خلفية الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ
الفصل الخامس
التعامل لفهم الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ
إعداد
د. القس سامي منير اسكندر
رأينا في الفصل السابق، رفض طبيعة الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ الحرفية، أي حرفية، في
التعامل معه، لأن الحرفية تتناقض وطبيعته، وتؤدي فيما تؤدي إليه إلى كوارث فيما
يتعلق بمصداقية الإِعْلاَنِ
الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ وقيمته ومرجعيته وفيما يتعلق بالمسيحية
وبالإيمان المسيحي بشكل عام. وبالتالي، فإن رفض طبيعة الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ للحرفية يعني تلقائيًا
أن الإِعْلاَنِ
الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ يسمح لا بل ويطلب دراسته بطرق مختلفة وأساليب
متنوعة، شرط أن تكون أمينة لرسالة الإِعْلاَنِ
الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ وطبيعته. وبالتالي، فنحن لن نقوم هنا باقتراح
طريقة واحدة محدّدة لدراسة الإِعْلاَنِ
الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ، ولكننا سنقوم بالأحرى بوضع خطوط رئيسة لا بد
من ادراكها والالتزام بها في دراسة الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ
الْمَكْتُوبُ بمختلف الطرق والأساليب والمنهجيات:
1.
الإِعْلاَنِ
الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ هو المرجع الأول للكنيسة في فهم إيمانها ووضع
وتطوير عقائدها.
2.
ليس هناك مسيحية دون
الإيمان والاعتراف بنَامُوسِ مُوسَى
وَالأَنْبِيَاءِ وَالْمَزَامِيرِ كجزء لا يتجزأ من كتابنا
المقدس. فنَامُوسِ مُوسَى
وَالأَنْبِيَاءِ وَالْمَزَامِيرِ هو الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ للرَّبِّ يَسُوعَ
الْمَسِيحِ وللكنيسة الأولى. وليس من الممكن فهم إعلان الله في الإِنْجِيل من دون نَامُوسِ مُوسَى وَالأَنْبِيَاءِ
وَالْمَزَامِيرِ، حيث أننا في حال قمنا بحذف كل ما هو موجود في إعلان الله في الإِنْجِيل ويرتبط بنَامُوسِ مُوسَى وَالأَنْبِيَاءِ
وَالْمَزَامِيرِ، سواء بأن يقتبسه أو يشير إليه أو يبني عليه أو
يرد عليه، فلن يبقى من إعلان الله في
الإِنْجِيل إلا ما يشكل 12 صفحة فقط لا غير!!!!
3.
المشكلة ليست في نَامُوسِ مُوسَى وَالأَنْبِيَاءِ
وَالْمَزَامِيرِ، ولكن في طريقة فهمنا له وتعاملنا معه. وتجنُّب
نَامُوسِ مُوسَى
وَالأَنْبِيَاءِ وَالْمَزَامِيرِ يسمح لمن يريدون اساءة
استخدامه، عن قصد أو عن غير قصد، بأن يفعلوا به ما يشاؤون. فالطريقة الوحيدة
للدفاع عن نَامُوسِ مُوسَى
وَالأَنْبِيَاءِ وَالْمَزَامِيرِ بطريقة فاعلة هي
باستخدام نَامُوسِ مُوسَى
وَالأَنْبِيَاءِ وَالْمَزَامِيرِ نفسه، وذلك عبر قراءته
ودراسته والتعامل معه بشكل صحيح، يتناسب وطبيعته ورسالته.
4.
