• اخر الاخبار

    لمحات من صورة الْمَسِيح هو الرَّبُّ إعداد د. القس سامي منير اسكندر

     




    لمحات من صورة الْمَسِيح هو الرَّبُّ

    إعداد

    د. القس سامي منير اسكندر

     

    أول نقطة في هذا الموضوع هي أن الرَّبُّ اسم من أسماء الله، والنقطة الثانية هي أن الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ دعي ربًا، لا بمعنى مجرد سيد، إنما في مجالات تثبت لاهوته، كما في مجال الصلاة، أو الإيمان، أو الدينونة، أو الخلاص، أو عقب معجزة عجيبة، أو في ساعة الموت... إلخ. وكل ذلك بإثبات من آيات الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ: 

    1( اسم الله هو الرَّبُّ:

    وقال الرَّبُّ يَسُوعَ الْمَسِيح «8فَأَجَابَهُ يَسُوعُ وَقَالَ: «اذْهَبْ يَا شَيْطَانُ! إِنَّهُ مَكْتُوبٌ: لِلرَّبِّ إِلَهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ»(إِنْجِيلُ لُوقَا4: 8)،  «10حِينَئِذٍ قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «اذْهَبْ يَا شَيْطَانُ! لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: لِلرَّبِّ إِلَهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ»(إِنْجِيلُ مَتَّى4: 10)، مذكرًا بما ورد في نَامُوسِ مُوسَى وَالأَنْبِيَاءِ وَالْمَزَامِيرِ «13الرَّبَّ إِلهَكَ تَتَّقِي وَإِيَّاهُ تَعْبُدُ وَبِاسْمِهِ تَحْلِفُ»(سِفْرُ اَلَتَّثْنِيَة6: 13).

    وأيضًا «12فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُ: «إِنَّهُ قِيلَ: لاَ تُجَرِّبِ الرَّبَّ إِلَهَكَ»(إِنْجِيلُ لُوقَا4: 12)،  «7قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «مَكْتُوبٌ أَيْضاً: لاَ تُجَرِّبِ الرَّبَّ إِلَهَكَ»(إِنْجِيلُ مَتَّى4: 7).

    فالرَّبُّ هو الله. ولذلك قيل فيه: «17لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَكُمْ هُوَ إِلهُ الآلِهَةِ وَرَبُّ الأَرْبَابِ الإِلهُ العَظِيمُ الجَبَّارُ المَهِيبُ الذِي لا يَأْخُذُ بِالوُجُوهِ وَلا يَقْبَلُ رَشْوَةً»(سِفْرُ اَلَتَّثْنِيَة10: 17). وقيل أيضاً «4وَأَنَا الرَّبُّ إِلَهُكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ وَإِلَهاً سُوَايَ لَسْتَ تَعْرِفُ وَلاَ مُخَلِّصَ غَيْرِي»(سِفْرُ هُوشَعَ13: 4). ولعل من أهم الآيات الدالة على أن اسم الرَّبُّ هي من أسماء الله وحده أعلن الله: «8أَنَا الرَّبُّ هَذَا اسْمِي وَمَجْدِي لاَ أُعْطِيهِ لِآخَرَ وَلاَ تَسْبِيحِي لِلْمَنْحُوتَاتِ»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ42: 8).

    الله في الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ يعلن: «11أَنَا أَنَا الرَّبُّ، وَلَيْسَ غَيْرِي مُخَلِّصٌ»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ43: 11). «5أَنَا الرَّبُّ وَلَيْسَ آخَرُ. لاَ إِلَهَ سِوَايَ. نَطَّقْتُكَ وَأَنْتَ لَمْ تَعْرِفْنِي»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ45: 5) «21أَخْبِرُوا. قَدِّمُوا. وَلْيَتَشَاوَرُوا مَعاً. مَنْ أَعْلَمَ بِهَذِهِ مُنْذُ الْقَدِيمِ أَخْبَرَ بِهَا مُنْذُ زَمَانٍ؟ أَلَيْسَ أَنَا الرَّبُّ وَلاَ إِلَهَ آخَرَ غَيْرِي؟ إِلَهٌ بَارٌّ وَمُخَلِّصٌ. لَيْسَ سِوَايَ»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ45: 21).

     

     2) دعي الْمَسِيح بالرَّبُّ في مناسبات لأعلن لاهوته:

    ولعل منها ذلك السؤال الذي حير الرَّبُّ الفريسيين، حينما «43قَالَ لَهُمْ (الْمَسِيح): «فَكَيْفَ يَدْعُوهُ دَاوُدُ بِالرُّوحِ رَبّاً؟ قَائِلاً: 44قَالَ الرَّبُّ لِرَبِّي: اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئاً لِقَدَمَيْكَ. 45فَإِنْ كَانَ دَاوُدُ يَدْعُوهُ رَبّاً، فَكَيْفَ يَكُونُ ابْنَهُ؟»(إِنْجِيلُ مَتَّى22: 43-45). إشارة إلى «1قَالَ الرَّبُّ لِرَبِّي: «اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئاً لِقَدَمَيْكَ»(سِفْرُ اَلْمَزَامِيرُ، مَزْمُور110: 1)، «46فَلَمْ يَسْتَطِعْ أَحَدٌ أَنْ يُجِيبَهُ بِكَلِمَةٍ. وَمِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ لَمْ يَجْسُرْ أَحَدٌ أَنْ يَسْأَلَهُ بَتَّةً (أبدا مطلقا)»(إِنْجِيلُ مَتَّى22: 46). فداود يدعوه ربه، ويزيد الآية قوة، جلوسه عن يمين الله.

