خلفية الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ
إعداد
د. القس
سامي منير اسكندر
الفصل
الثالث
نظرية الإعلان
الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ
يوجد بالإجمال ثلاث جوانب لنظرية الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ:
الإعلان اللفظي،
والإلهام
والفهم لنَامُوسِ مُوسَى وَالأَنْبِيَاءِ وَالْمَزَامِيرِ. (وهذا سيكون في الفصل الرابع).
الإعلان اللفظي،
والإلهام
والفهم لنَامُوسِ مُوسَى وَالأَنْبِيَاءِ وَالْمَزَامِيرِ.
أولاً: الإعلان اللفظي
الإعلان اللفظي هو الرأي القائل بأن كل كَلِمَةِ في الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ هي كَلِمَةِ الله
ذاتها. ليست الأفكار وحدها من مصدر إلهي بل أيضًا الكلمات التي تجسد هذه الأفكار.
ترتكز هذه النظرية على ما جاء في: «16كُلُّ الْكِتَابِ هُوَ
مُوحًى بِهِ مِنَ اللهِ، وَنَافِعٌ لِلتَّعْلِيمِ وَالتَّوْبِيخِ، لِلتَّقْوِيمِ
وَالتَّأْدِيبِ الَّذِي فِي الْبِرِّ، 17لِكَيْ
يَكُونَ إِنْسَانُ اللهِ كَامِلاً، مُتَأَهِّبًا لِكُلِّ عَمَل صَالِحٍ»(رِّسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ الثَّانِيةُ إِلَى تِيمُوثَاوُسَ3: 16-17)، وخاصة الكَلِمَةِ
اليُونَانَية «ثيوبنيوستوس» التي تُرجمت «موحى
أو معلن» وهي تعني حرفيًا «تنفس الله أو (حياة الله أي حياة الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ)». الإِعْلاَنِ
الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ هو «تنفس (حياة الله أي حياة الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ)» من فم الله. فكل الإِعْلاَنِ
الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ هو «تنفس (حياة الله أي حياة الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ)» الله وكلمات الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ كلها هي كلمات الله.
وتقول النظرية بأن الله أعلن الأفكار للكُتّاب، والرُّوحِ الْقُدُسِ أرشدهم إلى
اختيار الكلمات التي استخدموها في التعبير عن الأفكار.
وقريب جدًا من هذه النظرية نظرية «الإعلان الإملائي»، التي بموجبها
الله هو المعلن الحقيقي للإِعْلاَنِ
الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ وما الكُتّاب سوى «أمناء سر» تلقوا مادة الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ إملاءً فكتبوها
وقدموها للشعب. وتستند هذه النظرية على بعض العبارات التي جاءت في الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ نفسه مثل: «اكْتُبْ…» (أنظر على سبيل
المثال «2هكَذَا تَكَلَّمَ
الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ قَائِلاً: اكْتُبْ كُلَّ الْكَلاَمِ
الَّذِي تَكَلَّمْتُ بِهِ إِلَيْكَ فِي سِفْرٍ،»(سِفْرُ إِرْمِيَا30: 2)، و«هكذا قال الرَّبِّ
(185مرة في نَامُوسِ مُوسَى وَالأَنْبِيَاءِ
وَالْمَزَامِيرِ)» التي تأتي في «أقوال الأَنْبِيَاءِ»، وخاصة مشهد إعلان لنزول
مُوسَى على الجبل أنظر «27فَقَالَ لَهُمْ: «هكَذَا قَالَ الرَّبُّ
إِلهُ إِسْرَائِيلَ: ضَعُوا كُلُّ وَاحِدٍ سَيْفَهُ عَلَى فَخْذِهِ
وَمُرُّوا وَارْجِعُوا مِنْ بَابٍ إِلَى بَابٍ فِي الْمَحَلَّةِ، وَاقْتُلُوا
كُلُّ وَاحِدٍ أَخَاهُ وَكُلُّ وَاحِدٍ صَاحِبَهُ وَكُلُّ وَاحِدٍ قَرِيبَهُ»(سِفْرُ اَلْخُرُوجُ32: 27)، وخاصة
العبارة «18ثُمَّ
أَعْطَى (الله الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ) مُوسَى
عِنْدَ فَرَاغِهِ مِنَ الْكَلاَمِ مَعَهُ فِي جَبَلِ سِينَاءَ لَوْحَيِ
الشَّهَادَةِ: لَوْحَيْ حَجَرٍ مَكْتُوبَيْنِ بِإِصْبعِ اللهِ»(سِفْرُ اَلْخُرُوجُ31: 18).
