مَلاَكُ الْعَهْدِ
إعداد
د. القس سامي منير اسكندر
«1هَئَنَذَا
أُرْسِلُ مَلاَكِي فَيُهَيِّئُ الطَّرِيقَ أَمَامِي. وَيَأْتِي بَغْتَةً إِلَى
هَيْكَلِهِ السَّيِّدُ الَّذِي تَطْلُبُونَهُ وَمَلاَكُ الْعَهْدِ الَّذِي تُسَرُّونَ بِهِ.
هُوَذَا يَأْتِي قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ»(سِفْرُ مَلاَخِي3: 1).
يدور
أسئلة كثيرة حول من هو مَلاَكُ الْعَهْدِ؟
وهو مَلاَكُ الرَّبِّ في نَامُوسِ
مُوسَى وَالأَنْبِيَاءِ وَالْمَزَامِيرِ:
مع هَاجَرُ جَارِيَةَ سَارَايَ «7فَوَجَدَهَا مَلاَكُ
الرَّبِّ عَلَى عَيْنِ الْمَاءِ فِي الْبَرِّيَّةِ عَلَى الْعَيْنِ الَّتِي
فِي طَرِيقِ شُورَ. 8وَقَالَ: «يَا
هَاجَرُ جَارِيَةَ سَارَايَ مِنْ أَيْنَ أَتَيْتِ وَإِلَى أَيْنَ تَذْهَبِين؟».
فَقَالَتْ: «أَنَا هَارِبَةٌ مِنْ وَجْهِ مَوْلاَتِي سَارَايَ». 9فَقَالَ لَهَا مَلاَكُ
الرَّبِّ: «ارْجِعِي إِلَى مَوْلاَتِكِ وَاخْضَعِي تَحْتَ يَدَيْهَا». 10وَقَالَ لَهَا مَلاَكُ
الرَّبِّ: «تَكْثِيراً أُكَثِّرُ نَسْلَكِ فَلاَ يُعَدُّ مِنَ
الْكَثْرَةِ». 11وَقَالَ لَهَا مَلاَكُ الرَّبِّ: «هَا أَنْتِ حُبْلَى فَتَلِدِينَ
ابْناً وَتَدْعِينَ اسْمَهُ إِسْمَاعِيلَ لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ سَمِعَ
لِمَذَلَّتِكِ. 12وَإِنَّهُ يَكُونُ
إِنْسَاناً وَحْشِيّاً يَدُهُ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ وَيَدُ كُلِّ وَاحِدٍ عَلَيْهِ
وَأَمَامَ جَمِيعِ إِخْوَتِهِ يَسْكُنُ». 13فَدَعَتِ
اسْمَ الرَّبِّ الَّذِي تَكَلَّمَ مَعَهَا: «أَنْتَ إِيلُ رُئِي». لأَنَّهَا
قَالَتْ: «أَهَهُنَا أَيْضاً رَأَيْتُ بَعْدَ رُؤْيَةٍ؟» 14لِذَلِكَ دُعِيَتِ الْبِئْرُ «بِئْرَ لَحَيْ
رُئِي». هَا هِيَ بَيْنَ قَادِشَ وَبَارَدَ»(سِفْرُ التَّكْوِينِ16: 7-14)،
مع إِبْرَاهِيمُ «11فَنَادَاهُ مَلاَكُ الرَّبِّ مِنَ السَّمَاءِ وَقَالَ:
«إِبْرَاهِيمُ إِبْرَاهِيمُ». فَقَالَ: «هَئَنَذَا» 12فَقَالَ:
«لاَ تَمُدَّ يَدَكَ إِلَى الْغُلاَمِ وَلاَ تَفْعَلْ بِهِ شَيْئاً لأَنِّي الْآنَ
عَلِمْتُ أَنَّكَ خَائِفٌ اللهَ فَلَمْ تُمْسِكِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ عَنِّي». 13فَرَفَعَ إِبْرَاهِيمُ عَيْنَيْهِ وَنَظَرَ
وَإِذَا كَبْشٌ وَرَاءَهُ مُمْسَكاً فِي الْغَابَةِ بِقَرْنَيْهِ فَذَهَبَ
إِبْرَاهِيمُ وَأَخَذَ الْكَبْشَ وَأَصْعَدَهُ مُحْرَقَةً عِوَضاً عَنِ ابْنِهِ. 14فَدَعَا إِبْرَاهِيمُ اسْمَ ذَلِكَ الْمَوْضِعِ
«يَهْوَهْ يِرْأَهْ». حَتَّى إِنَّهُ يُقَالُ الْيَوْمَ: «فِي جَبَلِ الرَّبِّ
يُرَى». 15وَنَادَى مَلاَكُ الرَّبِّ
إِبْرَاهِيمَ ثَانِيَةً مِنَ السَّمَاءِ 16وَقَالَ:
«بِذَاتِي أَقْسَمْتُ يَقُولُ الرَّبُّ أَنِّي مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ فَعَلْتَ هَذَا
