• اخر الاخبار

    خلفية الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ الفصل الرابع الفهم لنَامُوسِ مُوسَى وَالأَنْبِيَاءِ وَالْمَزَامِيرِ إعداد د.القس سامي منير اسكندر




    خلفية الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ

    الفصل الرابع

    الفهم لنَامُوسِ مُوسَى وَالأَنْبِيَاءِ وَالْمَزَامِيرِ

    إعداد

    د.القس سامي منير اسكندر

    تجمع الكنائس المختلفة على مركزية الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ ومرجعيته في الإيمان المسيحي.  ولذلك تكتسب دراسة الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ والتعمق فيه أهمية خاصة ولا غنى عنها في حياة الكنيسة والمؤمنين على المستوى الشخصي والجماعي.  لكن للأسف كثيرًا ما لا يعطى للإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ )للكتاب المقدس( بشكل عملي الأهمية التي تتناسب ومكانته في حياة الكنيسة والمؤمنين.  فعلى الرغم من تلك الأهمية العظمى للإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ، يعاني هذا الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ، في كلا عهديه، الكثير من التهميش والجهل والمفاهيم الخاطئة التي تسيطر على الكثير من المؤمنين والملتزمين، ناهيك عن المسيحيين بالاسم.  بالإضافة إلى ذلك، يعاني نَامُوسِ مُوسَى وَالأَنْبِيَاءِ وَالْمَزَامِيرِ، الذي يعتبر جزءًا أساسيًا من الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ، من درجة أكبر من الاهمال والتهميش، لا بل وأحيانًا المحاربة، في حياة الكنيسة في منطقتنا لأسباب متنوعة سياسية واجتماعية ولاهوتية، الأمر الذي يتسبّب بفقداننا وفقدان كنائسنا ومنطقتنا والعالم أجمع للكثير من الغنى والعمق واللاهوت المسيحي الصحيح والأمين للرَّبِّ الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ الْمَسِيحِ. فكلّ إيمان مسيحي يريد أن يكون أمينًا للرَّبِّ الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ الْمَسِيحِ لا يمكن إلا وأن يعطي للإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ بكلا عهديه، القديم والجديد على حد سواء، مكانة مركزية في حياته ولاهوته.
    وأي إهمال أو تهميش أو محاربة لنَامُوسِ مُوسَى وَالأَنْبِيَاءِ وَالْمَزَامِيرِ تتناقض وطبيعة الإيمان المسيحي وتبتعد عن الحد الأدنى من الالتزام بمن يحمل المسيحيون اسمه وتقود للنقص إن لم يكن للفشل في فهم حياته ورسالته.
    وسنحاول إِلقاء نظرة عامة على نَامُوسِ مُوسَى وَالأَنْبِيَاءِ وَالْمَزَامِيرِ وتكوّنه وتطوّره إلى الشكل الذي نعرفه عليه في كتابنا المقدس المسيحي اليوم. ولكن دعونا في البداية نضع بعض النقاط الأساسية التي يتبنّاها هذا الفكر، والتي يجب أن يرتكز عليها أي فهم أو دراسة أمينين للإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ بشكل عام، بكلا عهديه نَامُوسِ مُوسَى وَالأَنْبِيَاءِ وَالْمَزَامِيرِ وإعلان الله في الإِنْجِيل.
    1.      المفهوم الذي يتبنّاه هذا الفكر للإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ وطريقة فهمه والتعامل معه هو مفهوم يسعى لأن يكون قبل كل شيء آخر أمينًا للإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ ولطبيعة ذلك الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ نفسه وليس للنظرة التقليدية الشائعة للكتاب ولطريقة التعامل معه. لا بل إن هذا الفكر، ونتيجة للأمانة للإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ وطبيعته بالذات، يختلف ويتناقض في مواضع كثيرة مع النظرة التقليدية، التي تسيطر عليها الحرفية، والتي ترسّخت في كنائسنا ومجتمعاتنا في التعامل مع الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ وأدّت وتؤدي في أحيان كثيرة إلى فهم مغلوط واساءة استخدام كبيرين وخطيرين للمرتكز الأول لإيماننا المسيحي. فالأمانة في التعامل مع الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ تعني، كما سنرى لاحقًا، الأمانة لطبيعته وليس الالتزام بحرفيته.
