَيْهِ وَقَالَتْ: «عَلَيَّ أَنَا
يَا سَيِّدِي هَذَا الذَّنْبُ, وَدَعْ أَمَتَكَ تَتَكَلَّمُ فِي أُذُنَيْكَ
وَاسْمَعْ كَلاَمَ أَمَتِكَ»(سِفْرُ صَمُوئِيلَ الأَوَّلُ25: 23و24).
ü
الْعُبُودِيَّةِ في زمن نَامُوسِ
مُوسَى وَالأَنْبِيَاءِ
بما أن لا لفظة خاصة تدلّ على الْعَبْدُ
في زمن نَامُوسِ مُوسَى وَالأَنْبِيَاءِ وَالْمَزَامِيرِ (إن فعل «ع ب د» في
السريانيّة مثلاً يعني: فعل، عمل، صنع، وكذا في العبرية. في العريبة: خدم، خضع،
لازم)، فمن الصعب أن نميّز بين عمل العبيد :
في
السخرة «31وَأَخْرَجَ الشَّعْبَ الَّذِي فِيهَا وَوَضَعَهُمْ تَحْتَ مَنَاشِيرَ
وَنَوَارِجِ حَدِيدٍ وَفُؤُوسِ حَدِيدٍ وَأَمَرَّهُمْ فِي أَتُونِ الآجُرِّ،
وَهَكَذَا صَنَعَ بِجَمِيعِ مُدُنِ بَنِي عَمُّونَ. ثُمَّ رَجَعَ دَاوُدُ
وَجَمِيعُ الشَّعْبِ إِلَى أُورُشَلِيمَ»(سِفْرُ صَمُوئِيلَ الثَّانِي12: 31)،
وعمل
مأجور «7فَإِنِّي أَقْطَعُ إِسْرَائِيلَ عَنْ وَجْهِ الأَرْضِ الَّتِي
أَعْطَيْتُهُمْ إِيَّاهَا، وَالْبَيْتُ الَّذِي قَدَّسْتُهُ لاِسْمِي أَنْفِيهِ
مِنْ أَمَامِي، وَيَكُونُ إِسْرَائِيلُ مَثَلاً وَهُزْأَةً فِي جَمِيعِ
الشُّعُوبِ،»(سِفْرُ اَلْمُلُوكِ الأَوَّلُ9: 7، لقاء أجرة).
والسبي أو الجلاء «29فِي أَيَّامِ فَقْحٍ مَلِكِ إِسْرَائِيلَ، جَاءَ
تَغْلَثَ فَلاَسِرُ مَلِكُ أَشُّورَ وَأَخَذَ عُيُونَ وَآبَلَ بَيْتِ مَعْكَةَ
وَيَانُوحَ وَقَادِشَ وَحَاصُورَ وَجِلْعَادَ وَالْجَلِيلَ وَكُلَّ أَرْضِ
نَفْتَالِي، وَسَبَاهُمْ إِلَى أَشُّورَ»(سِفْرُ اَلْمُلُوكِ الثَّانِي15: 29)، ليس مرادفًا للعُبُودِيَّة،
وأخْذ الاسرى في الحرب لا يتضمّن تكوين هذه القطعان من العبيد الذين عرفهم اليونان
أو رومية فكانوا سببًا متواصلاً للفوضى في المجتمع. ونعطي مثلاً على ذلك بالأرقام،
يرتكز على الملكيّة الزراعيّة الصغيرة، كما كان الأمر في فلسطين القديمة. لم يكن العمّال العبيد ضروريّين
لاقتصاد البلاد، بل كانوا يشكلون خطرًا. لهذا كانوا يقتلون الرجالَ من الاسرى «7فَتَجَنَّدُوا عَلى مِدْيَانَ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ
وَقَتَلُوا كُل ذَكَرٍ»(سِفْرُ اَلْعَدَد31: 7)، «13وَإِذَا دَفَعَهَا الرَّبُّ إِلهُكَ إِلى يَدِكَ
