مياه الخليقة
إعداد
د. القس سامي منير اسكندر
يوزّع الله يَسُوعَ الْمَسِيحِ سيد الكون الماء بحسب رغبته، جاعلاً هكذا تحدت قبضته مصائر الناس. والإسرائيليون على أثر البابليين يقسون المياه كتلتين متمايزتين:
«المياه العلوية»
ويضبطها الجلد، مصوراً كسطح صلب «7فَعَمِلَ اللهُ الْجَلَدَ وَفَصَلَ بَيْنَ الْمِيَاهِ
الَّتِي تَحْتَ الْجَلَدِ وَالْمِيَاهِ الَّتِي فَوْقَ الْجَلَدِ. وَكَانَ
كَذَلِكَ»(سِفْرُ
التَّكْوِينِ1: 7)، «4سَبِّحِيهِ يَا سَمَاءَ السَّمَاوَاتِ وَيَا أَيَّتُهَا
الْمِيَاهُ الَّتِي فَوْقَ السَّمَاوَاتِ»(سِفْرُ اَلْمَزَامِيرُ، مَزْمُور148: 4)، «6وَقُدَّامَ
الْعَرْشِ بَحْرُ زُجَاجٍ شِبْهُ الْبَلُّورِ. وَفِي وَسَطِ الْعَرْشِ وَحَوْلَ
الْعَرْشِ أَرْبَعَةُ حَيَوَانَاتٍ مَمْلُوَّةٌ عُيُوناً مِنْ قُدَّامٍ وَمِنْ
وَرَاءٍ»(سِفْرُ
رُؤْيَا يُوحَنَّا اللاَّهُوتِيِّ4:
6).
تتفتّح كوى السماء، فتتيح للمياه أن تسقط على الأرض
على شكل مطر «11فِي
سَنَةِ سِتِّ مِئَةٍ مِنْ حَيَاةِ نُوحٍ فِي الشَّهْرِ الثَّانِي فِي الْيَوْمِ
السَّابِعَ عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ انْفَجَرَتْ كُلُّ يَنَابِيعِ الْغَمْرِ
الْعَظِيمِ وَانْفَتَحَتْ طَاقَاتُ السَّمَاءِ»(سِفْرُ التَّكْوِينِ7: 11)، «2وَانْسَدَّتْ يَنَابِيعُ الْغَمْرِ وَطَاقَاتُ
السَّمَاءِ فَامْتَنَعَ الْمَطَرُ مِنَ السَّمَاءِ»(سِفْرُ التَّكْوِينِ8: 2)، «18وَيَكُونُ أَنَّ الْهَارِبَ مِنْ صَوْتِ الرُّعْبِ
يَسْقُطُ فِي الْحُفْرَةِ وَالصَّاعِدَ مِنْ وَسَطِ الْحُفْرَةِ يُؤْخَذُ بِالْفَخِّ.
لأَنَّ مَيَازِيبَ مِنَ الْعَلاَءِ انْفَتَحَتْ وَأُسُسَ الأَرْضِ تَزَلْزَلَتْ»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ24: 18)، «10هَاتُوا
جَمِيعَ الْعُشُورِ إِلَى الْخَزْنَةِ لِيَكُونَ فِي بَيْتِي طَعَامٌ
وَجَرِّبُونِي بِهَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ إِنْ كُنْتُ لاَ أَفْتَحُ لَكُمْ
كُوى السَّمَاوَاتِ وَأُفِيضُ عَلَيْكُمْ بَرَكَةً حَتَّى لاَ تُوسَعَ»(سِفْرُ مَلاَخِي3: 10)،
أو على شكل ندى يبيت على العشب «19أَصْلِي
كَانَ مُنْبَسِطاً إِلَى الْمِيَاهِ وَالطَّلُّ بَاتَ عَلَى أَغْصَانِي»(سِفْرُ أَيُّوبَ29: 19)، «2أَنَا
نَائِمَةٌ وَقَلْبِي مُسْتَيْقِظٌ. صَوْتُ حَبِيبِي قَارِعاً: «اِفْتَحِي لِي يَا
أُخْتِي يَا حَبِيبَتِي يَا حَمَامَتِي يَا كَامِلَتِي لأَنَّ رَأْسِي امْتَلَأَ
مِنَ الطَّلِّ وَقُصَصِي مِنْ نَدَى اللَّيْلِ»(سِفْرُ نَشِيدُ الأَنْشَادِ5:
2)، «13فَكَانَ فِي الْمَسَاءِ أَنَّ السَّلْوَى
صَعِدَتْ وَغَطَّتِ الْمَحَلَّةَ. وَفِي الصَّبَاحِ كَانَ سَقِيطُ النَّدَى
حَوَالَيِ الْمَحَلَّةِ»(سِفْرُ اَلْخُرُوجُ16:
13).