الإِعْلاَنِ
الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ ليس كتاب تاريخ أو جغرافية أو علوم، رغم تضمنه
للعديد من المعلومات التي ترتبط بتلك المواضيع بحسب لغة ومفاهيم العصر الذي كتب
فيه النص لتلك العلوم، كما مفاهيم العصر للأدب والكتابة وغيرها. لكن الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ هو قبل أي شيء آخر
كتاب إيمان ولاهوت يشهد عن إيمان شعب الله وفهمه لإلهه ولعلاقته بذلك الإله ولفهمه
للحياة في ضوء تلك العلاقة في ظروف وأزمنة ولاهوت وخلفيات مختلفة ومتنوعة. وتعكس
أسفار الإِعْلاَنِ
الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ المفاهيم اللاهوتية والأدبية والعلمية للعصر
الذي كتبت فيه. وبالتالي، فذلك يعني ما يلي:
· لا يجوز استخدام الإِعْلاَنِ
الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ على أنه كتاب تاريخ أو جغرافية أو علوم طبيعية،
فهو مرجعنا الإيماني واللاهوتي الأول.
· يمكن اعتماد الإِعْلاَنِ
الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ كأحد المراجع لفهم تلك العلوم المختلفة في
سياقها وفي زمان كتابة النص.
· لا بد من أخذ السياق الذي كتب فيه كل نص بعين الاعتبار عند دراسة
وفهم ذلك النص إيمانيًا ولاهوتيًا.
5.
يعتبر مفهوم الكاتب المتفرد
مفهومًا يونانيًا غريبًا على الشرق الأدنى القديم الذي كتبت فيه أسفار نَامُوسِ مُوسَى وَالأَنْبِيَاءِ
وَالْمَزَامِيرِ. ولذلك فأسفار الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ المختلفة هي نتاج عمل
جماعة إيمان وليس شخص واحد، وقد كتبت معظم تلك الأسفار بأيد متنوعة وخلال فترات
طويلة تمتد أحيانًا لعدة قرون، وهي لذلك تعكس في كثير من الأحيان تنوعًا في
اللاهوت الذي تتضمنه وتقدمه. وكما ذكرنا أعلاه، كمثال على ذلك، فإن سِفْر إِشَعْيَاءَ النبي قد كتب بشكله
الحالي خلال فترة تمتد من القرن 8 إلى القرن 2 ق.م، وخلال فترات وظروف ومن قبل
أصوات ومدارس لاهوتية متنوعة ومختلفة. وبالتالي، فمن المهمّ خلال دراستنا لأي من
تلك الأسفار أن نقبل ونفهم ذلك، ونستمع لمختلف الأصوات اللاهوتية التي يحملها السِفْر.
ومن المهمّ أن نشير هنا إلى أن التسمية الأصلية لأسفار نَامُوسِ مُوسَى وَالأَنْبِيَاءِ
وَالْمَزَامِيرِ كانت تعتمد الكلمة الأولى من السِفْر، فمثلًا سِفْر
التكوين يدعى بسِفْر بريشيت (في
البدء)، كدليل على عدم نسبها إلى كاتب معين. ونحن في الشرق الأوسط، حتى يومنا هذا،
لا زلنا حضارات وثقافات «جمعية» وليس «فردية»، أي أننا نعطي أهمية كبرى للجماعة،
سواء العائلة أو العشيرة أو المنطقة أو الكنيسة أو الطائفة وغيرها، والتي تلعب
دورًا أساسيًا في تحديد هوية الفرد وثقافته لا بل وقيمته.
6.
التاريخ، سواء بمفهومه
القديم أو مفهومه المعاصر، هو مفهوم غريب بالنسبة لنَامُوسِ مُوسَى وَالأَنْبِيَاءِ
وَالْمَزَامِيرِ. فقد تمّ تأليف الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ قبل حوالي الألفي سنة
على تطوّر مفهوم التاريخ المعاصر، في حين أن مفهوم التاريخ في العالم القديم هو
مفهوم يوناني غريب على الفكر الشرق الأوسطي ويختلف عن المفهوم المعاصر للتاريخ.