    2.      إن أي قراءة جدّية وأمينة للإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ لا تستطيع إلا وأن تعترف بأن الحرفية في قراءة الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ والتعامل معه إنما تتناقض وطبيعة هذا الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ، الذي يعلن أن  «6الَّذِي جَعَلَنَا كُفَاةً لأَنْ نَكُونَ خُدَّامَ عَهْدٍ جَدِيدٍ. لاَ الْحَرْفِ بَلِ الرُّوحِ. لأَنَّ الْحَرْفَ يَقْتُلُ وَلكِنَّ الرُّوحَ يُحْيِي»(رِّسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ الثَّانِيةُ إِلَى أَهْلِ كُورِنْثُوسَ3: 6).
    3.      ودعونا نشير هنا إلى بعض الأمثلة حول رفض الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ نفسه للحرفية، والتي لا يمكن إلا وأن يواجهها أي قارئ وباحث أمين للإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ والتي تتطلب ممن يصرّون على الحرفية في التعامل مع الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ إيجاد أجوبة وحلول لها، غير تجنبها والتظاهر بعدم وجودها:
    ·          الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ ليس كتاب بالمعنى التقليدي والموجود في الثقافة الشرقية للكلمة، ولكنه بالأحرى مجموعة من الكتب أو الأعلانات الإلهية المكتوبة المختلفة التي كتبت بأيدي كتّاب مختلفين في أزمنة وأمكنة وثقافات مختلفة وبأنماط أدبية وخلفيات تاريخية وفكرية مختلفة وبخطوط ورسائل لاهوتية متنوعة، من قبل مجموعة من المدارس اللاهوتية المتنوعة، وتتوجه إلى متلقين مختلفين، خلال الفترة التي تمتد من القرن 14 ق.م إلى بداية القرن 2 م. بالإضافة لذلك، فإن معظم أسفار الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ هي نتاج أكثر من كاتب واحد، وفي بعض الأحيان أكثر من مدرسة لاهوتية واحدة، وكُتبت على فترات امتدّت أحيانًا لعدة قرون (على سبيل المثال، سِفْر إِشَعْيَاءَ كُتب في الفترة بين القرنين 8-2 ق.م). نتيجة لذلك، يتضمن الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ الكثير من التنوع بين الأسفار المختلفة، وفي أحيان كثيرة في السِفْر نفسه. 
    وبالتالي، فعن أي حرفية يتكلم أولئك الذين يصرّون على التعامل مع الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ بحرفية؟ وكيف يستطيع من يتبنى مثل هكذا حرفية أن يتعامل مع المفاهيم والرسائل المختلفة التي تقوده إليها حرفيته تلك في تعامله مع النصوص المختلفة؟ ودعونا هنا نشير، على سبيل المثال لا الحصر، لبعض حالات التنوع الواضحة جدًا في الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ بعهديه:
    ·          يبدأ الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ بقصتي خلق مختلفتين لفكر الإعلان الإلهي في سِفْرُ التَّكْوِينِ1: 1—2: 3 وسِفْرُ التَّكْوِينِ2: 4-25: تختلفان عن بعضهما في كل شيء تقريبًا (طريقة الخلق (الكلمة، الفعل)، تسلسل الخلق، خلق الذكر والأنثى، ثم طريقة عمل الخليقة) لكن فكر الإعلان الإلهي المشترك الرئيسي بينهما هو أن الله هو الخالق.
    ·          هناك تنوّع واختلاف في مفهوم الحكمة الذي تتبنّاه أسفار الحكمة الثلاثة في كتابنا المقدس الذي هو الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ، وهي الأَمْثَالُ، أَيُّوبَ والْجَامِعَةِ. لا بل إن سِفْري أَيُّوبَ والْجَامِعَةِ يقومان، كلّ على طريقته، وبشكل واضح بالرد على سِفْر الأَمْثَالُ ورفض المفهوم التقليدي للحكمة الذي يتبناه، ويقوم كل منهما بتقديم مفهوم حكمة مختلف عن سِفْر الأَمْثَالُ كما عن بعضهما البعض.
    ·          هل الربّ أم الشيطان هو من يدفع داود لاحصاء الشعب (سِفْرُ صَمُوئِيلَ الثَّانِي24، سِفْرُ أَخْبَارِ الأَيَّامِ الأَوَّلُ21)؟