أمّا الينابيع والأنهار، فتأتي لا من المطر، ولكن من
غمر ماء عظيم تقوم عليه الأرض: «المياه
السفلية» أو الغور «11فِي
سَنَةِ سِتِّ مِئَةٍ مِنْ حَيَاةِ نُوحٍ فِي الشَّهْرِ الثَّانِي فِي الْيَوْمِ
السَّابِعَ عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ انْفَجَرَتْ كُلُّ يَنَابِيعِ الْغَمْرِ
الْعَظِيمِ وَانْفَتَحَتْ طَاقَاتُ السَّمَاءِ»(سِفْرُ التَّكْوِينِ7: 11)، «7لأَنَّ
الرَّبَّ إِلهَكَ آتٍ بِكَ إِلى أَرْضٍ جَيِّدَةٍ أَرْضِ أَنْهَارٍ مِنْ عُيُونٍ
وَغِمَارٍ تَنْبَعُ فِي البِقَاعِ وَالجِبَالِ»(سِفْرُ اَلَتَّثْنِيَة8:
7)، «13وَلِيُوسُفَ
قَال: «مُبَارَكَةٌ مِنَ الرَّبِّ أَرْضُهُ بِنَفَائِسِ السَّمَاءِ بِالنَّدَى وَبِاللُّجَّةِ
الرَّابِضَةِ تَحْتُ»(سِفْرُ اَلَتَّثْنِيَة33:
13)، «4قَدْ
عَظَّمَتْهُ الْمِيَاهُ وَرَفَعَهُ الْغَمْرُ. أَنْهَارُهُ جَرَتْ مِنْ حَوْلِ
مَغْرِسِهِ وَأَرْسَلَتْ جَدَاوِلَهَا إِلَى كُلِّ أَشْجَارِ الْحَقْلِ»(سِفْرُ حِزْقِيَال31: 4).
وان الله يَسُوعَ الْمَسِيحِ
قد وضع هذا الترتيب، فهو سيد المياه يحبسها أو يطلقها كما يشاء، سواء كانت المياه
العلوية أو السفلية، مسبباً هكذا الجفاف أو الفيضان «15يَمْنَعُ
الْمِيَاهَ فَتَيْبَسُ. يُطْلِقُهَا فَتَقْلِبُ الأَرْضَ»(سِفْرُ أَيُّوبَ12: 15): «الْمُنْزِلِ مَطَراً عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ» «10الْمُنْزِلِ
مَطَراً عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ
وَالْمُرْسِلِ الْمِيَاهَ عَلَى الْبَرَارِيِّ»(سِفْرُ أَيُّوبَ5: 10)، «10اَلْمُفَجِّرُ عُيُوناً فِي الأَوْدِيَةِ. بَيْنَ
الْجِبَالِ تَجْرِي. 11تَسْقِي كُلَّ
حَيَوَانِ الْبَرِّ. تَكْسِرُ الْفِرَاءُ ظَمَأَهَا. 12فَوْقَهَا طُيُورُ السَّمَاءِ تَسْكُنُ. مِنْ بَيْنِ
الأَغْصَانِ تُسَمِّعُ صَوْتاً. 13السَّاقِي
الْجِبَالَ مِنْ عَلاَلِيهِ. مِنْ ثَمَرِ أَعْمَالِكَ تَشْبَعُ الأَرْضُ. 14الْمُنْبِتُ عُشْباً لِلْبَهَائِمِ وَخُضْرَةً
لِخِدْمَةِ الإِنْسَانِ لإِخْرَاجِ خُبْزٍ مِنَ الأَرْضِ 15وَخَمْرٍ تُفَرِّحُ قَلْبَ الإِنْسَانِ
لإِلْمَاعِ وَجْهِهِ أَكْثَرَ مِنَ الزَّيْتِ وَخُبْزٍ يُسْنِدُ قَلْبَ
الإِنْسَانِ. 16تَشْبَعُ أَشْجَارُ
الرَّبِّ أَرْزُ لُبْنَانَ الَّذِي نَصَبَهُ»(سِفْرُ اَلْمَزَامِيرُ، مَزْمُور104: 10-16)، هذا الغيث
