آثار السهر والأكل بعد الساعة التاسعة مساءً
إعداد
د. القس سامي منير إسكندر
سلسلة اللياقة الذهنية
يناير 2017
آثار السهر والأكل بعد الساعة التاسعة مساءً (9:00 م)
على الإنسان وتركيزه وعمله في اليوم التالي مباشرة تتلخص في إضعاف جودة النوم
واضطراب الإيقاع اليومي، مما يؤدي إلى تدهور الوظائف المعرفية والأداء الجسدي في
اليوم التالي.
1) الآثار على جودة النوم والسهر
الأكل المتأخر، خاصة الوجبات الثقيلة أو الغنية
بالدهون والسكر، يؤثر سلبًا على نوعية النوم ويؤدي إلى السهر أو الاستيقاظ
المتكرر، وذلك للأسباب التالية:
اضطراب
الجهاز الهضمي (ارتجاع وحموضة):
يحفز الأكل المتأخر إنتاج حمض المعدة،
وعند الاستلقاء بعد الأكل بفترة قصيرة، يزيد احتمال الإصابة بالحموضة أو الارتجاع
المريئي، مما يسبب الأرق وعدم القدرة على الدخول في النوم العميق.
زيادة
التمثيل الغذائي: يحتاج
الجسم إلى العمل على هضم الطعام وامتصاصه، مما يرفع درجة حرارة الجسم ومعدل الأيض
(التمثيل الغذائي). هذا النشاط يتعارض مع عملية الاسترخاء وتخفيض حرارة الجسم
الضروريين للنوم.
تأخير
إنتاج الميلاتونين: الأكل
المتأخر، خصوصاً السكريات، يمكن أن يؤثر على توقيت إفراز الميلاتونين (هرمون
النوم)، مما يؤخر بدء النوم ويخل بالإيقاع اليومي (الساعة البيولوجية).
2) الآثار على التركيز
والوظائف المعرفية (اليوم التالي)
نتيجة للنوم السيئ المترتب على السهر والأكل المتأخر،
تتأثر الوظائف العقلية بشكل مباشر في اليوم التالي:
انخفاض
مدى الانتباه والتركيز: يُعاني
الشخص من صعوبة في الحفاظ على الانتباه لمهمة معينة، ويصبح مشتتًا بسهولة، وهي
حالة تُعرف بـ "ضبابية الدماغ" (Brain Fog).
ضعف
الذاكرة:
يتأثر تثبيت الذكريات والمعلومات الجديدة
(التي تحدث بشكل أساسي أثناء النوم العميق)، مما يقلل القدرة على التعلم والتذكر
في العمل.
تدهور
مهارات حل المشكلات: يصبح
التفكير المرن والتحليلي، الضروري لحل المشكلات المعقدة في العمل، أكثر صعوبة بسبب
الإرهاق العقلي.
3) الآثار على العمل
والأداء الجسدي (اليوم التالي)
يؤثر الأكل والسهر المتأخران على مستوى الطاقة
والفعالية في الأداء المهني والجسدي:
الإرهاق
ونقص الطاقة:
الاستيقاظ المتكرر وعدم الوصول إلى مراحل
النوم التصالحية (REM و Non-REM) يترك الجسم منهكًا وغير
مستريح.
انخفاض
الإنتاجية والدقة: يُترجم
نقص التركيز والطاقة إلى بطء في إنجاز المهام وزيادة في الأخطاء (أخطاء الدقة).
تقلب
المزاج وسوء اتخاذ القرار: يؤدي
الحرمان من النوم إلى زيادة التهيج والعصبية، مما يؤثر سلبًا على التفاعلات مع
الزملاء والعملاء، ويقلل من القدرة على اتخاذ قرارات منطقية وهادئة.
نصيحة هامة: يُنصح
عمومًا بتجنب تناول الوجبات الكبيرة والدهنية قبل ساعتين إلى ثلاث ساعات من موعد
النوم لضمان نوم مريح وأداء جيد في اليوم التالي.

0 التعليقات:
إرسال تعليق