الأَمْرَ وَلَمْ تُمْسِكِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ 17أُبَارِكُكَ
مُبَارَكَةً وَأُكَثِّرُ نَسْلَكَ تَكْثِيراً كَنُجُومِ السَّمَاءِ وَكَالرَّمْلِ
الَّذِي عَلَى شَاطِئِ الْبَحْرِ وَيَرِثُ نَسْلُكَ بَابَ أَعْدَائِهِ 18وَيَتَبَارَكُ فِي نَسْلِكَ جَمِيعُ أُمَمِ
الأَرْضِ مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ سَمِعْتَ لِقَوْلِي»(سِفْرُ التَّكْوِينِ22: 11-18)،
مع مُوسَى في الْبَرِّيَّةِ «2وَظَهَرَ لَهُ مَلاَكُ
الرَّبِّ بِلَهِيبِ نَارٍ مِنْ وَسَطِ عُلَّيْقَةٍ فَنَظَرَ وَإِذَا
الْعُلَّيْقَةُ تَتَوَقَّدُ بِالنَّارِ وَالْعُلَّيْقَةُ لَمْ تَكُنْ تَحْتَرِقُ!»(سِفْرُ اَلْخُرُوجُ3: 2)،
مع يَشُوعُ «1وَصَعِدَ مَلاَكُ الرَّبِّ
مِنَ الْجِلْجَالِ إِلَى بُوكِيمَ وَقَالَ: «قَدْ أَصْعَدْتُكُمْ مِنْ مِصْرَ
وَأَتَيْتُ بِكُمْ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أَقْسَمْتُ لآِبَائِكُمْ، وَقُلْتُ: لاَ
أَنْكُثُ عَهْدِي مَعَكُمْ إِلَى الأَبَدِ. 2وَأَنْتُمْ
فَلاَ تَقْطَعُوا عَهْداً مَعَ سُكَّانِ هَذِهِ الأَرْضِ. اهْدِمُوا
مَذَابِحَهُمْ. وَلَمْ تَسْمَعُوا لِصَوْتِي. فَمَاذَا عَمِلْتُمْ؟ 3فَقُلْتُ أَيْضاً: لاَ أَطْرُدُهُمْ مِنْ
أَمَامِكُمْ بَلْ يَكُونُونَ لَكُمْ مُضَايِقِينَ، وَتَكُونُ آلِهَتُهُمْ لَكُمْ
شَرَكاً». 4وَكَانَ لَمَّا تَكَلَّمَ مَلاَكُ الرَّبِّ بِهَذَا الْكَلاَمِ إِلَى جَمِيعِ
بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّ الشَّعْبَ رَفَعُوا صَوْتَهُمْ وَبَكُوا»(سِفْرُ اَلْقُضَاة2: 1-4)،
فَي تَرَنَّمَةْ دَبُورَةُ وَبَارَاقُ «23اِلْعَنُوا (الابتعاد،
الانفصال) مِيرُوزَ قَالَ مَلاَكُ الرَّبِّ. الْعَنُوا سَاكِنِيهَا لَعْناً،
لأَنَّهُمْ لَمْ يَأْتُوا لِمَعُونَةِ الرَّبِّ، مَعُونَةِ الرَّبِّ بَيْنَ
الْجَبَابِرَةِ»(سِفْرُ اَلْقُضَاة5: 23)،
مع جِدْعُونُ «11وَأَتَى مَلاَكُ الرَّبِّ
وَجَلَسَ تَحْتَ الْبُطْمَةِ الَّتِي فِي عَفْرَةَ الَّتِي لِيُوآشَ
الأَبِيعَزَرِيِّ. وَابْنُهُ جِدْعُونُ كَانَ يَخْبِطُ حِنْطَةً فِي الْمِعْصَرَةِ
لِيُهَرِّبَهَا مِنَ الْمِدْيَانِيِّينَ. 12فَظَهَرَ
لَهُ مَلاَكُ الرَّبِّ وَقَالَ لَهُ:
«الرَّبُّ مَعَكَ يَا جَبَّارَ الْبَأْسِ!» 13فَقَالَ
لَهُ جِدْعُونُ: «أَسْأَلُكَ يَا سَيِّدِي، إِذَا كَانَ الرَّبُّ مَعَنَا
فَلِمَاذَا أَصَابَتْنَا كُلُّ هَذِهِ، وَأَيْنَ كُلُّ عَجَائِبِهِ الَّتِي
أَخْبَرَنَا بِهَا آبَاؤُنَا قَائِلِينَ: أَلَمْ يُصْعِدْنَا الرَّبُّ مِنْ
مِصْرَ؟ وَالآنَ قَدْ رَفَضَنَا الرَّبُّ وَجَعَلَنَا فِي كَفِّ مِدْيَانَ». 14فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ الرَّبُّ وَقَالَ:
«اذْهَبْ بِقُّوَتِكَ هَذِهِ وَخَلِّصْ إِسْرَائِيلَ مِنْ كَفِّ مِدْيَانَ. أَمَا
أَرْسَلْتُكَ؟» 15فَقَالَ لَهُ:
