• اخر الاخبار

    كيف نسمع كلام الله؟ د. القس سامي منير إسكندر الخطوة الثالثة حياة الإِيمَانِ أو الإِيمَانِ العملي

     




    كيف نسمع كلام الله؟


    د. القس سامي منير إسكندر


    الخطوة الثالثة


    حياة الإِيمَانِ أو الإِيمَانِ العملي


    «6فَتَشَدَّدُوا جِدًّا لِتَحْفَظُوا وَتَعْمَلُوا كُلَّ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي سِفْرِ شَرِيعَةِ مُوسَى حَتَّى لاَ تَحِيدُوا عَنْهَا يَمِيناً أَوْ شِمَالاً»(سِفْرُ يَشُوع23: 6). يُؤكد هذا النص على ضرورة أن يكون الإِيمَانِ عمليًا، فكلمة الله هي "شريعة" أي قانون يجب تنفيذه.

    Jos 23:6 Be ye therefore veryH3966 courageousH2388 to keepH8104 and to doH6213 (H853) allH3605 that is writtenH3789 in the bookH5612 of the lawH8451 of Moses،H4872 that ye turnH5493 notH1115 asideH5493 therefromH4480 to the right handH3225 or to the left;H8040 

    Ø   فَتَشَدَّدُوا جِدًّا لِتَحْفَظُوا وَتَعْمَلُوا:

    مفهوم "العمل" في الآية (سفر يشوع 23: 6)

    الآية تدعو الشعب إلى "تَشَدَّدُوا جِدًّا لِتَحْفَظُوا وَتَعْمَلُوا". هنا، كلمة "العمل" (بالعبرية: עָשָׂה - عَاسَاهْ) لا تعني مجرد النشاط البدني أو المهني، بل تحمل معنى أعمق:

    ·  الطاعة الفعلية: "العمل" هنا هو التطبيق العملي للوصايا الإلهية. إنه ترجمة الإِيمَانِ إلى أفعال ملموسة.

    ·  التطبيق الجاد: عبارة "تَشَدَّدُوا" تعني بذل الجهد الكامل والعزم القوي للامتثال للشريعة. العمل ليس شيئًا يتم بسهولة أو بشكل عابر، بل يتطلب إصرارًا.

    ·  الالتزام الكامل: "كُلَّ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ"، مما يعني أن العمل ليس انتقائيًا، بل يشمل كل تفاصيل الشريعة، دون أن "تَحِيدُوا عَنْهَا يَمِيناً أَوْ شِمَالاً".

    مفهوم "العمل" بشكل عام في اللغات القديمة

    كلمة "العمل" (work) في اللغات التي كُتبت بها الكتب المقدسة لها معانٍ مختلفة تتجاوز مجرد المهنة أو الجهد البدني:

    1)اللغة العبرية (עָשָׂה - عَاسَاهْ)

    في العبرية، كلمة עָשָׂה (عَاسَاهْ) هي كلمة متعددة المعاني جدًا. قد تعني:

    ·     الصنع أو الخلق: مثل "عمل" الله للسماء والأرض في سفر التكوين. هذا العمل هو عمل إبداعي وله هدف.

    ·     التنفيذ أو الأداء: مثل تنفيذ أوامر الملك أو أداء فريضة معينة.

    ·     العبادة أو الخدمة: في سياق ديني، يمكن أن تعني "عمل الرب" أو "خدمته".

    ·     الالتزام بعهد: أي الالتزام بالشروط المتفق عليها في العهد.

    المفهوم العام:

    العمل في العبرية ليس فقط جهدًا جسديًا، بل هو تعبير عن الالتزام، والطاعة، والوفاء بالعهد.

    2) اللغة الآرامية (عَبَد - عَافَادْ)

    كلمة عَبَد (عَافَادْ) في الآرامية تشبه العبرية من حيث المعنى. هي الجذر الذي يعطي كلمة "عبادة" أو "خدمة".