الذي يأتي من عند الله يَسُوعَ الْمَسِيحِ
وليس من عند البشر «7وَتَكُونُ
بَقِيَّةُ يَعْقُوبَ فِي وَسَطِ شُعُوبٍ كَثِيرِينَ كَالنَّدَى مِنْ عِنْدِ
الرَّبِّ كَالْوَابِلِ عَلَى الْعُشْبِ الَّذِي لاَ يَنْتَظِرُ إِنْسَاناً وَلاَ
يَصْبِرُ لِبَنِي الْبَشَرِ»(سِفْرُ مِيخَا5:
7)، «22أَدَخَلْتَ
إِلَى خَزَائِنِ الثَّلْجِ أَمْ أَبْصَرْتَ مَخَازِنَ الْبَرَدِ 23الَّتِي أَبْقَيْتَهَا
لِوَقْتِ الضَّرِّ لِيَوْمِ الْقِتَالِ وَالْحَرْبِ؟ 24فِي أَيِّ
طَرِيقٍ يَتَوَزَّعُ النُّورُ وَتَتَفَرَّقُ الرِّيحُ الشَّرْقِيَّةُ عَلَى
الأَرْضِ؟ 25مَنْ
فَرَّعَ قَنَوَاتٍ لِلْهَطْلِ وَطَرِيقاً لِلصَّوَاعِقِ 26لِيَمْطُرَ
عَلَى أَرْضٍ حَيْثُ لاَ إِنْسَانَ عَلَى قَفْرٍ لاَ أَحَدَ فِيهِ 27لِيُرْوِيَ
الْبَلْقَعَ وَالْخَلاَءَ وَيُنْبِتَ مَخْرَجَ الْعُشْبِ؟ «28هَلْ
لِلْمَطَرِ أَبٌ وَمَنْ وَلَدَ مَآجِلَ الطَّلِّ؟»(سِفْرُ أَيُّوبَ38: 22-28).
فهو «يجعل أحكاماً للمطر» «26لَمَّا
جَعَلَ لِلْمَطَرِ فَرِيضَةً وَسَبِيلاً لِلصَّوَاعِقِ»(سِفْرُ أَيُّوبَ28: 26)، ويسهر على
أن تنزل الغيوث بانتظام «في أوانها» «4أُعْطِي
مَطَرَكُمْ فِي حِينِهِ وَتُعْطِي الأَرْضُ غَلَّتَهَا وَتُعْطِي أَشْجَارُ
الْحَقْلِ أَثْمَارَهَا»(سِفْرُ
اَللاَّوِيِّينَ26: 4)، «12يَفْتَحُ
لكَ الرَّبُّ كَنْزَهُ الصَّالِحَ السَّمَاءَ لِيُعْطِيَ مَطَرَ أَرْضِكَ فِي
حِينِهِ وَليُبَارِكَ كُل عَمَلِ يَدِكَ فَتُقْرِضُ أُمَماً كَثِيرَةً وَأَنْتَ لا
تَقْتَرِضُ»(سِفْرُ اَلَتَّثْنِيَة28:
12): إن تأخر المطر يعرّض البذر للخطر كذلك توقّفه قبل أوانه يضر بالحصاد «4هَكَذَا
أَرَانِي السَّيِّدُ الرَّبُّ وَإِذَا السَّيِّدُ الرَّبُّ قَدْ دَعَا
لِلْمُحَاكَمَةِ بِالنَّارِ فَأَكَلَتِ الْغَمْرَ الْعَظِيمَ وَأَكَلَتِ الْحَقْلَ»(سِفْرُ عَامُوسَ7: 4). أما إذا نزل
«في أوانه وسمياً وولياً» «14أُعْطِي
مَطَرَ أَرْضِكُمْ فِي حِينِهِ: المُبَكِّرَ وَالمُتَأَخِّرَ. فَتَجْمَعُ
حِنْطَتَكَ وَخَمْرَكَ وَزَيْتَكَ»(سِفْرُ اَلَتَّثْنِيَة11:
14)، «24وَلَمْ
يَقُولُوا بِقُلُوبِهِمْ: لِنَخَفِ الرَّبَّ إِلَهَنَا الَّذِي يُعْطِي الْمَطَرَ
الْمُبَكِّرَ وَالْمُتَأَخِّرَ فِي وَقْتِهِ. يَحْفَظُ لَنَا أَسَابِيعَ