     

    3) دعي الْمَسِيح بالرَّبُّ في مجال الصلاة:

    وهو مجال العبادة لا يمكن أن توجه فيه كلمة (يا رب) إلا لله وحده. وفي ذلك قال الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ في العظة على الجبل «21لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لِي: يَا رَبُّ، يَا رَبُّ! يَدْخُلُ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. بَلِ الَّذِي يَفْعَلُ إِرَادَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ»(إِنْجِيلُ مَتَّى7: 21).

    وهو هنا يعلن إن الصلاة الموجهة إليه لانه هو الرب، وبنفس المعنى أعلن «46وَلِمَاذَا تَدْعُونَنِي: يَا رَبُّ، يَا رَبُّ، وَأَنْتُمْ لاَ تَفْعَلُونَ مَا أَقُولُهُ؟»(إِنْجِيلُ لُوقَا6: 46).

     

    4) دعي الْمَسِيح بالرَّبُّ في يوم الدينونة الرهيب:

    وفي هذا قال الرَّبُّ يَسُوعَ الْمَسِيح «22كَثِيرُونَ سَيَقُولُونَ لِي فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ: يَا رَبُّ، يَا رَبُّ! أَلَيْسَ بِاسْمِكَ تَنَبَّأْنَا، وَبِاسْمِكَ أَخْرَجْنَا شَيَاطِينَ، وَبِاسْمِكَ صَنَعْنَا قُوَّاتٍ كَثِيرَةً؟ 23فَحِينَئِذٍ أُصَرِّحُ لَهُمْ: إِنِّي لَمْ أَعْرِفْكُمْ قَطُّ! اذْهَبُوا عَنِّي يَا فَاعِلِي الإِثْمِ!»(إِنْجِيلُ مَتَّى7: 22و23). وحديثهم معه باعتبار أنه الديان، وقيامة هو بعمل الديان، دليل على لاهوته لأنه ولاشك أنهم حينما يخاطبونه في يوم الدينونة بعبارة يا رب، هذا دليل على لاهوته لأنه هو المتصرف الأبدي. وعبارة باسمك تنبأنا. باسمك صنعنا قوات، هنا اعتراف باللاهوت في أخطر ساعة. وفي حديث الرَّبُّ عن جلوسه للدينونة في اليوم الأخير، يخاطبه الأَبْرَارُ والأشرار جميعًا بعبارة يا رب. فيقول له الأَبْرَارُ «37فَيُجِيبُهُ الأَبْرَارُ حِينَئِذٍ قَائِليِنَ: يَارَبُّ، مَتَى رَأَيْنَاكَ جَائِعاً فَأَطْعَمْنَاكَ، أَوْ عَطْشَاناً فَسَقَيْنَاكَ؟»(إِنْجِيلُ مَتَّى25: 37)، وبنفس الأسلوب يخاطبه الأشرار «44حِينَئِذٍ يُجِيبُونَهُ هُمْ أَيْضاً قَائِليِنَ: يَارَبُّ مَتَى رَأَيْنَاكَ جَائِعاً أَوْ عَطْشَاناً أَوْ غَرِيباً أَوْ عُرْيَاناً أَوْ مَرِيضاً أَوْ مَحْبُوساً وَلَمْ نَخْدِمْكَ؟»(إِنْجِيلُ مَتَّى25: 44). ويتلقى هؤلاء وأولئك منه الحكم بمصيرهم الأبدي. وهذه ساعة رهيبة يخاطبه فيها الكل كإله. وقد جلس على كرسي مجده وحوله جميع الملائكة والقديسين «31وَمَتَى جَاءَ ابْنُ الإِنْسَانِ فِي مَجْدِهِ وَجَمِيعُ الْمَلاَئِكَةِ الْقِدِّيسِينَ مَعَهُ، فَحِينَئِذٍ يَجْلِسُ عَلَى كُرْسِيِّ مَجْدِهِ»(إِنْجِيلُ مَتَّى25: 31).

    وفي نفس الوضع حديث الرَّبُّ عن الدينونة، ووقوف الأشرار خارجًا يقولون يا رب افتح لنا  «25مِنْ بَعْدِ مَا يَكُونُ رَبُّ الْبَيْتِ قَدْ قَامَ وَأَغْلَقَ الْبَابَ، وَابْتَدَأْتُمْ تَقِفُونَ خَارِجاً وَتَقْرَعُونَ الْبَابَ قَائِلِينَ: يَا رَبُّ، يَا رَبُّ، افْتَحْ لَنَا يُجِيبُ، ويَقُولُ لَكُمْ: لاَ أَعْرِفُكُمْ مِنْ أَيْنَ أَنْتُمْ!»(إِنْجِيلُ لُوقَا13: 25).