فَاضْرِبْ جَمِيعَ ذُكُورِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ»(سِفْرُ اَلَتَّثْنِيَة20: 13)، ويستبقون على النساء
والاطفال «9وَسَبَى بَنُو إِسْرَائِيل نِسَاءَ مِدْيَانَ وَأَطْفَالهُمْ وَنَهَبُوا
جَمِيعَ بَهَائِمِهِمْ وَجَمِيعَ مَوَاشِيهِمْ وَكُل أَمْلاكِهِمْ»(سِفْرُ اَلْعَدَد31: 9)، «14وَأَمَّا النِّسَاءُ وَالأَطْفَالُ وَالبَهَائِمُ
وَكُلُّ مَا فِي المَدِينَةِ كُلُّ غَنِيمَتِهَا فَتَغْتَنِمُهَا لِنَفْسِكَ
وَتَأْكُلُ غَنِيمَةَ أَعْدَائِكَ التِي أَعْطَاكَ الرَّبُّ إِلهُكَ»(سِفْرُ اَلَتَّثْنِيَة20: 14)، «2وَسَبُوا النِّسَاءَ اللَّوَاتِي فِيهَا. لَمْ
يَقْتُلُوا أَحَداً لاَ صَغِيراً وَلاَ كَبِيراً, بَلْ سَاقُوهُمْ وَمَضُوا فِي
طَرِيقِهِمْ. 3فَدَخَلَ دَاوُدُ
وَرِجَالُهُ الْمَدِينَةَ وَإِذَا هِيَ مُحْرَقَةٌ بِالنَّارِ, وَنِسَاؤُهُمْ
وَبَنُوهُمْ وَبَنَاتُهُمْ قَدْ سُبُوا»(سِفْرُ صَمُوئِيلَ الأَوَّلُ30: 2-3).
ويأخذون
الصبايا بشكل خاص «29وَيْلٌ لكَ يَا مُوآبُ. هَلكْتِ يَا أُمَّةَ كَمُوشَ.
قَدْ صَيَّرَ بَنِيهِ هَارِبِينَ وَبَنَاتِهِ فِي السَّبْيِ لِمَلِكِ
الأَمُورِيِّينَ سِيحُونَ»(سِفْرُ اَلْعَدَد21: 29)، «30أَلَمْ يَجِدُوا وَيَقْسِمُوا الْغَنِيمَةَ! فَتَاةً
أَوْ فَتَاتَيْنِ لِكُلِّ رَجُلٍ! غَنِيمَةَ ثِيَابٍ مَصْبُوغَةٍ لِسِيسَرَا!
غَنِيمَةَ ثِيَابٍ مَصْبُوغَةٍ مُطَرَّزَةٍ! ثِيَابٍ مَصْبُوغَةٍ مُطَرَّزَةِ
الْوَجْهَيْنِ غَنِيمَةً لِعُنُقِي!»(سِفْرُ اَلْقُضَاة5: 30)، «11وَهذَا مَا تَعْمَلُونَهُ: تُحَرِّمُونَ كُلَّ ذَكَرٍ
وَكُلَّ امْرَأَةٍ عَرَفَتِ اضْطِجَاعَ ذَكَرٍ». 12فَوَجَدُوا
مِنْ سُكَّانِ يَابِيشِ جِلعْادَ أَرْبَعَ مِئَةِ فَتَاةٍ عَذَارَى لَمْ
يَعْرِفْنَ رَجُلاً بِالأَضْطِجَاعِ مَعَ ذَكَرٍ، وَجَاءُوا بِهِنَّ إِلَى
الْمَحَلَّةِ إِلَى شِيلُوهَ الَّتِي فِي أَرْضِ كَنْعَانَ»(سِفْرُ اَلْقُضَاة21: 11-12)، «11وَرَأَيْتَ فِي السَّبْيِ امْرَأَةً جَمِيلةَ الصُّورَةِ
وَالتَصَقْتَ بِهَا وَاتَّخَذْتَهَا لكَ زَوْجَةً 12فَحِينَ
تُدْخِلُهَا إِلى بَيْتِكَ تَحْلِقُ رَأْسَهَا وَتُقَلِّمُ أَظْفَارَهَا 13وَتَنْزِعُ ثِيَابَ سَبْيِهَا عَنْهَا
وَتَقْعُدُ فِي بَيْتِكَ وَتَبْكِي أَبَاهَا وَأُمَّهَا شَهْراً مِنَ الزَّمَانِ
ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ تَدْخُلُ عَليْهَا وَتَتَزَوَّجُ بِهَا فَتَكُونُ لكَ
زَوْجَةً»(سِفْرُ اَلَتَّثْنِيَة21: 11-13)، «22فَإِذَا جَاءَ آبَاؤُهُنَّ أَوْ إِخْوَتُهُنَّ لِكَيْ
يَشْكُوا إِلَيْنَا، نَقُولُ لَهُمْ: تَرَاءَفُوا عَلَيْهِمْ لأَجْلِنَا،
لأَنَّنَا، لَمْ نَأْخُذْ لِكُلِّ وَاحِدٍ امْرَأَتَهُ فِي الْحَرْبِ، لأَنَّكُمْ
أَنْتُمْ لَمْ تُعْطُوهُمْ فِي الْوَقْتِ حَتَّى تَكُونُوا قَدْ أَثِمْتُمْ»(سِفْرُ اَلْقُضَاة21: 22)،
ليكنّ
في خدمة سيّدة البيت «1وَأَمَّا سَارَايُ امْرَأَةُ أَبْرَامَ فَلَمْ تَلِدْ
لَهُ. وَكَانَتْ
لَهَا جَارِيَةٌ مِصْرِيَّةٌ اسْمُهَا هَاجَرُ 2فَقَالَتْ سَارَايُ لأَبْرَامَ: «هُوَذَا
الرَّبُّ قَدْ أَمْسَكَنِي عَنِ الْوِلاَدَةِ. ادْخُلْ عَلَى جَارِيَتِي لَعَلِّي أُرْزَقُ
مِنْهَا بَنِينَ». فَسَمِعَ أَبْرَامُ لِقَوْلِ سَارَايَ»(سِفْرُ التَّكْوِينِ16: 1-2)، «3فَقَالَتْ: «هُوَذَا جَارِيَتِي بَلْهَةُ. ادْخُلْ عَلَيْهَا
فَتَلِدَ عَلَى رُكْبَتَيَّ وَأُرْزَقُ أَنَا أَيْضاً مِنْهَا بَنِينَ». 9وَلَمَّا رَأَتْ لَيْئَةُ أَنَّهَا تَوَقَّفَتْ
عَنِ الْوِلاَدَةِ أَخَذَتْ زِلْفَةَ جَارِيَتَهَا وَأَعْطَتْهَا
لِيَعْقُوبَ زَوْجَةً»(سِفْرُ التَّكْوِينِ30: 3و9)، «23وَلَمَّا رَأَتْ أَبِيجَايِلُ دَاوُدَ أَسْرَعَتْ
وَنَزَلَتْ عَنِ الْحِمَارِ, وَسَقَطَتْ أَمَامَ دَاوُدَ عَلَى وَجْهِهَا
وَسَجَدَتْ إِلَى الأَرْضِ, 24وَسَقَطَتْ
عَلَى رِجْلَيْهِ وَقَالَتْ: «عَلَيَّ أَنَا يَا سَيِّدِي هَذَا الذَّنْبُ, وَدَعْ
أَمَتَكَ تَتَكَلَّمُ فِي أُذُنَيْكَ وَاسْمَعْ كَلاَمَ أَمَتِكَ»(سِفْرُ صَمُوئِيلَ الأَوَّلُ25: 23و24)،
ويُعطَين
للزوج سريّة «2فَقَالَتْ سَارَايُ لأَبْرَامَ: «هُوَذَا الرَّبُّ قَدْ
أَمْسَكَنِي عَنِ الْوِلاَدَةِ. ادْخُلْ عَلَى جَارِيَتِي لَعَلِّي أُرْزَقُ
مِنْهَا بَنِينَ». فَسَمِعَ أَبْرَامُ لِقَوْلِ سَارَايَ»(سِفْرُ التَّكْوِينِ16: 2)، «3فَقَالَتْ: «هُوَذَا جَارِيَتِي بَلْهَةُ. ادْخُلْ عَلَيْهَا
فَتَلِدَ عَلَى رُكْبَتَيَّ وَأُرْزَقُ أَنَا أَيْضاً مِنْهَا بَنِينَ». 9وَلَمَّا رَأَتْ لَيْئَةُ أَنَّهَا تَوَقَّفَتْ
عَنِ الْوِلاَدَةِ أَخَذَتْ زِلْفَةَ جَارِيَتَهَا وَأَعْطَتْهَا
لِيَعْقُوبَ زَوْجَةً»(سِفْرُ التَّكْوِينِ30: 3و9).