«أَسْأَلُكَ يَا سَيِّدِي، بِمَاذَا أُخَلِّصُ إِسْرَائِيلَ؟ هَا عَشِيرَتِي هِيَ
الذُّلَّى فِي مَنَسَّى، وَأَنَا الأَصْغَرُ فِي بَيْتِ أَبِي». 16فَقَالَ لَهُ الرَّبُّ: «إِنِّي أَكُونُ مَعَكَ،
وَسَتَضْرِبُ الْمِدْيَانِيِّينَ كَرَجُلٍ وَاحِدٍ». 17فَقَالَ لَهُ: «إِنْ كُنْتُ قَدْ وَجَدْتُ نِعْمَةً فِي
عَيْنَيْكَ فَاصْنَعْ لِي عَلاَمَةً أَنَّكَ أَنْتَ تُكَلِّمُنِي. 18لاَ تَبْرَحْ مِنْ هَهُنَا حَتَّى آتِيَ
إِلَيْكَ وَأُخْرِجَ تَقْدِمَتِي وَأَضَعَهَا أَمَامَكَ». فَقَالَ: «إِنِّي
أَبْقَى حَتَّى تَرْجِعَ». 19فَدَخَلَ
جِدْعُونُ وَعَمِلَ جَدْيَ مِعْزىً وَإِيفَةَ دَقِيقٍ فَطِيراً. أَمَّا اللَّحْمُ
فَوَضَعَهُ فِي سَلٍّ، وَأَمَّا الْمَرَقُ فَوَضَعَهُ فِي قِدْرٍ وَخَرَجَ بِهَا
إِلَيْهِ إِلَى تَحْتِ الْبُطْمَةِ وَقَدَّمَهَا. 20فَقَالَ
لَهُ مَلاَكُ اللَّهِ: «خُذِ اللَّحْمَ
وَالْفَطِيرَ وَضَعْهُمَا عَلَى تِلْكَ الصَّخْرَةِ وَاسْكُبِ الْمَرَقَ».
فَفَعَلَ كَذَلِكَ. 21فَمَدَّ مَلاَكُ الرَّبِّ طَرَفَ الْعُكَّازِ الَّذِي
بِيَدِهِ وَمَسَّ اللَّحْمَ وَالْفَطِيرَ، فَصَعِدَتْ نَارٌ مِنَ الصَّخْرَةِ
وَأَكَلَتِ اللَّحْمَ وَالْفَطِيرَ. وَذَهَبَ مَلاَكُ
الرَّبِّ عَنْ عَيْنَيْهِ. 22فَرَأَى
جِدْعُونُ أَنَّهُ مَلاَكُ الرَّبِّ، فَقَالَ
جِدْعُونُ: «آهِ يَا سَيِّدِي الرَّبَّ! لأَنِّي قَدْ رَأَيْتُ مَلاَكَ الرَّبِّ وَجْهاً لِوَجْهٍ!» 23فَقَالَ لَهُ الرَّبُّ: «السَّلاَمُ لَكَ. لاَ
تَخَفْ. لاَ تَمُوتُ». 24فَبَنَى
جِدْعُونُ هُنَاكَ مَذْبَحاً لِلرَّبِّ وَدَعَاهُ «يَهْوَهَ شَلُومَ». إِلَى هَذَا
الْيَوْمِ لَمْ يَزَلْ فِي عَفْرَةِ الأَبِيعَزَرِيِّينَ»(سِفْرُ اَلْقُضَاة6: 11-24)،
مع مَنُوحَ وَامْرَأَتِهِ «3فَتَرَاءَى
مَلاَكُ الرَّبِّ لِلْمَرْأَةِ وَقَالَ لَهَا:
«هَا أَنْتِ عَاقِرٌ لَمْ تَلِدِي، وَلَكِنَّكِ تَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ابْناً. 4وَالآنَ فَاحْذَرِي وَلاَ تَشْرَبِي خَمْراً
وَلاَ مُسْكِراً وَلاَ تَأْكُلِي شَيْئاً نَجِساً. 5فَهَا
إِنَّكِ تَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ابْناً، وَلاَ يَعْلُ مُوسَى رَأْسَهُ، لأَنَّ
الصَّبِيَّ يَكُونُ نَذِيراً لِلَّهِ مِنَ الْبَطْنِ، وَهُوَ يَبْدَأُ يُخَلِّصُ
إِسْرَائِيلَ مِنْ يَدِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ». 6فَدَخَلَتِ
الْمَرْأَةُ وَقَالَتْ لِرَجُلِهَا: «جَاءَ إِلَيَّ رَجُلُ
اللَّهِ، وَمَنْظَرُهُ كَمَنْظَرِ مَلاَكِ
اللَّهِ، مُرْهِبٌ جِدّاً. وَلَمْ أَسْأَلْهُ مِنْ أَيْنَ هُوَ، وَلاَ هُوَ
أَخْبَرَنِي عَنِ اسْمِهِ. 7وَقَالَ
لِي: «هَا أَنْتِ تَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ابْناً. وَالآنَ فَلاَ تَشْرَبِي
خَمْراً وَلاَ مُسْكِراً وَلاَ تَأْكُلِي شَيْئاً نَجِساً، لأَنَّ الصَّبِيَّ
