حياة الإِيمَانِ في إِنْجِيلُ يُوحَنَّا
إعداد
د. القس سامي منير اسكندر
الإِيمَانِ
في إِنْجِيلُ يُوحَنَّا يتجه إلى حقيقتين أساسيتين:
الحقيقية الأولي:
الإِيمَانِ بأن الرَّبِّ
يَسُوعَ الْمَسِيحِ الإِنْسَانِ قد دُعي بهذا الإسم هو الْمَسِيحِ
أي «مّسِيِّا اليهود، مّسِيِّا النبوات»، الَّذِي عليه يتعلق كل رجاء الإِنْسَانِ من آدَمَ وكل
الْخَلِيقَةَ، وهو محور كافة النبوات وغايته، ونهاية وشرح كل أسفار موسى والأنبياء
والمزامير.
الحقيقية الثانية
: أن الرَّبِّ
يَسُوعَ الْمَسِيحِ هو هو ابن الله وهو جوهر الله الآب، وكونه قد صار
إنساناً فهو بسبب جوهره الإلهي فهو في حضن الآب، وبسبب بشريته فهو قريب من البشر
وهو الوسيط والشفيع الوحيد بين الله والناس، وهو بالإِيمَانِ به يدعو الإِنْسَانِ
بصفته الإلهية والإِنْسَانِية أن يكون أبناء الله.
ب.
في الأناجيل الثلاثة يقسم البشرية إلى صالحين أو أبرار وأشرار أما هنا فإذ يكتب عن
الإِيمَانِ بابن الله فيقسمها إلى مُؤْمِنِينَ وغير مُؤْمِنِينَ، بالإِيمَانِ:
1)
لاَ يُدَانُ:
«18اَلَّذِي يُؤْمِنُ بِهِ لاَ
يُدَانُ، وَالَّذِي لاَ يُؤْمِنُ قَدْ
دِينَ، لأَنَّهُ
لَمْ
يُؤْمِنْ بِاسْمِ ابْنِ اللَّهِ الْوَحِيدِ»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا3: 18)،
«1إِذاً لاَ شَيْءَ مِنَ الدَّيْنُونَةِ الآنَ عَلَى الَّذِينَ
هُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ السَّالِكِينَ لَيْسَ حَسَبَ الْجَسَدِ بَلْ حَسَبَ
الرُّوحِ. 2لأَنَّ نَامُوسَ رُوحِ
الْحَيَاةِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ قَدْ أَعْتَقَنِي مِنْ نَامُوسِ الْخَطِيَّةِ
وَالْمَوْتِ»(رِّسَالَةُ
بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى أَهْلِ رُومِيَةَ8: 1و2).
2)
لَهُ حَيَاةٌ
أَبَدِيَّةٌ
«36اَلَّذِي يُؤْمِنُ
بِالاِبْنِ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَالَّذِي لاَ يُؤْمِنُ بِالاِبْنِ لَنْ يَرَى حَيَاةً
بَلْ يَمْكُثُ عَلَيْهِ غَضَبُ اللَّهِ»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا3: 36)،
وننتقل مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ «24اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ
كلاَمِي وَيُؤْمِنُ
بِالَّذِي
أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَلاَ يَأْتِي إِلَى
دَيْنُونَةٍ،
بَلْ قَدِ انْتَقَلَ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا5: 24)،
3)
وَأَنَا (الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ) أُقِيمُهُ فِي
الْيَوْمِ الأَخِيرِ
«40لأَنَّ هَذِهِ هِيَ
مَشِيئَةُ الَّذِي أَرْسَلَنِي: أَنَّ كُلَّ مَنْ يَرَى
الاِبْنَ
وَيُؤْمِنُ بِهِ تَكُونُ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَأَنَا أُقِيمُهُ فِي
الْيَوْمِ
الأَخِيرِ...47اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: مَنْ يُؤْمِنُ بِي فَلَهُ حَيَاةٌ
أَبَدِيَّةٌ»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا6: 40و47)،
4)
بِهَذَا
يَعْرِفُ الْجَمِيعُ أَنَّكُمْ تلاَمِيذِي
لكنه
ليس إيماناً مجرداً بل يكتب عن الحب الَّذِي بدونه نفقد تبعيتنا للسيد «34وَصِيَّةً جَدِيدَةً أَنَا أُعْطِيكُمْ: أَنْ تُحِبُّوا
بَعْضُكُمْ بَعْضاً. كَمَا
أَحْبَبْتُكُمْ
أَنَا تُحِبُّونَ أَنْتُمْ أَيْضاً بَعْضُكُمْ بَعْضاً. 35بِهَذَا يَعْرِفُ الْجَمِيعُ أَنَّكُمْ
تلاَمِيذِي: إِنْ كَانَ لَكُمْ حُبٌّ بَعْضاً لِبَعْضٍ»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا13: 34و35)،
ولا
نقدر أن نحفظ كلامه ووصاياه «21اَلَّذِي
عِنْدَهُ وَصَايَايَ وَيَحْفَظُهَا فَهُوَ الَّذِي يُحِبُّنِي، وَالَّذِي
يُحِبُّنِي
يُحِبُّهُ أَبِي، وَأَنَا أُحِبُّهُ، وَأُظْهِرُ لَهُ ذَاتِي». 22قَالَ لَهُ يَهُوذَا
لَيْسَ
الإِسْخَرْيُوطِيَّ: «يَا سَيِّدُ، مَاذَا حَدَثَ حَتَّى إِنَّكَ مُزْمِعٌ
أَنْ
تُظْهِرَ ذَاتَكَ لَنَا وَلَيْسَ لِلْعَالَمِ؟» 23أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُ: «إِنْ
أَحَبَّنِي
أَحَدٌ يَحْفَظْ كَلاَمِي، وَيُحِبُّهُ أَبِي، وَإِلَيْهِ نَأْتِي،
وَعِنْدَهُ
نَصْنَعُ مَنْزِلاً. 24اَلَّذِي لاَ يُحِبُّنِي لاَ يَحْفَظُ كَلاَمِي. وَالْكَلاَمُ الَّذِي
تَسْمَعُونَهُ
لَيْسَ لِي بَلْ لِلآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا14: 21-24).
0 التعليقات:
إرسال تعليق