الحكم بالخراب الأبدي
إعداد
د. القس سامي منير اسكندر
إذ تظاهروا بالغيرة على مجد الله
والهيكل والناموس والأنبياء، متطلّعين إلى الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ كمقاومٍ لهذه
جميعها، دفعوا أنفسهم مع الشعب إلى الخراب الأبدي بتشويههم للحق، فيحملون ثمر
أعمالهم وأعمال آبائهم.
«37يَا
أُورُشَلِيمُ، يَا أُورُشَلِيمُ! يَا قَاتِلَةَ الأَنْبِيَاءِ وَرَاجِمَةَ
الْمُرْسَلِينَ إِلَيْهَا، كَمْ مَرَّةٍ أَرَدْتُ أَنْ أَجْمَعَ أَوْلاَدَكِ كَمَا
تَجْمَعُ الدَّجَاجَةُ فِرَاخَهَا تَحْتَ جَنَاحَيْهَا، وَلَمْ تُرِيدُوا! 38هُوَذَا بَيْتُكُمْ يُتْرَكُ لَكُمْ خَرَاباً. 39لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ لاَ
تَرَوْنَنِي مِنَ الآنَ حَتَّى تَقُولُوا: مُبَارَكٌ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ!»(إِنْجِيلُ مَتَّى23: 36-39).
Ø
هذه أول الإشارات الثلاث بدمار مدينه
أورشليم
«41وَفِيمَا هُوَ يَقْتَرِبُ نَظَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ
وَبَكَى عَلَيْهَا 42قَائِلاً:
«إِنَّكِ لَوْ عَلِمْتِ أَنْتِ أَيْضاً، حَتَّى فِي يَوْمِكِ هَذَا، مَا هُوَ
لِسَلاَمِكِ! وَلَكِنِ الآنَ قَدْ أُخْفِيَ عَنْ عَيْنَيْكِ. 43فَإِنَّهُ سَتَأْتِي أَيَّامٌ وَيُحِيطُ بِكِ
أَعْدَاؤُكِ بِمِتْرَسَةٍ، وَيُحْدِقُونَ بِكِ وَيُحَاصِرُونَكِ مِنْ كُلِّ
جِهَةٍ، 44وَيَهْدِمُونَكِ وَبَنِيكِ
فِيكِ، وَلاَ يَتْرُكُونَ فِيكِ حَجَراً عَلَى حَجَرٍ، لأَنَّكِ لَمْ تَعْرِفِي
زَمَانَ افْتِقَادِكِ»(إِنْجِيلُ
لُوقَا19: 41-44)،
«21حِينَئِذٍ لِيَهْرُبِ الَّذِينَ فِي الْيَهُودِيَّةِ
إِلَى الْجِبَالِ، وَالَّذِينَ فِي وَسْطِهَا فَلْيَفِرُّوا خَارِجاً، وَالَّذِينَ
فِي الْكُوَرِ فَلاَ يَدْخُلُوهَا، 22لأَنَّ
هَذِهِ أَيَّامُ انْتِقَامٍ، لِيَتِمَّ كُلُّ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ. 23وَوَيْلٌ لِلْحَبَالَى وَالْمُرْضِعَاتِ فِي
تِلْكَ الأَيَّامِ! لأَنَّهُ يَكُونُ ضِيقٌ عَظِيمٌ عَلَى الأَرْضِ وَسُخْطٌ عَلَى
هَذَا الشَّعْبِ. 24وَيَقَعُونَبِفَمِ
السَّيْفِ، وَيُسْبَوْنَ إِلَى جَمِيعِ الأُمَمِ، وَتَكُونُ أُورُشَلِيمُ
مَدُوسَةً مِنَ الأُمَمِ حَتَّى تُكَمَّلَ أَزْمِنَةُ الأُمَمِ»(إِنْجِيلُ لُوقَا21: 20-24)،
«28فَالْتَفَتَ إِلَيْهِنَّ يَسُوعُ وَقَالَ: «يَا بَنَاتِ
أُورُشَلِيمَ، لاَ تَبْكِينَ عَلَيَّ بَلِ ابْكِينَ عَلَى أَنْفُسِكُنَّ وَعَلَى
أَوْلاَدِكُنَّ، 29لأَنَّهُ هُوَذَا
أَيَّامٌ تَأْتِي يَقُولُونَ فِيهَا: طُوبَى لِلْعَوَاقِرِ وَالْبُطُونِ الَّتِي
لَمْ تَلِدْ وَالثُّدِيِّ الَّتِي لَمْ تُرْضِعْ! 30حِينَئِذٍ
يَبْتَدِئُونَ يَقُولُونَ لِلْجِبَالِ: اسْقُطِي عَلَيْنَا! وَلِلآكَامِ:
غَطِّينَا! 31لأَنَّهُ إِنْ كَانُوا
بِالْعُودِ الرَّطْبِ يَفْعَلُونَ هَذَا، فَمَاذَا يَكُونُ بِالْيَابِسِ؟»(إِنْجِيلُ لُوقَا23: 28-31).
