سلسلة أسماء الله
د. القس سامي منير اسكندر
الحلقة السادسة
الله يسمية يعقوب في المصارعة معه
21 / 5/ 2018
«1وأما يَعْقُوبُ فَمَضَى فِي طَرِيقِهِ وَلاَقَاهُ
مَلاَئِكَةُ اللهِ. 2وَقَالَ يَعْقُوبُ
إِذْ رَآهُمْ: «هَذَا جَيْشُ اللهِ!» فَدَعَا اسْمَ ذَلِكَ الْمَكَانِ
«مَحَنَايِمَ». 3أَرْسَلَ يَعْقُوبُ
رُسُلاً قُدَّامَهُ إِلَى عِيسُوَ أَخِيهِ إِلَى أَرْضِ سَعِيرَ بِلاَدِ أَدُومَ 4وَأَمَرَهُمْ: «هَكَذَا تَقُولُونَ لِسَيِّدِي
عِيسُوَ: هَكَذَا قَالَ عَبْدُكَ يَعْقُوبُ: تَغَرَّبْتُ عِنْدَ لاَبَانَ
وَلَبِثْتُ إِلَى الْآنَ. 5وَقَدْ
صَارَ لِي بَقَرٌ وَحَمِيرٌ وَغَنَمٌ وَعَبِيدٌ وَإِمَاءٌ. وَأَرْسَلْتُ
لِأُخْبِرَ سَيِّدِي لِكَيْ أَجِدَ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْكَ». 6رَجَعَ الرُّسُلُ إِلَى يَعْقُوبَ قَائِلِينَ:
«أَتَيْنَا إِلَى أَخِيكَ إِلَى عِيسُو وَهُوَ أَيْضاً قَادِمٌ لِلِقَائِكَ
وَأَرْبَعُ مِئَةِ رَجُلٍ مَعَهُ». 7فَخَافَ
يَعْقُوبُ جِدّاً وَضَاقَ بِهِ الأَمْرُ. فَقَسَمَ الْقَوْمَ الَّذِينَ مَعَهُ
وَالْغَنَمَ وَالْبَقَرَ وَالْجِمَالَ إِلَى جَيْشَيْنِ. 8وَقَالَ: «إِنْ جَاءَ عِيسُو إِلَى الْجَيْشِ
الْوَاحِدِ وَضَرَبَهُ يَكُونُ الْجَيْشُ الْبَاقِي نَاجِياً». 9قَالَ يَعْقُوبُ: «يَا إِلَهَ أَبِي إِبْرَاهِيمَ
وَإِلَهَ أَبِي إِسْحَاقَ الرَّبَّ الَّذِي قَالَ لِيَ: ارْجِعْ إِلَى أَرْضِكَ
وَإِلَى عَشِيرَتِكَ فَأُحْسِنَ إِلَيْكَ. 10صَغِيرٌ
أَنَا عَنْ جَمِيعِ أَلْطَافِكَ وَجَمِيعِ الأَمَانَةِ الَّتِي صَنَعْتَ إِلَى
عَبْدِكَ. فَإِنِّي بِعَصَايَ عَبَرْتُ هَذَا الأُرْدُنَّ وَالْآنَ قَدْ صِرْتُ
جَيْشَيْنِ. 11نَجِّنِي مِنْ يَدِ
أَخِي مِنْ يَدِ عِيسُوَ لأَنِّي خَائِفٌ مِنْهُ أَنْ يَأْتِيَ وَيَضْرِبَنِي
الأُمَّ مَعَ الْبَنِينَ. 12وَأَنْتَ
قَدْ قُلْتَ: إِنِّي أُحْسِنُ إِلَيْكَ وَأَجْعَلُ نَسْلَكَ كَرَمْلِ الْبَحْرِ
الَّذِي لاَ يُعَدُّ لِلْكَثْرَةِ». 13بَاتَ
هُنَاكَ تِلْكَ اللَّيْلَةَ وَأَخَذَ مِمَّا أَتَى بِيَدِهِ هَدِيَّةً لِعِيسُو
أَخِيهِ: 14مِئَتَيْ عَنْزٍ
وَعِشْرِينَ تَيْساً مِئَتَيْ نَعْجَةٍ وَعِشْرِينَ كَبْشاً 15ثَلاَثِينَ نَاقَةً مُرْضِعَةً وَأَوْلاَدَهَا
أَرْبَعِينَ بَقَرَةً وَعَشَرَةَ ثِيرَانٍ عِشْرِينَ أَتَاناً وَعَشَرَةَ حَمِيرٍ 16وَدَفَعَهَا إِلَى يَدِ عَبِيدِهِ قَطِيعاً
قَطِيعاً عَلَى حِدَةٍ. وَقَالَ لِعَبِيدِهِ: «اجْتَازُوا قُدَّامِي وَاجْعَلُوا