     

    5) دعي الْمَسِيح بالرَّبُّ في ساعة الموت:

    وهي ساعة حرجة جدًا، يهتم فيها الإنسان- وبخاصة البار- بكل لفظة ينطق بها حرصًا على خلاصه. ونحن نرى قديسًا عظيمًا مثل اسطفانوس يقول في ساعة موته «59فَكَانُوا يَرْجُمُونَ اسْتِفَانُوسَ وَهُوَ يَدْعُو وَيَقُولُ: «أَيُّهَا الرَّبُّ يَسُوعُ اقْبَلْ رُوحِي»(سِفْرُ أَعْمَالُ الرُّسُلِ7: 59). فهو هنا يعترف أن يسوع هو الرَّبُّ، وهو الذي يستودع اسطفانوس روحه في يديه ويقول هذا بعد أن رآه قائمًا عن يمين الله في الأعالي. أنه اعتراف واضح بلا هوته. ومثله اعتراف واحد من اللصين قائلاً: «42ثُمَّ قَالَ لِيَسُوعَ: «اذْكُرْنِي يَا رَبُّ مَتَى جِئْتَ فِي مَلَكُوتِكَ»(إِنْجِيلُ لُوقَا23: 42). والرَّبُّ يَسُوعَ الْمَسِيح قبل منه هذا الاسم (يَا رَبُّ). ومنحه الوعد أن يكون معه في نفس اليوم في الفردوس. أي أن إيمانه بأن الْمَسِيح رب استحق عليه الفردوس.

     

    6) ودعي الْمَسِيح بالرَّبُّ في مجال الخلق:

    فالإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ، يعلن: «6لَكِنْ لَنَا إِلَهٌ وَاحِدٌ: الآبُ الَّذِي مِنْهُ جَمِيعُ الأَشْيَاءِ وَنَحْنُ لَهُ. وَرَبٌّ وَاحِدٌ: يَسُوعُ الْمَسِيحُ الَّذِي بِهِ جَمِيعُ الأَشْيَاءِ وَنَحْنُ بِهِ»(رِّسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ الأُولَى إِلَى أَهْلِ كُورِنْثُوسَ8: 6).

     

    7) ودعي الْمَسِيح بالرَّبُّ في التعبير عن إيمانهم:

    «28أَجَابَ تُومَا وَقَالَ لَهُمْ: «رَبِّي وَإِلَهِي!»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا20: 28). أعلن هذا بعدما وضع إصبعه مكان المسامير، عن إيمانه وهي عبارة واضح وصريحه. وقد قبل منه الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ هذه العبارة وهذا الإيمان، ووبخه على أنه كان متأخرًا في التصريح بهذا الإيمان، و«29قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «لأَنَّكَ رَأَيْتَنِي يَا تُومَا آمَنْتَ! طُوبَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَرَوْا»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا20: 29). قال بُولُسَ وَسِيلاَ لحَافِظَ سِّجْنِ فِيلِبِّي  «31فَقَالاَ: «آمِنْ بِالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ فَتَخْلُصَ أَنْتَ وَأَهْلُ بَيْتِكَ»(سِفْرُ أَعْمَالُ الرُّسُلِ16: 31). عبارة رب مساوي الله، لأنها خاصة بالإيمان والخلاص، وهما خاصان بالله وحده.

     

    8) ودعي الْمَسِيح بالرَّبُّ في مجال الْمَجْدِ:

    الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ، يعلن: «18وَلَكِنِ انْمُوا فِي النِّعْمَةِ وَفِي مَعْرِفَةِ رَبِّنَا وَمُخَلِّصِنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ. لَهُ الْمَجْدُ الآنَ وَإِلَى يَوْمِ الدَّهْرِ. آمِينَ»(رِّسَالَةُ بُطْرُسَ الرَّسُولِ الثَّانِيةُ3: 18). وواضح أن هذا تعبير يدل على لاهوته. فشتان بين كلمة رب بالمفرد، وكلمة الرَّبُّ. ثم أكثر منها كلمة رَبِّنَا وَمُخَلِّصِنَا وهي لا تطلق إلا على الله. وبخاصة ما ذكر بعدها هنا له الْمَجْدِ الآن وإلى يوم الدهر. ويعلن يعقوب الرَّسُولِ معاتبًا: «1يَا إِخْوَتِي، لاَ يَكُنْ لَكُمْ إِيمَانُ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، رَبِّ الْمَجْدِ، فِي الْمُحَابَاةِ»(رِّسَالَةُ يَعْقُوبُ الرَّسُولِ2: 1)، فهو يريد أن يكون الإيمان به مثمرًا بأعمال صالحة. وأهمية الآية في عبارة (ربنا)، وعبارة (رب الْمَجْدِ)، وارتباط العبارتين بالإيمان. وهذا لا يستخدم إلا في مجال الحديث عن الله.

