• اخر الاخبار

    المسيح في مواجهة السنهدريم د. القس سامي إسكندر مع المهندس سامي متري




    التعليم دون العمل  

    «1حِينَئِذٍ خَاطَبَ يَسُوعُ الْجُمُوعَ وَتَلاَمِيذَهُ، 2قَائِلاً: «عَلَى كُرْسِيِّ مُوسَى جَلَسَ الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ، 3فَكُلُّ مَا قَالُوا لَكُمْ أَنْ تَحْفَظُوهُ فَاحْفَظُوهُ وَافْعَلُوهُ، وَلَكِنْ حَسَبَ أَعْمَالِهِمْ لاَ تَعْمَلُوا، لأَنَّهُمْ يَقُولُونَ وَلاَ يَفْعَلُونَ» (إِنْجِيلُ مَتَّى23: 1-3).

    اضطّر الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ أن يُعلن الويُلات أمام الجموع والتلاميذ ليس تشهيرًا بالكتبة والفرّيسيّين، وإنما تحذيرًا لشعبه لئلاّ يُعثرهم هؤلاء بتصرُّفاتهم، وما هو أهم لئلاّ يسقط شعبه فيما سقطوا فيه. والعجيب أن الكتبة والفرّيسيّين صوبوا سهامهم ضدّ الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، أمّا هو ففي لطف وعطف يقول: »كل ما قالوا لكم أن تحفظوه فاحفظوه واِعملوه«ِ، وكأنه يحث الشعب على الخضوع للتعليم، لا من أجل سلوكهم، ولكن من أجل التعليم الذي بين يديهم.

    لقد جلس الكتبة والفرّيسيّون على كرسي موسى للتعليم وليس للحكم والدينونة، أي تسلّموا ناموسه، لكي يسجّلوه ويقرأوه ويفسروه، فما ينطقون به ليس من عنديَّاتهم، ولا هو ثمرة قلبهم الشرّير، وإنما هو ثمرة التعليم الذي بين أيديهم، أمّا أعمالهم فهي عظة مُرّة وقاتلة تحمل ثمار قلوبهم الدنسة. لهذا شجَّع الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ الشعب أن يسمعوا لهم فيما يصدر عن التعليم لا ما ينبع عن قلوبهم.

    هذا هو حال كل خادم متكبّر يقدّم للآخرين كلمة الله، ليس من عندياته وإنما من الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ، دون أن ينتفع هو به، الخادم المتكبّر يُحسب مع الشيطان، أمّا عطيّة الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ (كلمة الوعظ)، فلا تَفسد بل تفَيض نقيّة خلاله وتعبُر كالماء إلى أرض مخصبة، فيكون الخادم كقناة من الحَجر لا يقدر أن يقدّم ثمرًا بالمياه التي تعبر القناة الحجرية إلى أحواض الزهور في الحديقة. أنها لا تقدّم نموًا في داخلنا كقناة حجرية بل تهب ثمرًا كثيرًا في الحدائق.

    كيف نحفظ ما يقوله هؤلاء الأشرار، مع أن الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ يقول في موضع آخر: «34يَا أَوْلاَدَ الأَفَاعِي! كَيْفَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَتَكَلَّمُوا بِالصَّالِحَاتِ وَأَنْتُمْ أَشْرَارٌ؟ فَإِنَّهُ مِنْ فَضْلَةِ الْقَلْبِ يَتَكَلَّمُ الْفَمُ. 35اَلإِنْسَانُ الصَّالِحُ مِنَ الْكَنْزِ الصَّالِحِ فِي الْقَلْبِ يُخْرِجُ الصَّالِحَاتِ، وَالإِنْسَانُ الشِّرِّيرُ مِنَ الْكَنْزِ الشِّرِّيرِ يُخْرِجُ الشُّرُورَ»(إِنْجِيلُ مَتَّى12: 34و35)؟

    يخرج الشرّير من عندياته ما هو شرّ...لأن قلبه شرّير...ولا يطلب الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ منّا طاعة الأشرار، لأن ما يخرجوه من كنز قلبهم الشرّير يختلف عمَّا ينطقون به من ناموس موسى.

    مثال ذلك: في المحكمة ينطق الحاجب بما يقوله القاضي. فما ينطق به لا يُنسب إليه طالما يتّكلم في حضرة القاضي. ما ينطق به الحاجب في بيته يختلف عما ينطق به وهو في المحكمة، إذ ينطق هنا بما يسمعه من القاضي. فالحاجب ينطق بالعقوبة، أراد أو لم يرد، حتى لو كانت العقوبة موجّهة ضدّ صديق له. وينطق أيضًا بالبراءة، شاء أو لم يشأ، ولو كانت لصالح عدوّ له. فلو نطق الحاجب بحسب ما في قلبه لأعطى براءة لصديقه وعاقب عدوّه، لكنّه إذ يتكلَّم من كرسي الحُكم قد يعاقب صديقه ويبرِّئ عدوّه.