كان العبيد، سواء كانوا أسرى حرب أو أشخاصًا
لم يستطيعوا أن يدفعوا ديونهم، موضوع تجارة ومقايضة «13يَاوَانُ وَتُوبَالُ وَمَاشِكُ هُمْ تُجَّارُكِ.
بِنُفُوسِ النَّاسِ وَبِآنِيَةِ النُّحَاسِ أَقَامُوا تِجَارَتَكِ»(سِفْرُ حِزْقِيَال27: 13)، «4وَمَاذَا أَنْتُنَّ لِي يَا صُورُ وَصَيْدُونُ وَجَمِيعَ
دَائِرَةِ فِلِسْطِينَ؟ هَلْ تُكَافِئُونَنِي عَنِ الْعَمَلِ أَمْ هَلْ
تَصْنَعُونَ بِي شَيْئاً؟ سَرِيعاً بِالْعَجَلِ أَرُدُّ عَمَلَكُمْ عَلَى
رُؤُوسِكُمْ...6وَبِعْتُمْ بَنِي
يَهُوذَا وَبَنِي أُورُشَلِيمَ لِبَنِي الْيَاوَانِيِّينَ لِتُبْعِدُوهُمْ عَنْ
تُخُومِهِمْ»(سِفْر يُوئِيل3: 4و6).
في الزمن اليوناني، كان تجّار
العبيد يتبعون جيش أنطيوخس الرابع ابيفانيوس ليشتروا اليهود الأسرى.
والسعر الذي نجده في «3فَإِنْ كَانَ تَقْوِيمُكَ لِذَكَرٍ مِنِ ابْنِ عِشْرِينَ
سَنَةً إِلَى ابْنِ سِتِّينَ سَنَةً يَكُونُ تَقْوِيمُكَ خَمْسِينَ شَاقِلَ
فِضَّةٍ عَلَى شَاقِلِ الْمَقْدِسِ. 4وَإِنْ
كَانَ أُنْثَى يَكُونُ تَقْوِيمُكَ ثَلاَثِينَ شَاقِلاً. 5وَإِنْ كَانَ مِنِ ابْنِ خَمْسِ سِنِينَ إِلَى
ابْنِ عِشْرِينَ سَنَةً يَكُونُ تَقْوِيمُكَ لِذَكَرٍ عِشْرِينَ شَاقِلاً
وَلأُنْثَى عَشَرَةَ شَوَاقِلَ. 6وَإِنْ
كَانَ مِنِ ابْنِ شَهْرٍ إِلَى ابْنِ خَمْسِ سِنِينَ يَكُونُ تَقْوِيمُكَ لِذَكَرٍ
خَمْسَةَ شَوَاقِلِ فِضَّةٍ وَلِأُنْثَى يَكُونُ تَقْوِيمُكَ ثَلاَثَةَ شَوَاقِلِ
فِضَّةٍ. 7وَإِنْ كَانَ مِنِ ابْنِ
سِتِّينَ سَنَةً فَصَاعِداً فَإِنْ كَانَ ذَكَراً يَكُونُ تَقْوِيمُكَ خَمْسَةَ
عَشَرَ شَاقِلاً. وَأَمَّا لِلأُنْثَى فَعَشَرَةَ شَوَاقِلَ»(سِفْرُ اَللاَّوِيِّينَ27: 3-7)،
قد
يعطينا بالقياس «28وَاجْتَازَ رِجَالٌ مِدْيَانِيُّونَ تُجَّارٌ فَسَحَبُوا
يُوسُفَ وَأَصْعَدُوهُ مِنَ الْبِئْرِ وَبَاعُوا يُوسُفَ لِلإِسْمَاعِيلِيِّينَ بِعِشْرِينَ مِنَ
الْفِضَّةِ. فَأَتُوا بِيُوسُفَ إِلَى مِصْرَ»(سِفْرُ التَّكْوِينِ37: 28)، «32إِنْ نَطَحَ الثَّوْرُ عَبْداً أَوْ أَمَةً يُعْطِي
سَيِّدَهُ ثَلاَثِينَ شَاقِلَ فِضَّةٍ وَالثَّوْرُ يُرْجَمُ»(سِفْرُ اَلْخُرُوجُ21: 32)، «12فَقُلْتُ لَهُمْ: «إِنْ حَسُنَ فِي أَعْيُنِكُمْ
فَأَعْطُونِي أُجْرَتِي وَإِلاَّ فَامْتَنِعُوا». فَوَزَنُوا أُجْرَتِي ثَلاَثِينَ
مِنَ الْفِضَّةِ»(سِفْرُ زَكَريَّا11: 12)، فكرة عن الأسعار المعمول بها
في فلسطين.
