مدة وزمن الصَوْمِ
إعداد
د. القس سامي منير اسكندر
كان الصَوْمِ عادة لمدة يوم واحد من شروق الشمس إلى
مغربها «26فَصَعِدَ جَمِيعُ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكُلُّ الشَّعْبِ
وَجَاءُوا إِلَى بَيْتِ إِيلَ وَبَكوْا وَجَلَسُوا هُنَاكَ أَمَامَ الرَّبِّ،
وَصَامُوا ذِلكَ الْيَوْمَ إِلَى الْمَسَاءِ، وَأَصْعَدُوا مُحْرَقَاتٍ وَذَبِائحَ
سَلاَمةٍ أَمَامَ الرَّبِّ»(سِفْرُ اَلْقُضَاة20: 26)، «24وَضَنُكَ (أَعْيَا)
رِجَالُ إِسْرَائِيلَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ لأَنَّ شَاوُلَ حَلَّفَ الشَّعْبَ
قَائِلاً: «مَلْعُونٌ الرَّجُلُ الَّذِي يَأْكُلُ خُبْزاً إِلَى الْمَسَاءِ حَتَّى
أَنْتَقِمَ مِنْ أَعْدَائِي». فَلَمْ يَذُقْ جَمِيعُ الشَّعْبِ خُبْزاً»(سِفْرُ صَمُوئِيلَ
الأَوَّلُ14: 24)، «12وَنَدَبُوا وَبَكُوا وَصَامُوا إِلَى الْمَسَاءِ
عَلَى شَاوُلَ وَعَلَى يُونَاثَانَ ابْنِهِ وَعَلَى شَعْبِ الرَّبِّ وَعَلَى
بَيْتِ إِسْرَائِيلَ لأَنَّهُمْ سَقَطُوا بِالسَّيْفِ»(سِفْرُ صَمُوئِيلَ الثَّانِي1:
12)، «25أَنْتَ تَعْلَمُ
أَبْنَيْرَ بْنَ نَيْرٍ أَنَّهُ إِنَّمَا جَاءَ لِيُمَلِّقَكَ وَلِيَعْلَمَ
خُرُوجَكَ وَدُخُولَكَ وَلِيَعْلَمَ كُلَّ مَا تَصْنَعُ»(سِفْرُ صَمُوئِيلَ الثَّانِي3:
35)، وربما كان لليلة واحدة «18حِينَئِذٍ مَضَى الْمَلِكُ إِلَى قَصْرِهِ وَبَاتَ صَائِماً
وَلَمْ يُؤْتَ قُدَّامَهُ بِسَرَارِيهِ وَطَارَ عَنْهُ نَوْمُهُ»(سِفْرُ دَانِيآل6:
18)، واستمر صوم استير ثلاثة أيام ليلاً ونهاراً ويبدو أن هذه كانت حالة خاصة «16اذْهَبِ اجْمَعْ جَمِيعَ الْيَهُودِ الْمَوْجُودِينَ فِي
شُوشَنَ وَصُومُوا مِنْ جِهَتِي وَلاَ
تَأْكُلُوا وَلاَ تَشْرَبُوا ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ لَيْلاً وَنَهَاراً. وَأَنَا
أَيْضاً وَجَوَارِيَّ نَصُومُ كَذَلِكَ.
