إِلَهِيَّ....الرَّبِّ يَسُوعَ
الْمَسِيحِ
إعداد
د. القس سامي منير اسكندر
هو إله الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ هو العلي وحده،
هو الساكن السموات متفرداً،
وهو القريب جداً
«151قَرِيبٌ
أَنْتَ يَا رَبُّ وَكُلُّ وَصَايَاكَ حَقٌّ»(سِفْرُ
اَلْمَزَامِيرُ، مَزْمُور 119:
151).
إِنَّمَا
أَنْتَ يَارَبُّ أَقْرَبُ إِلَيَّ، «18قَرِيبٌ هُوَ الرَّبُّ مِنَ الْمُنْكَسِرِي الْقُلُوبِ وَيُخَلِّصُ
الْمُنْسَحِقِي الرُّوحِ»(سِفْرُ اَلْمَزَامِيرُ،
مَزْمُور34:
18).
إلهي هو الكائن الأعلى لا يعزله كماله عن العالم،
وفي الآن ذاته يتميز
عنه. هو الإله الخالق، الحاضر في عمله «20لأَنَّ
مُنْذُ خَلْقِ الْعَالَمِ تُرَى أُمُورُهُ غَيْرُ الْمَنْظُورَةِ وَقُدْرَتُهُ السَّرْمَدِيَّةُ
وَلاَهُوتُهُ مُدْرَكَةً بِالْمَصْنُوعَاتِ حَتَّى إِنَّهُمْ بِلاَ عُذْرٍ»(رِّسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى أَهْلِ رُومِيَةَ1: 20)،
إِلَهِيَّ الإله المحب كيف يمكن له أن يطوح بأحد إلى الجحيم، وبخاصة
إذا كان قد أعلن نفسه بكل وضوح لجميع الناس، وكل إنسان يعلم ما يريده الله، ولكن لا
أحد يعيش بمقتضى ذلك. أو بعبارة أخرى إن معاييرنا الأدبية أفضل، على الدوام، من سلوكنا.
فإذا كان الناس يحجبون حق الله لكي يحيوا كما يحلو لهم، فلا عذر لهم، فهم يعرفون
الحق، وعليهم أن يتحملوا عواقب تجاهلهم له.
إِلَهِيَّ هو الإله المخلص الحاضر في شعبه،
فهو يقول لشعبه: «4أَنْتُمْ رَأَيْتُمْ
مَا صَنَعْتُ بِالْمِصْرِيِّينَ. وَأَنَا حَمَلْتُكُمْ عَلَى أَجْنِحَةِ النُّسُورِ
وَجِئْتُ بِكُمْ إِلَيَّ. 5فَالآنَ إِنْ
سَمِعْتُمْ لِصَوْتِي وَحَفِظْتُمْ عَهْدِي تَكُونُونَ لِي خَاصَّةً مِنْ بَيْنِ جَمِيعِ
الشُّعُوبِ. فَإِنَّ لِي كُلَّ الأَرْضِ. 6وَأَنْتُمْ
تَكُونُونَ لِي مَمْلَكَةَ كَهَنَةٍ وَأُمَّةً مُقَدَّسَةً»(سِفْرُ اَلْخُرُوجُ19: 4- 6)،
وإِلَهِيَّ هو الإله الآب الحاضر في ابنه،
لذا أعلن يسوع قائلاً «29وَالَّذِي أَرْسَلَنِي
هُوَ مَعِي وَلَمْ يَتْرُكْنِي الآبُ وَحْدِي لأَنِّي فِي كُلِّ حِينٍ أَفْعَلُ مَا
يُرْضِيهِ»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا8: 29)،
والإله الآب الحاضر في جميع الذين يحييهم روح ابنه،
والذين يحبونه حباً بنوياً «14لأَنَّ كُلَّ
الَّذِينَ يَنْقَادُونَ بِرُوحِ اللهِ فَأُولَئِكَ هُمْ أَبْنَاءُ اللهِ...28وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ
مَعاً لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ الَّذِينَ هُمْ مَدْعُوُّونَ حَسَبَ
قَصْدِهِ»(رِّسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى أَهْلِ
رُومِيَةَ8:
14و28).