ينتج عن تبني هذه النظرية أن الإِعْلاَنِ
الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ معصوم عن الخطأ في مادته الصالحة لكل زمان
ومكان. وأن الإِعْلاَنِ
الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ يحتوي على تاريخ البشرية منذ بدايتها مع خلق
آدم وحواء، حتى نهايتها مع تدمير السماء والأرض وخلق السماء والأرض الجديدتين. وأن
الكلام، عند التفسير، يجب أن لا يؤخذ على حرفيته،
فقول الإِعْلاَنِ
الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ بأن الله خلق الكون في ستة أيام «1فَأُكْمِلَتِ
السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ وَكُلُّ جُنْدِهَا. 2وَفَرَغَ
اللهُ
فِي الْيَوْمِ السَّابعِ مِنْ عَمَلِهِ الَّذِي عَمِلَ. فَاسْتَرَاحَ فِي
الْيَوْمِ السَّابعِ مِنْ جَمِيعِ عَمَلِهِ الَّذِي عَمِلَ»(سِفْرُ التَّكْوِينِ2: 1-2)، يعني هي ستة أيام
ليست حرفية، بل رمزية (لذلك لاختلف التقويم البشرية والأزمنة في الخليقة).
وأن التواريخ المحددة
هي صحيحة ودقيقة، فعمر الإِنْسَانِ على الأرض حوالي ستة آلاف
سنة تقريباً. وكل العجائب والمعجزات التي يرويها الإِعْلاَنِ الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ هي صحيحة ودقيقة:
فالحية تكلمت «1وَكَانَتِ الْحَيَّةُ
أَحْيَلَ جَمِيعِ حَيَوَانَاتِ الْبَرِّيَّةِ الَّتِي عَمِلَهَا الرَّبُّ الإِلهُ،
فَقَالَتْ لِلْمَرْأَةِ: «أَحَقًّا قَالَ اللهُ لاَ تَأْكُلاَ مِنْ كُلِّ شَجَرِ
الْجَنَّةِ؟»(سِفْرُ
التَّكْوِينِ3: 1)،
وسارة رزقت بولد في سن
التسعين سنة وزوجها إبراهيم في سن المائة «1وَافْتَقَدَ
الرَّبُّ
سَارَةَ كَمَا قَالَ، وَفَعَلَ الرَّبُّ لِسَارَةَ كَمَا تَكَلَّمَ. 2فَحَبِلَتْ سَارَةُ وَوَلَدَتْ لإِبْرَاهِيمَ
ابْنًا فِي شَيْخُوخَتِهِ، فِي الْوَقْتِ الَّذِي تَكَلَّمَ اللهُ عَنْهُ. 3وَدَعَا إِبْرَاهِيمُ اسْمَ ابْنِهِ الْمَوْلُودِ
لَهُ، الَّذِي وَلَدَتْهُ لَهُ سَارَةُ «إِسْحَاقَ»(سِفْرُ التَّكْوِينِ21: 1-3)، والضربات العشر على مِصْرَ
حدثت بفعل إلهي (سِفْرُ
اَلْخُرُوجُ 7-11)،
والشعب العبراني سار
على الماء في البحر الأحمر ولم يغرق «19فَإِنَّ
خَيْلَ فِرْعَوْنَ دَخَلَتْ بِمَرْكَبَاتِهِ وَفُرْسَانِهِ إِلَى الْبَحْرِ،
وَرَدَّ الرَّبُّ عَلَيْهِمْ مَاءَ الْبَحْرِ. وَأَمَّا بَنُو إِسْرَائِيلَ
فَمَشَوْا عَلَى الْيَابِسَةِ فِي وَسَطِ الْبَحْرِ»(سِفْرُ اَلْخُرُوجُ15: 19)،
وأمطرت السماء خبزًا «4فَقَالَ
الرَّبُّ لِمُوسَى: «هَا أَنَا أُمْطِرُ لَكُمْ خُبْزًا مِنَ السَّمَاءِ.
