تاريخية طباعة الكتاب المقدس
(الإِعْلاَنِ
الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ)
إعداد
د.
القس سامي منير اسكندر
الكتاب المقدس هو إعلان الله
عن ذاته للبشرية خلال تعاملاته مع البشرية نفسها، فهو يعلن لنا عن كيفية وصول الله
للإنسان وأيضا كيفية وصول الإنسان إلي الله.
فنري الله علي مدار الكتاب
المقدس كله ليس بالإله المحتجب البعيد عن البشر بل نراه في جميع معاملات الإنسان
وطباعه، فيعرفنا الله بذاته عن طريق الواقع الحقيقي لتعاملاته مع بشر مثلنا تماما
بنفس عيوبنا وبنفس إمكانياتنا وكيفيه الوجود الدائم في حياة الإنسان لصالح
الإنسان.
فبدأ الكتاب المقدس مع
الإنسان منذ بدايته حينما خلق الإنسان الأول أب البشرية كلها وآدم وامرأته حواء
ووضعهم في الجنة ثم أخطاء كل من آدم وحواء بكامل إرادتهم فطردوا من الجنة وعلي
الرغم من ذلك ومنذ ذلك الحين.
يسير الله مع البشر بكل ما
لهم وبكل ما عليهم مصمما بإرادته المقدسة لإجتذاب البشر كلهم إليه حتى يغتنموا
الحياة الآبدية ولا يهلك أحد من البشر.
فالكتاب المقدس في حقيقته هو إعلان حب من الله
منسكب من الله سكيبا نحو البشرية باسطا إليهم يده بالحب ولم ترتد هذه اليد أبداً.
للكتاب المقدس حركة مزدوجة في
الحياة الروحية للإنسان عموما وهما:
حركة الإنسان نحو الله أي تمجيد
الله من خلال الكتاب المقدس.
حركة الله نفسه نحو الإنسان
لتقديس الإنسان من خلال الكتاب المقدس.
التاريخ 13 مارس 1455، المكان بلدة مينز الألمانية،
الحدث إنتاج أول كتاب مطبوع فى العالم بواسطة شخص يدعى يوهان جوتنبرج، ليفسح
الطريق بإنتاجه أمام فن الطبعة والنشر، وليقدم أول كتاب مطبوع فى التاريخ.
اختراع
«يوهانس جوتنبرج» كان حدثا جلل فى ذلك الوقت، وذلك لأن صناعة الكتاب آنذاك صعبة
ومجهدة، إلى أن جاء التطور الذى قدمه الأخير، ليزيد من حجم إنتاج وصناعة الكتب
بشكل درامى، وليغيرها إلى الأبد.
وبحسب
كتاب «تاريخ القراءة» للكاتب آلبرتو مانجويل، أن فى عام 1440، اكتشف شاب كان يعمل
فى حفر النحاس وصقل الأحجار الكريمة من أسقفية ماينتس اسمه يوهانس جوتنبرج، اكتشف
أن المرء يستطيع تحقيق الكثير من السرعة والكفاءة فى الطباعة إذا تم قطع الأحرف
الأبجدية على شكل أحرف قابلة للتحرك ولإعادة الاستخدام بدل الكتل الشخبية المحفورة
المستعملة فى طبع الرسومات، أخذ «يوهانس
جوتنبرج»، يجرى تجاربه لسنوات طويلة، مستقرضا النقود لتمويل مشروعه، حيث استطاع فى
النهاية تطوير تقنية ظلت تستخدم إلى القرن العشرين، وهى عبارة عن قوالب لصب
الأحرف، ومطبعة كانت عبارة عن مؤالفة بين مكبس النبيذ وتجليد الكتب، وحبر أسود
مصنوع من الزيت، لم يكن أى منهما موجود من قبل، وفى عام 1455، طبع يوهانس جوتنبرج
الكتاب المقدس يتكون من أربعة وعشرين سطرا لكل صفحة، ليكون أول كتاب يطبع على
الإطلاق بالأحرف المتحركة، وشارك به فى معرض فرانكفورت التجارى.
ويشير
الكاتب إلى أن بعد سنوات قليلة، تم نصب مكابس الطباعة فى جميع أنحاء أوروبا، وبعد
ما يقرب من أربعين عاما من ذلك، أسس بيكو دللا ميراندولا، بتأسيس أول دارا للطباعة
بطريقة يوهانس جوتنبرج.
أول كتاب نعرفه على الإطلاق هو «ملحمة جلجامش»: رواية
أسطورية لشخصية سياسية مهمة من التاريخ...أول كتاب طبعه يوهانس جوتنبرج (وأقدم
كتاب مطبوع ميكانيكيًا على قيد الحياة) هو إنجيل جوتنبرج.
كتاب يوهانس جوتنبرج للكتاب المقدس ، والذي يُطلق عليه
أيضًا الكتاب المقدس المكون من 42 سطرًا أو إنجيل مازارين ، وهو أول كتاب كامل
موجود في الغرب وواحد من أقدم الكتب المطبوعة من النوع المتحرك، ويُطلق عليه أيضًا
اسم طابعه يوهانس جوتنبرج، الذي أكمله حوالي عام 1455 في ماينز بألمانيا .
تم إدراج كتاب يوهانس جوتنبرج المقدس، المعروف أيضًا
باسم الكتاب المقدس المكون من 42 سطرًا ، في موسوعة غينيس للأرقام القياسية كأقدم
كتاب مطبوع ميكانيكيًا في العالم - طُبعت النسخ الأولى منه في 1454-1455 بعد
الميلاد.
هناك 48 نسخة أصلية معروفة، منها 21 نسخة كاملة ..
كتاب يوهانس جوتنبرج المقدس باللاتينية هو أول كتاب طُبع على الإطلاق.
وعرفت مصر الطباعة عبر مطبعة الحملة الفرنسية والمطبعة الأميرية الحكومية، إلا أن الكنيسة
القبطية الأرثوذكسية أدخلت المطبعة في البلاد، بعد ذلك بـ 400 عام، وذلك في منتصف
القرن التاسع عشر، على يد البابا كيرلس الرابع "أبو الإصلاح".
وهي تعد ثالث مطبعة تدخل مصر بعد مطبعة الحملة
الفرنسية ومطبعة بولاق التي أسسها محمد على باشا مؤسس مصر الحديثة.
وكان قداسة البابا كيرلس الرابع في دير الأنبا
انطونيوس وقت وصول المطبعة للاسكندرية فأوصى أن يتم استقبال المطبعة بالألحان
الكنسية وهذا دليل على تقديره لأهمية التعليم ونشر الكلمة ورؤيته المستقبلية لأهمية
الكتاب المطبوع في عصر كان مازال يعتمد على الكتاب المخطوط في منتصف القرن التاسع
عشر.
وكان قداسته قد أرسل أربعة شباب أقباط إلى المطبعة الأميرية
على نفقته ليتعلموا فنون الطباعة.
وتنيح قداسته قبل أن يرى ثمار المطبعة ولكنها كانت
نورا في عصر من الظلام
وطبع في المطبعة العديد من مخطوطات
الكنائس والأديرة وكتب الطقس وانتشرت المعرفة وسط الأقباط وكانت تلك خطوة أولى
تبعتها خطوات كثيرة.
0 التعليقات:
إرسال تعليق