صور الْعَهْدَ الإلهي
رابعاً أبناء الْعَهْدِ مَعَ إِبْرَاهِيمَ
إعداد
د.القس سامي منير اسكندر
يحظى المرء بمكانة خاصة
عندما يكون داخل علاقة الْعَهْدِ مع الله. وأبناء إِبْرَاهِيمَ، باستثناءات قليلة، لم يكونوا بالضرورة
أفضل الناس. كان إِسْحَاقُ رجلاً أخلاقياً،
وبالمثل كان يوسف، حفيدة. ولم يكن في بقية العائلة ولأجيال عديدة ما هو جذاب
أخلاقياً وهكذا انتقل الْعَهْدِ لإِسْحَاقُ كما تكلم الله.
أولاً: الْعَهْدِ مع إِسْحَاقُ
«1وَكَانَ فِي الأَرْضِ
جُوعٌ غَيْرُ الْجُوعِ الأَوَّلِ الَّذِي كَانَ فِي أَيَّامِ إِبْرَاهِيمَ،
فَذَهَبَ إِسْحَاقُ إِلَى أَبِيمَالِكَ مَلِكِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ، إِلَى
جَرَارَ. 2وَظَهَرَ
لَهُ الرَّبُّ وَقَالَ: «لاَ تَنْزِلْ إِلَى مِصْرَ. اسْكُنْ فِي الأَرْضِ الَّتِي أَقُولُ لَكَ. 3تَغَرَّبْ فِي هذِهِ الأَرْضِ فَأَكُونَ مَعَكَ وَأُبَارِكَكَ، لأَنِّي لَكَ وَلِنَسْلِكَ أُعْطِي جَمِيعَ هذِهِ الْبِلاَدِ، وَأَفِي بِالْقَسَمِ الَّذِي أَقْسَمْتُ لإِبْرَاهِيمَ أَبِيكَ. 4وَأُكَثِّرُ نَسْلَكَ كَنُجُومِ السَّمَاءِ، وَأُعْطِي نَسْلَكَ جَمِيعَ هذِهِ الْبِلاَدِ، وَتَتَبَارَكُ فِي نَسْلِكَ جَمِيعُ أُمَمِ الأَرْضِ، 5مِنْ أَجْلِ أَنَّ إِبْرَاهِيمَ سَمِعَ لِقَوْلِي وَحَفِظَ مَا
يُحْفَظُ لِي: أَوَامِرِي وَفَرَائِضِي وَشَرَائِعِي». 6فَأَقَامَ إِسْحَاقُ
فِي جَرَارَ»(سِفْرُ التَّكْوِينِ26: 1-6).
الْعَهْدِ مع إِسْحَاقُ = نجاح
ثم سقوط (ثغرة في الجدار) ثم نجاح مع فشل..................
Ø ملاك الْعَهْدِ:
2وَظَهَرَ لَهُ الرَّبُّ (الرَّبِّ يَسُوعَ
الْمَسِيحِ) وأعطي إِسْحَاقُ
وصايا:
1) «لاَ تَنْزِلْ إِلَى مِصْرَ. المنع من عمل الخطية (النزول
لمصر). التي تعني الاتكال على مصر للحياة بالرغم من وجود مانح الحياة وقاطع الْعَهْدِ
(الحياة للأبد) معك.
2) اسْكُنْ فِي الأَرْضِ الَّتِي أَقُولُ لَكَ: النظر والتمسك بالْعَهْدِ
لوجود الله الدائم معك في كل الظروف حتي وقت التجربة (الامتحان).
3) 3تَغَرَّبْ فِي هذِهِ الأَرْضِ، الأَرْضِ غربة وليست ملكية،
زمنية وليست أبدية...فَأَكُونَ
مَعَكَ وَأُبَارِكَكَ،
الْحَيَاةَ الأبدية هي في الالتصاق بالله أو الاتحاد عبر
الشركة معه.
4) فَأَكُونَ
مَعَكَ وَأُبَارِكَكَ استمرار للعهد مع الأبناء في إطار الطاعة لشريك الْعَهْدِ.
5)
لأَنِّي لَكَ
وَلِنَسْلِكَ أُعْطِي جَمِيعَ هذِهِ الْبِلاَدِ
استمرار المواعيد السابق أعلنها للأباء.
6)
وَأَفِي بِالْقَسَمِ
الَّذِي أَقْسَمْتُ لإِبْرَاهِيمَ أَبِيكَ تأكيد
الإيفاء بالْعَهْدِ.
7)
بركات العهد
:
أ-
وَأُكَثِّرُ
نَسْلَكَ كَنُجُومِ السَّمَاءِ.
ب-
وَأُعْطِي نَسْلَكَ
جَمِيعَ هذِهِ الْبِلاَدِ،
ج-
وَتَتَبَارَكُ فِي
نَسْلِكَ جَمِيعُ أُمَمِ الأَرْضِ.
د-
أسباب النجاح في الْعَهْدِ:
مِنْ أَجْلِ أَنَّ إِبْرَاهِيمَ سَمِعَ لِقَوْلِي وَحَفِظَ مَا
يُحْفَظُ لِي: أَوَامِرِي وَفَرَائِضِي وَشَرَائِعِي.....
تأكيد للْبركة
:
«12وَزَرَعَ
إِسْحَاقُ فِي تِلْكَ الأَرْضِ فَأَصَابَ فِي تِلْكَ السَّنَةِ مِئَةَ ضِعْفٍ،
وَبَارَكَهُ الرَّبُّ.