لقد بكى الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ على
أورشليم عندما اقترب منها، وهو يقول: «41وَفِيمَا هُوَ يَقْتَرِبُ نَظَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ
وَبَكَى عَلَيْهَا 42قَائِلاً:
«إِنَّكِ لَوْ عَلِمْتِ أَنْتِ أَيْضاً، حَتَّى فِي يَوْمِكِ هَذَا، مَا هُوَ
لِسَلاَمِكِ! وَلَكِنِ الآنَ قَدْ أُخْفِيَ عَنْ عَيْنَيْكِ. 43فَإِنَّهُ سَتَأْتِي أَيَّامٌ وَيُحِيطُ بِكِ
أَعْدَاؤُكِ بِمِتْرَسَةٍ، وَيُحْدِقُونَ بِكِ وَيُحَاصِرُونَكِ مِنْ كُلِّ
جِهَةٍ، 44وَيَهْدِمُونَكِ وَبَنِيكِ
فِيكِ، وَلاَ يَتْرُكُونَ فِيكِ حَجَراً عَلَى حَجَرٍ، لأَنَّكِ لَمْ تَعْرِفِي زَمَانَ
افْتِقَادِكِ»(إِنْجِيلُ لُوقَا19: 42-44).
بكي ثلاث مرات في اسبوع واحد جمعة
أقام لِعَازَرُ، في «34وَقَالَ: «أَيْنَ وَضَعْتُمُوهُ؟» قَالُوا لَهُ: «يَا
سَيِّدُ، تَعَالَ وَانْظُرْ». 35بَكَى
يَسُوعُ. 36فَقَالَ الْيَهُودُ: «انْظُروا
كَيْفَ كَانَ يُحِبُّهُ!»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا11: 34-36).
ثانيًا: يوم الأحد يوم دخوله
الأنتصاري،
ثالثًا: يوم خميس العهد: «7الَّذِي، فِي أَيَّامِ جَسَدِهِ، إِذْ قَدَّمَ بِصُرَاخٍ
شَدِيدٍ وَدُمُوعٍ طِلْبَاتٍ وَتَضَرُّعَاتٍ لِلْقَادِرِ أَنْ يُخَلِّصَهُ مِنَ
الْمَوْتِ، وَسُمِعَ لَهُ مِنْ أَجْلِ تَقْوَاهُ،»(الرِّسَالَةُ إِلَى الْعِبْرَانِيِّينَ5: 7).
ويبقى الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ يبكي على كل نفس
قبلته كأورشليم وصارت هيكلاً له ثم عادت فتنجَّست وقاومته. الحق هو نحن أورشليم
الحقيقية والتي بكاها الرَّبِّ
يَسُوعَ الْمَسِيحِ... فبعد أن عرفنا نور الحق وكلمات الإنجيل، وبعد أن
رأينا خلاص الرَّبِّ
يَسُوعَ الْمَسِيحِ نخطئ!... بكى على أورشليم (علينا فبسبب خطايانا)،
إذ يحاصرها الأعداء، ويهدمون بنيها فيها، ولا يتركون فيها حجرًا على حجر. هذا ما
يحدث الآن، فبعد أن يعيش إنسان في الإيمان لسنين ينهزم أمام جاذبيَّة العالم والجسد
والشيطان، فيتدنّس ويموت الإنسان ويعيش في قبر الخطية، وكأنه لا يُترك فيه حجر على
حجر. وفي نَامُوسِ مُوسَى وَالأَنْبِيَاءِ
وَالْمَزَامِيرِ:
«24وَإِذَا رَجَعَ الْبَارُّ عَنْ بِرِّهِ وَعَمِلَ إِثْماً
وَفَعَلَ مِثْلَ كُلِّ الرَّجَاسَاتِ الَّتِي يَفْعَلُهَا الشِّرِّيرُ,
أَفَيَحْيَا؟ كُلُّ بِرِّهِ الَّذِي عَمِلَهُ لاَ يُذْكَرُ. فِي خِيَانَتِهِ
الَّتِي خَانَهَا وَفِي خَطِيَّتِهِ الَّتِي أَخْطَأَ بِهَا يَمُوتُ»(سِفْرُ حِزْقِيَال18: 24). هذه هي خطية أورشليم التي يُبكى
عليها.
ها أنت ترى أنه بالحقيقة غالبًا ما
يطلب أن يمنحهم رحمته لكنهم رفضوا معونته، لذلك أدانهم قانون الله المقدّس، ونزعهم
عن عضويَّة بيته الروحي. أتيت كالدجاجة لأحميهم، لكنهم استقبلوني بالكراهيّة
والغدر. جئت كأم وهم ظنّوا إني قاتلهم فقتلوني.
أن الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ شبَّه نفسه
بالدجاجة، لأنها إذ تحتضن بيضها أو يكون لها صغار يضعف جسمها جدًا ويسقط ريشها
لاهتمامها بصغارها. وكأن في ذلك رمز لعمل الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ الذي نزل إلينا
يحمل ضعفنا بحبّه ورعايته الإلهيّة.
القس سامي منير اسكندر
الأسبوع الرابع من شهر مارس
المسيح ينبا بالخراب الأبدي لأورشليم
31 / 3 / 2018
0 التعليقات:
إرسال تعليق