إِنْجِيلُ يُوحَنَّا إِنْجِيلُ المحبة
الإصحَاحُ الأَوَّلُ
49) الشهادة الصارخة
يُوحَنَّا المعمدان شَهِدَ
لَلْمَسِيحِ
إعداد
د. القس / سامي منير
اسكندر
«15يُوحَنَّا شَهِدَ لَهُ وَنَادَى قَائِلاً: «هَذَا
هُوَ الَّذِي قُلْتُ عَنْهُ: إِنَّ الَّذِي يَأْتِي بَعْدِي صَارَ قُدَّامِي،
لأَنَّهُ كَانَ قَبْلِي»(إِنْجِيلُ
يُوحَنَّا1: 15).
«6كَانَ إِنْسَانٌ مُرْسَلٌ مِنَ اللَّهِ اسْمُهُ يُوحَنَّا»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا1:
6).
Ø
شهادة نوعين
شهادة زُوراً أو كذابا: شهادة إبليس وأتباعه:
«55وَكَانَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ، وَالْمَجْمَعُ كُلُّهُ يَطْلُبُونَ
شَهَادَةً عَلَى يَسُوعَ لِيَقْتُلُوهُ، فَلَمْ يَجِدُوا 56لأَنَّ كَثِيرِينَ شَهِدُوا عَلَيْهِ زُوراً،
وَلَمْ تَتَّفِقْ شَهَادَاتُهُمْ. 57ثُمَّ
قَامَ قَوْمٌ وَشَهِدُوا عَلَيْهِ زُوراً قَائِلِينَ: «58نَحْنُ سَمِعْنَاهُ يَقُولُ: إِنِّي أَنْقُضُ
هَذَا الْهَيْكَلَ الْمَصْنُوعَ بِالأَيَادِي، وَفِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ أَبْنِي
آخَرَ غَيْرَ مَصْنُوعٍ بِأَيَادٍ». 59وَلاَ
بِهَذَا كَانَتْ شَهَادَتُهُمْ تَتَّفِقُ»(إِنْجِيلُ مَرْقُسَ14: 55-59).
شهادة حق شهادة الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ:
«60فَقَامَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ فِي الْوَسْطِ وَسَأَلَ يَسُوعَ قَائلاً:
«أَمَا تُجِيبُ بِشَيْءٍ؟ مَاذَا يَشْهَدُ بِهِ هَؤُلاَءِ عَلَيْكَ؟» 61أَمَّا هُوَ فَكَانَ سَاكِتاً وَلَمْ يُجِبْ
بِشَيْءٍ. فَسَأَلَهُ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ أَيْضاً وَقَالَ لَهُ: «أَأَنْتَ
الْمَسِيحُ ابْنُ الْمُبَارَكِ؟» 62فَقَالَ
يَسُوعُ: «أَنَا هُوَ. وَسَوْفَ تُبْصِرُونَ ابْنَ الإِنْسَانِ جَالِساً عَنْ
يَمِينِ الْقُوَّةِ، وَآتِياً فِي سَحَابِ السَّمَاءِ»(إِنْجِيلُ مَرْقُسَ14: 60-62).
1) شهادة
يُوحَنَّا البشير ورفاقه: «14وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَداً وَحَلَّ بَيْنَنَا،
وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ، مَجْداً كَمَا لِوَحِيدٍ مِنَ الآبِ، مَمْلُوءاً نِعْمَةً
وَحَقّاً»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا1:
14)، – فما هو هذا المجد الذي رآه يُوحَنَّا ورفاقه؟ أهو مجد المعجزات التي أجراها
الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ «11هَذِهِ بِدَايَةُ الآيَاتِ فَعَلَهَا يَسُوعُ فِي قَانَا
الْجَلِيلِ، وَأَظْهَرَ مَجْدَهُ، فَآمَنَ بِهِ تلاَمِيذُهُ»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا2:
11)؟ أم هو مجد صفاته، الذي كان يحف بشخص الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ مدة خدمته
على الأرض؟ أم هو المجد الخاص الذي ظهر في تجلي الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ على
الجبل فشهده يُوحَنَّا واثنان من رفاقه؟ انا شخصياً مع الأثنان معا.
2) شهادة
يُوحَنَّا المعمدان «15يُوحَنَّا شَهِدَ لَهُ وَنَادَى قَائِلاً: «هَذَا هُوَ
الَّذِي قُلْتُ عَنْهُ: إِنَّ الَّذِي يَأْتِي بَعْدِي صَارَ قُدَّامِي، لأَنَّهُ
كَانَ قَبْلِي»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا1:
15)، ظلت شهادة يُوحَنَّا المعمدان
حاضرة في ذهن يُوحَنَّا البشير، وصوتها يؤذن في أذنيه، لذلك استعمل في وصفها
كَلِمَةُ تفيد (في الأصل) الاستمرار المتجدد وقد ذكرت شهادته، ثلاثاً في هذا الفصل
«15يُوحَنَّا شَهِدَ لَهُ وَنَادَى قَائِلاً: «هَذَا هُوَ الَّذِي قُلْتُ
عَنْهُ: إِنَّ الَّذِي يَأْتِي بَعْدِي صَارَ قُدَّامِي، لأَنَّهُ كَانَ قَبْلِي... 27هُوَ الَّذِي يَأْتِي بَعْدِي، الَّذِي صَارَ قُدَّامِي،
الَّذِي لَسْتُ بِمُسْتَحِقٍّ أَنْ أَحُلَّ سُيُورَ حِذَائِهِ». 30هَذَا هُوَ الَّذِي قُلْتُ عَنْهُ: يَأْتِي بَعْدِي،
رَجُلٌ صَارَ قُدَّامِي، لأَنَّهُ كَانَ قَبْلِي»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا1: 15و27و30).