13فَتَعَاظَمَ الرَّجُلُ وَكَانَ
يَتَزَايَدُ فِي التَّعَاظُمِ حَتَّى صَارَ عَظِيمًا جِدًّا. 14فَكَانَ لَهُ مَوَاشٍ مِنَ الْغَنَمِ وَمَوَاشٍ
مِنَ الْبَقَرِ وَعَبِيدٌ كَثِيرُونَ. فَحَسَدَهُ الْفِلِسْطِينِيُّونَ. 15وَجَمِيعُ الآبَارِ، الَّتِي حَفَرَهَا عَبِيدُ
أَبِيهِ فِي أَيَّامِ إِبْرَاهِيمَ أَبِيهِ، طَمَّهَا الْفِلِسْطِينِيُّونَ
وَمَلأُوهَا تُرَابًا. 16وَقَالَ
أَبِيمَالِكُ لإِسْحَاقَ: «اذْهَبْ مِنْ عِنْدِنَا لأَنَّكَ صِرْتَ أَقْوَى مِنَّا
جِدًّا». 17فَمَضَى إِسْحَاقُ مِنْ
هُنَاكَ، وَنَزَلَ فِي وَادِي جَرَارَ وَأَقَامَ هُنَاكَ»(سِفْرُ التَّكْوِينِ26: 12-17).
تأكيد للْعَهْد:
«18فَعَادَ
إِسْحَاقُ وَنَبَشَ آبَارَ الْمَاءِ الَّتِي حَفَرُوهَا فِي أَيَّامِ إِبْرَاهِيمَ
أَبِيهِ، وَطَمَّهَا الْفِلِسْطِينِيُّونَ بَعْدَ مَوْتِ أَبِيهِ، وَدَعَاهَا
بِأَسْمَاءٍ كَالأَسْمَاءِ الَّتِي دَعَاهَا بِهَا أَبُوهُ. 19وَحَفَرَ عَبِيدُ إِسْحَاقَ فِي الْوَادِي
فَوَجَدُوا هُنَاكَ بِئْرَ مَاءٍ حَيٍّ. 20فَخَاصَمَ
رُعَاةُ جَرَارَ رُعَاةَ إِسْحَاقَ قَائِلِينَ: «لَنَا الْمَاءُ». فَدَعَا اسْمَ
الْبِئْرِ «عِسِقَ» لأَنَّهُمْ نَازَعُوهُ. 21ثُمَّ
حَفَرُوا بِئْرًا أُخْرَى وَتَخَاصَمُوا عَلَيْهَا أَيْضًا، فَدَعَا اسْمَهَا
«سِطْنَةَ». 22ثُمَّ نَقَلَ مِنْ
هُنَاكَ وَحَفَرَ بِئْرًا أُخْرَى وَلَمْ يَتَخَاصَمُوا عَلَيْهَا، فَدَعَا
اسْمَهَا «رَحُوبُوتَ»، وَقَالَ: «إِنَّهُ الآنَ قَدْ أَرْحَبَ لَنَا الرَّبُّ
وَأَثْمَرْنَا فِي الأَرْضِ». 23ثُمَّ
صَعِدَ مِنْ هُنَاكَ إِلَى بِئْرِ سَبْعٍ. 24فَظَهَرَ
لَهُ الرَّبُّ
فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ وَقَالَ: «أَنَا إِلهُ
إِبْرَاهِيمَ أَبِيكَ. لاَ تَخَفْ لأَنِّي مَعَكَ، وَأُبَارِكُكَ وَأُكَثِّرُ
نَسْلَكَ مِنْ أَجْلِ إِبْرَاهِيمَ عَبْدِي». 25فَبَنَى
هُنَاكَ مَذْبَحًا وَدَعَا بِاسْمِ الرَّبِّ.
وَنَصَبَ هُنَاكَ خَيْمَتَهُ، وَحَفَرَ هُنَاكَ عَبِيدُ إِسْحَاقَ بِئْرًا»(سِفْرُ التَّكْوِينِ26: 18-25).
24فَظَهَرَ لَهُ الرَّبُّ
فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ وَقَالَ: «أَنَا إِلهُ إِبْرَاهِيمَ أَبِيكَ. لاَ تَخَفْ لأَنِّي
مَعَكَ، وَأُبَارِكُكَ
وَأُكَثِّرُ نَسْلَكَ مِنْ أَجْلِ إِبْرَاهِيمَ عَبْدِي».
Ø تأكيد إعلان الله في الإِنْجِيل
أنتم أبناء الْعَهْدِ: «أَنتُم
أَبناءُ الأَنبياءِ والْعَهْدِ الذي عاهدَ به الله آباءَنا قائلاً لإبراهيم
وبنسلِكَ تتباركُ جميعُ قبائِلِ الأَرضِ. إليكُم أَولاً إذ أَقامَ الله فتاهُ يَسُوعَ أَرسَلَهُ يُبارِكُكُم بردِّ كلِ واحدٍ منكُم عن شرورهِ»(سِفْرُ أَعْمَالُ الرُّسُلِ3: 25و26).
«أنتم أبناء الْعَهْدِ»:
أ) قيامة الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ أقامة للعَهْدِ «إليكُم أَولاً إذ أَقامَ الله فتاهُ يَسُوعَ».
ب) إرسالية الرَّبِّ
يَسُوعَ الْمَسِيحِ تنحصر في «أَرسَلَهُ
يُبارِكُكُم بردِّ كلِ واحدٍ منكُم عن شرورهِ».