وَهَكَذَا أَدْخُلُ إِلَى الْمَلِكِ خِلاَفَ السُّنَّةِ. فَإِذَا هَلَكْتُ
هَلَكْتُ»(سِفْرُ أَسْتِير4: 16)، وصام أهل يابيش جلعاد
سبعة أيام لموت شَاوُلَ «13وَأَخَذُوا
عِظَامَهُمْ وَدَفَنُوهَا تَحْتَ الأَثْلَةِ فِي يَابِيشَ, وَصَامُوا سَبْعَةَ
أَيَّامٍ»(سِفْرُ
صَمُوئِيلَ الأَوَّلُ31: 13)، «12قَامَ كُلُّ ذِي بَأْسٍ وَأَخَذُوا جُثَّةَ شَاوُلَ
وَجُثَثَ بَنِيهِ وَجَاءُوا بِهَا إِلَى يَابِيشَ, وَدَفَنُوا عِظَامَهُمْ تَحْتَ
الْبُطْمَةِ فِي يَابِيشَ, وَصَامُوا سَبْعَةَ أَيَّامٍ»(سِفْرُ أَخْبَارِ الأَيَّامِ الأَوَّلُ10: 12)، وصام دَاوُدَ سبعة أيام عند مرض إبنه «16فَسَأَلَ دَاوُدُ اللَّهَ مِنْ أَجْلِ الصَّبِيِّ،
وَصَامَ دَاوُدُ صَوْماً، وَدَخَلَ وَبَاتَ مُضْطَجِعاً عَلَى الأَرْضِ. 17فَقَامَ شُيُوخُ بَيْتِهِ عَلَيْهِ لِيُقِيمُوهُ
عَنِ الأَرْضِ فَلَمْ يَشَأْ، وَلَمْ يَأْكُلْ مَعَهُمْ خُبْزاً. 18وَكَانَ فِي الْيَوْمِ السَّابِعِ أَنَّ
الْوَلَدَ مَاتَ، فَخَافَ عَبِيدُ دَاوُدَ أَنْ يُخْبِرُوهُ بِأَنَّ الْوَلَدَ
قَدْ مَاتَ لأَنَّهُمْ قَالُوا: «هُوَذَا لَمَّا كَانَ الْوَلَدُ حَيّاً
كَلَّمْنَاهُ فَلَمْ يَسْمَعْ لِصَوْتِنَا. فَكَيْفَ نَقُولُ لَهُ قَدْ مَاتَ
الْوَلَدُ؟ يَعْمَلُ أَشَرَّ!»(سِفْرُ صَمُوئِيلَ الثَّانِي12:
16-18)،
وقد لَمْ يَأْكُلْ خُبْزاً وَلَمْ يَشْرَبْ مَاءً موسى أربعين يومًا (هل هذا صوم؟!!!) «28وَكَانَ هُنَاكَ عِنْدَ الرَّبِّ أَرْبَعِينَ
نَهَاراً وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً لَمْ يَأْكُلْ خُبْزاً وَلَمْ يَشْرَبْ مَاءً.
فَكَتَبَ عَلَى اللَّوْحَيْنِ كَلِمَاتِ الْعَهْدِ الْكَلِمَاتِ الْعَشَرَ»(سِفْرُ اَلْخُرُوجُ34: 28)، «9حِينَ
صَعِدْتُ إِلى الجَبَلِ لآِخُذَ لوْحَيِ الحَجَرِ لوْحَيِ العَهْدِ الذِي قَطَعَهُ
الرَّبُّ مَعَكُمْ أَقَمْتُ فِي الجَبَلِ أَرْبَعِينَ نَهَاراً وَأَرْبَعِينَ
ليْلةً لا آكُلُ
خُبْزاً وَلا أَشْرَبُ مَاءً»(سِفْرُ اَلَتَّثْنِيَة9: 9)،
وكذلك إِيلِيَّا وَسَارَ بِقُوَّةِ تِلْكَ الأَكْلَةِ أَرْبَعِينَ
نَهَاراً وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً (هل هذا صوم؟!!!) «8فَقَامَ وَأَكَلَ وَشَرِبَ، وَسَارَ بِقُوَّةِ تِلْكَ الأَكْلَةِ
أَرْبَعِينَ نَهَاراً وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً إِلَى جَبَلِ اللَّهِ
حُورِيبَ،»(سِفْرُ اَلْمُلُوكِ
الأَوَّلُ19: 8).