فقد كانت الشريعة تسمح للإِسْرَائِيلَيّ
أن يشتري عبيدًا جيء بهم من الخارج أو غرباء يقيمون في البلاد «44وَأَمَّا عَبِيدُكَ وَإِمَاؤُكَ الَّذِينَ يَكُونُونَ
لَكَ فَمِنَ الشُّعُوبِ الَّذِينَ حَوْلَكُمْ. مِنْهُمْ تَقْتَنُونَ عَبِيداً
وَإِمَاءً. 45وَأَيْضاً مِنْ أَبْنَاءِ
الْمُسْتَوْطِنِينَ النَّازِلِينَ عِنْدَكُمْ مِنْهُمْ تَقْتَنُونَ وَمِنْ
عَشَائِرِهِمِ الَّذِينَ عِنْدَكُمُ الَّذِينَ يَلِدُونَهُمْ فِي أَرْضِكُمْ
فَيَكُونُونَ مُلْكاً لَكُمْ»(سِفْرُ اَللاَّوِيِّينَ25: 44-45)، «44وَلَكِنْ كُلُّ عَبْدٍ مُبْتَاعٍ بِفِضَّةٍ تَخْتِنُهُ
ثُمَّ يَأْكُلُ مِنْهُ»(سِفْرُ اَلْخُرُوجُ12: 44)، «11لَكِنْ إِذَا اشْتَرَى كَاهِنٌ أَحَداً شِرَاءَ فِضَّةٍ
فَهُوَ يَأْكُلُ مِنْهُ وَالْمَوْلُودُ فِي بَيْتِهِ. هُمَا يَأْكُلاَنِ مِنْ
طَعَامِهِ»(سِفْرُ اَللاَّوِيِّينَ22: 11)، «7قَنِيتُ عَبِيداً وَجَوَارِيَ وَكَانَ لِي وُلْدَانُ
الْبَيْتِ. وَكَانَتْ لِي أَيْضاً قِنْيَةُ بَقَرٍ وَغَنَمٍ أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ
الَّذِينَ كَانُوا فِي أُورُشَلِيمَ قَبْلِي»(سِفْرُ الْجَامِعَةِ2: 7).