    ·          يتضمّن الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ أربعة أناجيل مختلفة تتضمن العديد من التنوع والاختلاف في سردها لقصة الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ وإرساليته من الميلاد حتى الصليب والقيامة (على سبيل المثال، لا يتضمن إِنْجِيلُ مَرْقُسَ قصة ميلاد بل يبدأ مباشرة مع معمودية الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ في حين تتضمن قصتي الميلاد في إِنْجِيلُ مَتَّى وإِنْجِيلُ لُوقَا العديد من الاختلافات،
    ·          ومن جهة أخرى يصرّ إِنْجِيلُ مَتَّى على وجود اثنين من كل شيء (يشفي الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ أعميين عوضًا عن أعمى واحد قرب أريحا (إِنْجِيلُ مَتَّى20: 29-34) قارن مع (إِنْجِيلُ مَرْقُسَ10: 46-52)، (إِنْجِيلُ لُوقَا18: 35-43)،
    ·          ويدخل الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ إلى أورشليم راكبًا على أتان وعلى جحش ابن أتان (إِنْجِيلُ مَتَّى 21: 2) (إِنْجِيلُ مَرْقُسَ11: 2)، مع (إِنْجِيلُ لُوقَا19: 30). فأي إِنْجِيلُ منها يجب أن نقرأ بحرفية؟
    ·          ما هي اللغة التي سنعتمدها لقراءة الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ بحرفية؟ هل هي اللغة العربية؟ وهل يمكننا الحديث عن أي حرفية عندئذ عندما نتذكر بأن ما نقرأه في الحقيقة هو ترجمة أو أخرى من ترجمات الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ المختلفة؟ فعن أي ترجمة عربية نتحدث، فاندياك، الكاثوليكية، الحياة، المشتركة…أم غيرها؟  فنَامُوسِ مُوسَى وَالأَنْبِيَاءِ وَالْمَزَامِيرِ كتب أساسًا باللغة العبرية مع أجزاء فيه كتبت باللغة اليونانية وبالآرامية، في حين أن إعلان الله في الإِنْجِيل قد كتب أساسًا باللغة اليونانية، مع بعض التعابير الآرامية والعبرية.  وحتى بتلك اللغات الأصلية يوجد في العالم اليوم مخطوطات مختلفة ونسخ مختلفة للعديد من الأسفار، دون أن تمثّل أي منها المخطوطة الأصلية للسِفْر. فكل المخطوطات التي لدينا اليوم لأي سِفْر من أسفار الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ بعهديه هي نسخ لاحقة له وليست المخطوطة الأولى لذلك السِفْر. وتظهر المخطوطات المختلفة لنفس النص تنوعًا واختلافات فيما بينها، الأمر الذي يجعل علم النقد النصي أحد أهم وسائل دراسة نصوص الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ. وبالتالي فعلى كل من يصرّ على الحرفية في التعامل مع الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ أن يحدّد عن حرفية أية مخطوطة وأية ترجمة يتحدث!
    ·          هناك تشابه وارتباط كبيرين لا يمكن إغفالهما أو التغاضي عنهما بين العديد من نصوص الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ ونصوص تعود إلى حضارات الشرق الأدنى القديم، وتسبق بتاريخ كتابتها نصوص الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ المشابهة لها وتمتلك تأثيرًا واضحًا عليها (مثلًا: هناك شبه التشابه بين قصة الخلق الكتابية الأولى (سِفْرُ التَّكْوِينِ1: 1—2: 3)، وقصة الخلق البابلية (إينوما إيليش)، والتشابه بين قصة طوفان نوح (سِفْرُ التَّكْوِينِ 6—9) وملحمة جلجامش وإتراحازيز). وهناك ارتباط واضح بين نصوص الحكمة الكتابية ونصوص الحكمة الآرامية والمصرية والبابلية.
    ·          كما أن هناك تأثر كبير لدى بُولُسَ الرَّسُولِ مثلًا في رسائله بالفلسفة الأفلاطونية الجديدة.  بالإضافة إلى الارتباط الواضح بين سِفْر الرؤيا وعلم الفلك اليوناني في القرن الميلادي الأول. 
    ·          بكلمات أخرى، هناك ارتباط وتأثر واضح بين العديد من نصوص الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ والحضارات المجاورة والثقافات السائدة، بشكل لا يترك معه مجالًا للشك بارتباط نصوص الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ بالحضارة السائدة وتأثرها بها.
