إِنْجِيلُ يُوحَنَّا الإصحَاحُ الأَوَّلُ
الْكَلِمَةُ كَانَ ولم يزل!!!
إعداد
د. القس / سامي منير اسكندر
إن «كَلِمَةُ» شخص ما، هي ما يعبر به
عن نفسه، وهي أداة اتصاله بالآخرين، وتفاهمه معهم. بكَلِمتَهِ يظهر فكره، ويلقى
أوامره، ويبلغ إرادته. فالْكَلِمَةُ تحمل معها الشخصية بما
فيها من ذات وصفات. فهي إذاً ليست مجرد حروف تتصل بعضها ببعض، لكنها صورة، من
ورائها العقل، ومن وراء العقل الذات، ومن وراء الذات الجوهر.
في إمكان المستمع
أن يعرف المتكلم من كلامه، ولو كان المستمع ضريراً، فكلمة المتكلم هي الرسم الذي
أفرغت فيه الذات. «وكل من رأى المسيح فقد رأى الله» فهو كلمة الله، وهو صورة الله
غير المنظور، ورسم جوهره.
«وكلمة الله» هو الشخصية المتمثلة
فيها قدرة الله. الآمرة والناهية في الكون. لذلك قيل أيضاً فيه «وَحَامِلٌ كُلَّ الأَشْيَاءِ بِكَلِمَةِ
قُدْرَتِهِ» «1اَللهُ، بَعْدَ مَا كَلَّمَ الآبَاءَ بِالأَنْبِيَاءِ
قَدِيماً، بِأَنْوَاعٍ وَطُرُقٍ كَثِيرَةٍ، 2كَلَّمَنَا
فِي هَذِهِ الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ فِي ابْنِهِ الَّذِي جَعَلَهُ وَارِثاً لِكُلِّ
شَيْءٍ، الَّذِي بِهِ أَيْضاً عَمِلَ الْعَالَمِينَ. 3الَّذِي، وَهُوَ بَهَاءُ مَجْدِهِ، وَرَسْمُ جَوْهَرِهِ، وَحَامِلٌ كُلَّ
الأَشْيَاءِ بِكَلِمَةِ قُدْرَتِهِ، بَعْدَ مَا صَنَعَ بِنَفْسِهِ
تَطْهِيراً لِخَطَايَانَا، جَلَسَ فِي يَمِينِ الْعَظَمَةِ فِي الأَعَالِي»(الرِّسَالَةُ إِلَى الْعِبْرَانِيِّينَ1: 1-3).
إن العبارات الثلاث
الواردة في العدد الأول تتمشى في ترتيب عكسي مع الثلاث العبارات الواردة في إِنْجِيلُ يُوحَنَّا 1 عدد 14:
عدد 1 عدد 14
«فِي
الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ،»-(في الأزل) «الْكَلِمَةُ صار جسداً-(في ملء الزمان = دخل
الزمن أو العالم)»
«الْكَلِمَةُ
كَانَ عند الله»-(مستقل في كيانه في (مع) الله، أو حالِّ في الله)
«حلِّ بيننا» – (مع الناس)
في البدء كان مع آدم وحواء، مع شعبه
في البرية الخيمة أو عمودة السحاب ، عمود
النار، الصخر،
«كَانَ
الْكَلِمَةُ الله»-(ذو جوهر واحد مع الله) «صار جسداً»-مشاركاً للناس في اللحم والدم.
هذا الإعلان المثلث
هو أساس بشارة يوحنا، وموضوعها، وهو هو إعلان الفداء: «فِي
الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ،» – هذه حجة دامغة ضد القول بأن الرَّبِّ يَسُوعَ
الْمَسِيحِ وجد مع الزمن عند التجسد..
«وَالْكَلِمَةُ
كَانَ عِنْدَ اللَّهِ،» – هذا برهان قاطع على أن الرَّبِّ يَسُوعَ
الْمَسِيحِ ذو شخصية مستقلة في كيانه، وعلى أن له أقنوماً
متحداً بالله من غير امتزاج، مستقلاً عنه من غير انفصال…
كررت كلمة الفاعل «الْكَلِمَةُ»، وكررت كلمة «كَانَ» ثلاث مرات على التوالي
مع «الْكَلِمَةُ»، وهي لا تفيد الماضي
الذي انقضى بل تعين الكيان المطلق المستمر، المشفوع بالدوام المتواصل- «كَانَ ولم يزل». «كان الْكَلِمَةُ
الله» - هذا تعبير يصف الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ في طبيعته - له طبيعة
الله وجوهره.
