• اخر الاخبار

    المقدمة الحلقة 27 - مفهوم المسيا في إنجيل يوحنا - دراسة في إنجيل يوحنا د. القس سامي منير اسكندر













    مفهوم المَسِيَّا في إِنْجِيلُ يُوحَنَّا

    إعداد

    د. القس سامي منير اسكندر












    مفهوم المَسِيَّا في إِنْجِيلُ يُوحَنَّا

    إعداد

    د. القس سامي منير اسكندر

    ΜεσσίαςMessias
    المَسِيَّا מָשִׁיחַ
    «41هَذَا وَجَدَ أَوَّلاً أَخَاهُ سِمْعَانَ، فَقَالَ لَهُ: «قَدْ وَجَدْنَا مَسِيَّا» الَّذِي تَفْسِيرُهُ: الْمَسِيحُ»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا1: 41)،
    و«25قَالَتْ لَهُ الْمَرْأَةُ: «أَنَا أَعْلَمُ أَنَّ مَسِيَّا الَّذِي يُقَالُ لَهُ الْمَسِيحُ يَأْتِي. فَمَتَى جَاءَ ذَاكَ يُخْبِرُنَا بِكُلِّ شَيْءٍ»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا4: 25).
    هي الصيغة العربية للكلمة اليونانية "مسياس"
    المأخوذة من الكلمة الأرامية "مشيحا" משיחא أي Mashiach التي تعني مسيح. وهي كلمة عبرية מָשִׁיחַ معناها "ممسوح" أي "مسيح".
    «مسيَّا» بالعبري «משׁיח ، mâshı̂yach»
    «»
    تعني «الممسوح»، لذلك ترجمتها السبعينية «الْمَسِيحِ» أي «الممسوح»  «ΧριστόςChristos» من آصل الكلمة «Χρίωchriō»  أي «يمسح»، بمعني «المدهون» بقرن الدهن ملكاً على إسرائيل. والوعد بالمَسِيَّا جاء على فم النبي نَاثَانُ لدَاوُدَ الملك بأن من نسله من يأتي كرسيه لإسرائيل إلى الأبد «12مَتَى كَمِلَتْ أَيَّامُكَ وَاضْطَجَعْتَ مَعَ آبَائِكَ أُقِيمُ بَعْدَكَنَسْلَكَ (وليس ابنك، الذي هو الْمَسِيحِ) الَّذِي يَخْرُجُ مِنْ أَحْشَائِكَ (حسب الجسد) وَأُثَبِّتُ مَمْلَكَتَهُ.13هُوَ يَبْنِي بَيْتاً لاِسْمِي، وَأَنَا أُثَبِّتُ كُرْسِيَّ مَمْلَكَتِهِ إِلَى الأَبَدِ14أَنَا أَكُونُ لَهُ أَباً وَهُوَ يَكُونُ لِيَ ابْناًإِنْ تَعَوَّجَ أُؤَدِّبْهُ بِقَضِيبِ النَّاسِ وَبِضَرَبَاتِ بَنِي آدَمَ15وَلَكِنَّ رَحْمَتِي لاَ تُنْزَعُ مِنْهُ كَمَا نَزَعْتُهَا مِنْ شَاوُلَ الَّذِي أَزَلْتُهُ مِنْ أَمَامِكَ16وَيَأْمَنُ بَيْتُكَ وَمَمْلَكَتُكَ إِلَى الأَبَدِ أَمَامَكَكُرْسِيُّكَ يَكُونُ ثَابِتاً إِلَى الأَبَدِ». 17فَحَسَبَ جَمِيعِ هَذَا الْكَلاَمِ وَحَسَبَ كُلِّ هَذِهِ الرُّؤْيَا كَذَلِكَ كَلَّمَ نَاثَانُ دَاوُدَ»(سِفْرُ صَمُوئِيلَ الثَّانِي7: 12-17).