    • الخدمة: خدمة إنسان لآخر، أو خدمة لله.
    • العبادة: في سياق ديني، هي العمل الذي يُقدم لإظهار الخضوع والتبجيل.
    • النشاط المهني: قد تعني أيضًا العمل اليدوي أو الزراعي.

    المفهوم العام:

     في الآرامية، العمل مرتبط ارتباطًا وثيقًا بمفهوم العبودية والخضوع والخدمة، سواء كان ذلك لله أو للبشر.

    3)اللغة اليونانية (ργον  - إرغون).

    في اليونانية، كلمة ργον  (إرغون) تعني "عمل" أو "فعل". تُستخدم بشكل واسع في العهد الجديد.

    • الأفعال أو الأعمال الصالحة: مثل أعمال الإِيمَانِ والمحبة.
    • النشاط المهني: العمل اليومي أو الوظيفة.
    • الإنجاز أو النتيجة: العمل كمنتج نهائي لجهد معين.

    المفهوم العام

     في الفكر اليوناني المسيحي، العمل هو نتيجة للإيمان. بولس الرسول يميّز بين

    "أعمال الناموس" التي لا تخلص،

    و"أعمال الإِيمَانِ" التي هي ثمر طبيعي للإيمان.

    فالتبرير بالإِيمَانِ، وليس بالأعمال، لكن الإِيمَانِ الحقيقي يظهر من خلال الأعمال.

    v  الخلاصة

    مفهوم "العمل" في هذه اللغات القديمة يتجاوز المعنى البسيط للجهد البدني. إنه يمثل التعبير الخارجي عن حالة داخلية، سواء كانت إيمانًا، أو خضوعًا، أو التزامًا بعهد. العمل في هذه الآية من سفر يشوع ليس مجرد قائمة مهام، بل هو أساس العلاقة بين الله وشعبه؛ فالله يطلب منهم أن يثبتوا إيمانهم ووفاءهم عن طريق أعمال الطاعة.

     «7إِنَّمَا كُنْ مُتَشَدِّداً، وَتَشَجَّعْ جِدّاً لِتَتَحَفَّظَ لِلْعَمَلِ حَسَبَ كُلِّ الشَّرِيعَةِ الَّتِي أَمَرَكَ بِهَا مُوسَى عَبْدِي. لاَ تَمِلْ عَنْهَا يَمِيناً وَلاَ شِمَالاً لِتُفْلِحَ حَيْثُمَا تَذْهَبُ. 8لاَ يَبْرَحْ سِفْرُ هَذِهِ الشَّرِيعَةِ مِنْ فَمِكَ، بَلْ تَلْهَجُ فِيهِ نَهَاراً وَلَيْلاً، لِتَتَحَفَّظَ لِلْعَمَلِ حَسَبَ كُلِّ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِيهِ. لأَنَّكَ حِينَئِذٍ تُصْلِحُ طَرِيقَكَ وَحِينَئِذٍ تُفْلِحُ. 9أَمَا أَمَرْتُكَ؟ تَشَدَّدْ وَتَشَجَّعْ! لاَ تَرْهَبْ وَلاَ تَرْتَعِبْ لأَنَّ الرَّبَّ إِلَهَكَ مَعَكَ حَيْثُمَا تَذْهَبُ»(سِفْرُ يَشُوع1: 7-9).

    «3يَمُدُّونَ أَلْسِنَتَهُمْ كَقِسِيِّهِمْ لِلْكَذِبِ. لاَ لِلْحَقِّ قَوُوا فِي الأَرْضِ. لأَنَّهُمْ خَرَجُوا مِنْ شَرٍّ إِلَى شَرٍّ وَإِيَّايَ لَمْ يَعْرِفُوا يَقُولُ الرَّبُّ»(سِفْرُ إِرْمِيَا9: 3).