فُسْحَةً بَيْنَ قَطِيعٍ وَقَطِيعٍ». 17وَأَمَرَ
الأَوَّلَ: «إِذَا صَادَفَكَ عِيسُو أَخِي وَسَأَلَك: لِمَنْ أَنْتَ وَإِلَى
أَيْنَ تَذْهَبُ وَلِمَنْ هَذَا الَّذِي قُدَّامَكَ؟ 18تَقُولُ: لِعَبْدِكَ يَعْقُوبَ. هُوَ هَدِيَّةٌ مُرْسَلَةٌ
لِسَيِّدِي عِيسُوَ وَهَا هُوَ أَيْضاً وَرَاءَنَا». 19أَمَرَ أَيْضاً الثَّانِيَ وَالثَّالِثَ وَجَمِيعَ
السَّائِرِينَ وَرَاءَ الْقُطْعَانِ: «بِمِثْلِ هَذَا الْكَلاَمِ تُكَلِّمُونَ
عِيسُوَ حِينَمَا تَجِدُونَهُ 20وَتَقُولُونَ:
هُوَذَا عَبْدُكَ يَعْقُوبُ أَيْضاً وَرَاءَنَا». لأَنَّهُ قَالَ: «أَسْتَعْطِفُ
وَجْهَهُ بِالْهَدِيَّةِ السَّائِرَةِ أَمَامِي وَبَعْدَ ذَلِكَ أَنْظُرُ وَجْهَهُ
عَسَى أَنْ يَرْفَعَ وَجْهِي». 21فَاجْتَازَتِ
الْهَدِيَّةُ قُدَّامَهُ وَأَمَّا هُوَ فَبَاتَ تِلْكَ اللَّيْلَةَ فِي
الْمَحَلَّةِ. 22قَامَ فِي تِلْكَ
اللَّيْلَةِ وَأَخَذَ امْرَأَتَيْهِ وَجَارِيَتَيْهِ وَأَوْلاَدَهُ الأَحَدَ
عَشَرَ وَعَبَرَ مَخَاضَةَ (مكان
في مسيرة النهر خفيف المياه يمكن خوضه أو عبوره سيراً على الأقدام) يَبُّوقَ (متدفق
وهو نهر معروف الآن بنهر الزرقاء يصب في نهر الأردن).
23أَخَذَهُمْ وَأَجَازَهُمُ الْوَادِيَ وَأَجَازَ مَا
كَانَ لَهُ. 24فَبَقِيَ يَعْقُوبُ
وَحْدَهُ. وَصَارَعَهُ
إِنْسَانٌ حَتَّى طُلُوعِ الْفَجْرِ. 25لَمَّا
رَأَى أَنَّهُ لاَ
يَقْدِرُ عَلَيْهِ ضَرَبَ حُقَّ فَخْذِهِ فَانْخَلَعَ حُقُّ فَخْذِ
يَعْقُوبَ فِي مُصَارَعَتِهِ مَعَهُ. 26وَقَالَ:
«أَطْلِقْنِي لأَنَّهُ قَدْ طَلَعَ الْفَجْرُ». فَقَالَ: «لاَ أُطْلِقُكَ إِنْ لَمْ تُبَارِكْنِي».
27فَسَأَلَهُ: «مَا اسْمُكَ؟» فَقَالَ:
«يَعْقُوبُ». 28فَقَالَ: «لاَ يُدْعَى اسْمُكَ
فِي مَا بَعْدُ يَعْقُوبَ بَلْ إِسْرَائِيلَ لأَنَّكَ جَاهَدْتَ مَعَ اللهِ
وَالنَّاسِ وَقَدِرْتَ». 29وَسَأَلَهُ
يَعْقُوبُ: «أَخْبِرْنِي
بِاسْمِكَ». فَقَالَ: «لِمَاذَا تَسْأَلُ عَنِ اسْمِي؟» وَبَارَكَهُ
هُنَاكَ. 30دَعَا يَعْقُوبُ اسْمَ
الْمَكَانِ «فَنِيئِيلَ» قَائِلاً: «لأَنِّي نَظَرْتُ اللهَ وَجْهاً لِوَجْهٍ وَنُجِّيَتْ
نَفْسِي». 31وَأَشْرَقَتْ
لَهُ الشَّمْسُ إِذْ عَبَرَ فَنُوئِيلَ وَهُوَ يَخْمَعُ عَلَى فَخْذِهِ 32ذَلِكَ لاَ يَأْكُلُ بَنُو إِسْرَائِيلَ عِرْقَ
النَّسَا الَّذِي عَلَى حُقِّ الْفَخْذِ إِلَى هَذَا الْيَوْمِ لأَنَّهُ ضَرَبَ
حُقَّ فَخْذِ يَعْقُوبَ عَلَى عِرْقِ النَّسَا»(سِفْرُ التَّكْوِينِ32: 1-32).
0 التعليقات:
إرسال تعليق