قاموس النبوات
إعداد
د. القس / سامي منير اسكندر
خامساً: ابن
إِبْرَاهِيمُ (نبوة البركة)
سادساً: ابن إِسْحَاقَ
النبوة: «12فَقَالَ
اللهُ لإِبْرَاهِيمَ: «لاَ يَقْبُحُ فِي عَيْنَيْكَ مِنْ أَجْلِ الْغُلاَمِ وَمِنْ
أَجْلِ جَارِيَتِكَ. فِي كُلِّ مَا تَقُولُ لَكَ سَارَةُ اسْمَعْ
لِقَوْلِهَا لأَنَّهُ بِإِسْحَاقَ يُدْعَى
لَكَ نَسْلٌ»(سِفْرُ التَّكْوِينِ21: 12).
تمت في: «23وَلَمَّا
ابْتَدَأَ يَسُوعُ كَانَ لَهُ نَحْوُ ثَلاَثِينَ
سَنَةً، وَهُوَ عَلَى مَا كَانَ يُظَنُّ ابْنَ يُوسُفَ، بْنِ هَالِي،..34بْنِ يَعْقُوبَ، بْنِ
إِسْحَاقَ، بْنِ إِبْرَاهِيمَ، بْنِ تَارَحَ، بْنِ نَاحُورَ،»(إِنْجِيلِ لُوقَا3:
23و34)، «2إِبْراهِيمُ وَلَدَ إِسْحاقَ. وَإِسْحاقُ وَلَدَ يَعْقُوبَ. وَيَعْقُوبُ وَلَدَ يَهُوذَا وَإِخْوَتَهُ»(إِنْجِيلِ مَتَّى1: 2). كان لإِبْرَاهِيمُ ابنان: إِسْحَاقَ وإسمعيل. وهنا
يستبعد اللهُ نصف نَسْلِ إِبْرَاهِيمُ.
Ø اسْمَعْ لِقَوْلِهَا:
«7فَقَالَ
الرَّبُّ لِصَمُوئِيلَ: «اسْمَعْ لِصَوْتِ الشَّعْبِ فِي كُلِّ مَا يَقُولُونَ
لَكَ. لأَنَّهُمْ لَمْ يَرْفُضُوكَ أَنْتَ بَلْ إِيَّايَ رَفَضُوا حَتَّى لاَ
أَمْلِكَ عَلَيْهِمْ. 8حَسَبَ كُلِّ
أَعْمَالِهِمِ الَّتِي عَمِلُوا مِنْ يَوْمِ أَصْعَدْتُهُمْ مِنْ مِصْرَ إِلَى
هَذَا الْيَوْمِ وَتَرَكُونِي وَعَبَدُوا آلِهَةً، أُخْرَى هَكَذَا هُمْ
عَامِلُونَ بِكَ أَيْضاً. 9وَالآنَ
اسْمَعْ لِصَوْتِهِمْ. وَلَكِنْ أَشْهِدَنَّ عَلَيْهِمْ وَأَخْبِرْهُمْ بِقَضَاءِ
الْمَلِكِ الَّذِي يَمْلِكُ عَلَيْهِمْ»(سِفْرُ صَمُوئِيلَ الأَوَّلُ8: 7-9).
«10مُخْبِرٌ
مُنْذُ الْبَدْءِ بِالأَخِيرِ وَمُنْذُ الْقَدِيمِ بِمَا لَمْ يُفْعَلْ قَائِلاً:
رَأْيِي يَقُومُ وَأَفْعَلُ كُلَّ مَسَرَّتِي»(سِفْرُ إِشَعْيَاءَ46: 10).
Ø بِإِسْحَاقَ يُدْعَى لَكَ نَسْلٌ:
«19فَقَالَ
اللهُ بَلْ سَارَةُ امْرَأَتُكَ تَلِدُ لَكَ ابْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ إِسْحَاقَ.
