الرد الهادئ واللطيف
إعداد
د.
القس سامي منير اسكندر
تأمل
اليوم للمن السماوي كلمة الله 16/ 6 / 2025
«1اَلْجَوَابُ
اللَّيِّنُ يَصْرِفُ الْغَضَبَ وَالْكَلاَمُ الْمُوجِعُ يُهَيِّجُ السَّخَطَ»(سِفْرُ الأَمْثَالُ15: 1).
الإِعْلاَنِ
الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ يُقدّم الآية حكمة بالغة الأهمية حول قوة الكلمات وتأثيرها
على العلاقات الإنسانية. يمكننا أن نستخلص منها دروسًا عديدة:
أهمية اللين في التعامل: تعلمنا هذه الآية أن الرد الهادئ
واللطيف، حتى في المواقف المشحونة بالغضب، لديه القدرة على تهدئة الأمور وتجنب
التصعيد. عندما نواجه شخصًا غاضبًا، فإن الرد بنفس النبرة أو بكلمات حادة لن يزيد
الموقف إلا سوءًا.
تأثير الكلمات الجارحة: على النقيض، توضح الآية أن الكلمات
المؤذية أو القاسية لا تؤدي إلا إلى إثارة الغضب وزيادة حدة الصراع. فالكلام
الجارح يترك أثرًا عميقًا في النفوس، وقد يدمر العلاقات ويخلق عداوات.
التحكم في الانفعالات: تشجعنا الآية على التحكم في ردود
أفعالنا وانفعالاتنا. فبدلاً من الاستجابة للغضب بالغضب، تدعونا إلى تبني نهج أكثر
حكمة وهدوءًا، مما يساعد على حل المشكلات بشكل بنّاء.
بناء العلاقات الإيجابية: الكلمات اللينة والمُختارة بعناية
تساهم في بناء جسور التواصل والثقة بين الناس. عندما يشعر الآخرون بالاحترام
والتقدير في التعامل، فإن ذلك يعزز العلاقات الإيجابية ويقلل من فرص النزاع.
الحكمة في الرد: تعلم هذه الآية أيضًا أهمية
التفكير قبل التحدث. فالحكمة تقتضي أن نختار كلماتنا بعناية، وأن ندرك أن للكلمات
قوة عظيمة في التأثير على الآخرين، سواء بالإيجاب أو بالسلب.
باختصار، تعلمنا هذه الآية أن الكلمة
الطيبة والمدروسة هي مفتاح فض النزاعات وبناء علاقات قوية وصحية، بينما الكلمة
القاسية والجارحة هي وقود إشعال الخصام وإفساد العلاقات. إنها دعوة للتأني واللين والحكمة
في كل حواراتنا وتفاعلاتنا اليومية.
0 التعليقات:
إرسال تعليق