رسالة
مدح وتشجيع لْكَنِيسَةِ
فِيلاَدَلْفِيَا
إعداد
د. القس
سامي منير اسكندر
تأمل اليوم للمن السماوي كلمة الله 1/ 7 / 2025
«7وَاكْتُبْ إِلَى مَلاَكِ الْكَنِيسَةِ
الَّتِي فِي فِيلاَدَلْفِيَا: «هَذَا يَقُولُهُ الْقُدُّوسُ الْحَقُّ، الَّذِي
لَهُ مِفْتَاحُ دَاوُدَ، الَّذِي يَفْتَحُ وَلاَ أَحَدٌ يُغْلِقُ، وَيُغْلِقُ
وَلاَ أَحَدٌ يَفْتَحُ. 8أَنَا عَارِفٌ
أَعْمَالَكَ. هَنَذَا قَدْ جَعَلْتُ أَمَامَكَ بَاباً مَفْتُوحاً وَلاَ
يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يُغْلِقَهُ، لأَنَّ لَكَ قُوَّةً يَسِيرَةً، وَقَدْ
حَفِظْتَ كَلِمَتِي وَلَمْ تُنْكِرِ اسْمِي»(سِفْرُ رُؤْيَا يُوحَنَّا اللاَّهُوتِيِّ3: 7و8).
الإِعْلاَنِ
الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ يقدم لنا هذه الآيات جزء من رسالة المسيح إلى كنيسة
فيلادلفيا، وهي إحدى الرسائل السبع الموجهة إلى الكنائس في سفر الرؤيا. تُعرف رسالة
فيلادلفيا بأنها رسالة مدح وتشجيع، وتقدم دروسًا مهمة
جدًا للمؤمنين في كل زمان:
1) سلطان المسيح المطلق (الآية 7)
"الْقُدُّوسُ الْحَقُّ": هذا الوصف
يؤكد على طبيعة المسيح الإلهية النقية والمطلقة في الحق. هو ليس مجرد شخص مقدس، بل هو مصدر
القداسة والحق ذاته. هذا يمنح رسالته وزنًا وسلطة لا جدال فيهما.
"الَّذِي لَهُ مِفْتَاحُ دَاوُدَ": مفتاح داود
يرمز إلى السلطة الملكية والسيطرة على ملكوت الله. في العهد القديم، كان مفتاح بيت
داود يخص المشرف على القصر (إشعياء22: 22)، الذي كان يمتلك سلطة فتح وإغلاق
الأبواب. هنا، المسيح يؤكد أن هذه السلطة الكاملة أصبحت له.
"الَّذِي يَفْتَحُ وَلاَ أَحَدٌ يُغْلِقُ، وَيُغْلِقُ وَلاَ
أَحَدٌ يَفْتَحُ": هذه العبارة توضح السيادة المطلقة للمسيح على الفرص والقدر. لا توجد قوة بشرية أو شيطانية
يمكنها أن تمنع ما يفتحه المسيح، ولا يمكنها أن تفتح ما يغلقه. هذا يطمئن المؤمنين
بأن الفرص التي يمنحها لهم المسيح هي فرص إلهية لا يمكن لأحد أن ينتزعها منهم.
أن سلطان
المسيح هو فوق كل السلطات البشرية. عندما يفتح المسيح بابًا، لا يستطيع أحد إغلاقه، وعندما
يغلقه، لا يستطيع أحد فتحه. هذا يمنح المؤمنين ثقة عظيمة بأن خطة الله لحياتهم
ستتحقق، وأن الأبواب التي يفتحها للخدمة أو البركة ستظل مفتوحة.
2) الله يعرف أعمالنا ويثمن إخلاصنا (الآية 8)
"أَنَا عَارِفٌ أَعْمَالَكَ": المسيح هنا يؤكد أنه يعلم كل شيء عن كنيسة فيلادلفيا (وعن
كل مؤمن). إنه ليس إلهاً بعيداً أو غافلاً؛ بل هو مطلع على كل
التفاصيل، على المجهودات، التضحيات، والصراعات. هذا يبعث على الطمأنينة بأن جهودنا
في خدمته ليست بلا قيمة أو ملاحظة.
"هَنَذَا قَدْ جَعَلْتُ أَمَامَكَ بَاباً مَفْتُوحاً وَلاَ
يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يُغْلِقَهُ": هذا هو الوعد الأساسي لكنيسة فيلادلفيا. "الباب المفتوح" يمكن أن يرمز إلى:
فرصة للتبشير وخدمة الإنجيل: كنيسة فيلادلفيا كانت نشطة في نشر
الكلمة.
باب للخلاص والملكوت: دعوة مستمرة للوصول إلى الله.
فرص لنمو الكنيسة: أبواب مباركة لا يغلقها أي عدو.
هذا
الوعد يؤكد أن خدمة الله ليست بلا ثمر، وأن المسيح يفتح آفاقًا جديدة لمن يخدمونه
بأمانة.
"لأَنَّ لَكَ قُوَّةً يَسِيرَةً": هذا اعتراف مهم بواقع الكنيسة. لم تكن كنيسة فيلادلفيا قوية
جدًا من الناحية البشرية أو العددية أو المادية. ربما كانت جماعة صغيرة، لكنها
كانت قوية في إيمانها وولائها. هذا يعلمنا أن الله لا ينظر إلى حجم القوة البشرية، بل إلى
قوة الإيمان والإخلاص.
"وَقَدْ حَفِظْتَ كَلِمَتِي وَلَمْ تُنْكِرِ اسْمِي": هذا هو سبب المدح والبركة. الكنيسة كانت أمينة لكلمة المسيح
(تعاليمه ومبادئه)، ولم تنكره (لم تتخلَ عن الإيمان به) حتى في وجه الاضطهاد أو
الصعوبات. هذا يدل على الثبات في الإيمان والولاء للمسيح.
أن الإخلاص
والأمانة للمسيح ولكلمته، حتى لو كانت قدراتنا البشرية محدودة، هي ما يقدره الله
حقًا. المسيح يكافئ الإيمان الثابت ويفتح أبوابًا وفرصًا لا يمكن
لأحد إغلاقها لأولئك الذين يحفظون كلمته ولا ينكرون اسمه. قوة الله تتجلى في ضعف
البشر وإخلاصهم.
v الخلاصة
1. المسيح يمتلك السيادة المطلقة: هو القدوس والحق، يمتلك السلطان
على كل شيء، ويفتح ويغلق الأبواب ولا قوة تستطيع أن تعارضه.
2. المعرفة الإلهية والتقدير: المسيح يعرف أعمالنا ونوايا
قلوبنا، ويقدر إخلاصنا حتى لو بدت جهودنا "قوة يسيرة" في أعين البشر.
3. الأمانة في القليل تقود إلى الكثير: الولاء لكلمة المسيح وعدم إنكار
اسمه، حتى في الظروف الصعبة، يفتح أبوابًا مباركة لا يمكن إغلاقها، وهي أبواب فرص
وبركة ونمو.
4. التشجيع للضعفاء والمخلصين: هذه الرسالة تقدم رجاءً عظيماً وتشجيعاً لكل من يشعر بقلة حيلته أو ضعف موقفه، مؤكدة أن إخلاصه للمسيح هو الأهم.

0 التعليقات:
إرسال تعليق