فمفهوم التاريخ اليوناني القديم كان يعتمد على تجميع وترتيب وتنظيم وإعادة انتاج
مواد تقليدية تعود إلى «الماضي» من وجهة نظر الكاتب. أما المفهوم المعاصر للتاريخ
فيقوم على دراسة كل المواد والاثباتات الموجودة والتي تعود إلى الماضي ومحاولة
تحديد الاحتمال الأكبر لما يمكن أن يكون قد حصل. مع ضرورة الانتباه هنا إلى أن
التاريخ غير مكافئ للماضي، ولكن التاريخ هو بالأحرى كيفية تلقّي ورؤية وفهم الماضي
في الحاضر. من جهة أخرى، كان علم الميثولوجيا، وهو العلم الذي يتحدث عن
الماورائيات والآلهة وعن كل ما يتعلّق بها وبعلاقتها مع الكون والبشر، هو العلم ذو
المستوى الأرفع والأهم في العصر الذي كتبت فيه أسفار نَامُوسِ مُوسَى وَالأَنْبِيَاءِ
وَالْمَزَامِيرِ من الإِعْلاَنِ
الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ، قبل أن تنضمّ إليه الفلسفة اليونانية كالعلم
الأرفع والأسمى الثاني في العصر الذي كُتبت فيه أسفار إعلان الله في الإِنْجِيل.
ومن المهمّ أن ندرك هنا
أن مفهوم الميثولوجيا الذي أشرنا إليه أعلاه يختلف بشكل كبير عن فهمنا المعاصر
للميثولوجيا كأساطير وخرافات لا أساس لها من الصحة. وبالتالي، فكتّاب نَامُوسِ مُوسَى وَالأَنْبِيَاءِ
وَالْمَزَامِيرِ لم يكونوا يعرفون مفهوم التاريخ، ولم يكونوا
يكتبون تاريخًا، ولكنهم كانوا يكتبون قصتهم مع الله، وحيث العلم الأهم بالنسبة لهم
كان علم الميثولوجيا، وهو كما ذكرنا كان في العصر القديم العلم الذي يدور حول
الآلهة والماورائيات وعلاقتها بالبشر، في عصر لم يكن يعتبر فيه أي من ذلك خرافات.
وفقط مع مجيء الثقافة الهلينية اليونانية بعد سيطرة الاسكندر المقدوني دخل مفهوم
التاريخ إلى منطقتنا، وتبنّته النسخة اليونانية السبعينية وهي النسخة التي تقوم،
كما سنرى أدناه، بإعادة ترتيب عدد من الأسفار لتنتج ما يسمى بالأسفار التاريخية.
7.
نحن نؤمن في المسيحية
بوجود ثلاث مستويات مختلفة لكلمة الله:
أ)
كلمة الله المتجسدة (الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ)،
ب)
كلمة الله المكتوبة (الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ)، والتي تشهد عن كلمة
الله المتجسدة،
ت)
وكلمة الله المعلنة في
حياة الكنيسة والتي تعلن الكلمة المكتوبة لتشهد للكلمة المتجسدة.
وبالتالي، فمفهومنا للإِعْلاَنِ
الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ يختلف تمامًا عن المفهوم المسيطر على المفهوم
الإسلامي للقرآن. حيث أن الإِعْلاَنِ
الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ لا يمثّل كلمة الله المنزلة بالنسبة لنا
كمسيحيين، بما أن كلمة الله المنزلة بالنسبة لنا هي الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ شخصيًا، كلمة الله
المتجسدة «1فِي
الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ، وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللهِ، وَكَانَ
الْكَلِمَةُ اللهَ»(إِنْجِيلُ يُوحَنَّا1: 1). بكلمات أخرى،
الكشف الإلهي في المسيحية ليس معلومات أو تعليمات ولكنه شخص. أما الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ فهو كلمة الله
المكتوبة التي تشهد لتلك الكلمة المتجسدة. وهذه الكلمة المكتوبة قد كُتبت
بأيدٍ بشرية بإرشاد من روح الله، مع الحفاظ على الضعف البشري لمن كتبوها
ومحدوديتهم في المعرفة والعلم والقدرة والإدراك واللاهوت. ولذلك فمن الطبيعي أن
نجد أخطاء لغوية وكتابية وعلمية في كتابنا المقدس وفقاً لقواعد العلوم الوضعية التي
وضعت موخراً - والتي هي غير ثابت حتي الآن- الذي ذكرنا أعلاه، يرفض الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ بطبيعته الحرفية
والأصولية. أما مفهوم عصمة الإِعْلاَنِ
الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ، الذي نؤمن به، هو ليس في حرفية الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ، ولكن في أمانته في
الشهادة لله. وبالتالي، فعصمة الإِعْلاَنِ
الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ لا تعني عدم تضمنه لأية أخطاء -حسب العلوم
الحديث وقواعدها- ولكنها تعني أمانته في الشهادة لله وفي قيادة من يقرأه بإيمان
للوصول إلى الله، وسلطان الإِعْلاَنِ
الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ هو سلطان الشاهد الأمين الذي يكون أمينًا في
نقل ما يعرفه.