    Ø    الْمَسِيحِ في رأي اليهود

    عند اليهود المَسِيَّا هو المخلص المُنتظَر، وهو قائد مُعَيَّن من قِبَل الله، وقد يكون ملكًا لإسرائيل لأنه يجب أن يخرج من صُلب داود الملك، وهو الذي سيحكم الشعب اليهودي، ويُوَحِّد أسباط إسرائيل، ويُعلن عن بدء العصر المَسِيَّاني Messianic Age، والذي سيكون فيه -من وجهة نظر اليهود- العدل والسلام والحرية على الأرض بدون أي حروب أو جرائم أو فقر..وحسب نظر اليهود من خلال التلمود Talmud والمدراش Midrash وغيره، فإن المَسِيَّا المُنتظر سيأتي قبل سنة 6000 من خلق العالم (وحاليًا عام 2018 مثلًا يُقابل سنة 6022 للخليقة، حسب العقيدة اليهودية والنتيجة اليهودية مضي زمان العقيدة المحددة).

    Ø    الْمَسِيحِ حسب إعلان الرُّوحِ الْقُدُسِ

    أما إيماناً في الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ: هو الذي تحققت فيه كل نبوءات المَسِيَّا، على الرغم من انتظار اليهود له حتى الآن..فاليهود ينتظرونه ملك أرضي يجعلهم فوق جميع الشعوب لكونهم مازالوا شعب الله المُختار الأوحد في نظرهم. لكن الكنيسة الواحد في الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ مختارة منذ الأزال وإلى الأبد عروس الوحيدة «3مُبَارَكٌ اللهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي بَارَكَنَا بِكُلِّ بَرَكَةٍ رُوحِيَّةٍ فِي السَّمَاوِيَّاتِ فِي الْمَسِيحِ، 4كَمَا اخْتَارَنَا فِيهِ قَبْلَ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ، لِنَكُونَ قِدِّيسِينَ وَبِلاَ لَوْمٍ قُدَّامَهُ فِي الْمَحَبَّةِ، 5إِذْ سَبَقَ فَعَيَّنَنَا لِلتَّبَنِّي بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ لِنَفْسِهِ، حَسَبَ مَسَرَّةِ مَشِيئَتِهِ،»(رِّسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى أَهْلِ أَفَسُسَ1: 3-5).

