النبوة في الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ
الْمَكْتُوبُ
إعداد
د. الفس سامي منير إسكندر
(كورس (مادة) النبوة والأنبياء)
لا يفهم تعبير «أنبياء»
بمعنى أناس يتنبأون بأحداث مستقبلية بقدر ما تعني الكشف عن فكر الله الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ وإرادته من جهة الإنسان، خاصة خلاصه الأبدي الذي يتحقق خلال الله
الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ. لقد أقام الله
الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ أنبياءه كرجاله الذين يشهدون له بقوة وشجاعة بفعل روحه
القدوس في وقت انحرفت فيه القيادات الدينية والمدنية من كهنة وملوك.
لدراسة الفكر الإلهي في الإِعْلاَنِ
الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ:
أولا: النبوة في بحسب الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ (الكتاب المقدس) :
الثابت أن الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ يعتبر أن النَّبِيِّ هو من يتكلم بما يُعلن
به إليه من الله الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، فأقواله ليست من بنات أفكاره، ولكنها من
مصدر أسمى. والنَّبِيِّ هـو في نفس الوقـت «الرائي» الذي يري أموراً لا تقع في
دائرة البصر الطبيعي، ويسمع أشياء لا تستطيع الأذن الطبيعية أن تسمعها.
فكلمتا «النَّبِيِّ» و«الرائي» مترادفتان «9(سَابِقاً فِي إِسْرَائِيلَ هَكَذَا
كَانَ يَقُولُ الرَّجُلُ عِنْدَ ذِهَابِهِ لِيَسْأَلَ اللَّهَ (الله الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ): «هَلُمَّ نَذْهَبْ إِلَى
الرَّائِي». لأَنَّ النَّبِيَّ الْيَوْمَ كَانَ يُدْعَى سَابِقاً الرَّائِيَ)»(سِفْرُ صَمُوئِيلَ الأَوَّلُ9: 9).
أما من يتكلمون فمن تلقاء ذواتهم
الذاهبين
وراء روحهم، ولم يروا شيئاً فهـم أنبيـاء كذبـة والله الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ لم يرسلهم «يَتَكَلَّمُونَ
بِرُؤْيَا قَلْبِهِمْ لاَ عَنْ فَمِ الرَّبِّ»: «16هَكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ (الله الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ): لاَ تَسْمَعُوا لِكَلاَمِ
الأَنْبِيَاءِ الَّذِينَ يَتَنَبَّأُونَ لَكُمْ فَإِنَّهُمْ يَجْعَلُونَكُمْ
بَاطِلاً. يَتَكَلَّمُونَ بِرُؤْيَا قَلْبِهِمْ
لاَ عَنْ فَمِ الرَّبِّ. 17قَائِلِينَ قَوْلاً لِمُحْتَقِرِيَّ:
«قَالَ الرَّبُّ(الله الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ): يَكُونُ لَكُمْ سَلاَمٌ!»
وَيَقُولُونَ لِكُلِّ مَنْ يَسِيرُ فِي عِنَادِ قَلْبِهِ: «لاَ يَأْتِي عَلَيْكُمْ
شَرٌّ». 18لأَنَّهُ مَنْ وَقَفَ فِي مَجْلِسِ
الرَّبِّ (الله الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ) وَرَأَى وَسَمِعَ كَلِمَتَهُ؟ مَنْ
أَصْغَى لِكَلِمَتِهِ وَسَمِعَ؟»(سِفْرُ إِرْمِيَا23: 16–18)،
وَيْلٌ لِلأَنْبِيَاءِ الْحَمْقَى الذَّاهِبِينَ وَرَاءَ
رُوحِهِمْ وَلَمْ يَرُوا شَيْئاً: «1وَكَانَ
إِلَيَّ كَلاَمُ الرَّبِّ(الله الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ): «2يَا ابْنَ
آدَمَ، تَنَبَّأْ عَلَى أَنْبِيَاءِ إِسْرَائِيلَ الَّذِينَ يَتَنَبَّأُونَ وَقُلْ
لِلَّذِينَ هُمْ أَنْبِيَاءُ مِنْ تِلْقَاءِ ذَوَاتِهِمِ: اسْمَعُوا كَلِمَةَ
الرَّبِّ(الله الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ). 3هَكَذَا
قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ (الله الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ): وَيْلٌ لِلأَنْبِيَاءِ الْحَمْقَى
الذَّاهِبِينَ وَرَاءَ رُوحِهِمْ وَلَمْ يَرُوا شَيْئاً. 4أَنْبِيَاؤُكَ
يَا إِسْرَائِيلُ صَارُوا كَالثَّعَالِبِ فِي الْخِرَبِ. 5لَمْ
تَصْعَدُوا إِلَى الثُّغَرِ، وَلَمْ تَبْنُوا جِدَاراً لِبَيْتِ إِسْرَائِيلَ
لِلْوُقُوفِ فِي الْحَرْبِ فِي يَوْمِ الرَّبِّ(الله الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ). 6رَأُوا بَاطِلاً
وَعِرَافَةً كَاذِبَةً. الْقَائِلُونَ: وَحْيُ الرَّبِّ(الله الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ)
وَالرَّبُّ (الله الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ) لَمْ
يُرْسِلْهُمْ، وَانْتَظَرُوا إِثْبَاتَ الْكَلِمَةِ. 7أَلَمْ
تَرُوا رُؤْيَا بَاطِلَةً، وَتَكَلَّمْتُمْ بِعِرَافَةٍ كَاذِبَةٍ، قَائِلِينَ:
وَحْيُ الرَّبِّ (الله الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ) وَأَنَا لَمْ أَتَكَلَّمْ؟»(سِفْرُ حِزْقِيَال13: 1-7).