«14هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: «تَعَبُ مِصْرَ وَتِجَارَةُ
كُوشٍ وَالسَّبَئِيُّونَ ذَوُو الْقَامَةِ إِلَيْكِ يَعْبُرُونَ وَلَكِ
يَكُونُونَ. خَلْفَكِ يَمْشُونَ. بِالْقُيُودِ يَمُرُّونَ وَلَكِ يَسْجُدُونَ.
إِلَيْكِ يَتَضَرَّعُونَ قَائِلِينَ: فِيكِ وَحْدَكِ اللَّهُ وَلَيْسَ آخَرُ.
لَيْسَ إِلَهٌ». 15حَقّاً أَنْتَ إِلَهٌ
مُحْتَجِبٌ يَا إِلَهَ إِسْرَائِيلَ الْمُخَلِّصَ»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ45: 14و15).
Ø إِلَهٌ مُحْتَجِبٌ:
«16صُرَّ
الشَّهَادَةَ. اخْتِمِ الشَّرِيعَةَ بِتَلاَمِيذِي». 17فَأَصْطَبِرُ لِلرَّبِّ السَّاتِرِ وَجْهَهُ عَنْ بَيْتِ
يَعْقُوبَ وَأَنْتَظِرُهُ. 18هَئَنَذَا
وَالأَوْلاَدُ الَّذِينَ أَعْطَانِيهِمُ الرَّبُّ آيَاتٍ وَعَجَائِبَ فِي
إِسْرَائِيلَ مِنْ عِنْدِ رَبِّ الْجُنُودِ السَّاكِنِ فِي جَبَلِ صِهْيَوْنَ. 19وَإِذَا قَالُوا لَكُمُ: «اطْلُبُوا إِلَى
أَصْحَابِ التَّوَابِعِ وَالْعَرَّافِينَ الْمُشَقْشِقِينَ وَالْهَامِسِينَ».
أَلاَ يَسْأَلُ شَعْبٌ إِلَهَهُ؟ أَيُسْأَلُ الْمَوْتَى لأَجْلِ الأَحْيَاءِ؟ 20إِلَى الشَّرِيعَةِ وَإِلَى الشَّهَادَةِ. إِنْ
لَمْ يَقُولُوا مِثْلَ هَذَا الْقَوْلِ فَلَيْسَ لَهُمْ فَجْرٌ! 21فَيَعْبُرُونَ فِيهَا مُضَايَقِينَ
وَجَائِعِينَ. وَيَكُونُ حِينَمَا يَجُوعُونَ أَنَّهُمْ يَحْنَقُونَ وَيَسُبُّونَ
مَلِكَهُمْ وَإِلَهَهُمْ وَيَلْتَفِتُونَ إِلَى فَوْقُ. 22وَيَنْظُرُونَ إِلَى الأَرْضِ وَإِذَا شِدَّةٌ
وَظُلْمَةٌ قَتَامُ الضِّيقِ وَإِلَى الظَّلاَمِ هُمْ مَطْرُودُونَ.»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ8: 16-22).
«14وَيَقُولُ:
«أَعِدُّوا. أَعِدُّوا. هَيِّئُوا الطَّرِيقَ. ارْفَعُوا الْمَعْثَرَةَ مِنْ
طَرِيقِ شَعْبِي». 15لأَنَّهُ هَكَذَا
قَالَ الْعَلِيُّ الْمُرْتَفِعُ سَاكِنُ الأَبَدِ الْقُدُّوسُ اسْمُهُ: «فِي
الْمَوْضِعِ الْمُرْتَفِعِ الْمُقَدَّسِ أَسْكُنُ وَمَعَ الْمُنْسَحِقِ
وَالْمُتَوَاضِعِ الرُّوحِ لأُحْيِيَ رُوحَ الْمُتَوَاضِعِينَ وَلأُحْيِيَ قَلْبَ
الْمُنْسَحِقِينَ. 16لأَنِّي لاَ
أُخَاصِمُ إِلَى الأَبَدِ وَلاَ أَغْضَبُ إِلَى الدَّهْرِ. لأَنَّ الرُّوحَ
يُغْشَى عَلَيْهَا أَمَامِي وَالنَّسَمَاتُ الَّتِي صَنَعْتُهَا. 17مِنْ أَجْلِ إِثْمِ مَكْسَبِهِ غَضِبْتُ
وَضَرَبْتُهُ. اسْتَتَرْتُ وَغَضِبْتُ فَذَهَبَ عَاصِياً فِي طَرِيقِ قَلْبِهِ»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ57: 17).