فَيَخْرُجُ الشَّعْبُ وَيَلْتَقِطُونَ حَاجَةَ الْيَوْمِ بِيَوْمِهَا. لِكَيْ
أَمْتَحِنَهُمْ، أَيَسْلُكُونَ فِي نَامُوسِي أَمْ لا»(سِفْرُ اَلْخُرُوجُ16: 4)،
وأتان بلعام تكلمت «28فَفَتَحَ الرَّبُّ فَمَ
الأَتَانِ، فَقَالَتْ لِبَلْعَامَ: «مَاذَا صَنَعْتُ بِكَ حَتَّى ضَرَبْتَنِي
الآنَ ثَلاَثَ دَفَعَاتٍ؟». 29فَقَالَ
بَلْعَامُ لِلأَتَانِ: «لأَنَّكِ ازْدَرَيْتِ بِي. لَوْ كَانَ فِي يَدِي سَيْفٌ
لَكُنْتُ الآنَ قَدْ قَتَلْتُكِ». 30فَقَالَتِ
الأَتَانُ لِبَلْعَامَ: «أَلَسْتُ أَنَا أَتَانَكَ الَّتِي رَكِبْتَ عَلَيْهَا
مُنْذُ وُجُودِكَ إِلَى هذَا الْيَوْمِ؟ هَلْ تَعَوَّدْتُ أَنْ أَفْعَلَ بِكَ
هكَذَا؟» فَقَالَ: «لاَ»(سِفْرُ
اَلْعَدَد22: 28)،
ومياه الأُرْدُنّ توقفت «9فَقَالَ يَشُوعُ لِبَنِي
إِسْرَائِيلَ: «تَقَدَّمُوا إِلَى هُنَا وَاسْمَعُوا كَلاَمَ الرَّبِّ إِلهِكُمْ».
10ثُمَّ قَالَ يَشُوعُ: «بِهذَا
تَعْلَمُونَ أَنَّ اللهَ الْحَيَّ فِي وَسَطِكُمْ، وَطَرْدًا يَطْرُدُ مِنْ
أَمَامِكُمُ الْكَنْعَانِيِّينَ وَالْحِثِّيِّينَ وَالْحِوِّيِّينَ
وَالْفِرِزِّيِّينَ وَالْجِرْجَاشِيِّينَ وَالأَمُورِيِّينَ وَالْيَبُوسِيِّينَ. 11هُوَذَا تَابُوتُ عَهْدِ سَيِّدِ كُلِّ الأَرْضِ
عَابِرٌ أَمَامَكُمْ فِي الأُرْدُنِّ. 12فَالآنَ
انْتَخِبُوا اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلاً مِنْ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ، رَجُلاً
وَاحِدًا مِنْ كُلِّ سِبْطٍ. 13وَيَكُونُ
حِينَمَا تَسْتَقِرُّ بُطُونُ أَقْدَامِ الْكَهَنَةِ حَامِلِي تَابُوتِ الرَّبِّ
سَيِّدِ الأَرْضِ كُلِّهَا فِي مِيَاهِ الأُرْدُنِّ، أَنَّ مِيَاهَ الأُرْدُنِّ،
المِيْاهَ الْمُنْحَدِرَةَ مِنْ فَوْقُ، تَنْفَلِقُ وَتَقِفُ نَدًّا وَاحِدًا». 14وَلَمَّا ارْتَحَلَ الشَّعْبُ مِنْ خِيَامِهِمْ
لِكَيْ يَعْبُرُوا الأُرْدُنَّ، وَالْكَهَنَةُ حَامِلُو تَابُوتِ الْعَهْدِ
أَمَامَ الشَّعْبِ، 15فَعِنْدَ إِتْيَانِ
حَامِلِي التَّابُوتِ إِلَى الأُرْدُنِّ وَانْغِمَاسِ أَرْجُلِ الْكَهَنَةِ
حَامِلِي التَّابُوتِ فِي ضَفَّةِ الْمِيَاهِ، وَالأُرْدُنُّ مُمْتَلِئٌ إِلَى
جَمِيعِ شُطُوطِهِ كُلَّ أَيَّامِ الْحَصَادِ، 16وَقَفَتِ
الْمِيَاهُ الْمُنْحَدِرَةُ مِنْ فَوْقُ، وَقَامَتْ نَدًّا وَاحِدًا بَعِيدًا
جِدًّا عَنْ «أَدَامَ» الْمَدِينَةِ الَّتِي إِلَى جَانِبِ صَرْتَانَ،
وَالْمُنْحَدِرَةُ إِلَى بَحْرِ الْعَرَبَةِ «بَحْرِ الْمِلْحِ» انْقَطَعَتْ
تَمَامًا، وَعَبَرَ الشَّعْبُ مُقَابِلَ أَرِيحَا. 17فَوَقَفَ
الْكَهَنَةُ حَامِلُو تَابُوتِ عَهْدِ الرَّبِّ عَلَى الْيَابِسَةِ فِي وَسَطِ
الأُرْدُنِّ رَاسِخِينَ، وَجَمِيعُ إِسْرَائِيلَ عَابِرُونَ عَلَى الْيَابِسَةِ
حَتَّى انْتَهَى جَمِيعُ الشَّعْبِ مِنْ عُبُورِ الأُرْدُنِّ»(سِفْرُ يَشُوع3: 9-17)،
وحوادث الحروب والإبادات التي حدثت هي دقيقة وصحيحة والله هو الذي
أمر بها، وسقطت أسوار أريحا بمجرد الضرب بالأبواق (سِفْرُ يَشُوع 6)، ويَشُوع أوقف الشمس فلم
تتقدم إلى الغروب، (مع أن الشمس لا تدور علميًا) (سِفْرُ يَشُوع 10)، ويُونَانَ مكث في بطن الحوت ثلاثة أيام
وبقي حيًا (سِفْرُ
يُونَانَ 2)، وغيرها وغيرها من الخوارق.