    ·          لم تتم إضافة النقاط والحركات (التنوين) إلى النسخة العبرية لنَامُوسِ مُوسَى وَالأَنْبِيَاءِ وَالْمَزَامِيرِ إلى القرن السادس الميلادي، في حين كان يعتمد حتى ذلك الحين على التقليد في تحديد القراءة الصحيحة لكل نص وكلمة وحرف.
    ·          لم يتم فصل الكلمات عن بعضها في إعلان الله في الإِنْجِيل باللغة اليونانية إلا في القرن العاشر الميلادي. وحتى ذلك الحين كانت كلمات كل سِفْر تتصل ببعضها البعض دون توقّف من بداية السِفْر وحتى نهايته.
    ·          لم يتم تقسيم أسفار الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ إلى إصحاحات إلا في القرن الثالث عشر الميلادي على يد المطران ستيفن لانغتون (Bishop Steven Langton) وذلك لأغراض أكاديمية تعليمية، بهدف مساعدته في تعليم تلامذته. في حين لم يتم تقسيم الإصحاحات إلى آيات إلا في القرن السادس عشر الميلادي، وذلك بعد اختراع المطبعة. والطريف أن ذلك لم يتم على يد لاهوتي وإنما بيد صاحب المطبعة الفرنسي روبرت إيتيان (Robert Etienne)، الذي كان خبيرًا في الطباعة وليس في اللاهوت.
    ·          هناك حالات يجد فيها من يقرأ الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ بحرفية مشكلة واضحة في النص، كما هو الحال مثلًا في «9حِينَئِذٍ تَمَّ مَا قِيلَ بِإِرْمِيَا النَّبِيِّ الْقَائِلِ: «وَأَخَذُوا الثَّلاَثِينَ مِنَ الْفِضَّةِ، ثَمَنَ الْمُثَمَّنِ الَّذِي ثَمَّنُوهُ مِنْ بَني إِسْرَائِيلَ، 10وَأَعْطَوْهَا عَنْ حَقْلِ الْفَخَّارِيِّ، كَمَا أَمَرَنِي الرَّبُّ » (إِنْجِيلُ مَتَّى27: 9-10)،  حيث ينسب إِنْجِيلُ مَتَّى اقتباسه ذاك إلى سِفْرُ إِرْمِيَا، لكنه في الحقيقة غير موجود في سِفْرُ إِرْمِيَا، بل في سِفْرُ زَكَريَّا 11، 12-13!!!
    ·          في النهاية، يؤدي الإصرار على حرفية الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ إلى وضع الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ في مواجهة خاسرة سلفًا مع العلم الذي يؤكد أن عمر الأرض يبلغ حوالي 4,5 مليون سنة وعمر الإنسان على الأرض يزيد على 200,000 سنة وليس فقط 6,000 سنة، وأن الأرض كروية وهي كوكب صغير يدور حول الشمس في مجموعة شمسية تقع في طرف مجرة درب التبانة التي تقع في طرف كون مترامي الأطراف، على العكس من الصورة التي ينتجها أخذ الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ بحرفية والتي تجعل الأرض عبارة جسم مسطّح (بسيطة) تحت قبة السماء التي تتعلق فيها الشمس والقمر والنجوم وتنفتح فيها نوافذ يهطل من خلالها المطر، وهو الأمر الذي أدى إلى إدانة علماء عظماء ككوبرنيكوس وجاليلو على يد الكنيسة نفسها.
    ·          وبالتالي، فعلى من يصرّ على قراءة الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ بطريقة حرفية أن يتحمل نتائج تلك القراءة الكارثية على مصداقية الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ وبالتالي على الإيمان المسيحي ككل. وعلينا أن ندرك هنا أنه لا يمكن التعامل مع تلك المشكلة بمجرد وضع الرأس تحت التراب ورفض العلم وكل اكتشافاته في حال تعارضها مع حرفية الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ. فالمشكلة ليست في العلم، كما أنها ليست في الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ، ولكنها في طريقة تعاملنا معه.
    •  
    •  
    •  

    • تعليقات بلوجر
    • تعليقات الفيس بوك

    0 التعليقات:

    Item Reviewed: خلفية الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ الفصل الرابع الفهم لنَامُوسِ مُوسَى وَالأَنْبِيَاءِ وَالْمَزَامِيرِ إعداد د.القس سامي منير اسكندر Rating: 5 Reviewed By: د. القس سامي منير اسكندر
    Scroll to Top