    من هذه الآية في سفر إرميا 9: 3، نتعلم دروسًا عميقة حول طبيعة الخطية وعواقبها، وموقف الله من التمرد:

    1)الكذب والابتعاد عن الحق

    الآية تشبه ألسنة الأشرار بالقسيّ التي تطلق سهام الكذب. هذا التشبيه القوي يوضح أن الكذب ليس مجرد خطأ عابر، بل هو سلاح يُستخدم بقصد لإلحاق الضرر. كما أنهم "لاَ لِلْحَقِّ قَوُوا فِي الأَرْضِ"، وهذا يعني أنهم لم يجدوا القوة أو الشجاعة لقول الحق أو السعي إليه، بل كرسوا قوتهم للشر.

    2) التدهور الأخلاقي

    تصف الآية حالة الشعب بأنهم "خَرَجُوا مِنْ شَرٍّ إِلَى شَرٍّ". هذا يعلمنا أن الخطية ليست حدثًا منعزلاً، بل هي عملية متدهورة. عندما يغرق الإنسان في الشر، فإنه غالبًا ما ينتقل من مستوى من السوء إلى مستوى أسوأ، مما يخلق حلقة مفرغة يصعب الخروج منها.

    3)الجهل بالله هو أساس الخطية

    السبب الجذري لكل هذا الشر هو أنهم "إِيَّايَ لَمْ يَعْرِفُوا يَقُولُ الرَّبُّ".

    هذا يكشف عن أن الخطية ليست مجرد فشل أخلاقي، بل هي فشل في معرفة الله وعلاقته به. عندما لا يعرف الناس الله، يضيعون بوصلتهم الأخلاقية، وتصبح حياتهم خالية من المعايير الإلهية التي ترشدهم إلى الصلاح. معرفة الله هي الأساس الحقيقي لكل سلوك صحيح.

    «13اِسْهَرُوا. اثْبُتُوا فِي الإِيمَانِ. كُونُوا رِجَالاً. تَقَوُّوا»(رِّسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ الأُولَى إِلَى أَهْلِ كُورِنْثُوسَ16: 13).

    «10أَخِيراً يَا إِخْوَتِي تَقَوُّوا فِي الرَّبِّ وَفِي شِدَّةِ قُوَّتِهِ. 11الْبَسُوا سِلاَحَ اللهِ الْكَامِلَ لِكَيْ تَقْدِرُوا أَنْ تَثْبُتُوا ضِدَّ مَكَايِدِ إِبْلِيسَ. 12فَإِنَّ مُصَارَعَتَنَا لَيْسَتْ مَعَ دَمٍ وَلَحْمٍ، بَلْ مَعَ الرُّؤَسَاءِ، مَعَ السَّلاَطِينِ، مَعَ وُلاَةِ الْعَالَمِ، عَلَى ظُلْمَةِ هَذَا الدَّهْرِ، مَعَ أَجْنَادِ الشَّرِّ الرُّوحِيَّةِ فِي السَّمَاوِيَّاتِ. 13مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ احْمِلُوا سِلاَحَ اللهِ الْكَامِلَ لِكَيْ تَقْدِرُوا أَنْ تُقَاوِمُوا فِي الْيَوْمِ الشِّرِّيرِ، وَبَعْدَ أَنْ تُتَمِّمُوا كُلَّ شَيْءٍ أَنْ تَثْبُتُوا. 14فَاثْبُتُوا مُمَنْطِقِينَ أَحْقَاءَكُمْ بِالْحَقِّ، وَلاَبِسِينَ دِرْعَ الْبِرِّ، 15وَحَاذِينَ أَرْجُلَكُمْ بِاسْتِعْدَادِ إِنْجِيلِ السَّلاَمِ. 16حَامِلِينَ فَوْقَ الْكُلِّ تُرْسَ الإِيمَانِ، الَّذِي بِهِ تَقْدِرُونَ أَنْ تُطْفِئُوا جَمِيعَ سِهَامِ الشِّرِّيرِ الْمُلْتَهِبَةِ. 17وَخُذُوا خُوذَةَ الْخَلاَصِ، وَسَيْفَ الرُّوحِ الَّذِي هُوَ كَلِمَةُ اللهِ. 18مُصَلِّينَ بِكُلِّ صَلاَةٍ وَطِلْبَةٍ كُلَّ وَقْتٍ فِي الرُّوحِ، وَسَاهِرِينَ لِهَذَا بِعَيْنِهِ بِكُلِّ مُواظَبَةٍ وَطِلْبَةٍ، لأَجْلِ جَمِيعِ الْقِدِّيسِينَ، 19وَلأَجْلِي، لِكَيْ يُعْطَى لِي كَلاَمٌ عِنْدَ افْتِتَاحِ فَمِي، لأُعْلِمَ جِهَاراً بِسِرِّ الإِنْجِيلِ،»(رِّسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى أَهْلِ أَفَسُسَ6: 10-19).