ثانياً: الإلهام
بموجب هذه النظرية يجب أن نميّز بين مرحلتين في الإعلان:
مرحلة الإلهام، وهي عملية تكوين الرِّسَالَةُ الإلهية في ذهن ووجدان
المُلهَم وإرشاده للقيام بعمل ما، أو للتعبير عن أمر ما.
والمرحلة الثانية هي مرحلة توصيل الرِّسَالَةُ.
فالإلهام عمل يقوم به الله، وتوصيل الرسلة عمل يقوم به الإِنْسَانِ
المُلهَم. هذا الإِنْسَانِ المُلهَم سيُعبّر عن الرِّسَالَةُ التي أُلهِمت إليه أو
تكونت في ذهنه بواسطة تصورات وكلمات يصوغها بمعارفه الثقافية والعلمية والحضارية. الرِّسَالَةُ إلهية لا تتغير، لكن الوسيلة التي
تحمل الرِّسَالَةُ تتغيير لأنها خاضعة لتحولات الثقافة والحضارة ومعاني الكلمات.
الإِعْلاَنِ
الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ، كإعلان إلهي، هو إذن نتاج مشاركة بين الله والإِنْسَانِ،
وشكل الرِّسَالَةُ خاضع لتطور الفكر الديني والحضارة البشرية.
الإِعْلاَنِ
الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ هو «كَلِمَةِ الله» التي أرسلها للبشر هو الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ. وليس المقصود بـ«الكَلِمَةِ»
المعنى الأحرف، أي وحدة لغوية تشكل رمزًا له معنى، بل هي وسيلة تبليغية، تعبيرية
تجسد إرادة الله. وبهذا المعنى «الخليقة» كَلِمَةِ قالها الله بممارسته لعمل
الخلق. الإعلان هو الطريقة التي استخدمها الله لإيصال كلمته لشعبه. والكَلِمَةِ
المعلن بها مكونة من عنصرين: الجوهر (المضمون، الرِّسَالَةُ، والمعنى والشكل). الجوهر إلهي، والشكل
مادي، وسيلة التبليغ المحدودة في الزمان والمكان (شخص، كلام، عمل، رؤيا، إلخ).
لنأخذ مثلاً: عمل الله في الخلق. العمل بحد ذاته عمل الله الذي تم
مع بداية التاريخ، وهو «كَلِمَةِ الله»، تعبير الله عن نفسه، ويحمل العمل رسالة
خلاصية هي أن الله أنقذ الكون من «العدمية»، وهذا خلاص. وأتى يوماً أحد الكتاب
الملهمين مكلفاً من الله، وصاغ لنا، بالرُّوحِ الْقُدُسِ، خبر الخلق بصياغة أدبية
مستقاة من الحضارة التي كان يعيش فيها الكاتب؛ أو اختار نصًا كان موجودًا في
حضارته وقرأه فهم جديدة.
وبهذا المفهوم للإعلان، يصبح الإِعْلاَنِ
الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ شهادة لعمل الله في التاريخ، وقد جاءت هذه
الشهادة مصبوغة بالفكر الديني أو اللاهوتي للجماعة التي كانت وراء إنتاجها.
وبالخلاصة نقول: إن نصوص الإِعْلاَنِ
الإِلَهِيَّ الْمَكْتُوبُ هي ثمرة جهد مشترك بين الله والإِنْسَانِ، فيه
من الطابع الإلهي، بقدر ما فيه من الطابع البشري. وبهذا، تصبح «كَلِمَةِ الله»
المكتوبة هذه، صورة مصغرة لكَلِمَةِ الله الحية، الرَّبِّ يَسُوعَ
الْمَسِيحِ (ابْنَ
اللَّهِ أي الله بكل ما فيه، ابْنَ الإِنْسَانِ إنسان كاملاً بكل ما في الإنسانية بل
خطية)، الكامن فيه الألوهة والبشرية وهو التبليغ الأبلغ والأكمل،
والأشمل لعمل الله لخلاص البشر. وما الكَلِمَةِ المكتوبة إلا شهادة لهذا الكَلِمَةِ
الحي.
إلى
اللقاء في
الفصل الرابع
الفهم لنَامُوسِ مُوسَى وَالأَنْبِيَاءِ وَالْمَزَامِيرِ (ثالثا)
0 التعليقات:
إرسال تعليق