الْحَصَادِ الْمَفْرُوضَةَ»(سِفْرُ إِرْمِيَا5:
24)، فهو يضمن الازدهار للأرض «23ثُمَّ يُعْطِي مَطَرَ زَرْعِكَ الَّذِي تَزْرَعُ
الأَرْضَ بِهِ وَخُبْزَ غَلَّةِ الأَرْضِ فَيَكُونُ دَسَماً وَسَمِيناً. وَتَرْعَى
مَاشِيَتُكَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ فِي مَرْعًى وَاسِعٍ. 24وَالأَبْقَارُ وَالْحَمِيرُ الَّتِي تَعْمَلُ
الأَرْضَ تَأْكُلُ عَلَفاً مُمَلَّحاً مُذَرَّى بِالْمِنْسَفِ وَالْمِذْرَاةِ. 25وَيَكُونُ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ عَالٍ وَعَلَى
كُلِّ أَكَمَةٍ مُرْتَفِعَةٍ سَوَاقٍ وَمَجَارِي مِيَاهٍ فِي يَوْمِ الْمَقْتَلَةِ
الْعَظِيمَةِ حِينَمَا تَسْقُطُ الأَبْرَاجُ»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ30: 23-25).
ويتصرف الله يَسُوعَ الْمَسِيحِ
كما يشاء «6كُلَّ
مَا شَاءَ الرَّبُّ صَنَعَ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الأَرْضِ فِي الْبِحَارِ وَفِي
كُلِّ اللُّجَجِ»(سِفْرُ اَلْمَزَامِيرُ، مَزْمُور135: 6)، «19الرَّبُّ
بِالْحِكْمَةِ أَسَّسَ الأَرْضَ. أَثْبَتَ السَّمَاوَاتِ بِالْفَهْمِ. 20بِعِلْمِهِ
انْشَقَّتِ اللُّجَجُ وَتَقْطُرُ السَّحَابُ نَدًى»(سِفْرُ الأَمْثَالُ3: 19-20).
إن جففه، نشف الينابيع
والأنهار «4هَكَذَا
أَرَانِي السَّيِّدُ الرَّبُّ وَإِذَا السَّيِّدُ الرَّبُّ قَدْ دَعَا
لِلْمُحَاكَمَةِ بِالنَّارِ فَأَكَلَتِ الْغَمْرَ الْعَظِيمَ وَأَكَلَتِ الْحَقْلَ»(سِفْرُ عَامُوسَ7: 4)، «27الْقَائِلُ لِلُّجَّةِ: انْشَفِي وَأَنْهَارَكِ
أُجَفِّفُ»(سِفْرُ
إِشَعْيَاءَ44: 27)، «15فِي يَوْمِ
نُزُولِهِ إِلَى الْهَاوِيَةِ أَقَمْتُ نَوْحاً. كَسَوْتُ عَلَيْهِ الْغَمْرَ
وَمَنَعْتُ أَنْهَارَهُ وَفَنِيَتِ الْمِيَاهُ الْكَثِيرَةُ, وَأَحْزَنْتُ
لُبْنَانَ عَلَيْهِ, وَكُلُّ أَشْجَارِ الْحَقْلِ ذَبُلَتْ عَلَيْهِ»(سِفْرُ حِزْقِيَال31: 15)، فيحدث الخراب.
وإن فتح «عيون الغمر»، جرت الأنهار واخضرّ النبات على
شواطئها «6كَأَوْدِيَةٍ
مُمْتَدَّةٍ. كَجَنَّاتٍ عَلى نَهْرٍ. كَشَجَرَاتِ عُودٍ غَرَسَهَا الرَّبُّ.
كَأَرْزَاتٍ عَلى مِيَاهٍ»(سِفْرُ اَلْعَدَد24:
6)، «3فَيَكُونُ كَشَجَرَةٍ مَغْرُوسَةٍ عِنْدَ مَجَارِيِِ
الْمِيَاهِ الَّتِي تُعْطِي ثَمَرَهَا فِي أَوَانِهِ وَوَرَقُهَا لاَ يَذْبُلُ.