يَكُونُ نَذِيراً لِلَّهِ مِنَ الْبَطْنِ إِلَى يَوْمِ مَوْتِهِ». 8فَصَلَّى مَنُوحُ إِلَى الرَّبِّ: «أَسْأَلُكَ
يَا سَيِّدِي أَنْ يَأْتِيَ أَيْضاً إِلَيْنَا رَجُلُ
اللَّهِ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ وَيُعَلِّمَنَا مَاذَا نَعْمَلُ لِلصَّبِيِّ
الَّذِي يُولَدُ». 9فَسَمِعَ اللَّهُ
لِصَوْتِ مَنُوحَ، فَجَاءَ مَلاَكُ اللَّهِ
أَيْضاً إِلَى الْمَرْأَةِ وَهِيَ جَالِسَةٌ فِي الْحَقْلِ، وَمَنُوحُ رَجُلُهَا
لَيْسَ مَعَهَا. 10فَأَسْرَعَتِ
الْمَرْأَةُ وَرَكَضَتْ وَأَخْبَرَتْ رَجُلَهَا: «هُوَذَا قَدْ تَرَاءَى لِيَ
الرَّجُلُ الَّذِي جَاءَ إِلَيَّ ذَلِكَ الْيَوْمَ». 11فَقَامَ مَنُوحُ وَسَارَ وَرَاءَ امْرَأَتِهِ وَجَاءَ إِلَى
الرَّجُلِ، وَقَالَ لَهُ: «أَأَنْتَ الرَّجُلُ الَّذِي تَكَلَّمَ مَعَ
الْمَرْأَةِ؟» فَقَالَ: «أَنَا هُوَ». 12فَقَالَ
مَنُوحُ: «عِنْدَ مَجِيءِ كَلاَمِكَ، مَاذَا يَكُونُ حُكْمُ الصَّبِيِّ
وَمُعَامَلَتُهُ؟» 13فَقَالَ مَلاَكُ الرَّبِّ لِمَنُوحَ: «مِنْ كُلِّ مَا قُلْتُ
لِلْمَرْأَةِ فَلْتَحْتَفِظْ. 14مِنْ
كُلِّ مَا يَخْرُجُ مِنْ جَفْنَةِ الْخَمْرِ لاَ تَأْكُلْ، وَخَمْراً وَمُسْكِراً
لاَ تَشْرَبْ، وَكُلَّ نَجِسٍ لاَ تَأْكُلْ. لِتَحْذَرْ مِنْ كُلِّ مَا
أَوْصَيْتُهَا». 15فَقَالَ مَنُوحُ لِمَلاَكِ الرَّبِّ: «دَعْنَا نُعَّوِقْكَ
وَنَعْمَلْ لَكَ جَدْيَ مِعْزىً». 16فَقَالَ
مَلاَكُ الرَّبِّ لِمَنُوحَ: «وَلَوْ
عَّوَقْتَنِي لاَ آكُلُ مِنْ خُبْزِكَ، وَإِنْ عَمِلْتَ مُحْرَقَةً فَلِلرَّبِّ
أَصْعِدْهَا». (لأَنَّ مَنُوحَ لَمْ يَعْلَمْ أَنَّهُ مَلاَكُ
الرَّبِّ). 17فَقَالَ مَنُوحُ لِمَلاَكِ الرَّبِّ: «مَا اسْمُكَ حَتَّى إِذَا
جَاءَ كَلاَمُكَ نُكْرِمُكَ؟» 18فَقَالَ
لَهُ مَلاَكُ الرَّبِّ: «لِمَاذَا تَسْأَلُ
عَنِ اسْمِي وَهُوَ عَجِيبٌ؟» 19فَأَخَذَ
مَنُوحُ جَدْيَ الْمِعْزَى وَالتَّقْدِمَةَ وَأَصْعَدَهُمَا عَلَى الصَّخْرَةِ
لِلرَّبِّ. فَعَمِلَ عَمَلاً عَجِيباً وَمَنُوحُ وَامْرَأَتُهُ يَنْظُرَانِ. 20فَكَانَ عِنْدَ صُعُودِ اللَّهِيبِ عَنِ
الْمَذْبَحِ نَحْوَ السَّمَاءِ أَنَّ مَلاَكَ
الرَّبِّ صَعِدَ فِي لَهِيبِ الْمَذْبَحِ وَمَنُوحُ وَامْرَأَتُهُ
يَنْظُرَانِ. فَسَقَطَا عَلَى وَجْهَيْهِمَا إِلَى الأَرْضِ. 21وَلَمْ يَعُدْ مَلاَكُ
الرَّبِّ يَتَرَاءَى لِمَنُوحَ وَامْرَأَتِهِ. حِينَئِذٍ عَرَفَ مَنُوحُ
أَنَّهُ مَلاَكُ الرَّبِّ»(سِفْرُ اَلْقُضَاة13: 3-21)،
أو
ملاك الله
مع هَاجَرُ «7وَقَالَتْ: «مَنْ قَالَ لإِبْرَاهِيمَ: سَارَةُ تُرْضِعُ
بَنِينَ حَتَّى وَلَدْتُ ابْناً فِي شَيْخُوخَتِهِ!» 8فَكَبِرَ الْوَلَدُ وَفُطِمَ. وَصَنَعَ إِبْرَاهِيمُ وَلِيمَةً
عَظِيمَةً يَوْمَ فِطَامِ إِسْحَاقَ. 9وَرَأَتْ سَارَةُ ابْنَ هَاجَرَ الْمِصْرِيَّةِ الَّذِي