    لأن الْمَجْدِ ليس له رب إلا الله وحده، الكلى الْمَجْدِ. وتعبير رب الْمَجْدِ أقوى بكثير من عبارة له الْمَجْدِ. وقد قيلت العبارتين عن الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ. وتعبير رب الْمَجْدِ تكرر مرة أخرى في الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ عن الحكمة الإلهية التي لو عرفها «8الَّتِي لَمْ يَعْلَمْهَا أَحَدٌ مِنْ عُظَمَاءِ هَذَا الدَّهْرِ لأَنْ لَوْ عَرَفُوا لَمَا صَلَبُوا رَبَّ الْمَجْدِ»(رِّسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ الأُولَى إِلَى أَهْلِ كُورِنْثُوسَ2: 8).

     

    9) وقد دعي الْمَسِيح برَبُّ الأَرْبَابِ:

    وهو من ألقاب الله وحده. فقد أعلن في نَامُوسِ مُوسَى: «17لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَكُمْ هُوَ إِلهُ الآلِهَةِ وَرَبُّ الأَرْبَابِ الإِلهُ العَظِيمُ الجَبَّارُ المَهِيبُ الذِي لا يَأْخُذُ بِالوُجُوهِ وَلا يَقْبَلُ رَشْوَةً»(سِفْرُ اَلَتَّثْنِيَة10: 17). ومع ذلك نرى إن لقب رَبُّ الأَرْبَابِ أطلق على الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ في أكثر من موضع. فإعلن: «16وَلَهُ عَلَى ثَوْبِهِ وَعَلَى فَخْذِهِ اسْمٌ مَكْتُوبٌ: «مَلِكُ الْمُلُوكِ وَرَبُّ الأَرْبَابِ»(سِفْرُ رُؤْيَا يُوحَنَّا اللاَّهُوتِيِّ19: 16). وأيضًا «14هَؤُلاَءِ سَيُحَارِبُونَ الْخَرُوفَ، وَالْخَرُوفُ يَغْلِبُهُمْ، لأَنَّهُ رَبُّ الأَرْبَابِ وَمَلِكُ الْمُلُوكِ، وَالَّذِينَ مَعَهُ مَدْعُوُّونَ وَمُخْتَارُونَ وَمُؤْمِنُونَ»(سِفْرُ رُؤْيَا يُوحَنَّا اللاَّهُوتِيِّ17: 14). فمن يكون رَبُّ الأَرْبَابِ وملك الملوك سوي الله نفسه، وقد قيل ذلك عن الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، في تعبير يدل على لاهوته.

     

    10) وقد دعي الْمَسِيح برَبُّ السَّبْتِ  

    «8فَإِنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ هُوَ رَبُّ السَّبْتِ أَيْضاً»(إِنْجِيلُ مَتَّى12: 8). في حديث بين الرَّبُّ يَسُوعَ الْمَسِيح والفريسيين حول السَّبْتِ وعمل الرحمة فيه. أعلن لهم «1فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ ذَهَبَ يَسُوعُ فِي السَّبْتِ بَيْنَ الزُّرُوعِ، فَجَاعَ تَلاَمِيذُهُ وَابْتَدَأُوا يَقْطِفُونَ سَنَابِلَ وَيَأْكُلُونَ. 2فَالْفَرِّيسِيُّونَ لَمَّا نَظَرُوا قَالُوا لَهُ: «هُوَذَا تَلاَمِيذُكَ يَفْعَلُونَ مَا لاَ يَحِلُّ فِعْلُهُ فِي السَّبْتِ!» 3فَقَالَ لَهُمْ: «أَمَا قَرَأْتُمْ مَا فَعَلَهُ دَاوُدُ حِينَ جَاعَ هُوَ وَالَّذِينَ مَعَهُ؟ 4كَيْفَ دَخَلَ بَيْتَ اللَّهِ وَأَكَلَ خُبْزَ التَّقْدِمَةِ الَّذِي لَمْ يَحِلَّ أَكْلُهُ لَهُ وَلاَ لِلَّذِينَ مَعَهُ، بَلْ لِلْكَهَنَةِ فَقَطْ. 5أَوَ مَا قَرَأْتُمْ فِي التَّوْرَاةِ أَنَّ الْكَهَنَةَ فِي السَّبْتِ فِي الْهَيْكَلِ يُدَنِّسُونَ السَّبْتَ وَهُمْ أَبْرِيَاءُ؟ 6وَلَكِنْ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ هَهُنَا أَعْظَمَ مِنَ الْهَيْكَلِ! 7فَلَوْ عَلِمْتُمْ مَا هُوَ: إِنِّي أُرِيدُ رَحْمَةً لاَ ذَبِيحَةً، لَمَا حَكَمْتُمْ عَلَى الأَبْرِيَاءِ! 8فَإِنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ هُوَ رَبُّ السَّبْتِ أَيْضاً»(إِنْجِيلُ مَتَّى12: 1-8).

    كلهم كانوا يعرفون أن يوم السَّبْتِ هو يوم الرَّبُّ. وشريعة السَّبْتِ هي شريعة أصدرهما الله نفسه. ولكن هوذا الرَّبُّ يَسُوعَ الْمَسِيح يعلن إنه رَبُّ السَّبْتِ أيضًا أي رب هذا اليوم الخاص بالرَّبُّ، وهو صاحب الشريعة فيه. وهذا كلام لا يصدر إلا عن الله نفسه.

