المَسِيَّا «مَلِكُ الْيَهُودِ» أم «مَلِكُ إِسْرَائِيلَ»؟!!!!
إعداد
د. القس سامي منير اسكندر
المَسِيَّا «مَلِكُ الْيَهُودِ»
أم «مَلِكُ إِسْرَائِيلَ»؟!!!!
إعداد
د. القس سامي منير اسكندر
«مَلِكُ الْيَهُودِ»
يرتبط بالجنس والعلاقات الجسدية فقط، والدليل مناقشتهم مع الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ: «30وَبَيْنَمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ بِهَذَا آمَنَ بِهِ كَثِيرُونَ.
31فَقَالَ يَسُوعُ لِلْيَهُودِ الَّذِينَ
آمَنُوا بِهِ: «إِنَّكُمْ إِنْ ثَبَتُّمْ فِي كلاَمِي فَبِالْحَقِيقَةِ
تَكُونُونَ تَلاَمِيذِي، 32وَتَعْرِفُونَ
الْحَقَّ، وَالْحَقُّ يُحَرِّرُكُمْ». 33أَجَابُوهُ:
«إِنَّنَا ذُرِّيَّةُ إِبْرَاهِيمَ، وَلَمْ نُسْتَعْبَدْ لأَحَدٍ قَطُّ! كَيْفَ
تَقُولُ أَنْتَ: إِنَّكُمْ تَصِيرُونَ أَحْرَاراً؟» 34أَجَابَهُمْ
يَسُوعُ: «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَعْمَلُ
الْخَطِيَّةَ هُوَ عَبْدٌ لِلْخَطِيَّةِ. 35وَالْعَبْدُ
لاَ يَبْقَى فِي الْبَيْتِ إِلَى الأَبَدِ، أَمَّا الاِبْنُ فَيَبْقَى إِلَى
الأَبَدِ. 36فَإِنْ حَرَّرَكُمْ
الاِبْنُ فَبِالْحَقِيقَةِ تَكُونُونَ أَحْرَاراً. 37أَنَا
عَالِمٌ أَنَّكُمْ ذُرِّيَّةُ إِبْرَاهِيمَ. لَكِنَّكُمْ تَطْلُبُونَ أَنْ
تَقْتُلُونِي لأَنَّ كلاَمِي لاَ مَوْضِعَ لَهُ فِيكُمْ. 38أَنَا أَتَكَلَّمُ بِمَا رَأَيْتُ عِنْدَ أَبِي،
وَأَنْتُمْ تَعْمَلُونَ مَا رَأَيْتُمْ عِنْدَ أَبِيكُمْ». 39أَجَابُوا وَقَالوُا لَهُ: «أَبُونَا هُوَ
إِبْرَاهِيمُ». قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «لَوْ كُنْتُمْ أَوْلاَدَ إِبْرَاهِيمَ،
لَكُنْتُمْ تَعْمَلُونَ أَعْمَالَ إِبْرَاهِيمَ! 40وَلَكِنَّكُمُ
الآنَ تَطْلُبُونَ أَنْ تَقْتُلُونِي، وَأَنَا إِنْسَانٌ قَدْ كَلَّمَكُمْ
بِالْحَقِّ الَّذِي سَمِعَهُ مِنَ اللَّهِ. هَذَا لَمْ يَعْمَلْهُ إِبْرَاهِيمُ. 41أَنْتُمْ تَعْمَلُونَ أَعْمَالَ أَبِيكُمْ».
فَقَالُوا لَهُ: «إِنَّنَا لَمْ نُولَدْ مِنْ زِناً. لَنَا أَبٌ وَاحِدٌ وَهُوَ
اللَّهُ»(إِنْجِيلُ
يُوحَنَّا8: 30-42).
يختص بالأمة
العنصرية المرفوض من الرَّبِّ
يَسُوعَ الْمَسِيحِ، لأنهم يقصد به الأمور السياسية الزمنية وليس
الروحية.
«مَلِكُ إِسْرَائِيلَ» مَلِكُ إلهي أبدي لا يموت لأنه روح ملكوته روحيًا ليس
زمنيا أرضياً، إن كافة النبوات في نَامُوسِ
مُوسَى وَالأَنْبِيَاءِ وَالْمَزَامِيرِ والتي جاءت عن «المَسِيَّا» والمنقذ لإسرائيل كملك
ترتبط ارتبطاً وثيقاً بالشخصية الإلهية، إلا أن اليهود الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ خلط هذا الفكر مع أمالهم
السياسية، فحولت الملك الإلهي لملك إرضي زماني محدودة، لا ينسب شخصية «المَسِيَّا» المعلنة في النبوات. والأناجيل
الثلاثة لم تفرق بوضح في بادئ الأمر – خاصة إِنْجِيلُ لُوقَا - بين الأثنين بل أمنعت في التأكيد بأنه «الْمَسِيحِ المَلِكُ» «2وَابْتَدَأُوا يَشْتَكُونَ عَلَيْهِ قَائِلِينَ:
«إِنَّنَا وَجَدْنَا هَذَا يُفْسِدُ الأُمَّةَ، وَيَمْنَعُ أَنْ تُعْطَى جِزْيَةٌ
لِقَيْصَرَ، قَائِلاً: إِنَّهُ هُوَ مَسِيحٌ مَلِكٌ»(إِنْجِيلُ لُوقَا23: 2).
