آدم
وحواء بين الطاعة والعصيان
إعداد
د.
القس سامي منير اسكندر
«6فَرَأَتِ
الْمَرْأَةُ أَنَّ الشَّجَرَةَ جَيِّدَةٌ لِلأَكْلِ وَأَنَّهَا بَهِجَةٌ لِلْعُيُونِ وَأَنَّ الشَّجَرَةَ
شَهِيَّةٌ لِلنَّظَرِ. فَأَخَذَتْ مِنْ ثَمَرِهَا
وَأَكَلَتْ وَأَعْطَتْ رَجُلَهَا أَيْضاً مَعَهَا فَأَكَلَ»(سِفْرُ التَّكْوِينِ3: 6).
Gen 3:6
And when the womanH802 sawH7200 thatH3588 the treeH6086 was
goodH2896 for food,H3978 and thatH3588 itH1931 was
pleasantH8378 to the eyes,H5869 and a treeH6086 to be desiredH2530 to make one
wise,H7919 she tookH3947 of the fruitH4480 H6529 thereof, and did eat,H398 and gaveH5414 alsoH1571 unto her husbandH376 withH5973 her; and he did eat.H398
v فَرَأَتِ
الْمَرْأَةُ:
«»(سِفْرُ يَشُوع 7:21;
«»(سِفْرُ اَلْقُضَاة 16:1-2
v أَنَّهَا
بَهِجَةٌ: بالعبرية.
رغبة،
«»(سِفْرُ حِزْقِيَال 24:16,
«»(سِفْرُ
حِزْقِيَال 24:21,
«»(سِفْرُ
حِزْقِيَال 24:25
v لِلْعُيُونِ:
«»(سِفْرُ التَّكْوِينِ 6:2,
«»(سِفْرُ
التَّكْوِينِ 39:7;
«»(سِفْرُ
صَمُوئِيلَ الثَّانِي 11:2;
«»(سِفْرُ أَيُّوبَ 31:1;
«16لأَنَّ
كُلَّ مَا فِي الْعَالَمِ شَهْوَةَ الْجَسَدِ، وَشَهْوَةَ
الْعُيُونِ، وَتَعَظُّمَ
الْمَعِيشَةِ، لَيْسَ مِنَ الآبِ بَلْ مِنَ الْعَالَمِ»(رِّسَالَةُ
يُوحَنَّا الرَّسُولِ الأُولَى2:
16).
v فَأَخَذَتْ:
«»(رِّسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ الأُولَى إِلَى تِيمُوثَاوُسَ 2:14
v فَأَخَذَتْ
مِنْ ثَمَرِهَا وَأَكَلَتْ:
«»(سِفْرُ التَّكْوِينِ 3:12,
«»(رِّسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى أَهْلِ رُومِيَةَ 5:12-19
الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ يعلن لنا كيف بدأت
الخطيئة بالدخول إلى العالم من خلال حواء (المرأة) وآدم (رجلها). يمكننا استخلاص
دروس مهمة من هذا الأية:
I. قوة الإغراء الحسي:
يصف النص كيف نظرت المرأة إلى الشجرة من ثلاثة جوانب:
"جَيِّدَةٌ لِلأَكْلِ":
هذا يشير إلى جاذبية الثمرة لحاجة الجسد، أي الرغبة في إشباع الجوع (أو ما شابه
ذلك).
"بَهِجَةٌ
لِلْعُيُونِ": هذا يدل على الجاذبية البصرية، الجمال، أو المتعة
البصرية التي تقدمها الثمرة. العين هي نافذة للرغبات الداخلية، وما يبدو جميلًا
وجذابًا قد يغري النفس.
"شَهِيَّةٌ
لِلنَّظَرِ": هذه العبارة تؤكد على الرغبة الشديدة التي تولدت لديها
لمجرد النظر إليها. هذه الشهوة تتعدى مجرد الإعجاب البصري لتصل إلى رغبة قوية في
التملك والتجربة.
هذه الجوانب الثلاثة تتوافق مع ما ذكره يوحنا الرسول
لاحقًا عن "شهوة الجسد وشهوة العيون وتعظم
المعيشة": «16لأَنَّ
كُلَّ مَا فِي الْعَالَمِ شَهْوَةَ الْجَسَدِ، وَشَهْوَةَ
الْعُيُونِ، وَتَعَظُّمَ
الْمَعِيشَةِ، لَيْسَ مِنَ الآبِ بَلْ مِنَ الْعَالَمِ»(رِّسَالَةُ
يُوحَنَّا الرَّسُولِ الأُولَى2:
16)، وهي الطرق الرئيسية التي يستخدمها العدو
لإغراء البشر.
II. التدريج في السقوط:
لم تقع الخطيئة مباشرة. لقد مرت بمراحل:
A.
النظر والتقييم: المرأة رأت
الشجرة وقيمتها بناءً على حواسها ورغباتها.
B.
تنامي الشهوة: من مجرد النظر،
تحولت الرغبة إلى شهوة قوية.
C.
الفعل (الأخذ والأكل):
بمجرد أن سيطرت الشهوة، قامت بالفعل المحظور.
هذا يوضح أن السقوط غالبًا ما يكون عملية تدريجية تبدأ
بفكر أو نظرة، ثم تتحول إلى رغبة، وإذا لم تُقاوم، تتحول إلى فعل.
III. انتشار الخطيئة:
لم تكتفِ المرأة بالأكل وحدها، بل "وَأَعْطَتْ رَجُلَهَا أَيْضاً مَعَهَا فَأَكَلَ".
هذا يُظهر كيف يمكن للخطيئة أن تنتشر بسرعة من شخص إلى آخر، وأن فعل شخص واحد يمكن
أن يؤثر على الآخرين. لم تقاوم حواء إغراء الشيطان، ولم يقاوم آدم إغراء حواء.
IV. النتائج المدمرة للعصيان:
على الرغم من أن هذا النص لا يذكر النتائج المباشرة
(التي تظهر في الآيات اللاحقة من الإصحاح)، إلا أنه يضع الأساس لها. أكل الثمرة لم
يكن مجرد فعل بسيط، بل كان عصيانًا مباشرًا لأمر الله، الذي حذر من أكلها. هذا
العصيان جلب معه العواقب الوخيمة التي غيرت طبيعة البشرية والعلاقة بين الإنسان
والله.
V. أهمية الطاعة لأمر الله:
الدرس الأهم هو أهمية الطاعة المطلقة لأمر الله، حتى
لو بدا الأمر غير منطقي للحواس أو الشهوات. أمر الله هو للحماية والخير، والعصيان
يجلب الدمار. كانت الشجرة "شجرة معرفة الخير
والشر"، والأكل منها كان محاولة للحصول على معرفة بطريقتهم الخاصة،
بدلاً من الثقة في حكمة الله ومحبته.
تعلمنا هذه الآية عن طبيعة الإغراء، وكيف تعمل الشهوة، وسهولة انتشار الخطيئة، وأهمية الطاعة لأوامر الله للحفاظ على العلاقة الصحيحة معه وتجنب النتائج المدمرة للعصيان.
0 التعليقات:
إرسال تعليق