     

    11) ودعي الرَّبُّ الْمَسِيح أيضًا، الرَّبُّ بِرُّنَا:

    وقد ورد ذلك في نبوءة لإِرْمِيَا النبي أعلن فيها: «5هَا أَيَّامٌ تَأْتِي يَقُولُ الرَّبُّ وَأُقِيمُ لِدَاوُدَ غُصْنَ بِرٍّ فَيَمْلِكُ مَلِكٌ وَيَنْجَحُ وَيُجْرِي حَقّاً وَعَدْلاً فِي الأَرْضِ. 6فِي أَيَّامِهِ يُخَلَّصُ يَهُوذَا وَيَسْكُنُ إِسْرَائِيلُ آمِناً وَهَذَا هُوَ اسْمُهُ الَّذِي يَدْعُونَهُ بِهِ: الرَّبُّ بِرُّنَا»(سِفْرُ إِرْمِيَا23: 5و6). وقد تحققت في الرَّبُّ يَسُوعَ الْمَسِيح إذ صار برنا بعد أن منحنا التبرير بدمه.

     

    12) وقد دعي الْمَسِيح بالرَّبُّ في مجال المعجزات:

    فأعلن الرَّسُولِ بُطْرُسَ بعد أن مشى معه على الماء، «30وَلَكِنْ لَمَّا رَأَى الرِّيحَ شَدِيدَةً خَافَ. وَإِذِ ابْتَدَأَ يَغْرَقُ، صَرَخَ قَائِلاً: «يَا رَبُّ، نَجِّنِي!»(إِنْجِيلُ مَتَّى14: 30)، فمد الرَّبُّ يده ونجاه  «33وَالَّذِينَ فِي السَّفِينَةِ جَاءُوا وَسَجَدُوا لَهُ قَائِلِينَ: «بِالْحَقِيقَةِ أَنْتَ ابْنُ اللَّهِ!»(إِنْجِيلُ مَتَّى14: 33). وها نرى أن كلمة رب استخدمت في مجال معجزة. وحدث بعدها سجود، واعترف ببنوته لله، مما يدل على لاهوته.

    Ø   وفي مجال المعجزة أيضًا نرى شهادتين للرسل:

    فبعد معجزة صيد السمك قبل دعوة بُطْرُسَ، سجد بُطْرُسَ وقال للرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيح  «8فَلَمَّا رَأَى سِمْعَانُ بُطْرُسُ ذَلِكَ خَرَّ عِنْدَ رُكْبَتَيْ يَسُوعَ قَائِلاً: «اخْرُجْ مِنْ سَفِينَتِي يَارَبُّ، لأَنِّي رَجُلٌ خَاطِئٌ»(إِنْجِيلُ لُوقَا5: 8). وقوة الآية هنا تتركز في عبارة يا رب، ومعها سجود، وبعد معجزة. فهي ليست كلمة عادية. وعبارة فإني رجل خاطئ تعطي قوة في الشعور بعدم الاستحقاق لوجود الرَّبُّ القدوس في سفينته. وفي معجزة صيد السمك الكثير بعد القيامة نجد نفس الوضع: «7فَقَالَ ذَلِكَ التِّلْمِيذُ الَّذِي كَانَ يَسُوعُ يُحِبُّهُ لِبُطْرُسَ: «هُوَ الرَّبُّ!». فَلَمَّا سَمِعَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ أَنَّهُ الرَّبُّ، اتَّزَرَ بِثَوْبِهِ، لأَنَّهُ كَانَ عُرْيَاناً، وَأَلْقَى نَفْسَهُ فِي الْبَحْرِ»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا21: 7). «12قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «هَلُمُّوا تَغَدَّوْا!». وَلَمْ يَجْسُرْ أَحَدٌ مِنَ التَّلاَمِيذِ أَنْ يَسْأَلَهُ: مَنْ أَنْتَ؟ إِذْ كَانُوا يَعْلَمُونَ أَنَّهُ الرَّبُّ»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا21: 12).

     

    13) واستخدمت أليصابات هذا الاسم في استقبالها للعذراء:

    امتلأت أليصابات من الروح القدس لما سمعت سلام مريم وقالت لها: «43فَمِنْ أَيْنَ لِي هَذَا أَنْ تَأْتِيَ أُمُّ رَبِّي إِلَيَّ؟ 44فَهُوَذَا حِينَ صَارَ صَوْتُ سَلاَمِكِ فِي أُذُنَيَّ ارْتَكَضَ الْجَنِينُ بِابْتِهَاجٍ فِي بَطْنِي»(إِنْجِيلُ لُوقَا1: 43و44). قالت ذلكم في مجال معجزة، وهي ممتلئة بالروح القدس. وفي شعور بالانسحاق وعدم الاستحقاق لزيارة أُمُّ رَبِّي لها. وكان هذا اعترافًا بلاهوته.