فإِنْجِيلُ يُوحَنَّا حينما ذكر الرَّبِّ
يَسُوعَ الْمَسِيحِ على أساس أنه «مَلِكُ
إِسْرَائِيلَ»(إِنْجِيلُ
يُوحَنَّا1: 49). وذلك على لسان نَثَنَائِيلُ. هذا صحيح لأن هذا لقب يهوه نفسه كما جاء
في سِفْرُ إِشَعْيَاءَ «6هَكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ
مَلِكُ إِسْرَائِيلَ وَفَادِيهِ رَبُّ الْجُنُودِ: «أَنَا الأَوَّلُ
وَأَنَا الآخِرُ وَلاَ إِلَهَ غَيْرِي»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ44: 6).
غير
أن اللقب، أي «مَلِكُ إِسْرَائِيلَ»، اختاره أيضاً الكهنة (الْكَتَبَةُ) وَالْفَرِّيسِيُّونَ حينما كانوا يخاطبون الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ وهو على الصليب «42خَلَّصَ آخَرِينَ وَأَمَّا نَفْسُهُ فَمَا يَقْدِرُ أَنْ
يُخَلِّصَهَا»! إِنْ كَانَ هُوَ مَلِكَ إِسْرَائِيلَ
فَلْيَنْزِلِ الآنَ عَنِ الصَّلِيبِ فَنُؤْمِنَ بِهِ!»(إِنْجِيلُ مَتَّى27: 42). «32لِيَنْزِلِ
الآنَ الْمَسِيحُ
مَلِكُ إِسْرَائِيلَ عَنِ الصَّلِيبِ، لِنَرَى وَنُؤْمِنَ!».
وَاللَّذَانِ صُلِبَا مَعَهُ كَانَا يُعَيِّرَانِهِ»(إِنْجِيلُ مَرْقُسَ15: 32).
أما إِنْجِيلُ يُوحَنَّا فقد اختار اللقبين معاً «المَسِيَّا» «مَلِكُ إِسْرَائِيلَ» اللذين يخصان ابن الله
فعلاً. ف «المَسِيَّا» هو لتحقيق نبوات الأنبياء، و«مَلِكُ إِسْرَائِيلَ (الروحي أو أبناء الحق لإبراهيم)»،
أي أبناء الموعد «15أَيُّهَا الإِخْوَةُ بِحَسَبِ الإِنْسَانِ أَقُولُ: لَيْسَ
أَحَدٌ يُبْطِلُ عَهْداً قَدْ تَمَكَّنَ وَلَوْ مِنْ إِنْسَانٍ، أَوْ يَزِيدُ
عَلَيْهِ. 16وَأَمَّا الْمَوَاعِيدُ
فَقِيلَتْ فِي إِبْرَاهِيمَ وَفِي نَسْلِهِ. لاَ يَقُولُ «وَفِي الأَنْسَالِ»
كَأَنَّهُ عَنْ كَثِيرِينَ، بَلْ كَأَنَّهُ عَنْ وَاحِدٍ. وَ«فِي نَسْلِكَ»
الَّذِي هُوَ الْمَسِيحُ. 17وَإِنَّمَا
أَقُولُ هَذَا: إِنَّ النَّامُوسَ الَّذِي صَارَ بَعْدَ أَرْبَعِمِئَةٍ
وَثَلاَثِينَ سَنَةً، لاَ يَنْسَخُ عَهْداً قَدْ سَبَقَ فَتَمَكَّنَ مِنَ اللهِ
نَحْوَ الْمَسِيحِ حَتَّى يُبَطِّلَ الْمَوْعِدَ. 18لأَنَّهُ
إِنْ كَانَتِ الْوِرَاثَةُ مِنَ النَّامُوسِ فَلَمْ تَكُنْ أَيْضاً مِنْ مَوْعِدٍ.
وَلَكِنَّ اللهَ وَهَبَهَا لإِبْرَاهِيمَ بِمَوْعِدٍ...26لأَنَّكُمْ جَمِيعاً أَبْنَاءُ اللهِ
بِالإِيمَانِ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ. 27لأَنَّ
كُلَّكُمُ الَّذِينَ اعْتَمَدْتُمْ بِالْمَسِيحِ قَدْ لَبِسْتُمُ الْمَسِيحَ. 28لَيْسَ يَهُودِيٌّ وَلاَ يُونَانِيٌّ. لَيْسَ
عَبْدٌ وَلاَ حُرٌّ. لَيْسَ ذَكَرٌ وَأُنْثَى، لأَنَّكُمْ جَمِيعاً وَاحِدٌ فِي
الْمَسِيحِ يَسُوعَ. 29فَإِنْ كُنْتُمْ
لِلْمَسِيحِ فَأَنْتُمْ إِذاً نَسْلُ إِبْرَاهِيمَ، وَحَسَبَ الْمَوْعِدِ
وَرَثَةٌ.»(رِّسَالَةُ
بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى أَهْلِ غَلاَطِيَّةَ3: 15-18و27-29).