هكذا طاف بنا الرَّسُولِ بُطْرُسَ بإعلان الله في الإِنْجِيل وبسامعيه في كل
أجواء نَامُوسِ مُوسَى
وَالأَنْبِيَاءِ وَالْمَزَامِيرِ في الإِيمَانِ بالْعَهْد والبركات في
دعوات كافة الأَنْبِيَاءِ من مُوسَى وصَمُوئِيلَ، وكل مَنْ ظهروا إلي يوئيل ومَلاَخِي،
وهم يشيرون بإصبع بالْعَهْد
الموحَّدة على هذه الأيام التي كان يعيشها الرسل مع شعب الله الكنيسة في ذلك
الحين. كيف حقَّق الله كل أقوالهم التي قالوها، كلٌّ في أيامه، من إعلان الله في الإِنْجِيل، حتى تبلورت
جميعاً في بؤرة يوم الرب العظيم الذي ظهر فيه مسيَّا الدهور واستُعلن بالقيامة من
الأموات ابناً لله.
وبهذا صار الجيل
الذي كان يخاطبه الرَّسُولِ
بُطْرُسَ بإعلان الله في
الإِنْجِيل أبناء الْعَهْدِ الذي
استُعلن بحسب الْوَعْدِ بآن واحد، أي أبناء الْعَهْدِ التي تحققت في مواعيد
وبركات المسيَّا لأجلهم. فهم أبناء الْعَهْدِ المرسَل
لهم الخلاص في ميعاده، وكأنهم على ميعاد كأول جيل تنفتح أذناه وعيناه على رضى الله
بعد صَمَمٍ وظلام وقتام دام سنوات كثيرة.
فالآن هذا كله
تحقق، ولكنه لم يتحقق
إلاَّ لمَنْ يقبله ويستقبله عن وعي وإدراك، فهذه المواعيد تحققت
اليوم لهم، وهم أول مَنْ تحققت لهم كافتتاح لزمن الْعَهْد الموحَّدة الرَّبِّ
يَسُوعَ الْمَسِيحِ، وكأنهم كانوا حلم إبراهيم الدهري الذي طال زمان تحقيقه. فهم
فَرْحة إبراهيم الكبرى، ورجاء إسحق ويَعْقُوبُ الذي ترجَّوه من وراء الدهور أن يرى
نسلهُم منتهى وعد الله وإشراق نوره في ملء الزمان. الرَّسُولِ بُطْرُسَ بإعلان الله في الإِنْجِيل يعلن أنه واقف
مع الأَنْبِيَاءِ جميعاً في الْعَهْد الموحَّدة بإعلان الله في الإِنْجِيل بالدهور السالفة
يتطلَّع معهم ليرى ولو من بعيد بصيص نور الْعَهْد الموحَّدة والْوَعْدِ وهو
يستقر على رؤوس الجيل أبناء الْعَهْدِ، كما
رفع الله مُوسَى على جبل الفسجة وأراه أرض الميعاد من بعيد. الرَّسُولِ بُطْرُسَ كان يحمل في
قلبه وأحشائه لهفة الأَنْبِيَاءِ، نبيٍّ وراء نبيٍّ، من مُوسَى حتى مَلاَخِي،
لقدوم هذا اليوم الذي جاء في صميم ميعاده، ليفتتح لهم زمان الفرح والغفران
والتغاضي عن المعاصي وانسكاب رضى الله.
ثانياً: الْعَهْدِ مع يَعْقُوبُ
لم
يكن كل أبناء الْعَهْدِ
كإِسْحَاقُ، كان هناك يَعْقُوبُ وغداً وخدع أباه الأعمى «1وَحَدَثَ
لَمَّا شَاخَ إِسْحَاقُ وَكَلَّتْ عَيْنَاهُ عَنِ النَّظَرِ، أَنَّهُ دَعَا
عِيسُوَ ابْنَهُ الأَكْبَرَ وَقَالَ لَهُ: «يَا ابْنِي». فَقَالَ لَهُ:
«هأَنَذَا». 2فَقَالَ: «إِنَّنِي قَدْ
شِخْتُ وَلَسْتُ أَعْرِفُ يَوْمَ وَفَاتِي. 3فَالآنَ
خُذْ عُدَّتَكَ: جُعْبَتَكَ وَقَوْسَكَ، وَاخْرُجْ إِلَى الْبَرِّيَّةِ
وَتَصَيَّدْ لِي صَيْدًا، 4وَاصْنَعْ
لِي أَطْعِمَةً كَمَا أُحِبُّ، وَأْتِنِي بِهَا لآكُلَ حَتَّى تُبَارِكَكَ نَفْسِي
قَبْلَ أَنْ أَمُوتَ».