    «4لَمْ تُقَاوِمُوا بَعْدُ حَتَّى الدَّمِ مُجَاهِدِينَ ضِدَّ الْخَطِيَّةِ،»(الرِّسَالَةُ إِلَى الْعِبْرَانِيِّينَ12: 4).

    «8وَأَمَّا الْخَائِفُونَ وَغَيْرُ الْمُؤْمِنِينَ وَالرَّجِسُونَ وَالْقَاتِلُونَ وَالزُّنَاةُ وَالسَّحَرَةُ وَعَبَدَةُ الأَوْثَانِ وَجَمِيعُ الْكَذَبَةِ فَنَصِيبُهُمْ فِي الْبُحَيْرَةِ الْمُتَّقِدَةِ بِنَارٍ وَكِبْرِيتٍ، الَّذِي هُوَ الْمَوْتُ الثَّانِي»(سِفْرُ رُؤْيَا يُوحَنَّا اللاَّهُوتِيِّ21: 8).

    Ø   وَتَعْمَلُوا كُلَّ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي سِفْرِ شَرِيعَةِ مُوسَى:

     «32فَاحْتَرِزُوا لِتَعْمَلُوا كَمَا أَمَرَكُمُ الرَّبُّ إِلهُكُمْ. لا تَزِيغُوا يَمِيناً وَلا يَسَاراً»(سِفْرُ اَلَتَّثْنِيَة5: 32).

    «32كُلُّ الكَلامِ الذِي أُوصِيكُمْ بِهِ احْرِصُوا لِتَعْمَلُوهُ. لا تَزِدْ عَليْهِ وَلا تُنَقِّصْ مِنْهُ»(سِفْرُ اَلَتَّثْنِيَة12: 32).

    «20لِئَلا يَرْتَفِعَ قَلبُهُ عَلى إِخْوَتِهِ وَلِئَلا يَحِيدَ عَنِ الوَصِيَّةِ يَمِيناً أَوْ شِمَالاً. لِكَيْ يُطِيل الأَيَّامَ عَلى مَمْلكَتِهِ هُوَ وَبَنُوهُ فِي وَسَطِ إِسْرَائِيل»(سِفْرُ اَلَتَّثْنِيَة17: 20).

    «14وَلا تَزِيغَ عَنْ جَمِيعِ الكَلِمَاتِ التِي أَنَا أُوصِيكَ بِهَا اليَوْمَ يَمِيناً أَوْ شِمَالاً لِتَذْهَبَ وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى لِتَعْبُدَهَا»(سِفْرُ اَلَتَّثْنِيَة28: 14).

    «26مَهِّدْ سَبِيلَ رِجْلِكَ فَتَثْبُتَ كُلُّ طُرُقِكَ. 27لاَ تَمِلْ يَمْنَةً وَلاَ يَسْرَةً. بَاعِدْ رِجْلَكَ عَنِ الشَّرِّ»(سِفْرُ الأَمْثَالُ4: 26و27).


    • تعليقات بلوجر
    • تعليقات الفيس بوك

    0 التعليقات:

    Item Reviewed: كيف نسمع كلام الله؟ د. القس سامي منير إسكندر الخطوة الثالثة حياة الإِيمَانِ أو الإِيمَانِ العملي Rating: 5 Reviewed By: د. القس سامي منير اسكندر
    Scroll to Top