    מָשִׁיחַ




    ولكن الرُّوحِ الْقُدُسِ إعلان المغزى الحقيقي من وراء النبوات، والذي تجاهله اليهود كثيرًا، وخاصة في أمور مثل صلب الْمَسِيحِ وموته وقيامته وغير ذلك مما هو مذكور في سِفْرُ إِشَعْيَاءَ53..كمثل ونبوءات دانيال وغيره..وهناك أكثر من 350 نبوات مَسِيَّانيةً في نَامُوسِ مُوسَى وَالأَنْبِيَاءِ وَالْمَزَامِيرِ التي تحققت كلها في شخص الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ..ونرى بعض اليهود التلاميذ الأوائل الذين آمنوا بالْمَسِيحِ عندما قالوا بعضهم لبعض:«41هَذَا وَجَدَ أَوَّلاً أَخَاهُ سِمْعَانَ، فَقَالَ لَهُ: «قَدْ وَجَدْنَا مَسِيَّا» الَّذِي تَفْسِيرُهُ: الْمَسِيحُ، 42فَجَاءَ بِهِ إِلَى يَسُوعَ. فَنَظَرَ إِلَيْهِ يَسُوعُ وَقَالَ: «أَنْتَ سِمْعَانُ بْنُ يُونَاأَنْتَ تُدْعَى صَفَا» الَّذِي تَفْسِيرُهُ:بُطْرُسُ»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا141و42).
    Ø     اسم المَسِيَّا ليس فيه مفهوم سياسي
    إِنْجِيلُ يُوحَنَّا الوحيد بين جميع أسفار الإِنْجِيلُ الذي استخدم كلمة «المَسِيَّا» وهي الترجمة اليونانية للكلمة العبرانيةكما جاءت في نَامُوسِ مُوسَى وَالأَنْبِيَاءِ وَالْمَزَامِيرِ وذلك في:
    «41هَذَا وَجَدَ أَوَّلاً أَخَاهُ سِمْعَانَ، فَقَالَ لَهُ: «قَدْ وَجَدْنَا مَسِيَّا» الَّذِي تَفْسِيرُهُ: الْمَسِيحُ»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا1: 41)،
    و«25قَالَتْ لَهُ الْمَرْأَةُ: «أَنَا أَعْلَمُ أَنَّ مَسِيَّا الَّذِي يُقَالُ لَهُ الْمَسِيحُ يَأْتِي. فَمَتَى جَاءَ ذَاكَ يُخْبِرُنَا بِكُلِّ شَيْءٍ»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا4: 25).
    وظل يستخدم اسم الْمَسِيحِ بدلاً من المسيا في بقية الإِنْجِيلُ. واستخدام اللقبين معا ليس بالمفهوم اليهودي السياسي، لكن ليعلن الرُّوحِ الْقُدُسِ المفهوم الحقيقي من خلال حياة الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ نفسه في الإِنْجِيلُ كمثل رفضه أن يكون ملك إرض دينوي محدودة لمنطقة صغيرة، لأنه الله ملك سماوي غير محدودة لكل العالم والخليقة.
    الله في النبوات أعلن الملك لا بالمفهوم الأرضي بل بالمفهوم السماوي لذلك قال : «33ثُمَّ دَخَلَ بِيلاَطُسُ أَيْضاً إِلَى دَارِ الْوِلاَيَةِ وَدَعَا يَسُوعَ، وَقَالَ لَهُ: «أَنْتَ مَلِكُ الْيَهُودِ؟» 34أَجَابَهُ يَسُوعُ: «أَمِنْ ذَاتِكَ تَقُولُ هَذَا، أَمْ آخَرُونَ قَالُوا لَكَ عَنِّي؟» 35أَجَابَهُ بِيلاَطُسُ: «أَلَعَلِّي أَنَا يَهُودِيٌّ؟ أُمَّتُكَ وَرُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ أَسْلَمُوكَ إِلَيَّ. مَاذَا فَعَلْتَ؟» 36أَجَابَ يَسُوعُ: «مَمْلَكَتِي لَيْسَتْ مِنْ هَذَا الْعَالَمِلَوْ كَانَتْ مَمْلَكَتِي مِنْ هَذَا الْعَالَمِ، لَكَانَ خُدَّامِي يُجَاهِدُونَ لِكَيْ لاَ أُسَلَّمَ إِلَى الْيَهُودِوَلَكِنِ الآنَ لَيْسَتْ مَمْلَكَتِي مِنْ هُنَا». 37فَقَالَ لَهُ بِيلاَطُسُ: «أَفَأَنْتَ إِذاً مَلِكٌ؟» أَجَابَ يَسُوعُ: «أَنْتَ تَقُولُإِنِّي مَلِكٌلِهَذَا قَدْ وُلِدْتُ أَنَا، وَلِهَذَا قَدْ أَتَيْتُ إِلَى الْعَالَمِ لأَشْهَدَ لِلْحَقِّكُلُّ مَنْ هُوَ مِنَ الْحَقِّ يَسْمَعُ صَوْتِي»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا18: 33-37)؛
    فهو «مَلِكُ إِسْرَائِيلَ!» «49أَجَابَ نَثَنَائِيلُ وَقَالَ لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ، أَنْتَ ابْنُ اللَّهِأَنْتَ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ!»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا1: 49). ليس «مَلِكُ الْيَهُودِ».
    والفارق كبير جداً بين الأثنين. 
    • تعليقات بلوجر
    • تعليقات الفيس بوك

    0 التعليقات:

    Item Reviewed: المقدمة الحلقة 27 - مفهوم المسيا في إنجيل يوحنا - دراسة في إنجيل يوحنا د. القس سامي منير اسكندر Rating: 5 Reviewed By: د. القس سامي منير اسكندر
    Scroll to Top