5وَكَانَتْ
رِفْقَةُ سَامِعَةً إِذْ تَكَلَّمَ إِسْحَاقُ مَعَ عِيسُو ابْنِهِ. فَذَهَبَ
عِيسُو إِلَى الْبَرِّيَّةِ كَيْ يَصْطَادَ صَيْدًا لِيَأْتِيَ بِهِ. 6وَأَمَّا رِفْقَةُ فَكَلمتْ يَعْقُوبَ ابْنِهَا
قَائِلةً: «إِنِّي قَدْ سَمِعْتُ أَبَاكَ يُكَلِّمُ عِيسُوَ أَخَاكَ قَائِلاً: 7ائْتِنِي بِصَيْدٍ وَاصْنَعْ لِي أَطْعِمَةً
لآكُلَ وَأُبَارِكَكَ أَمَامَ الرَّبِّ قَبْلَ
وَفَاتِي. 8فَالآنَ يَا ابْنِي اسْمَعْ
لِقَوْلِي فِي مَا أَنَا آمُرُكَ بِهِ: 9اِذْهَبْ
إِلَى الْغَنَمِ وَخُذْ لِي مِنْ هُنَاكَ جَدْيَيْنِ جَيِّدَيْنِ مِنَ الْمِعْزَى،
فَأَصْنَعَهُمَا أَطْعِمَةً لأَبِيكَ كَمَا يُحِبُّ، 10فَتُحْضِرَهَا إِلَى أَبِيكَ لِيَأْكُلَ حَتَّى يُبَارِكَكَ
قَبْلَ وَفَاتِهِ». 11فَقَالَ
يَعْقُوبُ لِرِفْقَةَ أُمِّهِ: «هُوَذَا عِيسُو أَخِي رَجُلٌ أَشْعَرُ وَأَنَا
رَجُلٌ أَمْلَسُ. 12رُبَّمَا
يَجُسُّنِي أَبِي فَأَكُونُ فِي عَيْنَيْهِ كَمُتَهَاوِنٍ، وَأَجْلِبُ عَلَى
نَفْسِي لَعْنَةً لاَ بَرَكَةً». 13فَقَالَتْ
لَهُ أُمُّهُ: «لَعْنَتُكَ عَلَيَّ يَا ابْنِي. اِسْمَعْ لِقَوْلِي فَقَطْ
وَاذْهَبْ خُذْ لِي». 14فَذَهَبَ
وَأَخَذَ وَأَحْضَرَ لأُمِّهِ، فَصَنَعَتْ أُمُّهُ أَطْعِمَةً كَمَا كَانَ أَبُوهُ
يُحِبُّ. 15وَأَخَذَتْ رِفْقَةُ
ثِيَابَ عِيسُو ابْنِهَا الأَكْبَرِ الْفَاخِرَةَ الَّتِي كَانَتْ عِنْدَهَا فِي
الْبَيْتِ وَأَلْبَسَتْ يَعْقُوبَ ابْنَهَا الأَصْغَرَ، 16وَأَلْبَسَتْ يَدَيْهِ وَمَلاَسَةَ عُنُقِهِ
جُلُودَ جَدْيَيِ الْمِعْزَى. 17وَأَعْطَتِ
الأَطْعِمَةَ وَالْخُبْزَ الَّتِي صَنَعَتْ فِي يَدِ يَعْقُوبَ ابْنِهَا.
18فَدَخَلَ
إِلَى أَبِيهِ وَقَالَ: «يَا أَبِي». فَقَالَ: «هأَنَذَا. مَنْ أَنْتَ يَا
ابْنِي؟» 19فَقَالَ يَعْقُوبُ
لأَبِيهِ: «أَنَا
عِيسُو بِكْرُكَ. قَدْ فَعَلْتُ كَمَا كَلَّمْتَنِي. قُمِ اجْلِسْ وَكُلْ
مِنْ صَيْدِي لِكَيْ تُبَارِكَنِي نَفْسُكَ». 20فَقَالَ إِسْحَاقُ لابْنِهِ: «مَا هذَا الَّذِي
أَسْرَعْتَ لِتَجِدَ يَا ابْنِي؟» فَقَالَ: «إِنَّ الرَّبَّ
إِلهَكَ قَدْ يَسَّرَ لِي». 21فَقَالَ
إِسْحَاقُ لِيَعْقُوبَ: «تَقَدَّمْ لأَجُسَّكَ يَا ابْنِي. أَأَنْتَ هُوَ ابْنِي
عِيسُو أَمْ لاَ؟». 22فَتَقَدَّمَ
يَعْقُوبُ إِلَى إِسْحَاقَ أَبِيهِ، فَجَسَّهُ وَقَالَ: «الصَّوْتُ صَوْتُ
يَعْقُوبَ، وَلكِنَّ الْيَدَيْنِ يَدَا عِيسُو». 23وَلَمْ
يَعْرِفْهُ لأَنَّ يَدَيْهِ كَانَتَا مُشْعِرَتَيْنِ كَيَدَيْ عِيسُو أَخِيهِ،
فَبَارَكَهُ. 24وَقَالَ: «هَلْ أَنْتَ
هُوَ ابْنِي عِيسُو؟» فَقَالَ: «أَنَا هُوَ». 25فَقَالَ:
«قَدِّمْ لِي لآكُلَ مِنْ صَيْدِ ابْنِي حَتَّى تُبَارِكَكَ نَفْسِي». فَقَدَّمَ
لَهُ فَأَكَلَ، وَأَحْضَرَ لَهُ خَمْرًا فَشَرِبَ. 26فَقَالَ
لَهُ إِسْحَاقُ أَبُوهُ: «تَقَدَّمْ وَقَبِّلْنِي يَا ابْنِي». 27فَتَقَدَّمَ وَقَبَّلَهُ، فَشَمَّ رَائِحَةَ
ثِيَابِهِ وَبَارَكَهُ، وَقَالَ: «انْظُرْ! رَائِحَةُ ابْنِي كَرَائِحَةِ حَقْل
قَدْ بَارَكَهُ الرَّبُّ.
28فَلْيُعْطِكَ اللهُ مِنْ نَدَى السَّمَاءِ
وَمِنْ دَسَمِ الأَرْضِ. وَكَثْرَةَ حِنْطَةٍ وَخَمْرٍ. 29لِيُسْتَعْبَدْ لَكَ شُعُوبٌ، وَتَسْجُدْ لَكَ
قَبَائِلُ. كُنْ سَيِّدًا لإِخْوَتِكَ، وَلْيَسْجُدْ لَكَ بَنُو أُمِّكَ. لِيَكُنْ
لاَعِنُوكَ مَلْعُونِينَ، وَمُبَارِكُوكَ مُبَارَكِينَ»(سِفْرُ التَّكْوِينِ27: 1-29).
وكَانَتْ له مشاكل مع أخيه عِيسُوَ
«41فَحَقَدَ
عِيسُو عَلَى يَعْقُوبَ مِنْ أَجْلِ الْبَرَكَةِ الَّتِي بَارَكَهُ بِهَا أَبُوهُ.