وَكُلُّ مَا يَصْنَعُهُ يَنْجَحُ»(سِفْرُ اَلْمَزَامِيرُ، مَزْمُور1: 3)، «10أُمُّكَ
كَكَرْمَةٍ, مِثْلِكَ غُرِسَتْ عَلَى الْمِيَاهِ. كَانَتْ مُثْمِرَةً مُفْرِخَةً
مِنْ كَثْرَةِ الْمِيَاهِ»(سِفْرُ حِزْقِيَال19:
10)، لا سيما عند ندرة الأمطار «7وَكَانَ
نَسْرٌ آخَرُ عَظِيمٌ كَبِيرُ الْجَنَاحَيْنِ وَاسِعُ الْمَنْكَبِ, فَإِذَا
بِهَذِهِ الْكَرْمَةِ عَطَفَتْ عَلَيْهِ أُصُولَهَا وَأَنْبَتَتْ نَحْوَهُ زَرَاجِينَهَا
لِيَسْقِيهَا فِي خَمَائِلِ غَرْسِهَا»(سِفْرُ حِزْقِيَال17: 7).
أمَا في المناطق الصحراوية، فإن الينابيع والآبار هي
موارد الحياة الوحيدة التي تسمح بإرواء عطش البهائم والناس «14لِذَلِكَ دُعِيَتِ الْبِئْرُ «بِئْرَ لَحَيْ رُئِي». هَا
هِيَ بَيْنَ قَادِشَ وَبَارَدَ»(سِفْرُ التَّكْوِينِ16: 14)، «23فَجَاءُوا إِلَى مَارَّةَ. وَلَمْ
يَقْدِرُوا أَنْ يَشْرَبُوا مَاءً مِنْ مَارَّةَ لأَنَّهُ مُرٌّ. لِذَلِكَ دُعِيَ
اسْمُهَا «مَارَّةَ». 24فَتَذَمَّرَ الشَّعْبُ عَلَى مُوسَى قَائِلِينَ: «مَاذَا نَشْرَبُ؟» 25فَصَرَخَ إِلَى الرَّبِّ. فَأَرَاهُ
الرَّبُّ شَجَرَةً فَطَرَحَهَا فِي الْمَاءِ فَصَارَ الْمَاءُ عَذْباً. هُنَاكَ
وَضَعَ لَهُ فَرِيضَةً وَحُكْماً وَهُنَاكَ امْتَحَنَهُ. 26فَقَالَ: «إِنْ كُنْتَ تَسْمَعُ لِصَوْتِ
الرَّبِّ إِلَهِكَ وَتَصْنَعُ الْحَقَّ فِي عَيْنَيْهِ وَتَصْغَى إِلَى وَصَايَاهُ
وَتَحْفَظُ جَمِيعَ فَرَائِضِهِ فَمَرَضاً مَا مِمَّا وَضَعْتُهُ عَلَى
الْمِصْرِيِّينَ لاَ أَضَعُ عَلَيْكَ. فَإِنِّي أَنَا الرَّبُّ شَافِيكَ». 27ثُمَّ جَاءُوا إِلَى إِيلِيمَ وَهُنَاكَ
اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنَ مَاءٍ وَسَبْعُونَ نَخْلَةً. فَنَزَلُوا هُنَاكَ عِنْدَ
الْمَاءِ»(سِفْرُ اَلْخُرُوجُ15:
23-27). إنها تمثل ثروة حياة يتنازع عليها الرعاة تنازعاً عنيفاً «25وَعَاتَبَ إِبْرَاهِيمُ أَبِيمَالِكَ لِسَبَبِ بِئْرِ
الْمَاءِ الَّتِي اغْتَصَبَهَا عَبِيدُ أَبِيمَالِكَ»(سِفْرُ التَّكْوِينِ21: 25)، «20فَخَاصَمَ رُعَاةُ جَرَارَ رُعَاةَ إِسْحَاقَ
قَائِلِينَ: «لَنَا الْمَاءُ». فَدَعَا اسْمَ الْبِئْرِ «عِسِقَ» لأَنَّهُمْ
نَازَعُوهُ. 21ثُمَّ حَفَرُوا بِئْراً
أُخْرَى وَتَخَاصَمُوا عَلَيْهَا أَيْضاً فَدَعَا اسْمَهَا «سِطْنَةَ»(سِفْرُ التَّكْوِينِ26: 20-21)، «19فَقَالَتْ:
«أَعْطِنِي بَرَكَةً. لأَنَّكَ أَعْطَيْتَنِي أَرْضَ الْجَنُوبِ فَأَعْطِنِي
يَنَابِيعَ مَاءٍ». فَأَعْطَاهَا الْيَنَابِيعَ الْعُلْيَا وَالْيَنَابِيعَ
السُّفْلَى»(سِفْرُ يَشُوع15:
19).