وَأُقِيمُ عَهْدِي مَعَهُ عَهْداً أَبَدِيّاً لِنَسْلِهِ مِنْ بَعْدِهِ...21وَلَكِنْ
عَهْدِي أُقِيمُهُ مَعَ إِسْحَاقَ الَّذِي تَلِدُهُ لَكَ سَارَةُ فِي هَذَا
الْوَقْتِ فِي السَّنَةِ الْآتِيَةِ»(سِفْرُ التَّكْوِينِ17: 19و21).
لم يحتمل إِبْرَاهِيمُ هذا الوعد: «17فَسَقَطَ إِبْرَاهِيمُ عَلَى وَجْهِهِ وَضَحِكَ
وَقَالَ فِي قَلْبِهِ: «هَلْ يُولَدُ لِابْنِ مِئَةِ سَنَةٍ؟ وَهَلْ تَلِدُ
سَارَةُ وَهِيَ بِنْتُ تِسْعِينَ سَنَةً؟» . إن ضحكه لا يعني عدم إيمانه، وإنما
يعلن شدة دهشته لعمل الله معه، الذي يقيم نسلاً لشيخ بلغ المئة من عمره وزوجته
العاقر ابنة تسعين سنة... أما علامة إيمانه فهو سقوطه على وجهه يقدم الشكر. لم يشك
إبراهيم في وعد الله، بل كما قال الإِنْجِيل: «18فَهُوَ عَلَى
خِلاَفِ الرَّجَاءِ آمَنَ عَلَى الرَّجَاءِ (فَمَعَ
أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ هُنَاكَ أَمَلٌ, إِلا أَنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ عِنْدَهُ
أَمَلٌ) لِكَيْ يَصِيرَ أَباً لأُمَمٍ كَثِيرَةٍ كَمَا قِيلَ: «هَكَذَا
يَكُونُ نَسْلُكَ». 19وَإِذْ لَمْ
يَكُنْ ضَعِيفاً فِي الإِيمَانِ لَمْ يَعْتَبِرْ جَسَدَهُ - وَهُوَ قَدْ صَارَ
مُمَاتاً (بَدَنَه قد ماتَ) إِذْ كَانَ ابْنَ
نَحْوِ مِئَةِ سَنَةٍ - وَلاَ مُمَاتِيَّةَ مُسْتَوْدَعِ (لا تَقْدِرُ أَنْ تُنْجِبَ) سَارَةَ. 20وَلاَ بِعَدَمِ إِيمَانٍ ارْتَابَ (شك، ظن، أعتقد) فِي وَعْدِ اللهِ بَلْ تَقَوَّى بِالإِيمَانِ
(وَجَدَ فِي الإِيمَانِ قُوَّةً) مُعْطِياً
مَجْداً لِلَّهِ »(رِّسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى أَهْلِ رُومِيَةَ4: ١٨–٢٠). لقد كان مستودع سَارَةَ أي أحشاؤها في حكم الموت وكان هو
شيخًا، وعلى خلاف الرجاء آمن مترجيًا في مواعيد الله أن يقيم نسلاً حيًا من هذا
الموت.
وبهذا كان إيمان البعض أن أحشاء سَارَةَ كانت أشبه
بالحجارة التي بلا حياة وغير قادرة على الإنجاب، لكن الله أقام من الحجارة أولادًا
لإبراهيم. لعله لهذا السبب قال يوحنا المعمدان للفريسيين والصدوقيين: «9وَلاَ تَفْتَكِرُوا أَنْ تَقُولُوا فِي أَنْفُسِكُمْ: لَنَا إِبْراهِيمُ
أَباً. لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ أَنْ يُقِيمَ مِنْ هَذِهِ
الْحِجَارَةِ أَوْلاَداً لِإِبْراهِيمَ»(إِنْجِيلُ مَتَّى٣: ٩)، أن هذا التشبيه جاء عن ولادة هذا الشعب خلال إِسْحَاقَ
الموهوب لإِبْرَاهِيمَ خلال رحم سَارَةَ العقيم كما لو كان متحجرًا.