     

    14) وبعد القيامة دعي الْمَسِيح بالرَّبُّ كثيرًا:

    «18فَجَاءَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ وَأَخْبَرَتِ التَّلاَمِيذَ أَنَّهَا رَأَتِ الرَّبَّ، وَأَنَّهُ قَالَ لَهَا هَذَا»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا20: 18)، «20وَلَمَّا قَالَ هَذَا أَرَاهُمْ يَدَيْهِ وَجَنْبَهُ، فَفَرِحَ التّلاَمِيذُ إِذْ رَأَوُا الرَّبَّ»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا20: 20).  «25فَقَالَ لَهُ التَّلاَمِيذُ الآخَرُونَ: «قَدْ رَأَيْنَا الرَّبَّ!». فَقَالَ لَهُمْ: «إِنْ لَمْ أُبْصِرْ فِي يَدَيْهِ أَثَرَ الْمَسَامِيرِ، وَأَضَعْ إِصْبِعِي فِي أَثَرِ الْمَسَامِيرِ، وَأَضَعْ يَدِي فِي جَنْبِهِ، لاَ أُومِنْ»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا20: 25). «34وَهُمْ يَقُولُونَ: «إِنَّ الرَّبَّ قَامَ بِالْحَقِيقَةِ وَظَهَرَ لِسِمْعَانَ!»(إِنْجِيلُ لُوقَا24: 34). وقال الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ أَتُحِبُّنِي وكان رد بُطْرُسَ ثلاث مرات أَنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي أُحِبُّكَ: «15فَبَعْدَ مَا تَغَدَّوْا قَالَ يَسُوعُ لِسِمْعَانَ بُطْرُسَ: «يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا، أَتُحِبُّنِي أَكْثَرَ مِنْ هَؤُلاَءِ؟» قَالَ لَهُ: «نَعَمْ يَا رَبُّ أَنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي أُحِبُّكَ». قَالَ لَهُ: «ارْعَ خِرَافِي». 16قَالَ لَهُ أَيْضاً ثَانِيَةً: «يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا، أَتُحِبُّنِي؟» قَالَ لَهُ: «نَعَمْ يَا رَبُّ، أَنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي أُحِبُّكَ». قَالَ لَهُ: «ارْعَ غَنَمِي». 17قَالَ لَهُ ثَالِثَةً: «يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا، أَتُحِبُّنِي؟» فَحَزِنَ بُطْرُسُ لأَنَّهُ قَالَ لَهُ ثَالِثَةً: أَتُحِبُّنِي؟ فَقَالَ لَهُ: «يَا رَبُّ، أَنْتَ تَعْلَمُ كُلَّ شَيْءٍ. أَنْتَ تَعْرِفُ أَنِّي أُحِبُّكَ». قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «ارْعَ غَنَمِي»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا21: 15-17).

     

    15) دعي الْمَسِيح بالرَّبُّ في إعلان الملائكة:

    سواء في البشارة بميلاده، أو البشارة بقيامته.

    ففي الميلاد قال الْمَلاَكُ للرعاة: «10فَقَالَ لَهُمُ الْمَلاَكُ: «لاَ تَخَافُوا! فَهَا أَنَا أُبَشِّرُكُمْ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ يَكُونُ لِجَمِيعِ الشَّعْبِ: 11أَنَّهُ وُلِدَ لَكُمُ الْيَوْمَ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ مُخَلِّصٌ هُوَ الْمَسِيحُ الرَّبُّ»(إِنْجِيلُ لُوقَا2: 10و11). وفي القيامة «5فَأَجَابَ الْمَلاَكُ وَقَالَ لِلْمَرْأَتَيْنِ: «لاَ تَخَافَا أَنْتُمَا، فَإِنِّي أَعْلَمُ أَنَّكُمَا تَطْلُبَانِ يَسُوعَ الْمَصْلُوبَ. 6لَيْسَ هُوَ هَهُنَا، لأَنَّهُ قَامَ كَمَا قَالَ! هَلُمَّا انْظُرَا الْمَوْضِعَ الَّذِي كَانَ الرَّبُّ مُضْطَجِعاً فِيهِ»(إِنْجِيلُ مَتَّى28: 5و6). وها نرى شهادة الملائكة لربوبية الْمَسِيح.

     

    16) دعي الْمَسِيح بالرَّبُّ أيضًا في صعوده:

    وهكذا إعلان الله في الإِنْجِيل «19ثُمَّ إِنَّ الرَّبَّ بَعْدَمَا كَلَّمَهُمُ ارْتَفَعَ إِلَى السَّمَاءِ، وَجَلَسَ عَنْ يَمِينِ اللَّهِ. 20وَأَمَّا هُمْ فَخَرَجُوا وَكَرَزُوا فِي كُلِّ مَكَانٍ، وَالرَّبُّ يَعْمَلُ مَعَهُمْ وَيُثَبِّتُ الْكَلاَمَ بِالآيَاتِ التَّابِعَةِ. آمِينَ»(إِنْجِيلُ مَرْقُسَ16: 19و20). وهنا استخدام كلمة الرَّبُّ في مجال الصعود إلى السماء والجلوس عن يمين الآب، وفي مجال تثبيت كرازتهم بالآيات... كل هذا يعطى معنى أنها ليست كلمة عادية، وإنما تستخدم في مجال الإيمان بلا هوته.