إنه حاضر فقط كل الأزمنة،
لأنه يسيطر على الزمن، هو الأول والآخر «6أَنَا الأَوَّلُ وَأَنَا الآخِرُ وَلاَ إِلَهَ غَيْرِي»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ44: 6)،
«12أَنَا هُوَ. أَنَا الأَوَّلُ وَأَنَا
الآخِرُ»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ48: 12)،
«8أَنَا هُوَ الأَلِفُ وَالْيَاءُ، الْبَدَايَةُ
وَالنِّهَايَةُ،...17الْكَائِنُ وَالَّذِي
كَانَ وَالَّذِي يَأْتِي، الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ...لاَ تَخَفْ، أَنَا هُوَ
الأَوَّلُ وَالآخِرُ»(سِفْرُ رُؤْيَا يُوحَنَّا
اللاَّهُوتِيِّ1:
8و17)، «13أَنَا
الأَلِفُ وَالْيَاءُ، الْبِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ، الأَوَّلُ وَالآخِرُ»(سِفْرُ رُؤْيَا يُوحَنَّا اللاَّهُوتِيِّ22: 13).
إن
حضور إِلَهِيَّ حقيقة واقعية وإن كان غير مادي.
وإن ظهر
بعلامات محسوسة، إلا أنه
بظل حضور الكائن الروحي الذي يغمر خليقته بحبه لذا أقول مع النبي داود:
إِلَهِيَّ «قَدِ اخْتَبَرْتَنِي وَعَرَفْتَنِي...أَنْتَ
عَرَفْتَ جُلُوسِي وَقِيَامِي. فَهِمْتَ فِكْرِي مِنْ بَعِيدٍ. مَسْلَكِي وَمَرْبَضِي
ذَرَّيْتَ وَكُلَّ طُرُقِي عَرَفْتَ».
إِلَهِيَّ «لأَنَّهُ لَيْسَ كَلِمَةٌ
فِي لِسَانِي إِلاَّ وَأَنْتَ يَا رَبُّ عَرَفْتَهَا كُلَّهَا.
مِنْ
خَلْفٍ وَمِنْ قُدَّامٍ حَاصَرْتَنِي وَجَعَلْتَ عَلَيَّ يَدَكَ».
إِلَهِيَّ «عَجِيبَةٌ هَذِهِ الْمَعْرِفَةُ
فَوْقِي. ارْتَفَعَتْ لاَ أَسْتَطِيعُهَا».
إِلَهِيَّ «أَيْنَ أَذْهَبُ مِنْ رُوحِكَ
وَمِنْ وَجْهِكَ أَيْنَ أَهْرُبُ؟ إِنْ صَعِدْتُ إِلَى السَّمَاوَاتِ فَأَنْتَ هُنَاكَ
وَإِنْ فَرَشْتُ فِي الْهَاوِيَةِ فَهَا أَنْتَ».
إِلَهِيَّ «إِنْ أَخَذْتُ جَنَاحَيِ
الصُّبْحِ وَسَكَنْتُ فِي أَقَاصِي الْبَحْرِ. فَهُنَاكَ أَيْضاً تَهْدِينِي يَدُكَ
وَتُمْسِكُنِي يَمِينُكَ».
إِلَهِيَّ «إِنَّمَا الظُّلْمَةُ تَغْشَانِي.
فَاللَّيْلُ يُضِيءُ حَوْلِي! الظُّلْمَةُ أَيْضاً لاَ تُظْلِمُ لَدَيْكَ وَاللَّيْلُ
مِثْلَ النَّهَارِ يُضِيءُ. كَالظُّلْمَةِ هَكَذَا النُّورُ».
إِلَهِيَّ «لأَنَّكَ أَنْتَ اقْتَنَيْتَ
كُلْيَتَيَّ. نَسَجْتَنِي فِي بَطْنِ أُمِّي.أَحْمَدُكَ مِنْ أَجْلِ أَنِّي قَدِ امْتَزْتُ
عَجَباً. عَجِيبَةٌ هِيَ أَعْمَالُكَ وَنَفْسِي تَعْرِفُ ذَلِكَ يَقِيناً».