وَقَالَ عِيسُو فِي قَلْبِهِ: «قَرُبَتْ أَيَّامُ مَنَاحَةِ أَبِي، فَأَقْتُلُ
يَعْقُوبَ أَخِي». 42فَأُخْبِرَتْ
رِفْقَةُ بِكَلاَمِ عِيسُوَ ابْنِهَا الأَكْبَرِ، فَأَرْسَلَتْ وَدَعَتْ يَعْقُوبَ
ابْنَهَا الأَصْغَرَ وَقَالَتْ لَهُ: «هُوَذَا عِيسُو أَخُوكَ مُتَسَلّ مِنْ
جِهَتِكَ بِأَنَّهُ يَقْتُلُكَ. 43فَالآنَ
يَا ابْنِي اسْمَعْ لِقَوْلِي، وَقُمِ اهْرُبْ إِلَى أَخِي لاَبَانَ إِلَى
حَارَانَ، 44وَأَقِمْ عِنْدَهُ أَيَّامًا
قَلِيلَةً حَتَّى يَرْتَدَّ سُخْطَ أَخِيكَ. 45حَتَّى
يَرْتَدَّ غَضَبُ أَخِيكَ عَنْكَ، وَيَنْسَى مَا صَنَعْتَ بِهِ. ثُمَّ أُرْسِلُ
فَآخُذُكَ مِنْ هُنَاكَ. لِمَاذَا أُعْدَمُ اثْنَيْكُمَا فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ؟»(سِفْرُ التَّكْوِينِ27: 41-45).
كما عانى
المصاعب مع خاله لابان،
وحميه في ذلك الوقت. كما خدعه خاله «31فَقَالَ:
«مَاذَا أُعْطِيكَ؟» فَقَالَ يَعْقُوبُ: «لاَ تُعْطِينِي شَيْئاً. إِنْ صَنَعْتَ
لِي هَذَا الأَمْرَ أَعُودُ أَرْعَى غَنَمَكَ وَأَحْفَظُهَا:»(سِفْرُ
التَّكْوِينِ30:
31). ورغم كل هذا اعتبره الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ كرجل عظيم، ذلك
بسبب اتجاهه وتمسكه بالْعَهْدِ. لقد أخذ الْعَهْدِ مأخذ الجدية والحياة.
فمثلاً وقبل أن تتغير
البكورية بين عِيسُوَ ويَعْقُوبُ تم مناقشة أمور عميقة. وهاك ملخصاً لما حدث. وكما
نعلم كان عِيسُوَ دائماً يرحل بعيداً لصيد الغزلان والنساء. وأهمل
شعب
الْعَهْدِ ورفاهته. كان إلى
حد
كبير شخص حر لا يريد الخضوع لأي قيود. ولكنه لم يكن دائماً صائباً في الصيد وأتى
ذات مرة جائعاً فطلب من أخيه يَعْقُوبُ أن يطعمه وعندما نعبر عن الحديث بينهما في
لغة عامية سيكون كالتالي:
عِيسُوَ: أنا أكاد أموت
جوعاً، يا يَعْقُوبُ. هل يمكن أن تعد شيئاً لي؟
يَعْقُوبُ: يا عِيسُوَ،
لماذا لا تستقر بالبيت وتعتني بنفسك وبشئون العائلة؟ أنت تسافر وقتما تشاء ولأيام ثم تأتي ورائحتك تشبه
رائحة الماعز.
عِيسُوَ:
أنا أحب لحم الصيد ولا أحب الماعز بالتأكيد لا أحب أن أشاهد الخراف والماعز نهاراً
وليلاً.
يَعْقُوبُ: لكن ماذا عن
العائلة والْعَهْدِ؟ ماذا عن قسم إِبْرَاهِيمَ؟
عِيسُوَ: تاني الْعَهْدِ
هل لازلت تؤمن به؟ فكم سنة مضت؟ هل امتلكنا أي أرض؟ هل امتدت أغنامك بعيداً حتى
دمشق؟ دعك من هذا يا يَعْقُوبُ، واحضر لي شيئاً آكله قبل أن أموت في خيمتك.
يَعْقُوبُ: هذه الأرض
يفترض أنها لنا كلها. ويبدو أنك غير مبال فأنت تلاحق الغزلان ومن يدري
أي شيء آخر تطارد. نحن
نمتلك هذه الأرض، يا عِيسُوَ، وأنت غير مبالٍ.
عِيسُوَ: نعم، أذهب أخبر شيوخ بئر
سبع بهذا. أو أذهب للوادي المجاور لنا وقل لهم جميعاً «اخرجوا أيها الرجال من
أرضنا»، وانظر ماذا سيحدث لك. أو الأفضل بعد أن تذهب لأورشليم. واقرع أبوابها
وأخبر حراسها بأنك تملك هذا المكان. وأعط أمراً للملك أن يقدم لك ألف قطعة من
الذهب كإيجار. وانظر لأي مدى تستطيع الهروب من أمامه لتجد رمحاً يطعن ظهرك.
يَعْقُوبُ: لو أن الأمر لا يعني لك
شيئاً، فأعطني إياه.
عِيسُوَ: تول الأمر
يَعْقُوبُ: أنا جاد. إن
كنت لا تريد حق البكورية فأعطني إياها. ورسمياً وبشهود وسأدفع لك شيئاً لأجلها.
أنا أريد تولي المسئولية. لأَنَّ قلب إِسْحَاقُ سينكسر لو انتقلت
البكورية لشخص لا يتعامل معها على نحو جاد. بعني إياها.
عِيسُوَ: اتفقنا سأبيعها
لك. وبشهود وسأبيع لك مواعيد الْعَهْدِ. إِسْحَاقُ المسكين العجوز، والدي العزيز
المسكين. فهو لا يزال يؤمن بهذا الهراء عن كنعان والأمة العظيمة، والنجوم ورمل البحر. نعم، سأبيع لك
أورشليم وبئر سبع، وأشدود، وكل أودية وكروم السامرة*، وكل النساء الجميلة فيه. فكم
تستطيع أن تدفع.
