حلقات قاموس الْكَلِمَةُ النَّبَوِيَّةُ
د. القس سامي منير اسكندر
الحلقة بعنوان
الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ الْكَلِمَةُ أزلي أبدي
24/ 4 / 2018
https://www.facebook.com/samy.iskander.9/video
s/10215889272448104/?t=466
الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ
الْكَلِمَةُ أزلي أبدي
إعداد
القس
سامي منير اسكندر
إن معني كلمة «أزلي» هو لا بداية أيام له؟ وكلمة «أبدي» تعني لا نهاية أيام له والاثنان يقال عنهما
سرمدي.
وهذه
الألفاظ لا يمكن أن تقال عن أي مخلوق من سائر المخلوقات لكنها تقال عن الله وحده.
«1فِي الْبَدْءِ
كَانَ الْكَلِمَةُ،
وَالْكَلِمَةُ
كَانَ عِنْدَ اللَّهِ، وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللَّهَ»
(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا1: 1).
أ - كان
ولا يزال الأزلي: «1فِي الْبَدْءِ
كَانَ الْكَلِمَةُ».
ب - كان
ولا يزال الأقنوم المتمايز عن أبيه: «وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ».
ج - كان
الكلمة ولا يزال هو اللَّه «وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللَّهَ».
فإعلان لنا: «13وَهُوَ مُتَسَرْبِلٌ بِثَوْبٍ مَغْمُوسٍ بِدَمٍ، وَيُدْعَى اسْمُهُ
«كَلِمَةَ اللهِ»(سِفْرُ رُؤْيَا يُوحَنَّا اللاَّهُوتِيِّ19: 13).
وفي نَامُوسِ
مُوسَى وَالأَنْبِيَاءِ وَالْمَزَامِيرِ جاء عنه «6بِكَلِمَةِ الرَّبِّ (يهوه) صُنِعَتِ
السَّمَاوَاتُ وَبِنَسَمَةِ فَمِهِ كُلُّ جُنُودِهَا»(سِفْرُ اَلْمَزَامِيرُ، مَزْمُور33: 6)، «20أَرْسَلَ
كَلِمَتَهُ فَشَفَاهُمْ وَنَجَّاهُمْ مِنْ تَهْلُكَاتِهِمْ»(سِفْرُ اَلْمَزَامِيرُ، مَزْمُور107: 20).
ويجب أن نلاحظ ما يقصد ب«الْكَلِمَةُ» فاللفظ أو العبارة أو المقالة ترد
بصيغة المؤنث وبالتالي فالمفروض أن تكون الأفعال والصفات والضمائر الخاصة بها
مؤنثة أيضا.
لكن
«الْكَلِمَةُ» هنا المقصود بها من النصوص السابقة
هو «الله ذاته» أو بالحري أقنوم من أقانيمه. ولذلك يأتي الفعل المستعمل معها مذكرا
وليس مؤنثا.
والاسم «الْكَلِمَةُ» في اللغة اليونانية هو «لوجوس»,
ويراد به «المعلن لله» أو «العقل المنفذ لمشيئة الله». وهذا الاسم لم يسمى به أحد
سوى المسيح.
فموسى
مثلا لم يدع «كلمة الله» (بل كليم الله).
ودَاوُدَ دعي «نَبِيّ الله» «29أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِخْوَةُ يَسُوغُ أَنْ يُقَالَ
لَكُمْ جِهَاراً عَنْ رَئِيسِ الآبَاءِ دَاوُدَ إِنَّهُ مَاتَ وَدُفِنَ وَقَبْرُهُ
عِنْدَنَا حَتَّى هَذَا الْيَوْمِ. 30فَإِذْ
كَانَ نَبِيّاً
وَعَلِمَ أَنَّ اللهَ حَلَفَ لَهُ بِقَسَمٍ أَنَّهُ مِنْ ثَمَرَةِ صُلْبِهِ
يُقِيمُ الْمَسِيحَ حَسَبَ الْجَسَدِ لِيَجْلِسَ عَلَى كُرْسِيِّهِ»(سِفْرُ أَعْمَالُ الرُّسُلِ2: 29و30).
