• اخر الاخبار

    المقدمة الحلقة 24 - الإيمان في إنجيل يوحنا - دراسة في إنجيل يوحنا د. القس سامي منير اسكندر



















    الإِيمَانِ في إِنْجِيلُ يُوحَنَّا

    إعداد

    د. القس سامي منير اسكندر







     جاء هذا الإِنْجِيل يكمل صورة الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ كما سجلها الإِنْجِيليون الثلاثة السابقون، فقد تحدث عن لاهوت الإبن كطلب الرَّسُولِ أندراوس وبعض أساقفة أسيا بعد ظهور بعض الهراطقة. فيقدم لنا شخص الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابن الله لنؤمن، وفي رسائله الثلاث لكي ننعم بسمة الحب التي له وفي سفر الرؤيا لكي ننتظر مجيئه الأخير.
    1. يذكر لنا الرَّسُولِ يُوحَنَّا غاية كتابته للسفر قائلاً: «وَأَمَّا هَذِهِ فَقَدْ كُتِبَتْ لِتُؤْمِنُوا أَنَّ يَسُوعَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ وَلِكَيْ تَكُونَ لَكُمْ إِذَا آمَنْتُمْ حَيَاةٌ بِاسْمِهِ»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا20: 31). أي غرض الإِنْجِيل:
    أ – أن يؤمن كل العالم.
    ب- أن يحصل على الْحَيَاةُ الأبدية بهذا الإِيمَانِ.
    ويلاحظ في هذا النص الإِنْجِيلي الآتي:
    أ. جاءت كلمة «تؤمنوا» في اليونانية pioteonte وذلك في النسخ السينائية والفاتيكانية وKoredethi في صيغة الحاضر لا الماضي، لتعني أن الإِنْجِيل كتب لتثبيت إيمان قائم فعلاً. فهو لم يقدم إيمانًا جديدًا، إنما أراد تثبيت إيمان الكنيسة الَّذِي تعيشه حتى لا ينحرف أحد عنه. وليس التثبيت فقط بل هذه هي بشارة التدرج والتقدم في الإِيمَانِ نحو النضوج وكامل الإِيمَانِ، فلنلق نظرة إلى الدرجات التي ارتقى عليها بعض الأشخاص:
        i.     إيمان نيقوديموس: نقرأ عنه أنه «2هَذَا جَاءَ إِلَى يَسُوعَ لَيْلاً وَقَالَ لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ، نَعْلَمُ أَنَّكَ قَدْ أَتَيْتَ مِنَ اللَّهِ مُعَلِّماً، لأَنْ لَيْسَ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَعْمَلَ هَذِهِ الآيَاتِ الَّتِي أَنْتَ تَعْمَلُ إِنْ لَمْ يَكُنِ اللَّهُ مَعَهُ»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا3: 2)، هذه درجة ابتدائية في سلم إيمان هذا الرجل. بعده نجد القول: «50قَالَ لَهُمْ نِيقُودِيمُوسُ، الَّذِي جَاءَ إِلَيْهِ لَيْلاً، وَهُوَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ: «51أَلَعَلَّ نَامُوسَنَا يَدِينُ إِنْسَاناً لَمْ يَسْمَعْ مِنْهُ أَوَّلاً وَيَعْرِفْ مَاذَا فَعَلَ؟»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا7: 50و51)، هنا نرانا أمام درجة أرقى في إيمان هذا الرجل، لأنه خرج من خباء تستره وقصد أن يدافع عن سيده وإن يكن بشيء من الخوف. وإذ نبلغ منتهى البشارة في، نجد القول: «39وَجَاءَ أَيْضاً نِيقُودِيمُوسُ الَّذِي أَتَى أَوَّلاً إِلَى يَسُوعَ لَيْلاً وَهُوَ حَامِلٌ مَزِيجَ مُرٍّ وَعُودٍ نَحْوَ مِئَةِ مَناً..40فَأَخَذَا جَسَدَ يَسُوعَ وَلَفَّاهُ بِأَكْفَانٍ مَعَ الأَطْيَابِ كَمَا لِلْيَهُودِ عَادَةٌ أَنْ يُكَفِّنُوا»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا19: 39و40)، لأن الخوف طرد من قلبه فجاهر بأيمانه على رؤوس الأشهاد.