يَعْقُوبُ: ماذا تطلب؟
عِيسُوَ: يا
أخي
يَعْقُوبُ سأخبرك بالثمن. سأبيع لك الجميع بقدر ما يستحق تماماً،
سأبيع لك كل هذه الفوضى، الحقوق، والأراضي، ونجوم السماء- كل الْعَهْدِ- بما
تستحقه هذه المواعيد. بطبق شهِيَ من العدس المطبوخ! فما رأيك!
يَعْقُوبُ: هل أنت جاد؟ عِيسُوَ: نعم
يَعْقُوبُ: سأحضر
الشهود
ويمكن للمرء أن يقرأ
باقي القصة في سجل مُوسَى (سِفْرُ التَّكْوِينِ25 -33).
مر
الْعَهْدِ
عبر السنين بصراعات
قاسية.
وكل من اعتبروه مهماً ذكروهم التاريخ كأبطال سواء كانوا ذوي أخلاق جيدة أو رديئة.
أما أولئك الذين اعتبروا مواعيد الْعَهْدِ أحلام خاوية اختفوا من ذاكرة التاريخ.
وإعتبروا أنهم رجال أشرار، بغض النظر عن أخلاقياتهم الخاصة.
وهذا لا يعني قولنا بأن الله تغاضى عن الأخلاقيات. لكن
يعني قولنا بأن هذا هو المعيار في هذه المرحلة من البرنامج،
لقد
كان بقاء الْعَهْدِ ودوامه أكثر أهمية من أخلاقيات منعزلة مفترض كمالها آنذاك. فالإيمان بالْعَهْدِ، وتأييده، وتعزيز
نجاحه هو الأخلاق آنذاك. هكذا كان الحال، منذ وقتها للآن.
Ø ملاك الْعَهْدِ:
«10فَخَرَجَ
يَعْقُوبُ مِنْ بِئْرِ سَبْعٍ وَذَهَبَ نَحْوَ حَارَانَ. 11وَصَادَفَ مَكَانًا وَبَاتَ هُنَاكَ لأَنَّ
الشَّمْسَ كَانَتْ قَدْ غَابَتْ، وَأَخَذَ مِنْ حِجَارَةِ الْمَكَانِ وَوَضَعَهُ
تَحْتَ رَأْسِهِ، فَاضْطَجَعَ فِي ذلِكَ الْمَكَانِ. 12وَرَأَى حُلْمًا، وَإِذَا سُلَّمٌ مَنْصُوبَةٌ عَلَى الأَرْضِ
وَرَأْسُهَا يَمَسُّ السَّمَاءَ، وَهُوَذَا مَلاَئِكَةُ اللهِ صَاعِدَةٌ وَنَازِلَةٌ
عَلَيْهَا. 13وَهُوَذَا الرَّبُّ وَاقِفٌ عَلَيْهَا،
فَقَالَ: «أَنَا الرَّبُّ
إِلهُ إِبْرَاهِيمَ أَبِيكَ وَإِلهُ إِسْحَاقَ. الأَرْضُ الَّتِي أَنْتَ مُضْطَجِعٌ
عَلَيْهَا أُعْطِيهَا لَكَ وَلِنَسْلِكَ. 14وَيَكُونُ
نَسْلُكَ كَتُرَابِ الأَرْضِ، وَتَمْتَدُّ غَرْبًا وَشَرْقًا وَشَمَالاً وَجَنُوبًا،
وَيَتَبَارَكُ فِيكَ وَفِي نَسْلِكَ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ. 15وَهَا أَنَا مَعَكَ، وَأَحْفَظُكَ حَيْثُمَا تَذْهَبُ،
وَأَرُدُّكَ إِلَى
هذِهِ الأَرْضِ، لأَنِّي لاَ أَتْرُكُكَ حَتَّى أَفْعَلَ مَا كَلَّمْتُكَ
بِهِ».
16فَاسْتَيْقَظَ
يَعْقُوبُ مِنْ نَوْمِهِ وَقَالَ: «حَقًّا إِنَّ الرَّبَّ فِي هذَا الْمَكَانِ وَأَنَا لَمْ
أَعْلَمْ!». 17وَخَافَ
وَقَالَ: «مَا
أَرْهَبَ هذَا الْمَكَانَ! مَا هذَا إِلاَّ بَيْتُ اللهِ، وَهذَا بَابُ
السَّمَاءِ». 18وَبَكَّرَ
يَعْقُوبُ فِي الصَّبَاحِ وَأَخَذَ الْحَجَرَ الَّذِي وَضَعَهُ تَحْتَ رَأْسِهِ
وَأَقَامَهُ عَمُودًا، وَصَبَّ زَيْتًا عَلَى رَأْسِهِ. 19وَدَعَا اسْمَ ذلِكَ الْمَكَانِ «بَيْتَ إِيلَ»،
وَلكِنِ اسْمُ الْمَدِينَةِ أَوَّلاً كَانَ لُوزَ. 20وَنَذَرَ يَعْقُوبُ
نَذْرًا قَائِلاً: «إِنْ كَانَ اللهُ مَعِي، وَحَفِظَنِي فِي هذَا الطَّرِيقِ الَّذِي
أَنَا سَائِرٌ فِيهِ، وَأَعْطَانِي خُبْزًا لآكُلَ وَثِيَابًا لأَلْبَسَ،
21وَرَجَعْتُ بِسَلاَمٍ إِلَى بَيْتِ أَبِي، يَكُونُ الرَّبُّ لِي
إِلهًا، 22وَهذَا الْحَجَرُ
الَّذِي أَقَمْتُهُ عَمُودًا يَكُونُ بَيْتَ اللهِ، وَكُلُّ مَا تُعْطِينِي
فَإِنِّي أُعَشِّرُهُ لَكَ»(سِفْرُ التَّكْوِينِ28: 10-22).