يلخّص سِفْرُ اَلْمَزَامِيرُ،
مَزْمُور104: بروعة سيادة الله يَسُوعَ الْمَسِيحِ
على المياه هو الذي خلق المياه التي فوق كذلك مياه الغمر. هو الذيَ يرتب تدفَق
سيلها، وجعل للمياه حداً حتى لا تعود تغطَي الأرض، ويفجر العيون، وينزل المطر،
وبفضل ذلك كلّه، ينتشر الازدهار على الأرضي ويأتي الفرح لقلب الإنسان «3الْمُسَقِّفُ عَلاَلِيَهُ بِالْمِيَاهِ. الْجَاعِلُ
السَّحَابَ مَرْكَبَتَهُ. الْمَاشِي عَلَى أَجْنِحَةِ الرِّيحِ. 4الصَّانِعُ مَلاَئِكَتَهُ رِيَاحاً وَخُدَّامَهُ
نَاراً مُلْتَهِبَةً. 5الْمُؤَسِّسُ الأَرْضَ
عَلَى قَوَاعِدِهَا فَلاَ تَتَزَعْزَعُ إِلَى الدَّهْرِ وَالأَبَدِ. 6كَسَوْتَهَا الْغَمْرَ كَثَوْبٍ. فَوْقَ
الْجِبَالِ تَقِفُ الْمِيَاهُ. 7مِنِ
انْتِهَارِكَ تَهْرُبُ مِنْ صَوْتِ رَعْدِكَ تَفِرُّ. 8تَصْعَدُ إِلَى الْجِبَالِ. تَنْزِلُ إِلَى
الْبِقَاعِ إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي أَسَّسْتَهُ لَهَا. 9وَضَعْتَ لَهَا تُخُماً لاَ تَتَعَدَّاهُ. لاَ
تَرْجِعُ لِتُغَطِّيَ الأَرْضَ. 10اَلْمُفَجِّرُ
عُيُوناً فِي الأَوْدِيَةِ. بَيْنَ الْجِبَالِ تَجْرِي. 11تَسْقِي كُلَّ حَيَوَانِ
الْبَرِّ. تَكْسِرُ الْفِرَاءُ ظَمَأَهَا. 12فَوْقَهَا
طُيُورُ السَّمَاءِ تَسْكُنُ. مِنْ بَيْنِ الأَغْصَانِ تُسَمِّعُ صَوْتاً. 13السَّاقِي الْجِبَالَ مِنْ عَلاَلِيهِ. مِنْ
ثَمَرِ أَعْمَالِكَ تَشْبَعُ الأَرْضُ. 14الْمُنْبِتُ
عُشْباً لِلْبَهَائِمِ وَخُضْرَةً لِخِدْمَةِ الإِنْسَانِ لإِخْرَاجِ خُبْزٍ مِنَ
الأَرْضِ 15وَخَمْرٍ تُفَرِّحُ قَلْبَ
الإِنْسَانِ لإِلْمَاعِ وَجْهِهِ أَكْثَرَ مِنَ الزَّيْتِ وَخُبْزٍ يُسْنِدُ
قَلْبَ الإِنْسَانِ. 16تَشْبَعُ
أَشْجَارُ الرَّبِّ أَرْزُ لُبْنَانَ الَّذِي نَصَبَهُ. 17حَيْثُ تُعَشِّشُ هُنَاكَ الْعَصَافِيرُ. أَمَّا
اللَّقْلَقُ فَالسَّرْوُ بَيْتُهُ. 18الْجِبَالُ
الْعَالِيَةُ لِلْوُعُولِ. الصُّخُورُ مَلْجَأٌ لِلْوِبَارِ»(سِفْرُ اَلْمَزَامِيرُ، مَزْمُور104: 3-18).
0 التعليقات:
إرسال تعليق