ويتميّز الْعَبْدُ المشترى بالفضّة عن الْعَبْدُ المولود في البيت «17فَرَكَضَ الْعَبْدُ لِلِقَائِهَا وَقَالَ: «اسْقِينِي
قَلِيلَ مَاءٍ مِنْ جَرَّتِكِ»...27وَقَالَ:
«مُبَارَكٌ الرَّبُّ إِلَهُ سَيِّدِي إِبْرَاهِيمَ الَّذِي لَمْ يَمْنَعْ لُطْفَهُ
وَحَقَّهُ عَنْ سَيِّدِي. إِذْ كُنْتُ أَنَا فِي الطَّرِيقِ هَدَانِي الرَّبُّ
إِلَى بَيْتِ إِخْوَةِ سَيِّدِي»(سِفْرُ التَّكْوِينِ24: 17و27)، «11لَكِنْ إِذَا اشْتَرَى كَاهِنٌ أَحَداً شِرَاءَ فِضَّةٍ
فَهُوَ يَأْكُلُ مِنْهُ وَالْمَوْلُودُ فِي بَيْتِهِ. هُمَا يَأْكُلاَنِ مِنْ
طَعَامِهِ»(سِفْرُ اَللاَّوِيِّينَ22: 11)، «2نَاحَتْ يَهُوذَا وَأَبْوَابُهَا ذَبُلَتْ. حَزِنَتْ
إِلَى الأَرْضِ وَصَعِدَ عَوِيلُ أُورُشَلِيمَ»(سِفْرُ إِرْمِيَا14: 2)،
من
والدين عَبْدَين «4إِنْ أَعْطَاهُ سَيِّدُهُ امْرَأَةً وَوَلَدَتْ لَهُ
بَنِينَ أَوْ بَنَاتٍ فَالْمَرْأَةُ وَأَوْلاَدُهَا يَكُونُونَ لِسَيِّدِهِ وَهُوَ
يَخْرُجُ وَحْدَهُ»(سِفْرُ اَلْخُرُوجُ21: 4)،
أو
من زواج ربّ البيت مع أَمَةً من إمائه. هؤلاء الاولاد يخصّون السيّد
(مثل صغير البقرة أو النعجة)، ويضاعفون عدد عبيده بسعر بسيط، فيرتبطون به بعد أن
تربّوا في بيته.
يُفرض على العبيد الختان: «12اِبْنَ
ثَمَانِيَةِ أَيَّامٍ يُخْتَنُ مِنْكُمْ كُلُّ ذَكَرٍ فِي أَجْيَالِكُمْ: وَلِيدُ الْبَيْتِ وَالْمُبْتَاعُ
بِفِضَّةٍ مِنْ كُلِّ ابْنِ غَرِيبٍ لَيْسَ مِنْ نَسْلِكَ. 13يُخْتَنُ خِتَاناً وَلِيدُ بَيْتِكَ وَالْمُبْتَاعُ بِفِضَّتِكَ
فَيَكُونُ عَهْدِي فِي لَحْمِكُمْ عَهْداً أَبَدِيّاً»(سِفْرُ التَّكْوِينِ17: 12-13)،
وراحة السبت «10وَأَمَّا الْيَوْمُ السَّابِعُ فَفِيهِ سَبْتٌ لِلرَّبِّ
إِلَهِكَ. لاَ تَصْنَعْ عَمَلاً مَا أَنْتَ وَابْنُكَ وَابْنَتُكَ وَعَبْدُكَ
وَأَمَتُكَ وَبَهِيمَتُكَ وَنَزِيلُكَ الَّذِي دَاخِلَ أَبْوَابِكَ»(سِفْرُ اَلْخُرُوجُ20: 10)، «12سِتَّةَ أَيَّامٍ تَعْمَلُ عَمَلَكَ. وَأَمَّا الْيَوْمُ
السَّابِعُ فَفِيهِ تَسْتَرِيحُ لِيَسْتَرِيحَ ثَوْرُكَ وَحِمَارُكَ وَيَتَنَفَّسَ
ابْنُ أَمَتِكَ وَالْغَرِيبُ»(سِفْرُ اَلْخُرُوجُ23: 12)،
والمشاركة في الولائم الذبائحيّة «12وَتَفْرَحُونَ أَمَامَ الرَّبِّ إِلهِكُمْ أَنْتُمْ
وَبَنُوكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَعَبِيدُكُمْ وَإِمَاؤُكُمْ وَاللاوِيُّ الذِي فِي
أَبْوَابِكُمْ لأَنَّهُ ليْسَ لهُ قِسْمٌ وَلا نَصِيبٌ مَعَكُمْ. «13اِحْتَرِزْ مِنْ أَنْ تُصْعِدَ مُحْرَقَاتِكَ