وَلَدَتْهُ لإِبْرَاهِيمَ يَمْزَحُ 10فَقَالَتْ
لإِبْرَاهِيمَ: «اطْرُدْ هَذِهِ الْجَارِيَةَ وَابْنَهَا لأَنَّ ابْنَ هَذِهِ
الْجَارِيَةِ لاَ يَرِثُ مَعَ ابْنِي إِسْحَاقَ». 11فَقَبُحَ
الْكَلاَمُ جِدّاً فِي عَيْنَيْ إِبْرَاهِيمَ لِسَبَبِ ابْنِهِ. 12فَقَالَ اللهُ لإِبْرَاهِيمَ: «لاَ يَقْبُحُ فِي
عَيْنَيْكَ مِنْ أَجْلِ الْغُلاَمِ وَمِنْ أَجْلِ جَارِيَتِكَ. فِي كُلِّ مَا
تَقُولُ لَكَ سَارَةُ اسْمَعْ لِقَوْلِهَا لأَنَّهُ بِإِسْحَاقَ يُدْعَى لَكَ
نَسْلٌ. 13وَابْنُ الْجَارِيَةِ
أَيْضاً سَأَجْعَلُهُ أُمَّةً لأَنَّهُ نَسْلُكَ». 14فَبَكَّرَ
إِبْرَاهِيمُ صَبَاحاً وَأَخَذَ خُبْزاً وَقِرْبَةَ مَاءٍ وَأَعْطَاهُمَا
لِهَاجَرَ وَاضِعاً إِيَّاهُمَا عَلَى كَتِفِهَا وَالْوَلَدَ وَصَرَفَهَا.
فَمَضَتْ وَتَاهَتْ فِي بَرِّيَّةِ بِئْرِ سَبْعٍ. 15وَلَمَّا
فَرَغَ الْمَاءُ مِنَ الْقِرْبَةِ طَرَحَتِ الْوَلَدَ تَحْتَ إِحْدَى الأَشْجَارِ 16وَمَضَتْ وَجَلَسَتْ مُقَابِلَهُ بَعِيداً
نَحْوَ رَمْيَةِ قَوْسٍ لأَنَّهَا قَالَتْ: «لاَ أَنْظُرُ مَوْتَ الْوَلَدِ».
فَجَلَسَتْ مُقَابِلَهُ وَرَفَعَتْ صَوْتَهَا وَبَكَتْ. 17فَسَمِعَ اللهُ صَوْتَ الْغُلاَمِ. وَنَادَى مَلاَكُ اللهِ هَاجَرَ مِنَ السَّمَاءِ وَقَالَ
لَهَا: «مَا لَكِ يَا هَاجَرُ؟ لاَ تَخَافِي لأَنَّ اللهَ قَدْ سَمِعَ لِصَوْتِ
الْغُلاَمِ حَيْثُ هُوَ. 18قُومِي
احْمِلِي الْغُلاَمَ وَشُدِّي يَدَكِ بِهِ لأَنِّي سَأَجْعَلُهُ أُمَّةً
عَظِيمَةً». 19وَفَتَحَ اللهُ
عَيْنَيْهَا فَأَبْصَرَتْ بِئْرَ مَاءٍ فَذَهَبَتْ وَمَلَأَتِ الْقِرْبَةَ مَاءً
وَسَقَتِ الْغُلاَمَ»(سِفْرُ
التَّكْوِينِ21: 7-19)،
مع يَعْقُوبُ «11وَقَالَ لِي مَلاَكُ اللهِ
فِي الْحُلْمِ: يَا يَعْقُوبُ. فَقُلْتُ: هَئَنَذَا. 12فَقَالَ: ارْفَعْ عَيْنَيْكَ وَانْظُرْ! جَمِيعُ الْفُحُولِ
الصَّاعِدَةِ عَلَى الْغَنَمِ مُخَطَّطَةٌ وَرَقْطَاءُ وَمُنَمَّرَةٌ لأَنِّي قَدْ
رَأَيْتُ كُلَّ مَا يَصْنَعُ بِكَ لاَبَانُ. 13أَنَا
إِلَهُ بَيْتِ إِيلَ حَيْثُ مَسَحْتَ عَمُوداً. حَيْثُ نَذَرْتَ لِي نَذْراً.
الْآنَ قُمِ اخْرُجْ مِنْ هَذِهِ الأَرْضِ وَارْجِعْ إِلَى أَرْضِ مِيلاَدِكَ»(سِفْرُ التَّكْوِينِ31: 11-13)،
أو مَلاَكُ حَضْرَتِهِ «9فِي
كُلِّ ضِيقِهِمْ تَضَايَقَ وَمَلاَكُ حَضْرَتِهِ خَلَّصَهُمْ. بِمَحَبَّتِهِ
وَرَأْفَتِهِ هُوَ فَكَّهُمْ وَرَفَعَهُمْ وَحَمَلَهُمْ كُلَّ الأَيَّامِ
الْقَدِيمَةِ»(سِفْرُ
إِشَعْيَاءَ63: 9)، وهو أحد ظهورات الله نفسه. وسمي مَلاَكُ الْعَهْدِ «1هَئَنَذَا أُرْسِلُ مَلاَكِي فَيُهَيِّئُ الطَّرِيقَ
أَمَامِي. وَيَأْتِي بَغْتَةً إِلَى هَيْكَلِهِ السَّيِّدُ الَّذِي تَطْلُبُونَهُ
وَمَلاَكُ الْعَهْدِ الَّذِي تُسَرُّونَ بِهِ. هُوَذَا يَأْتِي قَالَ
رَبُّ الْجُنُودِ»(سِفْرُ مَلاَخِي3: 1).
