اللياقة الذهنية أو العقلية إعداد د. القس سامي منير إسكندر القسم الثاني، الجزء الثالث

 

اللياقة الذهنية أو العقلية

 

Mental fitness

إعداد

اللياقة الذهنية أو العقلية

 

Mental fitness

إعداد

د. القس سامي منير إسكندر

القسم الثاني، الجزء الثالث

المكونات الأساسية لللياقة الذهنية أو العقلية

علاقة التركيز باللياقة الذهنية

                        I.    التركيز،

v تعريف التركيز:

التركيز هو القدرة على توجيه الانتباه بشكل مكثف ومستمر على مهمة أو فكرة أو محفز معين، مع تجاهل المشتتات الداخلية والخارجية. إنه حالة من التثبيت الذهني حيث يتم تخصيص الموارد المعرفية بشكل أساسي لمعالجة المعلومات ذات الصلة بالمهمة الحالية. يمكن اعتبار التركيز بمثابة تضييق نطاق الانتباه لتسليط الضوء على شيء محدد.

بشكل مبسط، إذا كان الانتباه هو القدرة العامة على ملاحظة الأشياء من حولنا، فإن التركيز هو تسليط الضوء على شيء واحد محدد ضمن هذه الأشياء والتعمق فيه.

v  ارتباط التركيز باللياقة الذهنية:

التركيز يلعب دورًا حيويًا في اللياقة الذهنية، ويمكن تلخيص هذا الارتباط في النقاط التالية:

التركيز الفعال يعزز الأداء المعرفي: القدرة على التركيز ضرورية لإنجاز المهام بكفاءة ودقة. فهو يسمح لنا بمعالجة المعلومات بعمق، وحل المشكلات بفعالية، واتخاذ القرارات الصائبة.

اللياقة الذهنية تدعم التركيز: عندما يكون الدماغ بصحة جيدة ويعمل بكفاءة (نتيجة للياقة الذهنية الجيدة)، يصبح من الأسهل الحفاظ على التركيز لفترات أطول ومقاومة المشتتات.

التركيز مؤشر على سلامة الوظائف التنفيذية: يرتبط التركيز ارتباطًا وثيقًا بالوظائف التنفيذية للدماغ، وهي مجموعة من المهارات المعرفية العليا التي تشمل التخطيط، والتنظيم، والذاكرة العاملة، والتحكم في الانفعالات. ضعف التركيز قد يشير إلى وجود تحديات في هذه الوظائف.

حلقة تعزيز متبادلة: ممارسة الأنشطة التي تتطلب تركيزًا قويًا يمكن أن تساعد في تحسين اللياقة الذهنية بشكل عام، تمامًا كما أن الحفاظ على لياقة ذهنية جيدة يجعل التركيز أسهل.

تخيل أن التركيز هو عامل تصفية للمعلومات. عندما يكون التركيز قويًا، فإنه يسمح فقط بدخول المعلومات ذات الصلة ويمنع المشتتات من إعاقة المعالجة. هذا يؤدي إلى تعلم وفهم أفضل وإنجاز أكثر فعالية.

Ø   المشاكل المرتبطة بالتركيز وكيفية التغلب عليها:

هناك العديد من العوامل التي يمكن أن تؤثر سلبًا على قدرتنا على التركيز:

تشتيت الانتباه: وجود محفزات خارجية (ضوضاء، إشعارات) أو داخلية (أفكار متطفلة، قلق) تجعل من الصعب الحفاظ على التركيز.

التغلب عليه: تهيئة بيئة هادئة ومنظمة للعمل أو الدراسة، إيقاف تشغيل الإشعارات، ممارسة تقنيات إدارة الأفكار المتطفلة مثل تدوينها وتأجيلها.

الإجهاد والتعب: يمكن أن يستنزف الإجهاد الذهني والجسدي القدرة على التركيز.

التغلب عليه: الحصول على قسط كافٍ من النوم، ممارسة تقنيات الاسترخاء، أخذ فترات راحة منتظمة، ممارسة الرياضة.

قلة الحافز والملل: عندما تكون المهمة غير ممتعة أو لا يوجد حافز قوي لإنجازها، يصبح من الصعب الحفاظ على التركيز.

التغلب عليه: تحديد أهداف واضحة وقابلة للتحقيق، ربط المهمة بمكافأة أو نتيجة إيجابية، تقسيم المهام الكبيرة إلى أجزاء أصغر وأكثر جاذبية.

فرط التحفيز: التعرض لكمية كبيرة من المعلومات أو المهام في وقت واحد يمكن أن ي overwhelm الدماغ ويقلل من القدرة على التركيز على أي شيء بشكل فعال.

التغلب عليه: تحديد الأولويات، التركيز على مهمة واحدة في كل مرة (إنجاز المهام بشكل متسلسل بدلاً من محاولة القيام بمهام متعددة في نفس الوقت)، تقليل التعرض للمعلومات غير الضرورية.

بعض الحالات الطبية والأدوية: بعض الحالات مثل اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD)، والاكتئاب، والقلق، بالإضافة إلى بعض الأدوية، يمكن أن تؤثر على التركيز.

التغلب عليه: استشارة الطبيب للحصول على التشخيص والعلاج المناسبين.

نقص التدريب الذهني: تمامًا مثل أي مهارة، يمكن تحسين التركيز من خلال الممارسة المنتظمة.

التغلب عليه: ممارسة تمارين التركيز مثل التأمل واليقظة الذهنية، حل الألغاز، لعب ألعاب تتطلب تركيزًا، القراءة بتمعن.

سوء التغذية والجفاف: يحتاج الدماغ إلى الغذاء والماء ليعمل بشكل صحيح. نقص بعض العناصر الغذائية أو الجفاف يمكن أن يؤثر على التركيز.

التغلب عليه: اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن وشرب كمية كافية من الماء.

باختصار، التركيز هو قدرة معرفية حيوية تدعم العديد من جوانب اللياقة الذهنية والأداء اليومي. من خلال فهم العوامل التي تؤثر على التركيز وتطبيق استراتيجيات فعالة للتغلب على المشاكل المرتبطة به، يمكننا تحسين قدرتنا على التعلم والعمل والإنجاز بشكل عام. إذا كنت تعاني من صعوبات كبيرة في التركيز، فمن المستحسن التحدث مع أخصائي لاستبعاد أي أسباب كامنة وراء ذلك.

11:39 ص