فِي كُلِّ مَكَانٍ تَرَاهُ. 14بَل فِي
المَكَانِ الذِي يَخْتَارُهُ الرَّبُّ فِي أَحَدِ أَسْبَاطِكَ. هُنَاكَ تُصْعِدُ
مُحْرَقَاتِكَ وَهُنَاكَ تَعْمَلُ كُل مَا أَنَا أُوصِيكَ بِهِ. 15وَلكِنْ مِنْ كُلِّ مَا تَشْتَهِي نَفْسُكَ
تَذْبَحُ وَتَأْكُلُ لحْماً فِي جَمِيعِ أَبْوَابِكَ حَسَبَ بَرَكَةِ الرَّبِّ
إِلهِكَ التِي أَعْطَاكَ. النَّجِسُ وَالطَّاهِرُ يَأْكُلانِهِ كَالظَّبْيِ
وَالإِيَّلِ. 16وَأَمَّا الدَّمُ فَلا
تَأْكُلهُ. عَلى الأَرْضِ تَسْفِكُهُ كَالمَاءِ. 17لا
يَحِلُّ لكَ أَنْ تَأْكُل فِي أَبْوَابِكَ عُشْرَ حِنْطَتِكَ وَخَمْرِكَ
وَزَيْتِكَ وَلا أَبْكَارَ بَقَرِكَ وَغَنَمِكَ وَلا شَيْئاً مِنْ نُذُورِكَ التِي
تَنْذُرُ وَنَوَافِلِكَ وَرَفَائِعِ يَدِكَ. 18بَل
أَمَامَ الرَّبِّ إِلهِكَ تَأْكُلُهَا فِي المَكَانِ الذِي يَخْتَارُهُ الرَّبُّ
إِلهُكَ أَنْتَ وَابْنُكَ وَابْنَتُكَ وَعَبْدُكَ وَأَمَتُكَ وَاللاوِيُّ الذِي
فِي أَبْوَابِكَ وَتَفْرَحُ أَمَامَ الرَّبِّ إِلهِكَ بِكُلِّ مَا امْتَدَّتْ
إِليْهِ يَدُكَ»(سِفْرُ اَلَتَّثْنِيَة12: 12-18)،
وفي الأعياد الدينيّة «11وَتَفْرَحُ أَمَامَ الرَّبِّ إِلهِكَ أَنْتَ وَابْنُكَ
وَابْنَتُكَ وَعَبْدُكَ وَأَمَتُكَ وَاللاوِيُّ الذِي فِي أَبْوَابِكَ وَالغَرِيبُ
وَاليَتِيمُ وَالأَرْمَلةُ الذِينَ فِي وَسْطِكَ فِي المَكَانِ الذِي يَخْتَارُهُ
الرَّبُّ إِلهُكَ لِيُحِل اسْمَهُ فِيهِ...14وَتَفْرَحُ
فِي عِيدِكَ أَنْتَ وَابْنُكَ وَابْنَتُكَ وَعَبْدُكَ وَأَمَتُكَ وَاللاوِيُّ
وَالغَرِيبُ وَاليَتِيمُ وَالأَرْمَلةُ الذِينَ فِي أَبْوَابِكَ»(سِفْرُ اَلَتَّثْنِيَة16: 11و14)،
ولا سيّما عيد الفصح «44وَلَكِنْ كُلُّ عَبْدٍ مُبْتَاعٍ بِفِضَّةٍ تَخْتِنُهُ
ثُمَّ يَأْكُلُ مِنْهُ»(سِفْرُ اَلْخُرُوجُ12: 44)، الذي يُستبعد منه الضيفُ والعامل المأجور «45النَّزِيلُ وَالأَجِيرُ لاَ يَأْكُلاَنِ مِنْهُ»(سِفْرُ اَلْخُرُوجُ12: 45). ويستطيع عبد كاهن من الكهنة أن يأكل من التقادم المقدّسة «11لَكِنْ إِذَا اشْتَرَى كَاهِنٌ أَحَداً شِرَاءَ فِضَّةٍ
فَهُوَ يَأْكُلُ مِنْهُ وَالْمَوْلُودُ فِي بَيْتِهِ. هُمَا يَأْكُلاَنِ مِنْ
طَعَامِهِ»(سِفْرُ اَللاَّوِيِّينَ22: 11)، وهذا لا يحقّ للضيف والعامل المأجور «10وَكُلُّ أَجْنَبِيٍّ لاَ يَأْكُلُ قُدْساً. نَزِيلُ
كَاهِنٍ وَأَجِيرُهُ لاَ يَأْكُلُونَ قُدْساً»(سِفْرُ اَللاَّوِيِّينَ22: 10).