8. ومن المهمّ أن ندرك هنا أن الإِعْلاَنِ
الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ نفسه يعلن نقدًا ورفضًا لا لبس فيهما لأي سلطة
توضع في مرتبة السلطة المطلقة لله، بما في ذلك سلطة الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ نفسه.
9.
لا تفهم المسيحية الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ بمعنى التنزيل أو حتى
التلقين، ولكن الإِعْلاَنِ
الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ، أي عمل الروح القدس من خلال الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ، يتمّ في المسيحية على
أربعة مستويات ومراحل مختلفة:
1)
الحدث الذي اختبره شعب الله أو القصة التي أثّرت في حياة شعب الله ويقف/تقف وراء
النص المكتوب،
2) كتابة النص الذي
يشهد لذلك الحدث أو تلك القصة، والذي يتمّ ويتطوّر ويعكس كما أشرنا أعلاه خلفية
لاهوتية وتاريخية وأدبية معينة،
3) قانونية السِفْر
الذي يتضمن ذلك النص والذي مرّ عبر رحلة معينة في حياة شعب الله قبل أن يصل إلى
نهايته في المجامع الكنسية في القرن الرابع الميلادي،
4) تفاعل المؤمن الذي
يقرأ النص مع ذلك النص في كل زمان ومكان، والذي بدونه لا يختبر من يقرأ الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ كلمة الله الفاعلة في
ذلك الإِعْلاَنِ
الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ. فبدون هذه المرحلة الرابعة يبقى الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ بالنسبة لمن يقرأه
مجرّد كلمة بشرية، أو كتاب من العصر القديم أو من التراث الإنساني أو أي شيء آخر.
ولكن فقط بالتفاعل مع الإِعْلاَنِ
الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ بالروح القدس وقراءته بعيون الإيمان يكون الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ كلمة الله الفاعلة
والحية بالنسبة لمن يقرأه.
10. كتبت أسفار الإِعْلاَنِ
الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ المختلفة خلال زمن كانت الكتابة تعتبر فيه
شيئًا ثمينًا جدًا لا يقدّر بثمن بقيمته وتأثيره، بشكل نعجز عن إدراكه في عالمنا
المعاصر اليوم حيث أصبحت الكتابة والطباعة وإنتاج الكتب أمرًا بالغ الانتشار
والسهولة. ولذلك فلم يكن يتمّ تدمير أي نص إلا من قِبَل أعداء الشعب الذي أنتج ذلك
النص وفي حال انتصارهم على ذلك الشعب، الأمر الذي يتجلى في التنوع والحوار
اللاهوتي الذي يظهر جليًا بين وفي العديد من أسفار الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ.