إن
حقيقة أن مَلاَكُ الرَّبِّ لا يتكلم باسم الله، بل كالله (بضمير
المتكلم المفرد)، لا تترك مجالاً لشك في أن مَلاَكُ
الرَّبِّ هو ظهور الله نفسه «7وَأُقِيمُ عَهْدِي بَيْنِي وَبَيْنَكَ وَبَيْنَ نَسْلِكَ
مِنْ بَعْدِكَ فِي أَجْيَالِهِمْ عَهْداً أَبَدِيّاً لأَكُونَ إِلَهاً لَكَ
وَلِنَسْلِكَ مِنْ بَعْدِكَ. 8وَأُعْطِي
لَكَ وَلِنَسْلِكَ مِنْ بَعْدِكَ أَرْضَ غُرْبَتِكَ كُلَّ أَرْضِ كَنْعَانَ
مِلْكاً أَبَدِيّاً. وَأَكُونُ إِلَهَهُمْ». 9وَقَالَ
اللهُ لإِبْرَاهِيمَ: «وَأَمَّا أَنْتَ فَتَحْفَظُ عَهْدِي أَنْتَ وَنَسْلُكَ مِنْ
بَعْدِكَ فِي أَجْيَالِهِمْ. 10هَذَا
هُوَ عَهْدِي الَّذِي تَحْفَظُونَهُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَبَيْنَ نَسْلِكَ مِنْ
بَعْدِكَ: يُخْتَنُ مِنْكُمْ كُلُّ ذَكَرٍ 11فَتُخْتَنُونَ
فِي لَحْمِ غُرْلَتِكُمْ فَيَكُونُ عَلاَمَةَ عَهْدٍ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ. 12اِبْنَ ثَمَانِيَةِ أَيَّامٍ يُخْتَنُ مِنْكُمْ
كُلُّ ذَكَرٍ فِي أَجْيَالِكُمْ: وَلِيدُ الْبَيْتِ وَالْمُبْتَاعُ بِفِضَّةٍ مِنْ
كُلِّ ابْنِ غَرِيبٍ لَيْسَ مِنْ نَسْلِكَ. 13يُخْتَنُ
خِتَاناً وَلِيدُ بَيْتِكَ وَالْمُبْتَاعُ بِفِضَّتِكَ فَيَكُونُ عَهْدِي فِي
لَحْمِكُمْ عَهْداً أَبَدِيّاً. 14وَأَمَّا
الذَّكَرُ الأَغْلَفُ الَّذِي لاَ يُخْتَنُ فِي لَحْمِ غُرْلَتِهِ فَتُقْطَعُ
تِلْكَ النَّفْسُ مِنْ شَعْبِهَا. إِنَّهُ قَدْ نَكَثَ عَهْدِي». 15وَقَالَ اللهُ لإِبْرَاهِيمَ: «سَارَايُ
امْرَأَتُكَ لاَ تَدْعُو اسْمَهَا سَارَايَ بَلِ اسْمُهَا سَارَةُ. 16وَأُبَارِكُهَا وَأُعْطِيكَ أَيْضاً مِنْهَا
ابْناً. أُبَارِكُهَا فَتَكُونُ أُمَماً وَمُلُوكُ شُعُوبٍ مِنْهَا يَكُونُونَ». 17فَسَقَطَ إِبْرَاهِيمُ عَلَى وَجْهِهِ وَضَحِكَ
وَقَالَ فِي قَلْبِهِ: «هَلْ يُولَدُ لِابْنِ مِئَةِ سَنَةٍ؟ وَهَلْ تَلِدُ
سَارَةُ وَهِيَ بِنْتُ تِسْعِينَ سَنَةً؟». 18وَقَالَ
إِبْرَاهِيمُ لِلَّهِ: «لَيْتَ إِسْمَاعِيلَ يَعِيشُ أَمَامَكَ!» 19فَقَالَ اللهُ بَلْ سَارَةُ امْرَأَتُكَ تَلِدُ
لَكَ ابْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ إِسْحَاقَ. وَأُقِيمُ عَهْدِي مَعَهُ عَهْداً
أَبَدِيّاً لِنَسْلِهِ مِنْ بَعْدِهِ. 20وَأَمَّا
إِسْمَاعِيلُ فَقَدْ سَمِعْتُ لَكَ فِيهِ. هَا أَنَا أُبَارِكُهُ وَأُثْمِرُهُ
وَأُكَثِّرُهُ كَثِيراً جِدّاً. اثْنَيْ عَشَرَ رَئِيساً يَلِدُ وَأَجْعَلُهُ
أُمَّةً كَبِيرَةً. 21وَلَكِنْ عَهْدِي