وهناك
حالات يستطيع فيها الْعَبْدُ أن يرث سيّده «3وَقَالَ أَبْرَامُ أَيْضاً: «إِنَّكَ لَمْ تُعْطِنِي
نَسْلاً وَهُوَذَا ابْنُ بَيْتِي وَارِثٌ لِي»(سِفْرُ التَّكْوِينِ15: 3)، (أم17: 2)، وأن يتزوّج ابنته «34وَلَمْ يَكُنْ لِشِيشَانَ بَنُونَ بَلْ بَنَاتٌ. وَكَانَ
لِشِيشَانَ عَبْدٌ مِصْرِيٌّ اسْمُهُ يَرْحَعُ, 35فَأَعْطَى
شِيشَانُ ابْنَتَهُ لِيَرْحَعَ عَبْدِهِ امْرَأَةً فَوَلَدَتْ لَهُ عَتَّايَ»(سِفْرُ أَخْبَارِ الأَيَّامِ
الأَوَّلُ2: 34و35).
تحدّثت
الشريعة عن تحرير العبيد في حالات خاصة «26وَإِذَا ضَرَبَ إِنْسَانٌ عَيْنَ عَبْدِهِ أَوْ عَيْنَ
أَمَتِهِ فَأَتْلَفَهَا يُطْلِقُهُ حُرّاً عِوَضاً عَنْ عَيْنِهِ. 27وَإِنْ أَسْقَطَ سِنَّ عَبْدِهِ أَوْ سِنَّ
أَمَتِهِ يُطْلِقُهُ حُرّاً عِوَضاً عَنْ سِنِّهِ»(سِفْرُ اَلْخُرُوجُ21: 26-27)، «11وَرَأَيْتَ فِي السَّبْيِ امْرَأَةً جَمِيلةَ الصُّورَةِ
وَالتَصَقْتَ بِهَا وَاتَّخَذْتَهَا لكَ زَوْجَةً 12فَحِينَ
تُدْخِلُهَا إِلى بَيْتِكَ تَحْلِقُ رَأْسَهَا وَتُقَلِّمُ أَظْفَارَهَا 13وَتَنْزِعُ ثِيَابَ سَبْيِهَا عَنْهَا
وَتَقْعُدُ فِي بَيْتِكَ وَتَبْكِي أَبَاهَا وَأُمَّهَا شَهْراً مِنَ الزَّمَانِ
ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ تَدْخُلُ عَليْهَا وَتَتَزَوَّجُ بِهَا فَتَكُونُ لكَ
زَوْجَةً. 14وَإِنْ لمْ تُسَرَّ بِهَا
فَأَطْلِقْهَا لِنَفْسِهَا. لا تَبِعْهَا بَيْعاً بِفِضَّةٍ وَلا تَسْتَرِقَّهَا
مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ قَدْ أَذْللتَهَا»(سِفْرُ اَلَتَّثْنِيَة21: 11-14).
ولكن
الغرباء يظلّون في الْعُبُودِيَّةِ طوال حياتهم. وكانوا ينتقلون إلى الوارث بعد
موت سيّدهم كما ينتقل إليه مُلك من أملاكه «46وَتَسْتَمْلِكُونَهُمْ لأَبْنَائِكُمْ مِنْ بَعْدِكُمْ
مِيرَاثَ مُلْكٍ. تَسْتَعْبِدُونَهُمْ إِلَى الدَّهْرِ. وَأَمَّا إِخْوَتُكُمْ
بَنُو إِسْرَائِيلَ فَلاَ يَتَسَلَّطْ إِنْسَانٌ عَلَى أَخِيهِ بِعُنْفٍ»(سِفْرُ اَللاَّوِيِّينَ25: 46).
0 التعليقات:
إرسال تعليق