ظهور ملاك الْعَهْدِ 13وَهُوَذَا الرَّبُّ
وَاقِفٌ عَلَيْهَا،
إعلان ملاك الْعَهْدِ: أَنَا الرَّبُّ إِلهُ إِبْرَاهِيمَ
أَبِيكَ وَإِلهُ إِسْحَاقَ
الْعَهْد
الموحَّدة والْوَعْدِ: الأَرْضُ الَّتِي أَنْتَ مُضْطَجِعٌ
عَلَيْهَا أُعْطِيهَا لَكَ وَلِنَسْلِكَ. 14وَيَكُونُ
نَسْلُكَ كَتُرَابِ الأَرْضِ، وَتَمْتَدُّ غَرْبًا وَشَرْقًا وَشَمَالاً وَجَنُوبًا،
وَيَتَبَارَكُ فِيكَ وَفِي نَسْلِكَ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ. 15وَهَا أَنَا مَعَكَ، وَأَحْفَظُكَ حَيْثُمَا تَذْهَبُ،
وَأَرُدُّكَ إِلَى
هذِهِ الأَرْضِ، لأَنِّي لاَ أَتْرُكُكَ حَتَّى أَفْعَلَ مَا كَلَّمْتُكَ
بِهِ. (لاحظ أنها لا تربط بزمن).
رد فعل يَعْقُوبُ:
16«حَقًّا إِنَّ الرَّبَّ فِي هذَا الْمَكَانِ وَأَنَا لَمْ
أَعْلَمْ!». 17وَخَافَ
وَقَالَ: «مَا
أَرْهَبَ هذَا الْمَكَانَ! مَا هذَا إِلاَّ بَيْتُ اللهِ، وَهذَا بَابُ
السَّمَاءِ».
«بَيْتَ إِيلَ (الله)»:
19وَدَعَا اسْمَ ذلِكَ الْمَكَانِ «بَيْتَ إِيلَ»،
20وَنَذَرَ يَعْقُوبُ نَذْرًا قَائِلاً:
«إِنْ كَانَ اللهُ
مَعِي، وَحَفِظَنِي
فِي هذَا الطَّرِيقِ الَّذِي أَنَا سَائِرٌ فِيهِ، وَأَعْطَانِي خُبْزًا
لآكُلَ وَثِيَابًا لأَلْبَسَ، 21وَرَجَعْتُ بِسَلاَمٍ
إِلَى بَيْتِ أَبِي، يَكُونُ الرَّبُّ لِي إِلهًا، 22وَهذَا الْحَجَرُ الَّذِي أَقَمْتُهُ عَمُودًا يَكُونُ
بَيْتَ اللهِ، وَكُلُّ مَا تُعْطِينِي فَإِنِّي أُعَشِّرُهُ لَكَ».
«29فِي قُدْرَةِ يَدِي
أَنْ أَصْنَعَ بِكُمْ شَرًّا، وَلكِنْ إِلهُ أَبِيكُمْ كَلَّمَنِيَ الْبَارِحَةَ قَائِلاً: احْتَرِزْ مِنْ أَنْ تُكَلِّمَ يَعْقُوبَ بِخَيْرٍ أَوْ شَرّ»(سِفْرُ
التَّكْوِينِ30: 29).
هذَا جَيْشُ اللهِ «1وَأَمَّا يَعْقُوبُ
فَمَضَى فِي طَرِيقِهِ وَلاَقَاهُ مَلاَئِكَةُ اللهِ.
2وَقَالَ
يَعْقُوبُ إِذْ رَآهُمْ: «هذَا
جَيْشُ اللهِ!».
فَدَعَا اسْمَ ذلِكَ الْمَكَانِ «مَحَنَايِمَ»(سِفْرُ التَّكْوِينِ32: 1و2).
حظي يَعْقُوبُ بمواجهة
مع الله. وتغير اسمه إلى إِسْرَائِيلَ
«22ثُمَّ
قَامَ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ وَأَخَذَ امْرَأَتَيْهِ وَجَارِيَتَيْهِ
وَأَوْلاَدَهُ الأَحَدَ عَشَرَ وَعَبَرَ مَخَاضَةَ يَبُّوقَ. 23أَخَذَهُمْ
وَأَجَازَهُمُ الْوَادِيَ، وَأَجَازَ مَا كَانَ لَهُ. 24فَبَقِيَ يَعْقُوبُ وَحْدَهُ، وَصَارَعَهُ إِنْسَانٌ حَتَّى طُلُوعِ الْفَجْرِ. 25وَلَمَّا رَأَى أَنَّهُ لاَ يَقْدِرُ عَلَيْهِ، ضَرَبَ حُقَّ فَخْذِهِ، فَانْخَلَعَ حُقُّ فَخْذِ يَعْقُوبَ فِي مُصَارَعَتِهِ مَعَهُ. 26وَقَالَ:
«أَطْلِقْنِي،
لأَنَّهُ قَدْ طَلَعَ الْفَجْرُ». فَقَالَ: «لاَ أُطْلِقُكَ إِنْ لَمْ تُبَارِكْنِي». 27فَقَالَ
لَهُ: «مَا اسْمُكَ؟»
فَقَالَ: «يَعْقُوبُ». 28فَقَالَ:
«لاَ يُدْعَى اسْمُكَ فِي مَا بَعْدُ يَعْقُوبَ بَلْ إِسْرَائِيلَ، لأَنَّكَ جَاهَدْتَ مَعَ اللهِ وَالنَّاسِ وَقَدَرْتَ». 29وَسَأَلَ
يَعْقُوبُ وَقَالَ: «أَخْبِرْنِي
بِاسْمِكَ». فَقَالَ: «لِمَاذَا
تَسْأَلُ عَنِ اسْمِي؟» وَبَارَكَهُ هُنَاكَ.