فالأنبياء
الحقيقيون
إنما يتكلمون بما يضعه الله الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ في أفواههم، أو يكشفه لبصائرهم الروحية «1رُؤْيَا
إِشَعْيَاءَ بْنِ آمُوصَ الَّتِي رَآهَا عَلَى يَهُوذَا وَأُورُشَلِيمَ فِي
أَيَّامِ عُزِّيَّا وَيُوثَامَ وَآحَازَ وَحَزَقِيَّا مُلُوكِ يَهُوذَا»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ1: 1)، «1اَلأُمُورُ الَّتِي رَآهَا
إِشَعْيَاءُ بْنُ آمُوصَ مِنْ جِهَةِ يَهُوذَا وَأُورُشَلِيمَ:»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ2: 1)،
فليس من الضروري أن يأتي كلام الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ للنبي بصوت مسموع لأذنه الطبيعية. ولكن
الأمر الأساسي هو أن يكون قادراً تماماً على التمييز بين صوت الله الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ وصوت قلبه أو أفكاره الذاتية. فبهذا وحده
يستطيع أن يقول إنه يتكلم باسم الرب أو هكذا قال السَّيِّدِ
الرَّبِّ (الله الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ) «16وَقَالَ
لِي: «يَا ابْنَ آدَمَ، هَئَنَذَا أُكَسِّرُ قِوَامَ الْخُبْزِ فِي أُورُشَلِيمَ،
فَيَأْكُلُونَ الْخُبْزَ بِالْوَزْنِ وَبِالْغَمِّ، وَيَشْرَبُونَ الْمَاءَ
بِالْكَيْلِ وَبِالْحَيْرَةِ»(سِفْرُ حِزْقِيَال4: 16)، «1وَكَانَ
إِلَيَّ كَلاَمُ الرَّبِّ (الله الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ):»(سِفْرُ حِزْقِيَال7: 1).
وفي هذا الحال يدرك أنه لابد أن يتكلم، كما
يقول الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ: «8الأَسَدُ
قَدْ زَمْجَرَ فَمَنْ لاَ يَخَافُ؟ السَّيِّدُ الرَّبُّ (الله الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ) قَدْ
تَكَلَّمَ فَمَنْ لاَ يَتَنَبَّأُ؟»(سِفْرُ عَامُوسَ3:
8)، لأن كلمات الله الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ تشتعل في قلـبه كنار محرقة إلى أن ينطق بها
«7قَدْ
أَقْنَعْتَنِي يَا رَبُّ (الله الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ) فَاقْتَنَعْتُ
وَأَلْحَحْتَ عَلَيَّ فَغَلَبْتَ. صِرْتُ لِلضِّحْكِ كُلَّ النَّهَارِ. كُلُّ
وَاحِدٍ اسْتَهْزَأَ بِي. 8لأَنِّي
كُلَّمَا تَكَلَّمْتُ صَرَخْتُ. نَادَيْتُ: «ظُلْمٌ وَاغْتِصَابٌ!» لأَنَّ
كَلِمَةَ الرَّبِّ (الله الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ) صَارَتْ لِي
لِلْعَارِ وَلِلسُّخْرَةِ كُلَّ النَّهَارِ. 9فَقُلْتُ:
«لاَ أَذْكُرُهُ وَلاَ أَنْطِقُ بَعْدُ بِاسْمِهِ». فَكَانَ فِي قَلْبِي كَنَارٍ
مُحْرِقَةٍ مَحْصُورَةٍ فِي عِظَامِي فَمَلِلْتُ مِنَ الإِمْسَاكِ وَلَمْ
أَسْتَطِعْ»(سِفْرُ
إِرْمِيَا20: 7-9).
0 التعليقات:
إرسال تعليق