    17) وإعلان الله في الإِنْجِيل دعي الْمَسِيح بالرَّبُّ كثيرًا:

    ففي معجزة إقامة ابن أرملة نايين قال البشير لُوقَا عن هذه الأرملة «13فَلَمَّا رَآهَا الرَّبُّ تَحَنَّنَ عَلَيْهَا، وَقَالَ لَهَا: «لاَ تَبْكِي»(إِنْجِيلُ لُوقَا7: 13). وفي خضوع الشَّيَاطِينُ للتلاميذ، «17فَرَجَعَ السَّبْعُونَ بِفَرَحٍ قَائِلِينَ: «يَا رَبُّ، حَتَّى الشَّيَاطِينُ تَخْضَعُ لَنَا بِاسْمِكَ!»(إِنْجِيلُ لُوقَا10: 17).

    وفي معجزة التجلي قالوا له: «4فَجَعَلَ بُطْرُسُ يَقُولُ لِيَسُوعَ: «يَا رَبُّ، جَيِّدٌ أَنْ نَكُونَ هَهُنَا! فَإِنْ شِئْتَ نَصْنَعْ هُنَا ثَلاَثَ مَظَالَّ: لَكَ وَاحِدَةٌ، وَلِمُوسَى وَاحِدَةٌ، وَلإِيلِيَّا وَاحِدَةٌ»(إِنْجِيلُ مَتَّى17: 4).، بُطْرُسَ كلامه الرَّبُّ «34فَقَالَ: «أَقُولُ لَكَ يَا بُطْرُسُ: لاَ يَصِيحُ الدِّيكُ الْيَوْمَ قَبْلَ أَنْ تُنْكِرَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ أَنَّكَ تَعْرِفُنِي»(إِنْجِيلُ لُوقَا22: 34). وفي قصة زكا «8فَوَقَفَ زَكَّا وَقَالَ لِلرَّبِّ: «هَا أَنَا يَا رَبُّ أُعْطِي نِصْفَ أَمْوَالِي لِلْمَسَاكِينِ، وَإِنْ كُنْتُ قَدْ وَشَيْتُ بِأَحَدٍ أَرُدُّ أَرْبَعَةَ أَضْعَافٍ»(إِنْجِيلُ لُوقَا19: 8). وفي  «31وَقَالَ الرَّبُّ: «سِمْعَانُ، سِمْعَانُ، هُوَذَا الشَّيْطَانُ طَلَبَكُمْ لِكَيْ يُغَرْبِلَكُمْ كَالْحِنْطَةِ!...33فَقَالَ لَهُ: «يَا رَبُّ، إِنِّي مُسْتَعِدٌّ أَنْ أَمْضِيَ مَعَكَ حَتَّى إِلَى السِّجْنِ وَإِلَى الْمَوْتِ!»...38فَقَالُوا: «يَا رَبُّ، هُوَذَا هُنَا سَيْفَانِ». فَقَالَ لَهُمْ: «يَكْفِي!»...49فَلَمَّا رَأَى الَّذِينَ حَوْلَهُ مَا يَكُونُ، قَالُوا: «يَا رَبُّ، أَنَضْرِبُ بِالسَّيْفِ؟»...61فَالْتَفَتَ الرَّبُّ وَنَظَرَ إِلَى بُطْرُسَ، فَتَذَكَّرَ بُطْرُسُ كَلاَمَ الرَّبِّ، كَيْفَ قَالَ لَهُ: «إِنَّكَ قَبْلَ أَنْ يَصِيحَ الدِّيكُ تُنْكِرُنِي ثَلاَثَ مَرَّاتٍ»(إِنْجِيلُ لُوقَا22: 31-61) وردت عبارة الرَّبُّ عن الْمَسِيح 5 مرات.

    وكمثال لذلك في سفر أعمال الرسل في دعوة شاول الطرسوسي «5فَقَالَ: «مَنْ أَنْتَ يَا سَيِّدُ؟» فَقَالَ الرَّبُّ: «أَنَا يَسُوعُ الَّذِي أَنْتَ تَضْطَهِدُهُ. صَعْبٌ عَلَيْكَ أَنْ تَرْفُسَ مَنَاخِسَ». 6فَقَالَ وَهُوَ مُرْتَعِدٌ وَمُتَحَيِّرٌ: «يَا رَبُّ مَاذَا تُرِيدُ أَنْ أَفْعَلَ؟»فَقَالَ لَهُ الرَّبُّ: «قُم وَادْخُلِ الْمَدِينَةَ فَيُقَالَ لَكَ مَاذَا يَنْبَغِي أَنْ تَفْعَلَ»(سِفْرُ أَعْمَالُ الرُّسُلِ9: 5و6).

