حلقة رقم 10 - كل شيء به كان - إنجيل يوحنا إنجيل المحبة - د. القس / سامي منير اسكندر

إِنْجِيلُ يُوحَنَّا الإصحَاحُ الأَوَّلُ

كُلُّ شَيْءٍ بِهِ كَانَ

إعداد 

د. القس / سامي منير اسكندر

«¹⁶وَقَدْ جَعَلْتُ أَقْوَالِي فِي فَمِكَ وَبِظِلِّ يَدِي سَتَرْتُكَ لِغَرْسِ السَّمَاوَاتِ وَتَأْسِيسِ الأَرْضِ وَلِتَقُولَ لِصِهْيَوْنَ: «أَنْتِ شَعْبِي»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ51: 16).

هو العامل الوحيد في الخلق، فالتركيز على الكلمة، فكل الخليقة أخذت وجودها وكيانها المرئي وغير المرئي منه. ولا توجد خليقة قط يمكن أن تتخذ لها وجوداَ بدونه.

بينما يظل الكلمة أزلياً، أخذت منه الخليقة مبدأها الزمني، واتبطت به ارتباط الوجود والكيان والحركة والدوام على مستوي الزمن، ظل هو حراً منها لا يحده زمان ومكان.

Ø     كُلُّ شَيْءٍ

يفيد كل شيء بمفرادته واحداً واحداً، وليش كل شيء كجمع كلي

كما جاءت «¹⁶فَإِنَّهُ فِيهِ خُلِقَ الْكُلُّ: مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا عَلَى الأَرْضِ، مَا يُرَى وَمَا لاَ يُرَى، سَوَاءٌ كَانَ عُرُوشاً امْ سِيَادَاتٍ امْ رِيَاسَاتٍ امْ سَلاَطِينَ. الْكُلُّ بِهِ وَلَهُ قَدْ خُلِقَ»(رِّسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى أَهْلِ كُولُوسِّي1: 16).

Ø     كُلُّ شَيْءٍ

تعني تنوع الخلائق من روحية وبشرية ومادية «¹³لأَنَّكَ أَنْتَ اقْتَنَيْتَ كُلْيَتَيَّ. نَسَجْتَنِي فِي بَطْنِ أُمِّي. ¹⁴أَحْمَدُكَ مِنْ أَجْلِ أَنِّي قَدِ امْتَزْتُ عَجَباً. عَجِيبَةٌ هِيَ أَعْمَالُكَ وَنَفْسِي تَعْرِفُ ذَلِكَ يَقِيناً. ¹⁵لَمْ تَخْتَفِ عَنْكَ عِظَامِي حِينَمَا صُنِعْتُ فِي الْخَفَاءِ وَرُقِمْتُ فِي أَعْمَاقِ الأَرْضِ. ¹⁶رَأَتْ عَيْنَاكَ أَعْضَائِي وَفِي سِفْرِكَ كُلُّهَا كُتِبَتْ يَوْمَ تَصَوَّرَتْ إِذْ لَمْ يَكُنْ وَاحِدٌ مِنْهَا»(سِفْرُ اَلْمَزَامِيرُ، مَزْمُور138: 13-16).

«³⁴لِذَلِكَ أَلْتَمِسُ مِنْكُمْ أَنْ تَتَنَاوَلُوا طَعَاماً لأَنَّ هَذَا يَكُونُ مُفِيداً لِنَجَاتِكُمْ لأَنَّهُ لاَ تَسْقُطُ شَعْرَةٌ مِنْ رَأْسِ وَاحِدٍ مِنْكُمْ»(سِفْرُ أَعْمَالُ الرُّسُلِ27: 34).

Ø    بِهِ كَانَ

الأصح بحسب الاصول والمعني اليوناني «به صار» = خُلق = لأن

«به كَانَ» تفيد الكينونة تعني صار أو ظهر في الوجود أو خلق:

1) يخلق «¹⁶فَإِنَّهُ فِيهِ خُلِقَ الْكُلُّ: مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا عَلَى الأَرْضِ، مَا يُرَى وَمَا لاَ يُرَى، سَوَاءٌ كَانَ عُرُوشاً امْ سِيَادَاتٍ امْ رِيَاسَاتٍ امْ سَلاَطِينَ. الْكُلُّ بِهِ وَلَهُ قَدْ خُلِقَ. ¹⁷اَلَّذِي هُوَ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ، وَفِيهِ يَقُومُ الْكُلُّ»(رِّسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى أَهْلِ كُولُوسِّي1: 16و17). بمعني وحقيقة التصميم والتخخطيط والقصد من الشيء قبل صنعه في ذهن الخالق.

2) صنع «⁶وَلَكِنْ مِنْ بَدْءِ الْخَلِيقَةِ، ذَكَراً وَأُنْثَى خَلَقَهُمَا اللَّهُ»(إِنْجِيلُ مَرْقُسَ10: 6). النتجية الفعلية أو الشيء الناتج من الخلق كصنعه. كما «¹⁰لأَنَّنَا نَحْنُ عَمَلُهُ، مَخْلُوقِينَ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ لأَعْمَالٍ صَالِحَةٍ، قَدْ سَبَقَ اللهُ فَأَعَدَّهَا لِكَيْ نَسْلُكَ فِيهَا»(رِّسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى أَهْلِ أَفَسُسَ2: 10).

3) يصير بمعني كُلُّ شَيْءٍ بِهِ كَانَ أي صار

المثال «¹⁴وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَداً وَحَلَّ بَيْنَنَا، وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ، مَجْداً كَمَا لِوَحِيدٍ مِنَ الآبِ، مَمْلُوءاً نِعْمَةً وَحَقّاً»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا1: 14).

«¹⁷لأَنَّ النَّامُوسَ بِمُوسَى أُعْطِيَ، أَمَّا النِّعْمَةُ وَالْحَقُّ فَبِيَسُوعَ الْمَسِيحِ صَارَا»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا1: 17).

به = بواسطته «⁵أَنَا الْكَرْمَةُ وَأَنْتُمُ الأَغْصَانُ. الَّذِي يَثْبُتُ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ هَذَا يَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِيرٍ، لأَنَّكُمْ بِدُونِي لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَفْعَلُوا شَيْئاً»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا15: 5).

فإن فيه خلق الكل...الكل به وله قد خلق... فيه يقوم الكل

«¹⁶فَإِنَّهُ فِيهِ خُلِقَ الْكُلُّ: مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا عَلَى الأَرْضِ، مَا يُرَى وَمَا لاَ يُرَى، سَوَاءٌ كَانَ عُرُوشاً امْ سِيَادَاتٍ امْ رِيَاسَاتٍ امْ سَلاَطِينَ. الْكُلُّ بِهِ وَلَهُ قَدْ خُلِقَ. ¹⁷اَلَّذِي هُوَ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ، وَفِيهِ يَقُومُ الْكُلُّ»(رِّسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى أَهْلِ كُولُوسِّي1: 16و17).

3:25 ص