مدعوون للثبات في التعليم الإلهي
إعداد
د. القس سامي منير اسكندر
تأمل اليوم 16/ 6 /
2025 للمن السماوي كلمة الله
«13تَمَسَّكْ
بِصُورَةِ الْكَلاَمِ الصَّحِيحِ الَّذِي سَمِعْتَهُ مِنِّي، فِي الإِيمَانِ
وَالْمَحَبَّةِ الَّتِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ»(رِّسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ الثَّانِيةُ إِلَى تِيمُوثَاوُسَ1: 13).
الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ
يُعلِّمنا دروسً تحمل في طياتها توجيهًا هامًا من الرسول بولس لتلميذه تيموثاوس،
وهو درس يتجاوز الزمان والمكان ليُعلمنا الكثير. يمكننا أن نستخلص منها النقاط
التالية:
أهمية الثبات على الحق: تدعونا هذه الآية إلى التمسك بـ "صورة الكلام الصحيح"، أي جوهر
التعليم الحق والعقيدة السليمة التي تم نقلها إلينا. هذا يعني أن هناك معايير
أساسية للحقيقة ينبغي التمسك بها وعدم الانحراف عنها، خاصة في مواجهة الأفكار
الخاطئة أو التعاليم المضللة.
مصادر التعليم الموثوقة: يؤكد بولس على أن الكلام الصحيح هو
ما سمعه تيموثاوس "مني"، مما يشير إلى أهمية تلقي التعليم من مصادر
موثوقة تحمل السلطة الروحية والمعرفة الصحيحة. في السياق الروحي، هذا يعني الرجوع
إلى كلمة الله وتعاليم الأنبياء والرسل.
الإيمان والمحبة كركيزتين: يربط بولس التمسك بالكلام الصحيح
بـ "الإيمان والمحبة التي في المسيح يسوع". هذا يوضح أن الحق ليس مجرد مجموعة
من القواعد الجافة، بل هو متجذر في علاقة حية بالمسيح. الإيمان هو الثقة والاعتماد
على الله، والمحبة هي الدافع الأساسي لكل تصرفاتنا المسيحية. فبدون الإيمان، لا يمكن
قبول الحق، وبدون المحبة، لا يمكن للحق أن يُعاش أو يُطبق بطريقة صحيحة.
الحماية من الانحراف: التمسك بالتعليم الصحيح هو بمثابة
درع يحمينا من الضلال والانحراف الفكري أو الروحي. في عالم تتكاثر فيه الآراء
والتعاليم المختلفة، فإن امتلاك أساس متين من الحق يساعدنا على التمييز بين الصواب
والخطأ.
المسؤولية الشخصية: الآية موجهة إلى تيموثاوس شخصيًا،
مما يدل على أن كل فرد لديه مسؤولية شخصية في التمسك بالحق الذي تلقاه. ليس كافيًا
مجرد السماع، بل يجب أن يكون هناك التزام واعٍ وثابت.
أننا مدعوون
للثبات على التعليم الإلهي الصحيح، وأن هذا الثبات يجب أن يكون متجذرًا في
الإيمان المسيحي القوي والمحبة الصادقة للرَّبِّ
يَسُوعَ الْمَسِيحِ وللآخرين. إنها دعوة للعيش حياة تتوافق مع الحق الذي نؤمن
به، وأن نكون حراسًا أمناء لهذا الحق.

0 التعليقات:
إرسال تعليق