    هكذا بالنسبة للكتبة أيضًا، فلو أنهم تحدّثوا بحسب ما في قلوبهم لسمعتم قولهم: «13فَهُوَذَا بَهْجَةٌ وَفَرَحٌ ذَبْحُ بَقَرٍ وَنَحْرُ غَنَمٍ أَكْلُ لَحْمٍ وَشُرْبُ خَمْرٍ! «لِنَأْكُلْ وَنَشْرَبْ لأَنَّنَا غَداً نَمُوتُ»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ22: 13)، أمّا إذا تكلّموا من ناموس موسى فيقولون: »لا تقتل، لا تزن، لا تسرق...«. إذن لنعمل حسب ما يُعلنه الله على فم الرُّوحِ الْقُدُسِ، لا ما تتفوَّه به قلوبهم. لذلك ينبغي عليك ألا تضطرب عندما تسمع قول الرب: «44لأَنَّ كُلَّ شَجَرَةٍ تُعْرَفُ مِنْ ثَمَرِهَا. فَإِنَّهُمْ لاَ يَجْتَنُونَ مِنَ الشَّوْكِ تِيناً، وَلاَ يَقْطِفُونَ مِنَ الْعُلَّيْقِ عِنَباً؟!»(إِنْجِيلُ لُوقَا6: 44)؛ «16مِنْ ثِمَارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ. هَلْ يَجْتَنُونَ مِنَ الشَّوْكِ عِنَباً، أَوْ مِنَ الْحَسَكِ تِيناً؟»(إِنْجِيلُ مَتَّى7: 16)...لكن أحيانًا تتشابك كروم العنب بين الحَسَك. لذلك عندما تسمع »الشوك« لا تتجاهل التفكير في العنب، إنّما اِبحث فتجد جذور الأشواك، وعليك أن تميِّزها من بين جذور الكرْم، وأعلم أن إحداها تُشير إلى قلب الكتبة والفرّيسيّين، والأخرى تُشير إلى التعليم من كلمة الله.

    حقًا لنقبل كلمات الخدّام ولا نمتثَّل بضعفاتهم أو شرورهم، كما لا ندين تصرفاتهم. هذا من جانبنا، أمّا من جانب الخدّام فيليق بهم أن يهتمّوا أن تكون أعمالهم ختمًا لكلماتهم، حتى لا تتحوّل عظاتهم وتوجيهاتهم إلى »فلسفة نظريّة«. ما أسوأ أن نكون فلاسفة في الكلمات لا في الأعمال.


    يقول الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ: »4فَإِنَّهُمْ يَحْزِمُونَ أَحْمَالاً ثَقِيلَةً عَسِرَةَ الْحَمْلِ وَيَضَعُونَهَا عَلَى أَكْتَافِ النَّاسِ، وَهُمْ لاَ يُرِيدُونَ أَنْ يُحَرِّكُوهَا بِإِصْبِعِهِمْ،«(إِنْجِيلُ مَتَّى23: 4). الوصيّة في ذاتها ليست مستحيلة ولا ثقيلة، وإنما إذ تصدر عن معلّمين لا يجاهدون فيها يجدها الشعب حِملاً ثقيلاً عسر الحمل، قد حزمها المعلّمون، لا ليحملوها مع الشعب، وإنما ليثقِّلوا بها كاهل الآخرين، أمّا هم فلا يفكِّرون حتى في مجرّد تحريكها بإصبعهم. وعلى العكس فإن ذات الوصيّة إذ يقدّمها معلّمون مختبِرون ومجاهِدون يفرح بها الشعب ويتسابقون على حِملها معهم. هذا ما فعله الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ نفسه، فإنه إذ رأى البشريّة تتسابق على الكراسي أو السلطة فيحزمون لإخوتهم أحمالاً ثقيلة وهم لا يريدون أن يحرّكوها بإصبعهم، إذا به يترك كرسي مجده لينزل وسط شعبه يحمل أثقالنا ويكمّل الناموس عنّا، فيصير النير هيّنًا والحمل خفيفًا.   


    شاهدة واكمل الرؤية 




     وبرنامج (إرهابي يؤمن) يقدمه لكم 

    د. القس سامي منير إسكندر 

    مع المهندس سامي متري 


    ويمكن المتابعة والأسئلة والاستفسار أو إبداء الراي عبر الواتس أب أو الفيبر للتليفون رقم 00201112385575 


    حلقه بعنوان المسيح في مواجهة السنهدريم

    بتاريخ 3 / 4 / 2018



    https://www.facebook.com/LoveVoiceofhoperadio/videos/1972285196433249/?t=37







    • تعليقات بلوجر
    • تعليقات الفيس بوك

    0 التعليقات:

    Item Reviewed: المسيح في مواجهة السنهدريم د. القس سامي إسكندر مع المهندس سامي متري Rating: 5 Reviewed By: د. القس سامي منير اسكندر
    Scroll to Top