ويقول دَانِيآل: «2فِي تِلْكَ الأَيَّامِ أَنَا دَانِيآلَ كُنْتُ نَائِحاً
ثَلاَثَةَ أَسَابِيعِ أَيَّامٍ 3لَمْ
آكُلْ طَعَاماً شَهِيّاً وَلَمْ يَدْخُلْ فِي فَمِي لَحْمٌ وَلاَ خَمْرٌ وَلَمْ
أَدَّهِنْ حَتَّى تَمَّتْ ثَلاَثَةُ أَسَابِيعِ أَيَّامٍ»(سِفْرُ دَانِيآل10:
2و3).
Ø إظهار
التباهي بالصَوْمِ:
بدأ الناس يتباهون بصومهم، وهو ما هاجمه
الأنبياء وأقوى هجوم على ذلك هو ما جاء في نبوة إِشَعْيَاءَ: «3يَقُولُونَ:
«لِمَاذَا صُمْنَا وَلَمْ تَنْظُرْ ذَلَّلْنَا أَنْفُسَنَا وَلَمْ تُلاَحِظْ؟» هَا
إِنَّكُمْ فِي يَوْمِ صَوْمِكُمْ تُوجِدُونَ مَسَرَّةً وَبِكُلِّ أَشْغَالِكُمْ
تُسَخِّرُونَ»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ58: 3)، فيقول لهم الرَّبِّ: «5أَمِثْلُ
هَذَا يَكُونُ صَوْمٌ أَخْتَارُهُ؟ يَوْماً يُذَلِّلُ الإِنْسَانُ فِيهِ نَفْسَهُ
يُحْنِي كَالأَسَلَةِ رَأْسَهُ وَيَفْرِشُ تَحْتَهُ مِسْحاً وَرَمَاداً. هَلْ
تُسَمِّي هَذَا صَوْماً وَيَوْماً مَقْبُولاً لِلرَّبِّ؟»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ58: 5)،
أما الصَوْمِ المقبول عند الرَّبِّ فهو «6أَلَيْسَ
هَذَا صَوْماً أَخْتَارُهُ: حَلَّ قُيُودِ الشَّرِّ. فَكَّ عُقَدِ النِّيرِ
وَإِطْلاَقَ الْمَسْحُوقِينَ أَحْرَاراً وَقَطْعَ كُلِّ نِيرٍ. 7أَلَيْسَ أَنْ تَكْسِرَ لِلْجَائِعِ خُبْزَكَ
وَأَنْ تُدْخِلَ الْمَسَاكِينَ التَّائِهِينَ إِلَى بَيْتِكَ؟ إِذَا رَأَيْتَ
عُرْيَاناً أَنْ تَكْسُوهُ وَأَنْ لاَ تَتَغَاضَى عَنْ لَحْمِكَ»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ58: 6و7).
كما دعاهم يوئيل أن يمزقوا قلوبهم لا ثيابهم وأن يرجعوا ألى الرَّبِّ «13وَمَزِّقُوا قُلُوبَكُمْ لاَ ثِيَابَكُمْ
وَارْجِعُوا إِلَى الرَّبِّ إِلَهِكُمْ لأَنَّهُ رَأُوفٌ رَحِيمٌ بَطِيءُ
الْغَضَبِ وَكَثِيرُ الرَّأْفَةِ وَيَنْدَمُ عَلَى الشَّرِّ»(سِفْر يُوئِيل2: 13)،
وقال الرَّبِّ على فم إرميا النبي عن الشعب
المرتد: حين يصومون لا أسمع صراخهم.. «12حِينَ يَصُومُونَ لاَ أَسْمَعُ صُرَاخَهُمْ وَحِينَ
يُصْعِدُونَ مُحْرَقَةً وَتَقْدِمَةً لاَ أَقْبَلُهُمْ بَلْ بِالسَّيْفِ
وَالْجُوعِ وَالْوَبَإِ أَنَا أُفْنِيهِمْ»(سِفْرُ إِرْمِيَا14: 12).
0 التعليقات:
إرسال تعليق