لم يتذمر إِبْراهِيمُ
على الله قط حينما كان يدرك أن كل غناه يرثه غريب الجنس...وعندما ولدت هاجر حسبه
ابنها الوارث له... والآن إذ بلغ الابن ثلاث عشرة سنة جاء الوعد بابن له من سارة
لم يتشكك إِبْراهِيمُ في الأمر، وإن كان قد حسبه عظيمًا للغاية فضحك، والآن يصلي
لله معلنًا اقتناعه بما وهبه خلال الجارية كوارث له... أما الله الذي راعى ظروف إِبْراهِيمُ
بكونه أول ما نال وعدًا كهذا أن ينجب في هذا السن وامرأته مسنة وعاقر، عاد ليؤكد
له: «19فَقَالَ اللهُ بَلْ سَارَةُ امْرَأَتُكَ تَلِدُ لَكَ
ابْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ إِسْحَاقَ. وَأُقِيمُ عَهْدِي مَعَهُ عَهْداً أَبَدِيّاً
لِنَسْلِهِ مِنْ بَعْدِهِ». أكد له الوعد وحدد له أسم الابن
حتى ينزع من أفكاره أن الابن الطبيعي حسب قوة الطبيعة (الجسد) يكون وارثًا، إنما
الذي يرث هو ابن الموعد الذي لم يكن ممكنًا أن ينجبه الجسد حسب الطبيعة، وإن كان
من أجل صلاة إِبْراهِيمُ عن الأول وعده بالبركات الزمنية وأقامته أمة عظيمة.
هنا
وعود أكثر دقة بإقامة الأمم في إِسْحَاقَ، أي في ابن
الموعد، حيث يُشار إلى النعمة لا الطبيعة. فالابن وُعد به لشيخ مسن وامرأة مسنة
عاقر. فإن كان الله هو العامل حتى في الولادة الطبيعية، لكن حينما يظهر ضعف
الطبيعة أو فشلها يظهر دور الله، وتعلن النعمة بالأكثر.
إِسْحَاقَ
إذن يمثل لا المولود حسب الجسد بل حسب الروح خلال التجديد بواسطة نعمة الله في
مياه المعمودية، لهذا إن كانت نفوسنا لا تزال تسلك حسب الجسد، فالأمر يحتاج إلى من
يصرخ إلى الله كإِبْراهِيمُ أب الآباء: «ليت
هؤلاء يعيشون أمامك! ليتهم يتمتعون بالميلاد الجديد بنعمتك، فيصيرون «إِسْحَاقَ» الجديد!».
إن كان الله
قد وهب إِبْراهِيمُ «إِسْحَاقَ» ابنا له،
الذي يعني «ضحك» إذ ضحتك سارة في شيء من
الشك وضحك إِبْراهِيمُ من فرط الدهشة، فإن إنساننا الجديد الذي نلناه في مياه
المعمودية هو إِسْحَاقَ الحقيقي، نقبله كضحك من فرط العطية الموهوبة لنا!
«7وَلاَ
لأَنَّهُمْ مِنْ نَسْلِ إِبْرَاهِيمَ (هو أب لجمهور من
الأمم) هُمْ جَمِيعاً أَوْلاَدٌ. بَلْ «بِإِسْحَاقَ (في كل اللغات السامية يضحك أو يمزح أو يرقص أو يداعب)
يُدْعَى لَكَ نَسْلٌ». 8أَيْ لَيْسَ
أَوْلاَدُ (أَبناءَ) الْجَسَدِ هُمْ أَوْلاَدَ
اللهِ بَلْ أَوْلاَدُ الْمَوْعِدِ (الوَعدِ) يُحْسَبُونَ
نَسْلاً»(رِّسَالَةُ بُولُسَ
الرَّسُولِ إِلَى أَهْلِ رُومِيَةَ9: 7و8).
«18الَّذِي
قِيلَ لَهُ: «إِنَّهُ بِإِسْحَاقَ يُدْعَى لَكَ نَسْلٌ»(الرِّسَالَةُ إِلَى الْعِبْرَانِيِّينَ11: 18).
إلى اللقاء في بقية النبوات
0 التعليقات:
إرسال تعليق