أُقِيمُهُ مَعَ إِسْحَاقَ الَّذِي تَلِدُهُ لَكَ سَارَةُ فِي هَذَا الْوَقْتِ فِي
السَّنَةِ الْآتِيَةِ». 22فَلَمَّا
فَرَغَ مِنَ الْكَلاَمِ مَعَهُ صَعِدَ اللهُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ»(سِفْرُ التَّكْوِينِ17: 7-22)، «11فَنَادَاهُ
مَلاَكُ الرَّبِّ
مِنَ السَّمَاءِ وَقَالَ: «إِبْرَاهِيمُ إِبْرَاهِيمُ». فَقَالَ: «هَئَنَذَا» 12فَقَالَ: «لاَ تَمُدَّ يَدَكَ إِلَى الْغُلاَمِ
وَلاَ تَفْعَلْ بِهِ شَيْئاً لأَنِّي الْآنَ عَلِمْتُ أَنَّكَ خَائِفٌ اللهَ
فَلَمْ تُمْسِكِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ عَنِّي». 13فَرَفَعَ
إِبْرَاهِيمُ عَيْنَيْهِ وَنَظَرَ وَإِذَا كَبْشٌ وَرَاءَهُ مُمْسَكاً فِي
الْغَابَةِ بِقَرْنَيْهِ فَذَهَبَ إِبْرَاهِيمُ وَأَخَذَ الْكَبْشَ وَأَصْعَدَهُ
مُحْرَقَةً عِوَضاً عَنِ ابْنِهِ. 14فَدَعَا
إِبْرَاهِيمُ اسْمَ ذَلِكَ الْمَوْضِعِ «يَهْوَهْ يِرْأَهْ». حَتَّى إِنَّهُ
يُقَالُ الْيَوْمَ: «فِي جَبَلِ الرَّبِّ يُرَى». 15وَنَادَى
مَلاَكُ الرَّبِّ
إِبْرَاهِيمَ ثَانِيَةً مِنَ السَّمَاءِ 16وَقَالَ:
«بِذَاتِي أَقْسَمْتُ يَقُولُ الرَّبُّ أَنِّي مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ فَعَلْتَ هَذَا
الأَمْرَ وَلَمْ تُمْسِكِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ 17أُبَارِكُكَ
مُبَارَكَةً وَأُكَثِّرُ نَسْلَكَ تَكْثِيراً كَنُجُومِ السَّمَاءِ وَكَالرَّمْلِ
الَّذِي عَلَى شَاطِئِ الْبَحْرِ وَيَرِثُ نَسْلُكَ بَابَ أَعْدَائِهِ 18وَيَتَبَارَكُ فِي نَسْلِكَ جَمِيعُ أُمَمِ
الأَرْضِ مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ سَمِعْتَ لِقَوْلِي»(سِفْرُ التَّكْوِينِ22: 11-18)،
«11وَقَالَ لِي مَلاَكُ اللهِ
فِي الْحُلْمِ: يَا يَعْقُوبُ. فَقُلْتُ: هَئَنَذَا. 12فَقَالَ: ارْفَعْ عَيْنَيْكَ وَانْظُرْ! جَمِيعُ الْفُحُولِ
الصَّاعِدَةِ عَلَى الْغَنَمِ مُخَطَّطَةٌ وَرَقْطَاءُ وَمُنَمَّرَةٌ لأَنِّي قَدْ
رَأَيْتُ كُلَّ مَا يَصْنَعُ بِكَ لاَبَانُ. 13أَنَا
إِلَهُ بَيْتِ
إِيلَ حَيْثُ مَسَحْتَ عَمُوداً. حَيْثُ نَذَرْتَ لِي نَذْراً. الْآنَ
قُمِ اخْرُجْ مِنْ هَذِهِ الأَرْضِ وَارْجِعْ إِلَى أَرْضِ مِيلاَدِكَ»(سِفْرُ التَّكْوِينِ31: 11-13).
فمَلاَكُ
الرَّبِّ يقول عن نفسه ليعقوب: «13أَنَا إِلَهُ بَيْتِ إِيلَ حَيْثُ مَسَحْتَ عَمُوداً.
حَيْثُ نَذَرْتَ لِي نَذْراً. الْآنَ قُمِ اخْرُجْ مِنْ هَذِهِ الأَرْضِ وَارْجِعْ
إِلَى أَرْضِ مِيلاَدِكَ»(سِفْرُ التَّكْوِينِ31: 13).