إِلَهِيَّ «لَمْ تَخْتَفِ عَنْكَ عِظَامِي
حِينَمَا صُنِعْتُ فِي الْخَفَاءِ وَرُقِمْتُ فِي أَعْمَاقِ الأَرْضِ. رَأَتْ عَيْنَاكَ
أَعْضَائِي وَفِي سِفْرِكَ كُلُّهَا كُتِبَتْ يَوْمَ تَصَوَّرَتْ إِذْ لَمْ يَكُنْ
وَاحِدٌ مِنْهَا».
إِلَهِيَّ «مَا أَكْرَمَ أَفْكَارَكَ
يَا اللهُ عِنْدِي! مَا أَكْثَرَ جُمْلَتَهَا! إِنْ أُحْصِهَا فَهِيَ أَكْثَرُ مِنَ
الرَّمْلِ. اسْتَيْقَظْتُ وَأَنَا بَعْدُ مَعَكَ».
إِلَهِيَّ «اخْتَبِرْنِي...وَاعْرِفْ
قَلْبِي. امْتَحِنِّي وَاعْرِفْ أَفْكَارِي.
وَانْظُرْ
إِنْ كَانَ فِيَّ طَرِيقٌ بَاطِلٌ وَاهْدِنِي طَرِيقاً أَبَدِيّاً»(سِفْرُ اَلْمَزَامِيرُ، مَزْمُور 139).
وإِلَهِيَّ يهب الخليقة الحياة
«25وَلاَ يُخْدَمُ بِأَيَادِي النَّاسِ
كَأَنَّهُ مُحْتَاجٌ إِلَى شَيْءٍ إِذْ هُوَ يُعْطِي الْجَمِيعَ حَيَاةً وَنَفْساً
وَكُلَّ شَيْءٍ. 26وَصَنَعَ مِنْ دَمٍ وَاحِدٍ
كُلَّ أُمَّةٍ مِنَ النَّاسِ يَسْكُنُونَ عَلَى كُلِّ وَجْهِ الأَرْضِ وَحَتَمَ بِالأَوْقَاتِ
الْمُعَيَّنَةِ وَبِحُدُودِ مَسْكَنِهِمْ. 27لِكَيْ
يَطْلُبُوا اللهَ لَعَلَّهُمْ يَتَلَمَّسُونَهُ فَيَجِدُوهُ مَعَ أَنَّهُ عَنْ كُلِّ
وَاحِدٍ مِنَّا لَيْسَ بَعِيداً. 28لأَنَّنَا
بِهِ نَحْيَا وَنَتَحَرَّكُ وَنُوجَدُ. كَمَا قَالَ بَعْضُ شُعَرَائِكُمْ أَيْضاً:
لأَنَّنَا أَيْضاً ذُرِّيَّتُهُ»(سِفْرُ أَعْمَالُ
الرُّسُلِ17:
25-28)،
وإِلَهِيَّ في حبه أن يمنح ذاته للإنسان ليجعل منه شاهداً نيّراً
لحضوره «21لِيَكُونَ
الْجَمِيعُ وَاحِداً كَمَا أَنَّكَ أَنْتَ أَيُّهَا الآبُ فِيَّ وَأَنَا فِيكَ لِيَكُونُوا
هُمْ أَيْضاً وَاحِداً فِينَا لِيُؤْمِنَ الْعَالَمُ أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا17: 21).
إن إِلَهِيَّ الذي خلق الإنسان يريد أن يكون حاضراً فيه ومعه.
وإن كان الإنسان بالخطيئة يهرب من هذا الحضور، فإن إِلَهِيَّ لا يزال يلاحق
الإنسان بندائه خلال التاريخ: «8وَسَمِعَا
صَوْتَ الرَّبِّ الإِلَهِ مَاشِياً فِي الْجَنَّةِ عِنْدَ هُبُوبِ رِيحِ
النَّهَارِ فَاخْتَبَأَ آدَمُ وَامْرَأَتُهُ مِنْ وَجْهِ الرَّبِّ الإِلَهِ فِي
وَسَطِ شَجَرِ الْجَنَّةِ. 9فَنَادَى
الرَّبُّ الإِلَهُ آدَمَ: «أَيْنَ أَنْتَ؟»(سِفْرُ
التَّكْوِينِ3:
8- 9).
0 التعليقات:
إرسال تعليق