أما لقب «مَلِكُ الْيَهُودِ» لقب سياسي وليس إلهي، لأنه
عنصري وأرضي وزماني ومحدودة ورد في الأتهام المقدم لبِيلاَطُسُ «2وَابْتَدَأُوا يَشْتَكُونَ عَلَيْهِ قَائِلِينَ: «إِنَّنَا وَجَدْنَا هَذَا يُفْسِدُ الأُمَّةَ، وَيَمْنَعُ أَنْ
تُعْطَى جِزْيَةٌ لِقَيْصَرَ، قَائِلاً: إِنَّهُ هُوَ مَسِيحٌ مَلِكٌ. 3فَسَأَلَهُ بِيلاَطُسُ قَائِلاً: «أَنْتَ مَلِكُ الْيَهُودِ؟»
فَأَجَابَهُ وَقَالَ: «أَنْتَ تَقُولُ»(إِنْجِيلُ لُوقَا23: 2و3).
لكن حينما «33ثُمَّ دَخَلَ بِيلاَطُسُ أَيْضاً إِلَى دَارِ
الْوِلاَيَةِ وَدَعَا يَسُوعَ، وَقَالَ لَهُ: «أَنْتَ مَلِكُ الْيَهُودِ؟» 34أَجَابَهُ يَسُوعُ: «أَمِنْ ذَاتِكَ تَقُولُ هَذَا، أَمْ آخَرُونَ قَالُوا
لَكَ عَنِّي؟» (قصد الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ بأن يوجه سؤالاً
خطيراً لبِيلاَطُسُ: بمعني أجاوبك على سؤالك أنك وأنت روماني تعني هذا فعلاً؟ آخذا
كلمة «مَلِكُ»
على أساس سياسي) 35أَجَابَهُ
بِيلاَطُسُ: «أَلَعَلِّي
أَنَا يَهُودِيٌّ؟ أُمَّتُكَ وَرُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ أَسْلَمُوكَ
إِلَيَّ. مَاذَا فَعَلْتَ؟»(أجابة بِيلاَطُسُ تكرر الأتهام الذي وضعه اليهود- الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ- عليه، وهم المسئولون
عن ذلك الإتهام) 36أَجَابَ يَسُوعُ
(ليوضح له أنه فعلاً ملك ولكن ليس بالمفهوم السياسي): «مَمْلَكَتِي لَيْسَتْ مِنْ هَذَا الْعَالَمِ.
لَوْ كَانَتْ
مَمْلَكَتِي مِنْ هَذَا الْعَالَمِ، لَكَانَ
خُدَّامِي يُجَاهِدُونَ لِكَيْ لاَ أُسَلَّمَ إِلَى الْيَهُودِ. وَلَكِنِ الآنَ لَيْسَتْ مَمْلَكَتِي مِنْ هُنَا(واضح أن مَمْلَكَتِي ليس بالمفهوم الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ السياسي لكنه
بالمفهوم الروحي الإلهي الخاص ب«المَسِيَّا» «مَلِكُ إِسْرَائِيلَ» كصاحب سلطان على المستوي الروحي، هو ملك الحق لمن يعرف الحق، وهو جاء ليعلن هذا الحق
للعالم)». 37فَقَالَ لَهُ بِيلاَطُسُ(انتهز الفرصة ليأخذ
عليه أنه قال أنه ملك، فقال): «أَفَأَنْتَ إِذاً مَلِكٌ؟» أَجَابَ يَسُوعُ: «أَنْتَ (الذي) تَقُولُ:
إِنِّي مَلِكٌ.
لِهَذَا قَدْ
وُلِدْتُ أَنَا، وَلِهَذَا قَدْ أَتَيْتُ
إِلَى الْعَالَمِ لأَشْهَدَ لِلْحَقِّ (وَلِهَذَا
قَدْ أَتَيْتُ إِلَى الْعَالَمِ لأَشْهَدَ لِلْحَقِّ، لِهَذَا قَدْ وُلِدْتُ أَنَا). كُلُّ
مَنْ هُوَ مِنَ الْحَقِّ يَسْمَعُ صَوْتِي»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا18: 33-37).
لقد كان الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ حريصاً على أن لا
يشاع عنه أنه «المَسِيَّا» «20فَقَالَ لَهُمْ: «وَأَنْتُمْ، مَنْ تَقُولُونَ إِنِّي
أَنَا؟» فَأَجَابَ بُطْرُسُ وَقَالَ: «مَسِيحُ اللهِ!».
21فَانْتَهَرَهُمْ وَأَوْصَى أَنْ لاَ
يَقُولُوا ذَلِكَ لأَحَدٍ،»(إِنْجِيلُ
لُوقَا9: 20و21).
وذلك تحاشي لخطأ أثارة مشكلة الملك السياسي.
0 التعليقات:
إرسال تعليق