    وهنا قيلت في مجال معجزة ظهر فيها الرَّبُّ بنور عظيم، وهي معجزة كانت السبب في إيمان شاول. وقال بولس الرَّسُولِ «11لَكِنْ بِنِعْمَةِ الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ نُؤْمِنُ أَنْ نَخْلُصَ كَمَا أُولَئِكَ أَيْضاً»(سِفْرُ أَعْمَالُ الرُّسُلِ15: 11). وعبارة النعمة تكررت كثيرًا ومنها «14نِعْمَةُ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، وَمَحَبَّةُ اللهِ، وَشَرِكَةُ الرُّوحِ الْقُدُسِ مَعَ جَمِيعِكُمْ. آمِينَ»(رِّسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ الثَّانِيةُ إِلَى أَهْلِ كُورِنْثُوسَ13: 14). ولا شك أن عبارة النعمة مع ربنا، وفي مجال البركة تعطى معنى لاهوتيًا. وأيضًا «17وَكُلُّ مَا عَمِلْتُمْ بِقَوْلٍ اوْ فِعْلٍ، فَاعْمَلُوا الْكُلَّ بِاسْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ، شَاكِرِينَ اللهَ وَالآبَ بِهِ»(رِّسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى أَهْلِ كُولُوسِّي3: 17). ولا شك أن هذا دليل على لاهوته، إذا كان كل فعل وقول يكون باسمه، باعتباره الرَّبُّ. وقد وضح الرَّسُولِ صلة الْمَسِيح كرب بالله الآب. فبعد أن تحدث عن أن الْمَسِيح «10لِكَيْ تَجْثُوَ بِاسْمِ يَسُوعَ كُلُّ رُكْبَةٍ مِمَّنْ فِي السَّمَاءِ وَمَنْ عَلَى الأَرْضِ وَمَنْ تَحْتَ الأَرْضِ، 11وَيَعْتَرِفَ كُلُّ لِسَانٍ أَنَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ هُوَ رَبٌّ لِمَجْدِ اللهِ الآبِ»(رِّسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى أَهْلِ فِيلِبِّي2: 10و11). ذلك أنه: «3الَّذِي، وَهُوَ بَهَاءُ مَجْدِهِ، وَرَسْمُ جَوْهَرِهِ، وَحَامِلٌ كُلَّ الأَشْيَاءِ بِكَلِمَةِ قُدْرَتِهِ، بَعْدَ مَا صَنَعَ بِنَفْسِهِ تَطْهِيراً لِخَطَايَانَا، جَلَسَ فِي يَمِينِ الْعَظَمَةِ فِي الأَعَالِي،»(الرِّسَالَةُ إِلَى الْعِبْرَانِيِّينَ1: 3)، «9قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَنَا مَعَكُمْ زَمَاناً هَذِهِ مُدَّتُهُ وَلَمْ تَعْرِفْنِي يَا فِيلُبُّسُ! اَلَّذِي رَآنِي فَقَدْ رَأَى الآبَ، فَكَيْفَ تَقُولُ أَنْتَ: أَرِنَا الآبَ؟»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا14: 9).

    18) دعي الْمَسِيح نفسه بالرَّبُّ:

    لم يتعرض مطلقًا على أن يقال له يا رب يا رب... يا ربنا... ونجد في قصة الفصح، لما أرسل تلميذين لإحضار جحش ليركبه في الذهاب إلى أورشليم «3وَإِنْ قَالَ لَكُمَا أَحَدٌ: لِمَاذَا تَفْعَلاَنِ هَذَا؟ فَقُولاَ: الرَّبُّ مُحْتَاجٌ إِلَيْهِ. فَلِلْوَقْتِ يُرْسِلُهُ إِلَى هُنَا»(إِنْجِيلُ مَرْقُسَ11: 3)،  «31وَإِنْ سَأَلَكُمَا أَحَدٌ: لِمَاذَا تَحُلاَّنِهِ؟ فَقُولاَ لَهُ هَكَذا: إِنَّ الرَّبَّ مُحْتَاجٌ إِلَيْهِ»(إِنْجِيلُ لُوقَا19: 31).

     دعي الْمَسِيح بالرَّبُّ في ختام إعلان الله في الإِنْجِيل:

    فآخر آيتين في إعلان الله في الإِنْجِيل «20يَقُولُ الشَّاهِدُ بِهَذَا: «نَعَمْ! أَنَا آتِي سَرِيعاً». آمِينَ. تَعَالَ أَيُّهَا الرَّبُّ يَسُوعُ. 21نِعْمَةُ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ مَعَ جَمِيعِكُمْ. آمِينَ»(سِفْرُ رُؤْيَا يُوحَنَّا اللاَّهُوتِيِّ22: 20-21). إننا نستقبله في مجيئه الثاني بعبارة «تَعَالَ أَيُّهَا الرَّبُّ يَسُوعُ» (وإلى أن يجئ تكون نعمة ربنا يسوع الْمَسِيح معنا. وكلمة ربنا شهادة واضحة على أنه الله. هل تؤمن؟!!!

     


    • تعليقات بلوجر
    • تعليقات الفيس بوك

    0 التعليقات:

    Item Reviewed: لمحات من صورة الْمَسِيح هو الرَّبُّ إعداد د. القس سامي منير اسكندر Rating: 5 Reviewed By: د. القس سامي منير اسكندر
    Scroll to Top