وإِبْرَاهِيمُ «وَدُعِيَ
خَلِيلَ اللَّهِ» «23وَتَمَّ الْكِتَابُ الْقَائِلُ: «فَآمَنَ إِبْرَاهِيمُ
بِاللَّهِ فَحُسِبَ لَهُ بِرّاً» وَدُعِيَ خَلِيلَ اللَّهِ»(رِّسَالَةُ يَعْقُوبُ الرَّسُولِ2: 23).
كما أن الخليقة لم تسم «كلمة الله» لكن قيل في «6بِكَلِمَةِ الرَّبِّ (يهوه) صُنِعَتِ السَّمَاوَاتُ وَبِنَسَمَةِ فَمِهِ كُلُّ
جُنُودِهَا»(سِفْرُ
اَلْمَزَامِيرُ، مَزْمُور33: 6)، ثم إن الكلمة هي «لسان حال» صاحبها الذي يعلنه ويظهره، لذلك دعي أقنوم
الابن الذي يعلن الله منذ الأزل «الكلمة».
ونحن لم نعرف من هو الله في قداسته
المطلقة ومحبته اللامحدودة إلا بأقنوم «الكلمة»
فهو الأقنوم المعبر عن الله من الأزل وإلى الأبد, ولا يمكننا أن نعرف الله إلا عن
طريق «الكلمة».
الْكَلِمَةُ في جلاله الذاتي
1: 1 «في الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ»- هذا هو الْكَلِمَةُ
في أزليته. «في الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ» –
هذا هو الْكَلِمَةُ في ذاتيته. «وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللَّهَ»-
هذا هو الْكَلِمَةُ في طبيعته.
الْكَلِمَةُ في أزليته-
«في الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ». «الْكَلِمَةُ»! ما أعمق هذا الوصف العجيب الذي وصف به الرَّبِّ
يَسُوعَ الْمَسِيحِ هنا إذ وصف «الْكَلِمَةُ» وفي
اليونانية «لوجوس»!
لقد
هيأت العناية فكر البشرية، لفهم هذه اللفظة: «الْكَلِمَةُ»
قبل أن نطق بها يوحنا. فالعقلية اليهودية كانت قد ألفتها من كتابات «انقيلوس»
اليهودي الذي ترجم التوراة من العبرية إلى الآرامية في القرن الثالث قبل الميلاد
وفي ترجمته استعاض عن اسم الجلالة بلفظة «ممرا» –
وتقابلها في العربية: «الْكَلِمَةُ»- في المواضع
الآتية: «8وَسَمِعَا صَوْتَ
الرَّبِّ الإِلَهِ مَاشِياً فِي الْجَنَّةِ عِنْدَ هُبُوبِ رِيحِ
النَّهَارِ فَاخْتَبَأَ آدَمُ وَامْرَأَتُهُ مِنْ وَجْهِ الرَّبِّ الإِلَهِ فِي
وَسَطِ شَجَرِ الْجَنَّةِ»(سِفْرُ التَّكْوِينِ3: 8)، «16وَالدَّاخِلاَتُ دَخَلَتْ ذَكَراً وَأُنْثَى مِنْ كُلِّ
ذِي جَسَدٍ كَمَا أَمَرَهُ اللهُ. وَأَغْلَقَ الرَّبُّ عَلَيْهِ»(سِفْرُ التَّكْوِينِ7: 16)، «17فَسَمِعَ اللهُ
صَوْتَ الْغُلاَمِ.
وَنَادَى
مَلاَكُ اللهِ هَاجَرَ مِنَ السَّمَاءِ وَقَالَ لَهَا: «مَا لَكِ يَا هَاجَرُ؟ لاَ
تَخَافِي لأَنَّ اللهَ قَدْ سَمِعَ لِصَوْتِ الْغُلاَمِ حَيْثُ هُوَ. 18قُومِي احْمِلِي الْغُلاَمَ وَشُدِّي يَدَكِ
بِهِ لأَنِّي سَأَجْعَلُهُ أُمَّةً عَظِيمَةً». 19وَفَتَحَ
اللهُ عَيْنَيْهَا فَأَبْصَرَتْ بِئْرَ مَاءٍ فَذَهَبَتْ وَمَلَأَتِ الْقِرْبَةَ
مَاءً وَسَقَتِ الْغُلاَمَ. 20وَكَانَ اللهُ مَعَ
الْغُلاَمِ فَكَبِرَ وَسَكَنَ فِي الْبَرِّيَّةِ وَكَانَ يَنْمُو
رَامِيَ قَوْسٍ»(سِفْرُ التَّكْوِينِ21: 20)، «20وَنَذَرَ يَعْقُوبُ نَذْراً قَائِلاً: «إِنْ كَانَ اللهُ
مَعِي وَحَفِظَنِي فِي هَذَا الطَّرِيقِ الَّذِي أَنَا سَائِرٌ فِيهِ
وَأَعْطَانِي خُبْزاً لِآكُلَ وَثِيَاباً لأَلْبِسَ»(سِفْرُ التَّكْوِينِ28: 20)، و«17وَأَخْرَجَ مُوسَى الشَّعْبَ مِنَ الْمَحَلَّةِ لِمُلاَقَاةِ اللهِ
فَوَقَفُوا فِي أَسْفَلِ الْجَبَلِ»(سِفْرُ
اَلْخُرُوجُ19: 17).