وأحيانا
يطلق عليه الرَّبُّ «16وَبَسَطَ الْمَلاَكُ يَدَهُ عَلَى أُورُشَلِيمَ
لِيُهْلِكَهَا، فَنَدِمَ الرَّبُّ عَنِ الشَّرِّ وَقَالَ لِلْمَلاَكِ
الْمُهْلِكِ الشَّعْبَ: «كَفَى! الآنَ رُدَّ يَدَكَ». وَكَانَ مَلاَكُ الرَّبِّ
عِنْدَ بَيْدَرِ أَرُونَةَ الْيَبُوسِيِّ»(سِفْرُ صَمُوئِيلَ الثَّانِي24: 16)، «13فَأَجَابَ الرَّبُّ الْمَلاَكَ الَّذِي كَلَّمَنِي
بِكَلاَمٍ طَيِّبٍ وَكَلاَمِ تَعْزِيَةٍ. 14فَقَالَ
لِي الْمَلاَكُ الَّذِي كَلَّمَنِي: «نَادِ قَائِلاً: هَكَذَا قَالَ رَبُّ
الْجُنُودِ: غِرْتُ عَلَى أُورُشَلِيمَ وَعَلَى صِهْيَوْنَ غَيْرَةً عَظِيمَةً. 15وَأَنَا مُغْضِبٌ بِغَضَبٍ عَظِيمٍ عَلَى
الأُمَمِ الْمُطْمَئِنِّينَ. لأَنِّي غَضِبْتُ قَلِيلاً وَهُمْ أَعَانُوا
الشَّرَّ. 16لِذَلِكَ هَكَذَا قَالَ
الرَّبُّ: قَدْ رَجَعْتُ إِلَى أُورُشَلِيمَ بِالْمَرَاحِمِ فَبَيْتِي يُبْنَى
فِيهَا يَقُولُ رَبُّ الْجُنُودِ وَيُمَدُّ الْمِطْمَارُ عَلَى أُورُشَلِيمَ. 17نَادِ أَيْضاً وَقُلْ: هَكَذَا قَالَ رَبُّ
الْجُنُودِ: إِنَّ مُدُنِي تَفِيضُ بَعْدُ خَيْراً وَالرَّبُّ يُعَزِّي صِهْيَوْنَ
بَعْدُ وَيَخْتَارُ بَعْدُ أُورُشَلِيمَ». 18فَرَفَعْتُ عَيْنَيَّ وَنَظَرْتُ وَإِذَا بِأَرْبَعَةِ
قُرُونٍ. 19فَقُلْتُ لِلْمَلاَكِ
الَّذِي كَلَّمَنِي: «مَا هَذِهِ؟» فَقَالَ لِي: «هَذِهِ هِيَ الْقُرُونُ الَّتِي
بَدَّدَتْ يَهُوذَا وَإِسْرَائِيلَ وَأُورُشَلِيمَ». 20فَأَرَانِي الرَّبُّ أَرْبَعَةَ صُنَّاعٍ. 21فَقُلْتُ: «جَاءَ هَؤُلاَءِ مَاذَا
يَفْعَلُونَ؟» فَأَجَابَ: «هَذِهِ هِيَ الْقُرُونُ الَّتِي بَدَّدَتْ يَهُوذَا
حَتَّى لَمْ يَرْفَعْ إِنْسَانٌ رَأْسَهُ. وَقَدْ جَاءَ هَؤُلاَءِ لِيُرْعِبُوهُمْ
وَلِيَطْرُدُوا قُرُونَ الأُمَمِ الرَّافِعِينَ قَرْناً عَلَى أَرْضِ يَهُوذَا
لِتَبْدِيدِهَا»(سِفْرُ
زَكَريَّا1: 14-21).
ورغم
هذا، فإنه يتكلم باعتباره الله «1وَأَرَانِي يَهُوشَعَ الْكَاهِنَ الْعَظِيمَ قَائِماً
قُدَّامَ مَلاَكِ الرَّبِّ وَالشَّيْطَانُ
قَائِمٌ عَنْ يَمِينِهِ لِيُقَاوِمَهُ. 2فَقَالَ
الرَّبُّ لِلشَّيْطَانِ: «لِيَنْتَهِرْكَ
الرَّبُّ يَا شَيْطَانُ. لِيَنْتَهِرْكَ الرَّبُّ الَّذِي اخْتَارَ أُورُشَلِيمَ.
أَفَلَيْسَ هَذَا شُعْلَةً مُنْتَشَلَةً مِنَ النَّارِ؟»(سِفْرُ زَكَريَّا3: 1و2)، «8فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ يَسْتُرُ الرَّبُّ سُكَّانَ
أُورُشَلِيمَ فَيَكُونُ الْعَاثِرُ مِنْهُمْ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ مِثْلَ دَاوُدَ
وَبَيْتُ دَاوُدَ مِثْلَ اللَّهِ مِثْلَ مَلاَكِ الرَّبِّ
أَمَامَهُمْ»(سِفْرُ
زَكَريَّا12: 8)، ولذلك فإن لا يوجد أي تميز بين
مَلاَكُ الرَّبِّ والرَّبِّ يَسُوعَ
الْمَسِيحِ نفسه إنما هو بين الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ غير المنظور، والرب
الظاهر في صورة «مَلاَكُ الرَّبِّ». وحيث أن عبارة «مَلاَكُ الرَّبِّ» لا تذكر مطلقاً بعد تجسد الرَّبِّ يَسُوعَ
الْمَسِيحِ، فإن الكثيرين يرون أن «مَلاَكُ الرَّبِّ» في نَامُوسِ
مُوسَى وَالأَنْبِيَاءِ وَالْمَزَامِيرِ إنما يشير إلى ظهور الرَّبِّ يَسُوعَ
الْمَسِيحِ في صورة ملاك قبل أن يتجسد ويولد من العذراء المطوبة.
0 التعليقات:
إرسال تعليق