      ii.     إيمان خادم الملك: نقرأ عنه في أنه «50قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «اذْهَبْ. اِبْنُكَ حَيٌّ». فَآمَنَ الرَّجُلُ بِالْكَلِمَةِ الَّتِي قَالَهَا لَهُ يَسُوعُ، وَذَهَبَ»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا4: 50)، وإذ نتقدم في القصة نجد إيمان الرجل وقد ارتقى درجة أعلى «53فَفَهِمَ الأَبُ أَنَّهُ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ الَّتِي قَالَ لَهُ فِيهَا يَسُوعُ إِنَّ ابْنَكَ حَيٌّ. فَآمَنَ هُوَ وَبَيْتُهُ كُلُّهُ»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا4: 53).
    iii.     ايمان الرجل المولود أعمى: قال عن الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ أنه «يَسُوعُ» «11أَجَابَ ذَالَ وَقَالَ: «إِنْسَانٌ يُقَالُ لَهُ يَسُوعُ صَنَعَ طِيناً وَطَلَى عَيْنَيَّ، وَقَالَ لِي: اذْهَبْ إِلَى بِرْكَةِ سِلْوَامَ وَاغْتَسِلْ. فَمَضَيْتُ وَاغْتَسَلْتُ فَأَبْصَرْتُ»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا9: 11)، هذه درجة ابتدائية في سلم الإِيمَانِ، ثم قال عنه أنه «إِنَّهُ نَبِيٌّ» «17قَالُوا أَيْضاً لِلأَعْمَى: «مَاذَا تَقُولُ أَنْتَ عَنْهُ مِنْ حَيْثُ إِنَّهُ فَتَحَ عَيْنَيْكَ؟» فَقَالَ: «إِنَّهُ نَبِيٌّ»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا9: 17)، هذه درجة أعلي في سلم الإِيمَانِ، ثم قال عنه أنه «مِنَ اللَّهِ» «33لَوْ لَمْ يَكُنْ هَذَا مِنَ اللَّهِ لَمْ يَقْدِرْ أَنْ يَفْعَلَ شَيْئاً»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا9: 33)، هذه درجة راقية في سلم الإِيمَانِ، آمن أنه « أَتُؤْمِنُ بِابْنِ اللَّهِ؟ أُومِنُ يَا سَيِّدُ» «35فَسَمِعَ يَسُوعُ أَنَّهُمْ أَخْرَجُوهُ خَارِجاً، فَوَجَدَهُ وَقَالَ لَهُ: «أَتُؤْمِنُ بِابْنِ اللَّهِ؟» 36أَجَابَ ذَاكَ وَقَالَ: «مَنْ هُوَ يَا سَيِّدُ لأُومِنَ بِهِ؟» 37فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «قَدْ رَأَيْتَهُ، وَالَّذِي يَتَكَلَّمُ مَعَكَ هُوَ هُوَ!». 38فَقَالَ: «أُومِنُ يَا سَيِّدُ!». وَسَجَدَ لَهُ»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا9: 35-38)، هذه درجة أرقى في سلم الإِيمَانِ،
    iv.     إيمان أهل السَّامِرَةِ: نجد القول: نجد القول: «25قَالَتْ لَهُ الْمَرْأَةُ: «أَنَا أَعْلَمُ أَنَّ مَسِيَّا الَّذِي يُقَالُ لَهُ الْمَسِيحُ يَأْتِي. فَمَتَى جَاءَ ذَاكَ يُخْبِرُنَا بِكُلِّ شَيْءٍ»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا4: 25). هذه درجة ابتدائية، نجد القول: «39فَآمَنَ بِهِ مِنْ تِلْكَ الْمَدِينَةِ كَثِيرُونَ مِنَ السَّامِرِيِّينَ بِسَبَبِ كلاَمِ الْمَرْأَةِ الَّتِي كَانَتْ تَشْهَدُ أَنَّهُ: «قَالَ لِي كُلَّ مَا فَعَلْتُ»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا4: 39)، هذه درجة راقية،




    • تعليقات بلوجر
    • تعليقات الفيس بوك

    0 التعليقات:

    Item Reviewed: المقدمة الحلقة 24 - الإيمان في إنجيل يوحنا - دراسة في إنجيل يوحنا د. القس سامي منير اسكندر Rating: 5 Reviewed By: د. القس سامي منير اسكندر
    Scroll to Top