كانت شهادة يُوحَنَّا المعمدان، للتلميذ يُوحَنَّا خير ذكرى، وهي لنا نبراس وهدى.
شَهِدَ لَهُ: شهادة يُوحَنَّا المعمدان في المضارع يشهد باستمرار لتوضح دوام الحقيقة
التي يشهد عنها شخص الكلمة المرتقب والمترجي ظهوره وطبعاً هو المسيَّا.
وَنَادَى قَائِلاً
: في هذا العدد يصف البشير شهادة
المعمدان في قوتها، وفي موضوعها. أما قوتها فظاهرة من قوله «نادى»- هذه كَلِمَةُ حماسية، تفيد ارتفاع الصوت والغيرة
الملتهبة لأجل اَلْحَقَّ «28فَنَادَى يَسُوعُ وَهُوَ يُعَلِّمُ فِي الْهَيْكَلِ
قَائِلاً: «تَعْرِفُونَنِي وَتَعْرِفُونَ مِنْ أَيْنَ أَنَا، وَمِنْ نَفْسِي لَمْ
آتِ، بَلِ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ حَقٌّ، الَّذِي أَنْتُمْ لَسْتُمْ
تَعْرِفُونَهُ... 37وَفِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ الْعَظِيمِ مِنَ الْعِيدِ وَقَفَ
يَسُوعُ وَنَادَى قَائِلاً: «إِنْ عَطِشَ أَحَدٌ فَلْيُقْبِلْ إِلَيَّ وَيَشْرَبْ»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا7:
28و37)، و«44فَنَادَى يَسُوعُ وَقَالَ: «الَّذِي يُؤْمِنُ بِي، لَيْسَ يُؤْمِنُ بِي
بَلْ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي»(إِنْجِيلُ
يُوحَنَّا12: 44)، و«3صَوْتُ صَارِخٍ فِي الْبَرِّيَّةِ: أَعِدُّوا طَرِيقَ
الرَّبِّ. قَوِّمُوا فِي الْقَفْرِ سَبِيلاً لإِلَهِنَا»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ40:
3).
تعبير
عن الصراخ الملفت للنظر والذي يكون بالصوت العالي تعبير عن خطورة وأهمية ما يشير
إليه، وهي التي لم تمت تلك الصرخة مع موت صاحبها «23قَالَ: «أَنَا صَوْتُ صَارِخٍ فِي الْبَرِّيَّةِ: قَوِّمُوا
طَرِيقَ الرَّبِّ، كَمَا قَالَ إِشَعْيَاءُ النَّبِيُّ»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا1:
23)، بل صارت شهادة حية قائمة أبد الدهر. كذلك صراخ الشهادة
هو التصوير الإنجيلي لعمل المسيح الشاهد فينا بإعلان الروح القدس الذي يتفق مرة
واحدة في الإنسان كنهر جارف «37وَفِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ الْعَظِيمِ مِنَ الْعِيدِ وَقَفَ
يَسُوعُ وَنَادَى
قَائِلاً: «إِنْ عَطِشَ أَحَدٌ فَلْيُقْبِلْ إِلَيَّ وَيَشْرَبْ. 38مَنْ آمَنَ بِي، كَمَا قَالَ الْكِتَابُ، تَجْرِي مِنْ بَطْنِهِ
أَنْهَارُ مَاءٍ حَيٍّ». 39قَالَ
هَذَا عَنِ الرُّوحِ الَّذِي كَانَ الْمُؤْمِنُونَ بِهِ مُزْمِعِينَ أَنْ
يَقْبَلُوهُ، لأَنَّ الرُّوحَ الْقُدُسَ لَمْ يَكُنْ قَدْ أُعْطِيَ بَعْدُ، لأَنَّ
يَسُوعَ لَمْ يَكُنْ قَدْ مُجِّدَ بَعْدُ»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا7:
37-39)، فيجعل الإنسان يصرخ بانفعال «41فَلَمَّا سَمِعَتْ أَلِيصَابَاتُ سَلاَمَ مَرْيَمَ
ارْتَكَضَ الْجَنِينُ فِي بَطْنِهَا، وَامْتَلَأَتْ أَلِيصَابَاتُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ،
42وَصَرَخَتْ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ وَقَالَتْ:
«مُبَارَكَةٌ أَنْتِ فِي النِّسَاءِ وَمُبَارَكَةٌ هِيَ ثَمَرَةُ بَطْنِكِ!»(إِنْجِيلُ لُوقَا1: 41و42).
0 التعليقات:
إرسال تعليق