11. في النهاية، نحن كمسيحيين في الشرق الأوسط المتألم اليوم مدعوّون
لندرك بأن الإِعْلاَنِ
الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ بحد ذاته هو إنتاج شعب الله في وسط الأزمات. فالإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ هو إعلان وشهادة إيمان
من قِبَل شعب الله في مواجهة الامبراطوريات التي كان يعيش بينها وتحت سيطرتها وفي
وسط صراعاتها ونزاعاتها. فمنطقة الشرق الأوسط كانت دائمًا منطقة تلاقي وصراع بين
الامبراطوريات الكبرى في العالم. فالشرق الأدنى القديم كان نقطة التقاء قارّات
العالم القديم، حيث تصارعت وتواجهت الامبراطوريات المتعاقبة وتبادلت السيطرة على
منطقة سورية وفلسطين القديمتين فيما بينها، الآشوريين والبابليين والفرس من جهة،
والمصريين واليونانيين والرومان من جهة أخرى. والإِعْلاَنِ
الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ هو صرخة إيمان وشهادة إيمان شعب الله في مواجهة
ذلك وفي وسط كل ذلك. الإِعْلاَنِ
الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ يتفاعل مع ثقافات الشعوب المسيطرة لكي يعلن من
خلال ذلك حقائق إيمانية عظيمة لشعب اختبر وأدرك أن الإله الذي يؤمن به هو خالق كل
الكون، وإله كل الشعوب وله السلطان والمجد والنصر في النهاية.
بعد أن نأخذ كل ما سبق بعين الاعتبار في تعاملنا مع نَامُوسِ مُوسَى وَالأَنْبِيَاءِ
وَالْمَزَامِيرِ، والإِعْلاَنِ
الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ بشكل عام.
الآن استطيع أن أعلان إيماني أنا الشخصي :
قال الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ : «39فَتِّشُوا الْكُتُبَ لأَنَّكُمْ تَظُنُّونَ أَنَّ لَكُمْ فِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً.
وَهِيَ الَّتِي تَشْهَدُ لِي»(إِنْجِيلُ
يُوحَنَّا5: 39). الْكُتُبَ إيماني هي تعني نَامُوسِ مُوسَى
وَالأَنْبِيَاءِ وَالْمَزَامِيرِ،
بالإضافة لإعلان الله في الإِنْجِيل
أنها كتبت لهدف واحد أوحد هِيَ الَّتِي تَشْهَدُ لِي (الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ)، بل يمتد إيماني لكل كتب الخليقة والأديان
الآخري، حتي الوثنية فالرَّسُولِ بُولُسَ يقول: «28لأَنَّنَا بِهِ نَحْيَا
وَنَتَحَرَّكُ وَنُوجَدُ. كَمَا قَالَ بَعْضُ شُعَرَائِكُمْ أَيْضًا: لأَنَّنَا
أَيْضًا ذُرِّيَّتُه»(سِفْرُ
أَعْمَالُ الرُّسُلِ17: 28).
لذلك يجب انحصار فهمنا لكل الْكُتُبَ
في أنها تَشْهَدُ الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ هذا هو المتن
والمضمن والهدف الذي في زمن نَامُوسِ مُوسَى
وَالأَنْبِيَاءِ وَالْمَزَامِيرِ ضاع وفقد من شعب الرب فنَامُوسِ مُوسَى
وَالأَنْبِيَاءِ وَالْمَزَامِيرِ يقول لنا إعلان
الله في الإِنْجِيل «2لأَنِّي أَشْهَدُ لَهُمْ أَنَّ لَهُمْ غَيْرَةً ِللهِ،
وَلكِنْ لَيْسَ حَسَبَ الْمَعْرِفَةِ. 3لأَنَّهُمْ إِذْ كَانُوا يَجْهَلُونَ
بِرَّ اللهِ، وَيَطْلُبُونَ أَنْ يُثْبِتُوا بِرَّ أَنْفُسِهِمْ لَمْ يُخْضَعُوا
لِبِرِّ اللهِ. 4لأَنَّ غَايَةَ النَّامُوسِ هِيَ: الْمَسِيحُ لِلْبِرِّ لِكُلِّ مَنْ يُؤْمِنُ»(رِّسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى أَهْلِ رُومِيَةَ10: 2-4). هذا هو ما أؤمن به.
0 التعليقات:
إرسال تعليق