محبة الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ
لتلاميذه "إلى المنتهى"
إعداد
د. ق سامي منير اسكندر
«إِذْ كَانَ قَدْ أَحَبَّ خَاصَّتَهُ الَّذِينَ فِي
الْعَالَمِ، أَحَبَّهُمْ إِلَى الْمُنْتَهَى»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا13: 1).
تُعلّمنا هذه الآية دروسًا عميقة عن محبة الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ
لتلاميذه، والتي تمتد لتشملنا نحن أيضًا. إليك أهم ما يمكن أن نتعلمه:
1) محبة مطلقة وغير مشروطة:
تؤكد الآية أن الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ
"أحب خاصته الذين في العالم". هذه
المحبة ليست ظرفية أو مشروطة بظروف معينة، بل هي محبة أزلية وراسخة. إنه يحب خاصته
بغض النظر عن أخطائهم أو ضعفهم.
2)
محبة دائمة وثابتة:
عبارة "أحبهم إلى المنتهى" تعني أن محبة الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ
لم تكن محبة عابرة أو مؤقتة، بل هي محبة أبدية
وثابتة. حتى
في أحلك الظروف وقبل آلامه وموته، لم تتزعزع محبته لهم. هذه المحبة استمرت حتى
النهاية، وهي لا تزال مستمرة إلى اليوم.
3)
محبة بذل وعطاء:
"إلى المنتهى" يمكن أن
تُفهم أيضًا على أنها محبة وصلت إلى أقصى درجات البذل والعطاء. المسيح لم يحبهم
بالكلمات فقط، بل أثبت محبته الفعلية من خلال خدمته لهم، وغسله لأقدامهم (كما يوضح
السياق اللاحق في إنجيل يوحنا 13)، وفي النهاية، من خلال تقديم نفسه ذبيحة لأجل
خلاصهم. هذه المحبة هي ذروة العطاء.
4)
تطبيق عملي للمحبة:
إن
غسل الرَّبِّ
يَسُوعَ الْمَسِيحِ لأقدام تلاميذه بعد هذه
الآية مباشرة لم يكن مجرد عمل رمزي، بل كان درسًا عمليًا في التواضع والمحبة. لقد
أراد أن يضرب لهم ولنا المثل الأعلى في كيفية أن نحب ونخدم بعضنا البعض.
5)
دعوة للمحبة المتبادلة:
عندما ندرك عمق محبة
المسيح لنا، فإن هذا يدفعنا لأن نحبه بالمثل، وأن نحب بعضنا البعض. محبته
"إلى المنتهى" هي معيار ومثال نسعى جاهدين لتحقيقه في علاقاتنا مع
الآخرين.
باختصار، تعلمنا هذه الآية أن محبة المسيح هي محبة كاملة،
دائمة، باذلة، وتواضُعية. إنها
ليست مجرد شعور، بل هي فعل وتضحية، وهي دعوة لنا لنعيش هذه المحبة في حياتنا
اليومية.
0 التعليقات:
إرسال تعليق