أما
العقلية اليونانية فقد كانت مشبعة بلفظة «لوجوس»
من كتابات فيلو الفيلسوف الإسكندري. غير أن المعنى الذي تحمله «الْكَلِمَةُ» في كتابات يوحنا يسمو عن معناها في آداب
اليونان. كان اليونان يشيرون بـ «الْكَلِمَةُ» إلى
الذهن، والفكر، لكن يوحنا أراد بها الذات والشخصية. فوصفه الرَّبِّ يَسُوعَ
الْمَسِيحِ «بكَلِمَةُ الله» لا يقتصر معناه على
أن الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ هو ذات الله المتكلم. فإذا كان الله قد تكلم
بواسطة أنبياءه لكنه كلمنا في الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ. من سمع الرَّبِّ
يَسُوعَ الْمَسِيحِ قد سمع الله بالذات، ومن رآه فقد رأى الله. أن «الْكَلِمَةُ» في يوحنا هو على الكون «3كُلُّ شَيْءٍ
بِهِ كَانَ،
وَبِغَيْرِهِ لَمْ
يَكُنْ شَيْءٌ مِمَّا كَانَ»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا1: 3)، وهو الذي ظهر قديماً لإِشَعْيَاءُ
«41قَالَ
إِشَعْيَاءُ هَذَا
حِينَ رَأَى مَجْدَهُ وَتَكَلَّمَ عَنْهُ»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا12: 41)، مع «1فِي سَنَةِ وَفَاةِ عُزِّيَّا الْمَلِكِ رَأَيْتُ
السَّيِّدَ جَالِساً عَلَى كُرْسِيٍّ عَالٍ وَمُرْتَفِعٍ وَأَذْيَالُهُ تَمْلَأُ
الْهَيْكَلَ. 2السَّرَافِيمُ
وَاقِفُونَ فَوْقَهُ لِكُلِّ وَاحِدٍ سِتَّةُ أَجْنِحَةٍ. بِاثْنَيْنِ يُغَطِّي
وَجْهَهُ وَبِاثْنَيْنِ يُغَطِّي رِجْلَيْهِ وَبَاثْنَيْنِ يَطِيرُ»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ6: 1و2)، وهو الذي بقبوله
يولد المرء ثانية «12وَأَمَّا
كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَاناً أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ
اللَّهِ، أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ. 13اَلَّذِينَ
وُلِدُوا لَيْسَ مِنْ دَمٍ، وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ جَسَدٍ، وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ
رَجُلٍ، بَلْ مِنَ اللَّهِ»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا1: 12و13)، وهو صاحب السلطان المطلق على كل ذي جسد
«1تَكَلَّمَ يَسُوعُ بِهَذَا وَرَفَعَ عَيْنَيْهِ نَحْوَ
السَّمَاءِ وَقَالَ: «أَيُّهَا الآبُ قَدْ أَتَتِ السَّاعَةُ. مَجِّدِ ابْنَكَ
لِيُمَجِّدَكَ ابْنُكَ أَيْضاً 2إِذْ أَعْطَيْتَهُ
سُلْطَاناً عَلَى كُلِّ جَسَدٍ لِيُعْطِيَ حَيَاةً أَبَدِيَّةً لِكُلِّ مَنْ أَعْطَيْتَهُ»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا17: 1و2).
0 التعليقات:
إرسال تعليق