30فَدَعَا
يَعْقُوبُ اسْمَ الْمَكَانِ «فَنِيئِيلَ» قَائِلاً: «لأَنِّي نَظَرْتُ اللهَ
وَجْهًا لِوَجْهٍ، وَنُجِّيَتْ نَفْسِي». 31وَأَشْرَقَتْ لَهُ الشَّمْسُ إِذْ عَبَرَ فَنُوئِيلَ وَهُوَ يَخْمَعُ
عَلَى فَخْذِهِ. 32لِذلِكَ لاَ
يَأْكُلُ بَنُو إِسْرَائِيلَ عِرْقَ النَّسَا الَّذِي عَلَى حُقِّ الْفَخْذِ إِلَى
هذَا الْيَوْمِ، لأَنَّهُ
ضَرَبَ حُقَّ فَخْذِ يَعْقُوبَ عَلَى عِرْقِ النَّسَا»(سِفْرُ
التَّكْوِينِ32: 22-32).
مصارعة ملاك
الْعَهْدِ
: 24فَبَقِيَ يَعْقُوبُ وَحْدَهُ، وَصَارَعَهُ إِنْسَانٌ حَتَّى طُلُوعِ الْفَجْرِ. 25وَلَمَّا رَأَى أَنَّهُ لاَ يَقْدِرُ عَلَيْهِ، ضَرَبَ حُقَّ فَخْذِهِ، فَانْخَلَعَ حُقُّ فَخْذِ يَعْقُوبَ فِي مُصَارَعَتِهِ مَعَهُ.
التمسك بالبركة
عكس عيسو:
26وَقَالَ: «أَطْلِقْنِي،
لأَنَّهُ قَدْ طَلَعَ الْفَجْرُ». فَقَالَ: «لاَ أُطْلِقُكَ إِنْ لَمْ تُبَارِكْنِي». 27فَقَالَ
لَهُ: «مَا اسْمُكَ؟»
فَقَالَ: «يَعْقُوبُ». 28فَقَالَ:
«لاَ يُدْعَى اسْمُكَ فِي مَا بَعْدُ يَعْقُوبَ بَلْ إِسْرَائِيلَ، لأَنَّكَ جَاهَدْتَ مَعَ اللهِ وَالنَّاسِ وَقَدَرْتَ». 29وَسَأَلَ
يَعْقُوبُ وَقَالَ: «أَخْبِرْنِي
بِاسْمِكَ». فَقَالَ: «لِمَاذَا
تَسْأَلُ عَنِ اسْمِي؟» وَبَارَكَهُ هُنَاكَ.
ضعف يَعْقُوبُ: أَشْرَقَتْ لَهُ الشَّمْسُ إِذْ عَبَرَ فَنُوئِيلَ وَهُوَ يَخْمَعُ
عَلَى فَخْذِهِ.
وكان له أثنا عشر ابناً. وهؤلاء
الأولاد الأثنا عشر صاروًا فيما بعد أسباط عظيمة.
ولم تكن أخلاقياتهم بالشيء الحسن«»(سِفْرُ التَّكْوِينِ29و30)، على الأقل الابن الأكبر رَأُوبَيْنَ «22وَحَدَثَ إِذْ كَانَ
إِسْرَائِيلُ سَاكِنًا فِي تِلْكَ الأَرْضِ، أَنَّ رَأُوبَيْنَ ذَهَبَ وَاضْطَجَعَ
مَعَ بِلْهَةَ سُرِّيَّةِ أَبِيهِ، وَسَمِعَ إِسْرَائِيلُ»(سِفْرُ
التَّكْوِينِ35: 22).
وذهبت كل العائلة أخيراً إلى مصر كضيوف مكرمين. ومكثوا هناك للوقت المتفق عليه.
وتغيرت مكَانَتْهم أثناء التواجد هناك وتتم الإشارة إلى هذا التغير بواسطة هذه
الكلمات البسيطة «8ثُمَّ قَامَ مَلِكٌ جَدِيدٌ عَلَى مِصْرَ لَمْ يَكُنْ يَعْرِفُ يُوسُفَ»(سِفْرُ
اَلْخُرُوجُ1:
8).
وكما قال الله
لإِبْرَاهِيمَ،
بأن نسله سيتم إساءة معاملته في مصر. بالفعل صارواً عبيداً. وكعبيد انحطوا
إلى نوع بهِيَمي من البشر وتمسك قليلون منهم بالأفكار القديمة واحتفظوا باسم الله
وبأحلام الْعَهْدِ حية. بينما فسدت الأغلبية. وبالنسبة للعبيد فالبقاء على قيد
الحياة كان له الأولوية بصرف النظر عن
نوعية هذه الحياة، وعندما خرجوا في النهاية من مصر كان معظمهم متمردين، وغير
ثابتين، يشغل ذهنهم مسبقاً أمور رديئة لأجل حياتهم، بدون إيمان، أو أخلاق، أو
تعليم. كانوا نوعاً من الأشخاص جهلة، غير منظمين، هوائيين، ومهلهلين. لكنهم كانوا
شعب الْعَهْدِ. ومن خلالهم قرر الله أن يبارك كل الجنس البشري وفي هذا الوقت لم
تبد الأشياء مبشرة بالأمل.
إلي اللقاء مع
خامساً: الْعَهْدِ مع
مُوسَى
0 التعليقات:
إرسال تعليق