لإِمَامِ الْمُغَنِّينَ. لِبَنِي قُورَحَ «20إِنْ نَسِينَا اسْمَ إِلَهِنَا أَوْ بَسَطْنَا
أَيْدِيَنَا إِلَى إِلَهٍ غَرِيبٍ 21أَفَلاَ
يَفْحَصُ اللهُ عَنْ هَذَا لأَنَّهُ هُوَ يَعْرِفُ خَفِيَّاتِ الْقَلْبِ؟ 22لأَنَّنَا مِنْ أَجْلِكَ نُمَاتُ الْيَوْمَ
كُلَّهُ. قَدْ حُسِبْنَا مِثْلَ غَنَمٍ لِلذَّبْحِ. 23اِسْتَيْقِظْ.
لِمَاذَا تَتَغَافَى يَا رَبُّ؟ انْتَبِهْ. لاَ تَرْفُضْ إِلَى الأَبَدِ. 24لِمَاذَا تَحْجُبُ وَجْهَكَ وَتَنْسَى
مَذَلَّتَنَا وَضِيقَنَا؟ 25لأَنَّ
أَنْفُسَنَا مُنْحَنِيَةٌ إِلَى التُّرَابِ. لَصِقَتْ فِي الأَرْضِ بُطُونُنَا. 26قُمْ عَوْناً لَنَا وَافْدِنَا مِنْ أَجْلِ
رَحْمَتِكَ»(سِفْرُ
اَلْمَزَامِيرُ، مَزْمُور44: 20-26).
لإِمَامِ الْمُغَنِّينَ عَلَى «يَدُوثُونَ».
لآسَافَ «16أَبْصَرَتْكَ الْمِيَاهُ يَا اللهُ أَبْصَرَتْكَ
الْمِيَاهُ فَفَزِعَتْ. ارْتَعَدَتْ أَيْضاً اللُّجَجُ. 17سَكَبَتِ الْغُيُومُ مِيَاهاً. أَعْطَتِ
السُّحُبُ صَوْتاً. أَيْضاً سِهَامُكَ طَارَتْ. 18صَوْتُ
رَعْدِكَ فِي الزَّوْبَعَةِ. الْبُرُوقُ أَضَاءَتِ الْمَسْكُونَةَ. ارْتَعَدَتْ
وَرَجَفَتِ الأَرْضُ. 19فِي الْبَحْرِ
طَرِيقُكَ وَسُبُلُكَ فِي الْمِيَاهِ الْكَثِيرَةِ وَآثَارُكَ لَمْ تُعْرَفْ. 20هَدَيْتَ شَعْبَكَ كَالْغَنَمِ بِيَدِ مُوسَى
وَهَارُونَ»(سِفْرُ
اَلْمَزَامِيرُ، مَزْمُور77: 16-20).
«7أَجَابَ
يَسُوعُ وَقَالَ لَهُ: «لَسْتَ تَعْلَمُ أَنْتَ الآنَ مَا أَنَا أَصْنَعُ،
وَلَكِنَّكَ سَتَفْهَمُ فِيمَا بَعْدُ»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا13: 7).
«33يَا
لَعُمْقِ غِنَى اللهِ وَحِكْمَتِهِ وَعِلْمِهِ! مَا أَبْعَدَ أَحْكَامَهُ عَنِ
الْفَحْصِ وَطُرُقَهُ عَنِ الاسْتِقْصَاءِ! «34لأَنْ
مَنْ عَرَفَ فِكْرَ الرَّبِّ أَوْ مَنْ صَارَ لَهُ مُشِيراً؟ 35أَوْ مَنْ سَبَقَ فَأَعْطَاهُ فَيُكَافَأَ؟». 36لأَنَّ مِنْهُ وَبِهِ وَلَهُ كُلَّ
الأَشْيَاءِ. لَهُ الْمَجْدُ إِلَى الأَبَدِ. آمِينَ»(رِّسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى أَهْلِ رُومِيَةَ11: 33-36).
0 التعليقات:
إرسال تعليق